Liber Quartorum (Book of Fours)
Badawī 1955
الغزارة ما تبلغه القوى الطبيعية. وأما قوله: «حتى صار يمنع النفس من كثير من أفعالها» — فقد تقدم القول فيه.
قال أفلاطون: وعضو العين كبير اللطف إلا أنه رسم — إلى أن قال: وهو مع ذلك متخوف منه الإعلال قبل أن يربط، إلا أنه مشارك للدماغ فى مجانسة النير.
قال أحمد: إنك تعرف بالحس صدق قول الفيلسوف فى العين: أما لطافته فلإدراكه للألوان، والدسومة ظاهرة فيه أيضاً بمعرفة أصحاب التشريح. والفيلسوف حذر جداً من الأشياء الدهنة لأنها لا تكاد تقاوم النار، والجنس الدهنى كما قاله أرسطاليس واسطانيس الطبيعيان، أعنى اليبس والرطوبة أنك إذا أضفته إلى النار كان رطباً، وإذا أضفته إلى الماء كان يابساً، وقد أخرجت فى هذا النوع من القول ما يقنع فى كتابى «فى التركيب والإضافات». وأحوج ما يكون إليه المنتحل لهذه الصنعة معرفة هذا الجنس من العلم. واعلم أن هذه الطبائع اختلف تركيبها جداً حتى كادت كثرةً أن لا يحاط بكليتها وماهيتها، وصار كل شىء مخصوص بشىء معدوم فى غيره مما هو منسوب إلى طبعه. المثال: أن من العقاقير ما يتفق فى الطبائع ويتفاوت فى كثير من العلم. فنحن مضطرون إذاً أن نخبر عن جنس كل شىء وما يخصه ويظهر من أثره إذا كنا غير واثقين بمن يأتى من بعدنا أن يبلغ من رأيه أن يستدل من التركيب الأول على مجانسة الأشياء وكيفياتها والعلة فيما يخص ويعم. فلهذا وضع الفيلسوف الكتاب الثالث والرابع الذى مثل فيه العمل. ولولا ذلك لكان مستغنياً بما حكاه فى الفصل الأول من هذا الكتاب من الاستدلال بكتاب إقليدس وقوله أيضاً إن الأشياء اختلفت من جهة التركيب، وقوله إنه متخوف منه الإعلال قبل أن يربط، فإن القوى المربوطة بهذا العضو لطيفة جداً، والعضو المربوط رخو والقوة تنحل عنه بسرعة.
وقد وضع الفيلسوف أعمالاً يمنع بها القوى الغريزية من مفارقة الشىء حتى يربطه
Work
Title: Liber Quartorum
English: Book of Fours
Original: K. al-rawābīʿ
Domains: Philosophy
Text information
Type: Translation
Translator: Ṯābit ibn Qurra
Translated from: n/a
Date: between 860 and 901
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab
Published: 1955
Series: Dirāsāt islāmīyah
Volume: 19
Pages: 119-239
Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo
Download
psPlato-Ar_001.xml [311 Kb]