De Anima (On the Soul)
Badawī 1954
فالحس المدرك لهذه ومثلها ليس برطب. والدليل على ذلك أن اللسان يدرك الذوق ما لم يكن يابساً جداً ولا رطباً جداً: وهذا الإدراك يكون للرطب الأول، كمن قدم مذاقة كيموس شديد المذاق ثم ذاق غيره بعده، وكالذى يعرض للمرضى فان جميع الأشياء 〈مرة〉 فى أفواههم، من أجل أن اللسان مملوء من رطوبة ذات مرارة.
وأنواع الكيموس كأنواع الألوان: الأطراف منها متضادة كالحلو والمر؛ وأوفى من هذين ويزيدهما: الدسم والمالح؛ وبين هذين الحريف والعفص، والقابض والحامض. فهذه الضروب أكثر ما نجد من فصول الكيموس فالمذاق ما كان بالقوة ذائقاً، والمذوق هو المخرج لذلك إلى الفعل.
〈اللمس والملموس〉
والقول يجرى على هذا النحو فى اللمس والملموس، لأن اللمس إن لم يكن حساً واحداً مفرداً وكان كثيراً فى العدد، فحرى أن يكون الملموس من جهة الإدراك معادلا له فى الكثرة. ولسائل أن يسأل: أكثيرة أصناف حس اللمس؟ أو إنما هى واحد مفرد؟ — وما الجزء الحاس المدرك لحس اللمس: اللحم، أو غيره؟ أو إنما هو شىء متوسط، والحاس الأول غيره وهو داخل؟
وكل حس إنما يقضى على تضاد واحد: كالبصر على الأبيض والأسود، والسمع على الحاد والثقيل، والذوق على المر والحلو؛ فأما الملموس فان فيه تضاد أشياء: حار وبارد، ورطب ويابس، وجاس ولين، وما أشبه ذلك. — ولهذه المسألة جواب، وهذا جوابها: أن سائر الحواس 〈يدرك〉 تضاداً كثيراً: 〈مثل〉 الذى نراه فى الصوت، فان السمع يقضى على الحاد
Work
Title: De Anima
English: On the Soul
Original: Περὶ ψυχῆς
Domains: Psychology, Natural philosophy
Text information
Type: Translation
Translator: anon.
Translated from: Greek
Date: between 800 and 850
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: Arisṭūṭālīs fi l-nafs. "al-Ārāʾ al-ṭabīʿīya" al-mansūb ilā Flūṭarḫas. "al-Ḥāss wa-l-maḥsūs" li-Ibn Rušd. "al-Nabāt" al-mansūb ilā Arisṭūṭālīs
Published: 1954
Series: Dirāsāt islāmīya
Volume: 16
Pages: 3-88
Publisher: Maktabat al-nahḍa al-miṣrīya, Cairo
Download
Arist-Ar_009.xml [206 Kb]