Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Inaequali Intemperie (On Uneven Distemper)

Istanbul, Süleymaniye, Ayasofya 3593

فيما قد استحال وفرغ ولذلك صارت كلّ حمّی من هذا الجنس الذي ذكرناه قبيل المسمّى أقطيقوس ليس معها ألم ولا وجع ولا يحسّ بها صاحبها أصلاً. وذلك أنّه ليست حال الأعضاء منه حال ما يكون بعضها يفعل وبعضها ينفعل إذ كانت كلّها قد صارت بحال واحدة وصار مزاجها مزاجاً واحداً متّفقاً.

وإن كان أيضاً بعضها أزيد سخونة وبعضها أزيد برداً فإنّه ليس يبلغ من فضل سخونة ما هو منها أسخن علی ما هو منها أبرد أن يؤذي ما يجاوره بسخونته ولو كان الأمر كذلك لقد كانت الأعضاء سيؤذي بعضها بعضاً وهي بالحال الطبيعيّة. فإنّ الأعضاء في تلك الحال أيضاً مختلفة في مزاجها وذلك أنّ اللحم عضو حارّ والعظم عضو بارد إلّا أنّ اختلاف هذه وغيرها ممّا أشبهها ليس معه وجع ولا ألم من قبل قلّة التفاضل بينها في الحرّ والبرد. من ذلك أنّ الهواء المحيط بالأبدان ليس يؤذيها دون أن يستحيل حتّی يفرط عليه الحرّ والبرد. فأمّا أصناف اختلافه فيما بين إفراط الحرّ وإفراط البرد علی كثرتها وبيان التفاضل بينها فإنّ الأبدان تحسّها بلا أذىً بها.

فتكاد النفس علی هذا القياس أن تكن تسكن إلی القول الذي قيل كما قال أبقراط في بعض كتبه «إنّ جميع الأمراض إنّما هي قروح». وذلك أنّ القرحة إنّما هي تفرّق الاتّصال والحرارة المفرطة والبرد المفرط يكاد أن يفرّقا الاتّصال أمّا الحرارة الشديدة المفرطة فمن قبل أنّها تفرّق وتقطع اتّصال الجوهر الذي تغلب عليه وأمّا البرد المفرط فمن قبل أنّه يجمع ويعصر الجوهر الذي يغلب عليه إلی داخل حتّی يندر منه شيء فيخرج ويضغط ما يبقی منه فيفسخه. وإن جعل جاعل هذا هو الحدّ في إفراط الحرّ والبرد فخليق أن يكون غير بعيد من أن يتوهّم عليه أنّه قد أصاب.

إلّا أنّه إن كان هذا هو الحدّ في الإفراط وإن كان الحدّ في ذلك غيره فالأمر علی حال بيّن أنّ كلّ إفراط إنّما يفهم علی طريق الإضافة إلی الشيء. وذلك أنّه ليس الذي ينال كلّ بدن من الأشياء التي هي بحال واحدة من الحرّ والبرد شيء واحد ولذلك صار بعض الحيوان يوافق ما فيه من الأخلاط بعضه بعضاً وبعضه ليست تلك الأخلاط بموافقة من البعض منه للبعض لكنّها مع ذلك مفسدة قاتلة مثل الإنسان والأفعی فإنّ لعاب كلّ واحد منهما للآخر قاتل. ومن هذا الطريق صار الإنسان إذا بزق علی العقرب وهو على الريق قتلها وأمّا الإنسان فليس يقتل إنساناً مثله إذا عضّه ولا الأفعی تقتل الأفعی ولا الثعبان الثعبان وذلك أنّ المثل موافق محبوب والضدّ عدوّ مؤذٍ. وممّا يدلّ علی ذلك أنّ جميع ما ينمي ويغتذي إنّما ينمي ويغتذي بمثله وشبهه وكلّ ما يعطب وينقض فإنّما يعطب وينقض من ضدّه ولذلك حفظ الصحّة إنّما يكون بالأشياء المشاكلة المشابهة للأبدان الصحيحة والبرء والشفاء من الأمراض إنّما يكون بالأشياء المضادّة لها. إلّا أنّ الكلام في هذا غير ما نحن فيه.

فأمّا تلك الحمّی الثابتة التي تشبّثت بالجوهر الثابت من جواهر الحيوان فإنّ صاحبها لا يحسّها. وأمّا سائر الحمّيات فليس منها شيء ليس يحسّه صاحبه إلّا أنّ بعضها ما يحسّه صاحبه ويتأذّی

Work

Title: Galen: De Inaequali Intemperie
English: On Uneven Distemper
Original: Περὶ ἀνωμάλου δυσκρασίας

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥunayn ibn Isḥāq

Translated from: Syriac (close)

Date: between 856 and 873

Bibliographic information

Publication type: Manuscript

City: Istanbul
Library: Süleymaniye
Shelf mark: Ayasofya 3593 (3)
Folios: 49r-52v

City: Madrid
Library: Biblioteca Nacional
Shelf mark: 5011 (3)
Folios: 127v-137r

City: Paris
Library: Bibliothèque Nationale
Shelf mark: arabe 2847 (3)
Folios: 106r-114v