Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

ترده! فإنه قبيح بك أن تقدم على الفحص كيف كانت أمور قد كنت أقررت بأنها كانت، ولا سبيل لك إلى العلم بذلك.

وقال فى السابعة عشرة وهى آخر مقالات الكتاب: وقد بلغ من حكمة القادر البرغوث وقدرته أنا نجده يخلقه وينميه ويعدو 〈على〉 أضلاعنا ولا يكلف. وإذا كنا نجد فى هذا الحيوان الذى قد بلغ من خساسته أن يتوهم المتوهم أنه إنما كان عن غير تعمد حكمة هذا مبلغها، فكم بالحرى ينبغى أن يتوهم فضل حكمة البارى وقدرته فى أصناف الحيوان الجليلة القدر! فهذه إحدى المنافع العظام التى نستفيدها من علم الطب، أعنى من طريق أنا محتاجون إلى الدلالة على قوة الله، إذ كان قوم يرون أن هذه القوة ليست بموجودة أصلا، فضلا عن أن يكون يعنى بمصالح الحيوان.

وقال جالينوس أيضا فى كتابه فيما يعتقدونه رأيا، وقد ذكر الله تعالى، فإنه شفاه من علة مؤيسة، فقال: ولذلك أعتقد إعظامه وتبجيله، وأتبع فى ذلك الشريعة والسنة، وأقبل ما أمر به سقراطيس من قول ما أمر الله به.

فبدى ما ذكرناه من هذه الأقاويل الجليلة عن هؤلاء القدماء الأفاضل الذين يقرون فيها بالله تعالى وبرسله، وبالوحى وبالثواب والعقاب، لم يشف بعد عمى هذا الشقى المغرور، ونحن نقول إن ما أحضرناه كاف لمن آثر الحق، ومال إلى الصدق. ولو علمت أن الزيادة تنفع من لم ينتفع بما تقدم ذكره، لزدت من أقاويل هؤلاء وغيرهم ممن هم فى طبقتهم مثل فثاغورس وافيقروس ودمقرايطيس وزينون وأمثالهم، ومن أقاويل أفاضل من الحدث مثل الكندى، وحسبك به جلالة وفضلا، فإنه قد أطنب فى هذه المعانى وخاصة فى كتابه فى الفلسفة الخارجة فى الرد على الثنوية ومثل حنين واسحاق وابنه، وغيرهم من أهل العلوم العقلية. فإن حنينا، على أنه على ضد مذهب التوحيد، قد وضع مقالة فى التوحيد، ووضع أيضا مقالة فى صحة الرسل. ولكنى أكتفى بما ذكرته لما فيه من توبيخ وتنبيه لمن يرجى له الفلاح والصلاح. وأما من لم ينتبه لما نبهناه، فليعد من الموات، أو من البهائم التى لا يؤثر فيها التوبيخ والعتب. فقد قيل لبزرجمهر: ما بالكم لا تعاتبون الجهلة؟ فقال: لأنا لا نريد من العميان أن يبصروا.

ولنرجع إليك، أيها المحب للأدب، فنقول: إنه إذا صحت أمانتك بما تقدم القول به من الإقرار بالله جل وعز، ومن المحبة له والاعتراف بحقه، والإقرار برسله، والتمسك برسائله، فعليك بالعبادة له بما يرضيه. ولن تقدر على ذلك، دون أن تصلح أخلاقك، وتعدل أفعالك، ولا يمكنك ذلك حتى تعلم 〈أن〉 أصول قوى النفس هى ثلاث قوى، كما بين ذلك القدماء من الطبيعيين والأطباء. فإن جالينوس

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992