Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

واعتلت بانو أخت الرشيد، فلم يزل جبريل يعالجها بأنواع العلاج، فلم تنتفع به. فاغتم الرشيد بعلتها، فقال ذات يوم: إن ماسويه الكحال قال لنا أنه خدم فى البيمارستان للمرضى، أربعين سنة، فليدخل على عليلتنا! فلعل عنده فى أمرها حيلة. فأحضر جبريل وماسويه. فقال ماسويه لجبريل: بماذا عالجتها منذ أول يوم اعتلت إلى هذا اليوم؟ فلم يزل جبريل يصف ما عالجها به. فقال ماسويه: أما العلاج فصالح، والتدبير مستو، ولكنى أحتاج أراها. فأدخل إليها. فلما نظر إليها، وتأملها، وجس عرقها، قال لأمير المؤمنين: طول البقاء لك، يا أمير المؤمنين! هذه تقضى بعد غد، ما بين ثلاث ساعات إلى نصف الليل. فقال جبريل: لا بل تعيش، وتبرأ! فأمر الرشيد أن يجلس ماسويه فى بعض دوره، فى القصر. فقال: والله لأغرفن ذلك، ولأسبرنه! فوالله ما رأينا بعلم الشيخ بأسا. فلما حضر الوقت الذى حده، توفيت. فلم يكن للرشيد همة حين دفنها، حتى جلس، وأحضر ماسويه، فساءله، وأعجب به، وكان أعجمى اللسان، ولكن كثير التجارب. فصيره نظير جبريل بن بختيشوع فى الرزق، والمعونة، والأنزال، والمرتبة، وغير ذلك.

ثم اتخذ ماسويه علماء، وحكماء، يعلمون ابنه يوحنا، فخرج فاضلا فى أهل عصره فى العلم. وكذلك جبريل أيضا علم بختيشوع ابنه، فخرج أديبا، فاضل النفس. فلما توفى الرشيد، وتوفى ماسويه، وأفضت الخلافة إلى المأمون، صار يوحنا طبيب المملكة، وأقر الناس أنه ما خدم ولد العباس قبله مثله.

فما ذكرته من هذه الأخبار فى هذا الباب كفاية فى الدلالة على منزلة الأطباء، بحسب مراتبهم من صناعة الطب عند الملوك، وأفاضل الناس.

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992