De Anima (On the Soul)
Badawī 1954
يطرح الإنسان الظن الذى كان منه، وهو سالم فى الأمر لم يتألم ولا أنه نسيه ولا أنه قنع بغيره فانتقل عنه، وإما أن يقيم على ذلك الظن فيكون ظنه بالاضطرار صدقاً وكذباً 〈معاً〉. وإنما يكون ظنه كاذباً إذا ذهب علم الشىء عليه جملة، أو تغير الأمر. فلا محالة أن التوهم لا يكون من هذه التى ذكرنا أولا، ولا هو فى نفسه شىء منها.
ولكن إذا كان فى الإمكان أن يتحرك الشىء فيحرك غيره، والتوهم فيما يرى حركة وليست بكائنة بغير حس، وإنما يكون فى ذوى الحس، وفى الإمكان أن تحدث حركة عن فعل الحس فتكون بالاضطرار شبيهة بالحس — فالتوهم إذاً حركة لا يمكنها أن تخلو من الحس فلا تكون فيما لا حس له، ومن كانت له هذه الحركة فعل وتألم بها كثيراً، وفى الإمكان أن تكون هذه الحركة صادقة وكاذبة. — وإنما يعرض هذا فيها من أجل ما نحن قائلوه. إن الحس صادق فيما كان خاصاً له وقل ما فيه من الكذب. وإنما يجوز أن يغلط فيكذب إذا عرض له عارض: وليس يغلط فى أن الأبيض أبيض، ويغلط فى أن كان هذا أبيض أم الآخر، فهذا ضرب ثان من الخطأ. والغلط الثالث يكون منه فى الأمور الشائعة التابعة للأعراض: كقولك: الحركة والعظم، فانما تعرض للأشياء المحسوسة، وفى مثلها خاصةً يغلط الحس. وبين حركة فعل الثلاثة الحواس فرق: فالحركة الأولى صادقة ما كان الحس حاضراً، والأخريات كاذبات: حضر الحس المحسوس أو لم يحضر، ولا سيما إذا كان الشىء المحسوس نائياً بعيداً. — فان لم يكن مما قلنا شىء غير التوهم، وهو الذى نتكلم عليه، فالتوهم حركة من فعل الحس. وإذا كان البصر حساً 〈بالمعنى
Work
Title: De Anima
English: On the Soul
Original: Περὶ ψυχῆς
Domains: Psychology, Natural philosophy
Text information
Type: Translation
Translator: anon.
Translated from: Greek
Date: between 800 and 850
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: Arisṭūṭālīs fi l-nafs. "al-Ārāʾ al-ṭabīʿīya" al-mansūb ilā Flūṭarḫas. "al-Ḥāss wa-l-maḥsūs" li-Ibn Rušd. "al-Nabāt" al-mansūb ilā Arisṭūṭālīs
Published: 1954
Series: Dirāsāt islāmīya
Volume: 16
Pages: 3-88
Publisher: Maktabat al-nahḍa al-miṣrīya, Cairo
Download
Arist-Ar_009.xml [206 Kb]