Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: De Anima (On the Soul)

Badawī 1954

عرض؛ ولا محالة أنه ليس لما ذكرنا حواس خاصة لها، وإلا ما حسنا للحس بها إلا على ما يليق بها من ذلك الحس كالذى قلنا إنما نرى ابن سفرون هو أبيض. وقد يدرك الحس بالعرض ما كان خاصاً لغيره من الحواس، وليس ذلك على حال اجتماع من الحواس. بل إنما يكون ذلك فى الحس الواحد إذا اجتمع شيئان فى شىء واحد، كمثل لون المرة وطعم مرارتها، وليس يدرك الحس هذين الشيئين إلا كشىء واحد. ولذلك يغلط: فان كان شيئاً أصفر ظن أنه مرة.

وللطالب أن يطلب لم صارت لنا حواس كثيرة، ولم يكن حساً واحداً: وإنما كان ذلك لئلا تذهب علينا لواحق الحواس المشاعة بين جميعها: وهى الحركة والشكل والعظم والعدد. ولو كان الحس واحداً كالبصر، والبصر مدرك البياض، لذهب علينا ما خلف ذلك، و[إن] كان فى الأبيض الجميع، من أجل أن اللون والجسم يلحق أحدهما الآخر فيصيران معاً. فلما كانت المشاعة السائحة بين الحواس موجودة فى محسوس آخر، استبان أن كل واحد منها غير صاحبه.

〈الحس المشترك: وظيفتاه الثانية والثالثة〉

ولكن إذ كنا مدركين لما رأينا وسمعنا، وجب بالاضطرار أن يكون إدراك البصر لما رأى: إما بنفسه، وإما بشىء غيره. أو يكون مدركاً نفسه، ومدركاً للون الموضوع. من أجل ذلك إما كان شيئان يدركان شيئاً واحداً، وإما كان البصر مدركاً نفسه. وإن كان للبصر حس هو غيره فذاك ما ذهب على القسمة إلى ما لا غاية له، أو رجع فكان مدركاً نفسه؛ ويلزم هذا القول الحس الأول. — وفى هذا أيضاً مسألة: لأنه إن كان الادراك بالبصر هو

Work

Title: Aristotle: De Anima
English: On the Soul
Original: Περὶ ψυχῆς

Domains: Psychology, Natural philosophy

Text information

Type: Translation

Translator: anon.

Translated from: Greek

Date: between 800 and 850

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān

Title: Arisṭūṭālīs fi l-nafs. "al-Ārāʾ al-ṭabīʿīya" al-mansūb ilā Flūṭarḫas. "al-Ḥāss wa-l-maḥsūs" li-Ibn Rušd. "al-Nabāt" al-mansūb ilā Arisṭūṭālīs

Published: 1954

Series: Dirāsāt islāmīya

Volume: 16

Pages: 3-88

Publisher: Maktabat al-nahḍa al-miṣrīya, Cairo

Download

Arist-Ar_009.xml [206 Kb]