Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

pseudo-Aristotle: Liber De Causis (Discourse on the Pure Good)

Badawī 1955

فى العقول الاول بنوع كلى. والصور التى هى للعقول الأول بنوع كلى هى فى العقول الثوانى بنوع جزئى. وللعقول الأول قوى عظيمة لأنها أشد وحدانية من العقول الثوانى السفلية. وللعقول الثوانى السفلية قوى ضعيفة لأنها أقل وحدانيةً وأكثر تكثيراً وذلك أن العقول القريبة من الواحد الحق المحض أقل كميةً وأعظم قوة. والعقول التى هى أبعد من الواحد الحق المحض أكثر كمية وأضعف. فلما كانت العقول القريبة من الواحد الحق المحض أقل كمية عرض من ذلك أن تكون الصور التى تنبجس من العقول الأول انبجاساً كلياً متوحداً تنبجس من العقول الثوانى انبجاساً جزئياً متفرقاً.

ونختصر فنقول: إن الصور التى تأتى من العقول الثوانى هى أصعب انبجاساً وأشد تفرقاً؛ فلذلك صارت العقول الثوانى تلقى أنوارها على الصور الكلية التى فى العقول الكلية فتجزئها وتفرقها لأنها لا تقوى أن تنال تلك الصور على حقيقتها وصورتها إلا بالنوع الذى يقوى على نيلها، أعنى بالتفريق والتجزئة. وكذلك كل شىء من الأشياء إنما ينال ما فوقه بالنوع الذى يقوى على نيله، 〈لا〉 بالنوع الذى عليه الشىء المنال.

١٠ — باب آخر

كل عقل يعقل أشياء دائمة لا تدثر ولا تقع تحت الزمان، وذلك أنه إن كان العقل دائماً لا يتحرك، فإنه علة لأشياء دائمة لا تستحيل ولا تقع تحت الكون والفساد. وإنما صار العقل كذلك لأنه يعقل بأنيته، وأنيته دائمة لا تستحيل ولا تتغير. فإن كان

Work

Title: pseudo-Aristotle: Liber De Causis
English: Discourse on the Pure Good
Original: Kalām fī maḥḍ al-ḫayr

Domains: Philosophy

Text information

Type: Epitome

Date: between 810 and 830

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān

Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab

Published: 1955

Series: Dirāsāt islāmīyah

Volume: 19

Pages: 3-33

Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo

Download