De Anima (On the Soul)
Badawī 1954
ولكن ذلك صفة شىء طبيعى له فى نفسه حال من الأحوال فى الحركة والوقوف.
وينبغى أن ننظر كيف يكون هذا فى الأجزاء، لأن العين التى نبصر بها لو كانت حيواناً كانت نفس الحيوان بصراً، لأن ما يجوز فى حد النفس هو دليل على جوهر العين، وإنما العين طينة البصر، متى ما بطلت هذه الطينة لم تكن عين ألبتة إلا باشتراك الاسم، مثل العين التى نقول إنها من حجر أو مصورة فى الحائط. وما قلنا فى الجزء ينبغى أن نقول به على كلية الجرم الحى: فكما أن الجزء يعادل الجزء، كذلك يعادل الحس جميع البدن المدرك بحسه.
وإذا نحن قلنا فى الشىء إنه ذو قوة ليحيا لم نعن شيئاً لا نفس له، بل نعنى بهذا القول ما له نفس. والبذر والثمر هما بالقوة جرم، فانه شىء ذو قوة. وكما أن القطع من القاطع والنظر من العين، كذا اليقظة انطلاشيا؛ والنفس هى مثل البصر والقوة التى هى فى الآلة؛ فأما الجرم فانه شىء ذو قوة. وكما أن الحدقة هى العين والبصر، كذلك النفس والجرم هما الحيوان.
فقد استبان أن النفس ليست مفارقة الجرم ولا شىء من أجزائها، وذلك أن انطلاشيا بعض الحيوان إنما يكون لأجزائها، ولم يستبن بعد إن كانت النفس انطلاشيا للجرم، مثل راكب السفينة.
ولكن يجعل أن النفس على المجاز بهذه الحال بجهة التمثيل.
〈تعليل هذا الحد للنفس〉
والواضح من القول إنما كون من الغامض، والمشروح من المبهم، فلزم الكلام فى النفس أيضاً. فانه ينبغى للحد أن لا تكون فيه دلالة على آنية الشىء فقط دون أن يبين عن علته. وأما فى وقتنا هذا فان الكلام إنما هو كنتائج للحدود؛ وكأن سائلا سأل عن ذى الأربع زوايا: ما هو؟ فيقال له إن ذى الأربع زوايا هو المتساوى الطولين قائم الزوايا متساوى الأضلاع. وهذا الحد
Work
Title: De Anima
English: On the Soul
Original: Περὶ ψυχῆς
Domains: Psychology, Natural philosophy
Text information
Type: Translation
Translator: anon.
Translated from: Greek
Date: between 800 and 850
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: Arisṭūṭālīs fi l-nafs. "al-Ārāʾ al-ṭabīʿīya" al-mansūb ilā Flūṭarḫas. "al-Ḥāss wa-l-maḥsūs" li-Ibn Rušd. "al-Nabāt" al-mansūb ilā Arisṭūṭālīs
Published: 1954
Series: Dirāsāt islāmīya
Volume: 16
Pages: 3-88
Publisher: Maktabat al-nahḍa al-miṣrīya, Cairo
Download
Arist-Ar_009.xml [206 Kb]