Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Inaequali Intemperie (On Uneven Distemper)

Istanbul, Süleymaniye, Ayasofya 3593

عياناً في هذه الحال أنّ السبب في الألم والوجع إنّما هو سوء المزاج المختلف أن يدفع ذلك في الأوجاع التي تعرض من داخل أو يتعجّب كيف يعرض الوجع كثيراً للناس من غير ورم إمّا في المعی الذي يسمّی قولن وإمّا في الأنثيين وإمّا في غيرهما من سائر الأعضاء؟ وذلك أنّه ليس شيء من هذا بعجب ولا كيف تعرض الحمّی والنافض لبعض الناس في حال واحدة من قبل أنّه إذا كثر في البدن الخلط البارد البلغميّ الذي يشبّهه فركساغورس بالزجاج والخلط الحارّ الذي من جنس الصفراء حتّی يغلبا معاً علی البدن ويتحرّكا فيه وخاصّة في الأعضاء الحسّاسة فليس بعجب أن يحسّ من تلك حاله بالأمرين جميعاً. فإنّك إن عمدت إلی إنسان فأقمته في شمس حارّة ثمّ رششت عليه ماء بارداً فليس من المحال أن يحسّ معاً بحرارة الشمس وبرد الماء إلّا أنّ هاذين جميعاً في صاحب هذه الحال إنّما يناله من خارج ويناله أيضاً كلّ واحد منهما في أجزاء من بدنه عظيمة.

فأمّا في الحمّی التي يسمّيها اليونانيّون «إيفياليس» فالذي يناله من الحرّ والبرد إنّما يناله من داخل ويناله أيضاً كلّ واحد منهما في أجزاء بدنه الصغار حتّی يكون الأوّل من بدنه أجزاء عظيمة ينالها البرد إلی جانب كلّ واحد منهما جزء عظيم يناله الحرّ ويكون الثاني من بدنه جزء صغير يناله البرد أوّلاً وإلی جانبه جزء آخر صغير يناله الحرّ ولذلك صار هذا الثاني يظنّ أنّه يحسّ في بدنه كلّه بالأمرين جميعاً. وذلك أنّه لمّا كان كلّ واحد من المبرّد والمسخن مبثوثاً في أجزاء صغار جزء بعد جزء ولا يكون بعدها في الصغر غاية لم يمكن أن يوجد جزء من هذه الأجزاء الصغار حسّاً فيه واحد من الحرّ والبرد دون الآخر. وبعض من يحمّ فقد يعرض له في أوّل أخذ الحمّی له في كلّ نوبة من نوائبها أن يحسّ معها بالبرد المفرط والحرّ المفرط لكنّه ليس يحسّ كلّ واحد منهما في الموضع الذي يحسّ فيه الآخر لكن الذي يصيبه ذلك يقدر أن يفرّق تفرقة بيّنة بين ما يسخن من أعضائه وبين ما يبرد منها. وذلك أنّه يحسّ بالحرّ من داخل في نفس أحشائه ويحسّ بالبرد في جميع ما في ظاهر بدنه من الأعضاء.

ومن الحمّی حمّی يسمّيها اليونانيّون «ليفورياس» لا تزال دائمة علی هذه الحال وكذلك أيضاً جنس من الحمّيات المحرقة قتّال والنافض مع الحمّی المطبقة مع ضعف القوّة في غاية الدلالة علی غاية الموت ما الذي يعرض في هذه الحمّيات في الأجزاء الكبار هو الذي يعرض في الحمّی التي يسمّيها اليونانيّون إفيالس في الأجزاء الصغار. فإنّ سوء المزاج في هذه الحمّيات أيضاً مختلف في جميع الجهات الأخر الثانية وهو أيضاً مختلف فيمن يصيبه النافض من غير أن تلحقه حمّی وقليل ما يعرض هذا العارض إلّا أنّه علی حال قد يعرض لبعض النساء وبعض الرجال إلّا أنّه يجب لا محالة أن يكون قد تقدّمه تدبير خفض أو يكون صاحبه قد أدمن مدّة طويلة الإكثار من الطعام والشراب المولّد خلطاً بارداً نيّاً بلغميّاً بمنزلة الخلط الذي يشبّهه فركساغورس بالزجاج. ويشبه أن يكون هذا العارض لم يكن يعرض في المتقدّم أصلاً لأنّه لم يكن أحد من الناس يتدبّر بهذا التدبير من الخفض والإكثار من الطعام ولذلك نجد القدماء من الأطبّاء يحكمون بأنّه لا بدّ من أن يلحق النافض في الأبدان التي بعينها فيها حمّی.

إلّا أنّا نحن قد رأينا كثيراً ورأی غيرنا من الحدث من الأطبّاء بأنّه يحكمون لأبدان يلحق النافض حدثت ثمّ لم تلحقها حمّی. فأمّا الحمّی التي يسمّيها اليونانيّون إيفياليس

Work

Title: Galen: De Inaequali Intemperie
English: On Uneven Distemper
Original: Περὶ ἀνωμάλου δυσκρασίας

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥunayn ibn Isḥāq

Translated from: Syriac (close)

Date: between 856 and 873

Bibliographic information

Publication type: Manuscript

City: Istanbul
Library: Süleymaniye
Shelf mark: Ayasofya 3593 (3)
Folios: 49r-52v

City: Madrid
Library: Biblioteca Nacional
Shelf mark: 5011 (3)
Folios: 127v-137r

City: Paris
Library: Bibliothèque Nationale
Shelf mark: arabe 2847 (3)
Folios: 106r-114v