De Castigatione Animae (Admonition of the Soul)
Badawī 1955
الفصل الثانى
يا نفس! لا تذمى الدنيا وتقولى: هى دار خديعة ومصيدة وغرور، فإنها ليست كذلك إلا عند ذوى العقول الناقصة ومن يعرض له الجهل والنسيان. ولو كانت دار خديعة بالحقيقة لكان الإنسان منذ بدء ظهوره فيها إلى وقت خروجه منها لا يشافه منها إلا نعيماً ولذات وسروراً. ثم تأتيه المساءة حينئذ بغتةً فتزيله عن ذلك النعيم ويستحيل به ما كان فيه إلى خلاف ذلك. وليس الأمر فيها كذلك، بل إنما يرى الإنسان ينشأ فى هذه الدنيا ويتربى بأحوال مختلفة لا نظام لها: فيوماً محزون، ويوماً مسرور، ويوماً متلذذ، ويوماً متألم متوجع. والشىء إذا أظهر لك جميع ما فى طبعه فقد أنصفك ونصحك؛ وإنما المخادع من كان فى طبعه الخير والشر فأظهر لك الخير وأبطن الشر لوقت الفرصة والمكنة منك. ولست أرى أحداً نال من هذه الدنيا فرصةً إلا وأعقبه ذلك غصة وألماً. وليس هذا شرط المخادعة من قبل الدنيا، وإنما المخادعة من قبل الإنسان لنفسه، وذلك أن الإنسان الناقص هو المخادع نفسه الـمهلك لها، لا الدنيا، لأن الدنيا قد أظهرت له جميع ما فى طبعها من نعيم وبؤس. فاغتبط الإنسان
Work
Title: De Castigatione Animae
English: Admonition of the Soul
Original: K. muʿāḏalat al-nafs
Domains: Philosophy
Text information
Type: Translation
Translator:
Translated from: n/a
Date: unknown
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab
Published: 1955
Series: Dirāsāt islāmīyah
Volume: 19
Pages: 53-116
Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo
Download
psHerm-Ar_001.xml [115 Kb]