Historia Animalium (History of Animals)
Badawī 1977
وبقى على حالة إلى زمان الشيب ومات معهن. وإنما يكون هذا الوجع من قبل حرارة، إذا كانت الرحم سخنة يابسة، وسخونتها ويبسها يجذبان الرطوبة إلى ذاتها. وإذا جذبت أمسكت [٢٩٤] تلك الرطوبة ولم تدعها تسيل ولا تنزل. فإذا كانت حال الرحم على ما وصفنا وجذبت الزرع إلى ذاتها، ولم يكن معه مخلوطاً زرع الذكر، يجتمع ويتولد منه البضعة التى تسمى «مولى». وهذا الاجتماع شبيه بما يتولد فى أرحام الطائر من البيض الذى يسمى بيض الريح. فتلك البضعة لا تسمى حيواناً، لأنها ليست من خلط زرع كليهما، ولا هى غير متنفسة لأنها تشبه المتنفس، وهى مثل ما يجتمع فى رحم الطائر من بيض الريح. وإنما تبقى تلك البضعة زماناً كثيراً لحال الرحم، ولأن رحم الطائر إذا صار فيها زرع الأنثى تربى وتغذى وتتحرك العروق. فإذا نفخ فم الرحم مرةً، خرج منه بيض متتابعاً مراراً شتى؛ وليس فيما بين ذلك شىء يمنع. — فأما الحيوان الذى يحمل ويلد حيواناً مثله، فقوة رحمه تتغير إذا نشأ ما فيها، ولا سيما لأنه يحتاج إلى غذاء مختلف باختلاف الزمان، فالرحم 〈تنضج〉 وتلقى ما فيها. فأما البضعة فلأنها لحم ليست هى حيوان، لا تثقل الرحم ولا تلجئها إلى الورم والالتهاب. ولذلك ربما أقام هذا الداء زماناً كثيراً حتى تموت النساء اللاتى يعرض لهن — إن لم يحدث فيما بين ذلك سقم آخر بسعادة البخت، كما عرض للائى أصابهن اختلاف من قرح المصارين.
وهو مشكوك إن كان هذا العرض من قبل حرارة، أو من قبل الرطوبة أعنى اجتماع البضعة التى وصفنا، أو من قبل كثرة برودة الرحم؟ ونقول إن حرارة الرحم لا تكون كبيرة حتى تنضج، ولا تكون باردة جداً حتى تدع وتخلى باقى الرحم، فيقع. ولذلك يكون الداء من مثل ما يعرض للحم الذى يطبخ: فإنه إذا لم يحكم طبخه، أقام حيناً كثيراً لا ينضج. وإن البضعة التى
Work
Title: Historia Animalium
English: History of Animals
Original: Περὶ τὰ ζῷα ἱστορίαι
Domains: Zoology, Biology, Natural philosophy, Natural science
Text information
Type: Translation
Translator: Usṭāṯ
Translated from: n/a
Date: between 810 and 830
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: Arisṭūṭālīs: Ṭibāʿ al-ḥayawān
Published: 1977
Pages: 5-503
Publisher: Wikālat al-maṭbūʿāt, Kuwait
Download
Arist-Ar_010.xml [0.9 Mb]