Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Inaequali Intemperie (On Uneven Distemper)

Istanbul, Süleymaniye, Ayasofya 3593

لا تكون أعظم الفرج ولا قريبة.

فإن كان ذلك في نواحي المعدة فأحمد الجمع ما كان في الفضاء الذي في داخلها وإليه في أكثر الأمر تنفجر المدّة. وأمّا ما ينفجر إلی ما دون الصفاق فرديء.

وإذا كان ذلك في نواحي الدماغ فالجمع في التجويفين المقدّمين منه محمود والجمع تحت أمّي الدماغ وفي التجويف الذي في مؤخّر الدماغ مذموم رديء.

وأمّا في الخراجات التي تكون في نواحي الأضلاع فانفجارها يكون إلی فضاء الصدر والخراجات التي تكون في عضلها فانفجارها يكون نحو الجلد.

وأمّا الخراجات الحادثة في الأحشاء فانفجارها يكون إمّا إلی العروق التي فيها الضوارب منها وغير الضوارب وإمّا نحو الغشاء الذي يحيط بها وهو لها بمنزلة الجلد.

فإن غلب الفضل الأعضاء فبيّن أنّه ينبغي من غلبة سوء المزاج المختلف عليها أن يبطل فعلها ويفسد علی طول المدّة.

وأوّل سكون الألم عنها يكون إذا تشبّهت بالشيء الذي يحيلها ويغيّرها. وذلك أنّ الأعضاء ليس إنّما يعرض لها الألم لا عندما يكون مزاجها قد استحال وفرغ لكن في حال الاستحالة كما قد وصف من أمرها العجيب أبقراط حين قال: «إنّ الأوجاع إنّما تكون في الأعضاء في حال تغيّرها وفسادها وخروجها عن طبائعها». وإنّما يتغيّر كلّ واحد من الأعضاء عن طبيعته ويفسد إمّا بأن يسخن وإمّا بأن يبرد وإمّا بأن يجفّ وإمّا بأن يرطب وإمّا بأن يتفرّق اتّصاله. فأمّا في سوء المزاج المختلف فمن قبل أنّ العضو يسخن أو يبرد خاصّة وذلك أنّ هاتين الكيفيّتين أقوی الكيفيّات فعلاً وقد يكون ذلك من قبل أنّ العضو يجفّ أو يرطب. فأمّا في الجوع والعطش فيعرض الألم لفقد الجوهر اليابس في حال الجوع ولفقد الجوهر الرطب في حال العطش. وأمّا عند تأثير ما يؤثّر في العضو ما ينخسه أو يأكله أو يمدّده أو يضغطه أو يفسخه فحدوث الألم يكون بسبب تفرّق الاتّصال.

ومتی كانت حرارة الدم الذي في العضو الوارم حرارة هادئة وكان الدم الذي يحويه البدن كلّه معتدل المزاج لم يكد يعرض له أن يسخن بسخونة العضو العليل ومتی كانت الحرارة من الدم الذي في العضو الوارم حرارة قويّة أسخن البدن بقوّة غليانه أو إن كان الدم الذي يحويه البدن كلّه قد غلب عليه المرار فإنّه لا يلبث أن يسخن كلّه سخونة مفرطة. وأحری أن يكون ذلك متی اجتمع الأمران حتّی يكون الدم الذي في العضو الوارم قويّ الحرارة والدم الذي في البدن قد غلب عليه المرار. وأوّل ما يسخن من الدم حتّی تفرط عليه السخونة الدم الذي في العروق الضوارب من قبل أنّه في طبيعته أسخن وأقرب إلی طبيعة الروح ثمّ من بعده الدم الذي في العروق غير الضوارب. فإن كان العضو الوارم مجاوراً لبعض الأحشاء الغزيرة الدم كانت الحرارة منه تلجأ إلی الدم الذي يحويه البدن كلّه أسرع.

وبالجملة فإنّ أوّل ما يسخن من قبل كلّ شيء ما كان سريعاً إلی الاستحالة أو كان في طبيعته حارّاً. وكذلك أوّل ما يبرد من قبل الشيء الذي يبرّد إنّما هو ما كان سريعاً إلی الاستحالة أو كان في طبيعته بارداً. وأسرع ما في البدن إلی الاستحالة الروح من قبل أنّها ألطفها وأرقّها. وأسخن ما في البدن المرّة الصفراء وأبرد ما في البدن البلغم وأمّا سائر الأخلاط فالدم منها حارّ بعد المرّة الصفراء والمرّة السوداء

Work

Title: Galen: De Inaequali Intemperie
English: On Uneven Distemper
Original: Περὶ ἀνωμάλου δυσκρασίας

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥunayn ibn Isḥāq

Translated from: Syriac (close)

Date: between 856 and 873

Bibliographic information

Publication type: Manuscript

City: Istanbul
Library: Süleymaniye
Shelf mark: Ayasofya 3593 (3)
Folios: 49r-52v

City: Madrid
Library: Biblioteca Nacional
Shelf mark: 5011 (3)
Folios: 127v-137r

City: Paris
Library: Bibliothèque Nationale
Shelf mark: arabe 2847 (3)
Folios: 106r-114v