Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

وزمان الحداثة، ثم الخدمة لهم فى أعمال الصناعة، لتقتنيها اقتناء صحيحة. فإن منها تترقى إلى صلاح نفسك أيضا، إن كان قد فاتتك الدربة الشافية بكتب الشرائع.

ولأن أهلها، لما علموا أن الإنسان مؤلف من شيئين، هما النفس والجسم، وأرادوا إصلاح الإنسان، أثبتوا فى كتبهم، مع مصالح الجسم، مصالح النفس، والأخلاق أيضا. ولذلك لما رمت فى هذا الكتاب جمع ما ذكروه فى مواضع متفرقة، من آداب النفس، وتقويم الأخلاق، مع مصالح الجسم، قفوت أثرهم، وسرت فى طريقهم، لكى ينساق القليل الرياضة بما قالوه فى طرقهم، ويسلك سبلهم، فيصل بذلك إلى علمهم.

فإن تكن ممن يترقى على نظام، وقد شوقه ما قرأه من هذه الجمل إلى معرفة أصولها، ومن أين هى مأخوذة، فإنى أرشدك إلى ذلك من حيث أنت طبيب. فعليك من كتب معلمنا الفاضل جالينوس بكتابه فى الأخلاق وهو أربع مقالات، وبمقالته فى أن قوى النفس تابعة لمزاج البدن، وبمقالته فى تعرف المرء عيوب نفسه، وبمقالته فى أن الأخيار ينتفعون بأعدائهم، وبما شاكل هذه المعانى من أقاويله.

وأما إن علوت منزلة الأطباء، وأردت أن تكون طبيبا فاضلا، فعليك بمقالته التى بين فيها أن الطبيب الفاضل فيلسوف، ثم بكتابه فى آراء بقراط وفلاطن، ثم بكتابه فى البرهان. فإنك تبلغ المراد من آداب النفس ومصالحها. ولست أقول لك أنك لا تجد هذه الآداب، 〈إلا فى تلك الكتب〉 فقط، لكن جميع أهل العقول فى الملل المختلفة، والأمم السالفة، قد قالوا فى ذلك أقاويل كثيرة، 〈و〉وصفوا أصولها، وفروعها، لأنها عقلية. وإنما أرشدتك، من كتب الآداب، إلى كتب معلميك، وخاصة منهم إلى كتب جالينوس، إذ كنت طبيبا، وبكتب هذا الفاضل تعنى، فلك بها غنىً عن غيرها.

ومن كتبه أيضا تعلم ما تتعمده لجسمك من مصالحه، إن كنت قد تنبهت إلى ذلك، مما أوجب به لك فى الباب الأول من كتابى هذا. فإن أول كتبه التى منها تعلم ما لابد لك من علمه من حفظ الصحة، هو كتابه فى تدبير الأصحاء، وله من جزئيات ذلك مقالات، تقف عليها من ذلك الكتاب، ومن كتابه فى مراتب قراءة كتبه، ومن مقالته فى الحث على تعلم صناعة الطب، ومن مقالته فى أجزاء الطب، ومن غير هذه من أقاويله.

ومن قراءتك أقاويله هذه، تعلم أن بقاءك بنوعك، لا يتم إلا بالزوجة، لتنسل. والزوجة، والنسل، لا يتم بقاؤهما، إلا بمثل ما به تبقى شخصك، من قوت، وكسوة، ومنزل، وسائر ما به يتم البقاء، وتنحفظ الصحة. وبغير شك أنه يجب أن تعنى باكتساب جميع ذلك، وحفظه لوقت الحاجة إليه. ولاكتساب ذلك طريقان: أحدهما بمباشرتك الأعمال التى منها يقتنى ويوصل إليه بجسمك،

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992