Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

يمحص الرب الذنوب، ويجيب الدعوات، ويوصل إلى كل محبوب. فلذلك وأمثاله ينبغى أن يكون أول الأفعال الصلاة، وذلك يكون فى الجزء الأخير من الليل. ثم يجب أن ينعطف من صلاته إلى قراءة جزء من كتب شرعه، إذ هو الآمر له بالخيرات، والباعث له على الصالحات. ثم يعدل إلى قراءة ما قد رتبه له من كتب الطب، حسب ترتيب القدماء لذلك.

فإذا توجب له الخروج إلى مرضاه، عاد فصلى صلاة الصبح النهارية، وسأل الله تبارك وتعالى أن ينجح سعيه، وأن يشفى المرضى على يديه، وخرج بنية صادقة إلى مرضاه، الذين قد نالتهم أنواع المكاره، وعيونهم ساهرة من عظم البلاء، فى حال ما كان هو نائما معافيا، فيحمد الله على ما وهبهه له كثيرا، ويسأله المعونة على برئهم. فإذا وافى المريض، وسأله عن حاله، وعرف أخباره، طيب نفسه، ووعده بالبرء والسلامة. فإن يكن المريض، أو من يخدمه، يعون ويفهمون، وصف أدويته وأغذيته، بل أثبتها لهم، فإن ذلك أسلم له، ولهم. وإن لم يكن 〈هناك〉 من يعى، تولى هو إصلاح ما يحتاج إليه بيده. فإن لم يتهيأ له ذلك، لم يصف له شيئا، لأن سكوته عن وصفه لمن لا يعى، ولا يؤمن منه الخطأ، هو أصلح للمريض، وللطبيب.

وبعد أن يستوفى العيادة لمرضاه، فيجب أن يعود إلى مجلسه المرسوم له، فيجلس لمن يجيئه من المرضى، ويحسن المساءلة. ولم أذكر هاهنا كيف ينبغى أن تكون مساءلته للمرضى، ولا كيف ينبغى أن يكون المرضى، ولا كيف ينبغى أن يكون خدمهم، لأنى قد أفردت لكل معنىً من ذلك بابا وسمته به، يأتى فيما بعد، بعون الله. ولكن على الطبيب أن يوسع خلقه، ويحتمل من المرضى ضجرهم، وأى كلام، يسمعه منهم بغير تحصيل، لا يحفل به. ولكن عليه أن يحصل من جميع ما يسمعه ما ينتفع به فى برء المريض، وما سوى ذلك، لا يفكر به.

وليس ينبغى للطبيب أن يمنع المريض من كثرة ما يشكيه، فيظهر ضجرا من ذلك، لأنه ربما أورد فى كلامه علامات يستدل منها الطبيب على ما ينتفع به، ويستشهد بها على صحة مرضه. وينبغى للطبيب أن يكون فيه رحمة، ولا يتم ذلك إلا بتقوى وخوف من الله جل وعز. وإذا كان الطبيب كذلك لم يسمع منه إلا بالصدق، ولم يفعل إلا الخير مع سائر الناس كافة.

وإذا فرغ من حوائج الناس، ثم أخذ فى مصالح جسمه، من استحمام، وأكل، وشرب، فعليه أن يعدل ذلك لجسمه، حسب ما يوافقه، بالكمية والكيفية، وبحسب الزمان والمكان. وإن احتاج إلى الأكل مع غيره، فلا يتبع فى أكله وشربه محاباة الأصحاب، بل يأخذ من كل أمر طبيعى، بحسب الواجب،

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992