Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

pseudo-Plato: Liber Quartorum (Book of Fours)

Badawī 1955

أعضاء الإنسان خلق للنفس ومن أجله، وأن كل ذلك مطيع للنفس والنفس المستولية عليها.

قال أفلاطون: فانظروا إلى تدبير الإله ودقته وكيف تحل الأنفس مع قدرته؛ فاقتدوا به وإن كنتم منقوصين ضعفاء!

قال أحمد: تدبر قول الفيلسوف هذا، وانظر إلى اجتهاده فيما يكشف لك وما يطلب لك من المثال الذى يحفد فى علته والتقدير الذى تقتدى به! ألا ترى أن الإله — عز وجل — مع إرادته لحل النفوس وقدرته على ذلك لا يعجل ولا يحمل على الشىء ما ليس فى وسعه واحتماله؟ فالواجب على الرجل المحب للعلم والإدراك أن يقتدى فى الرفق والتأنى بالكامل القدرة المتمكن من الأشياء، لا سيما وهو منقوص ضعيف كما وصفه الفيلسوف؛ وفى امتثاله أمر الشيخ ما يجمع له الفضيلتين: الاقتداء بالله جل ثناؤه، ونيل المراد.

قال أفلاطون: واجعل هذه الأعضاء أيضاً دليلاً، فإنما جعلت للتصفية والحل، لا لغير ذلك — إلى أن قال: وإن جعلت أيضاً للنفس فكذلك.

قال أحمد: يقول الفيلسوف ويأمر أن نجعل الآلات التى نصفى بها العمل كالأعضاء التى فى الإنسان. ويقول إنما جعلت الأعضاء فى الإنسان ليفرق بها بين اللطيف والكثيف.

قال أفلاطون: وبالأعضاء ما قبل الشىء المتغاير وصار من الشىء مثله. قال أحمد: إنه بين عند ذوى الألباب أن تولد المنى من استحالة الأغذية بنضج الأعضاء لها وعملها فيها. فقد بان أن لعمل الأعضاء يستحيل من الشىء ما يخالفه فى الهيئة والتركيب فيكون منه مثله أيضاً، إذ من الحشائش والنبات والأغذية المعروفة فيها الحركة وما يوجد فى الإنسان والحيوان يتولد الإنسان والحيوان، وبالأعضاء ما يكون من الإنسان الإنسان، ومن الحيوان الحيوان.

قال أفلاطون: وكيف لا يكون كذلك، وقد جمع بين الماء والنار؟!

Work

Title: pseudo-Plato: Liber Quartorum
English: Book of Fours
Original: K. al-rawābīʿ

Domains: Philosophy

Text information

Type: Translation

Translator: Ṯābit ibn Qurra

Translated from: n/a

Date: between 860 and 901

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān

Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab

Published: 1955

Series: Dirāsāt islāmīyah

Volume: 19

Pages: 119-239

Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo

Download