De Anima (On the Soul)
Badawī 1954
من اللون وحده — فيبقى أنه إنما يألم من الشىء المتوسط ما بين المتلون والناظر: ولهذا يجب أن يكون بالاضطرار شىء واسط. وإذا كان المتوسط خالياً، فالناظر لا يذهب عليه الاستقصاء فقط، بل ألبتة لا يرى شيئاً.
قد قيل لأية علة كان اللون، بالاضطرار، غير مبصر إلا فى الضوء. وأما النار فمدركة رؤيتها فى الظلمة والضوء؛ وذلك بالاضطرار، لأن صقل الجو إنما يكون بالنار وما أشبهها.
وهذا القول بعينه يجرى على هذا المجرى فى القرع والرائحة، لأنه ليس منهما شىء يفعل حساً بمماسة العضو الحاس، وإنما تتغير المسافة الواسطة بالرائحة والقرع، ثم تتغير الحواس المدركة لها باتصال المسافة بها. فأما إن وضع أحد شيئاً مصوتاً على السمع، أو وضع ذا رائحة على منخره لم يدرك بحسه شيئاً منها. — وكذلك يجرى القول فى اللمس والمذاق، إلا أنه ليس بظاهر. وسيتضح كيف ذاك أخيراً، ولأية علة كان هذا هكذا. — وأما المتوسط بين الصوت والسامع فانه الهواء، وليس للمتوسط بين الشام والمشموم اسم. وذاك أن هناك عرضاً يجمع الهواء والماء فى حال الاشتمام بقدر كما أن الصفاء للون، كذلك ما فى هذين لذى الرائحة. فقد نرى ذوات الماء ولها حس الاشتمام، إلا أن الإنسان وما كان متنفساً من ذوى الأرجل ليس يمكنه إدراك الرائحة بالاشتمام إلا أن يتنفس. وسنخبر بعلة ذلك أخيراً.
〈السمع والقرع〉
وأما الآن فلنفصل القول فى القرع والاستماع. والقرع فرعان: أحدهما بالفعل، والآخر بالقوة. ومن الأشياء ما لا قرع له مثل النشافة
Work
Title: De Anima
English: On the Soul
Original: Περὶ ψυχῆς
Domains: Psychology, Natural philosophy
Text information
Type: Translation
Translator: anon.
Translated from: Greek
Date: between 800 and 850
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: Arisṭūṭālīs fi l-nafs. "al-Ārāʾ al-ṭabīʿīya" al-mansūb ilā Flūṭarḫas. "al-Ḥāss wa-l-maḥsūs" li-Ibn Rušd. "al-Nabāt" al-mansūb ilā Arisṭūṭālīs
Published: 1954
Series: Dirāsāt islāmīya
Volume: 16
Pages: 3-88
Publisher: Maktabat al-nahḍa al-miṣrīya, Cairo
Download
Arist-Ar_009.xml [206 Kb]