Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

وبمقدار الحاجة، لا بحسب اللذة، ويكون هو المعلم لغيره الصواب فى ذلك. وليجد مضغ ما يأكله، وليمتص ما يشربه. والأحمد للطبيب أن لا يجالس شراب النبيذ، لأنه يضيع زمانه، ويشغل مكانه. وليحذر أيضا مخالطة الأحداث، وكثرة المزاح، فإنه ينشط عليه الجاهل والوقاح.

ولا ينبغى للطبيب أن يجاذب النساء، لئلا يسقط عند العامة والرؤساء. ولا يصلح للطبيب كسب الأموال من التجارة، لئلا يقطعه 〈ذلك〉 عن العلم، ويكسبه الخسارة. ولا يصلح للطبيب التشاغل باللعب والملاهى، لئلا يسخف، ويصير واهيا. ولا يليق بالطبيب الملق، فإنه خلو خلق. ولا يحسن بالطبيب الحسد، فإنه يسقطه عن كل أحد.

وينبغى للطبيب إذا أراد شرب النبيذ، ألا يشربه إلا للانتفاع به، وأكثر ما يمكنه ذلك، إذا شربه وحده. وأحمد أوقات شرب النبيذ له أول الليل، بعد انهضام طعامه، لأنه حينئذ ينفذ الغذاء، ويعين الكبد بحرارته المعتدلة على هضمها لصفوة الغذاء دما، لأن الخمر أقرب الأشياء إلى كون الدم. ويجب أن يشرب من الخمر والماء، بحسب ما يوافقه، ويكون شربه قليلا قليلا، ومنادمته لأهل علمه، أعنى قراءة كتبهم. ولا يزال تارة يقرأ، وتارة ينسخ، وهو بين ذلك يشرب، إلى حين النوم.

فهذا ما كان ينبغى أن أذكره من إصلاح الطبيب لجسمه، كما ذكرت إصلاحه لنفسه فى الباب الذى قبل هذا. وفيما ذكرته فى هذا الباب من مصالح الجسم كفاية لذوى الألباب، والمحبين للآداب.

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992