Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

فأما الأشياء التى تضرهم، وتدنى منهم، بالجور عليهم، فامتنع عليهم، بحسب رأيى. قال جالينوس: إن بقراط يحلفنا كيف نستعمل صناعة الطب، طلبا لمنفعة المرضى. وذلك أن الطب فقط يمكن فيه بتلك الأشياء بأعيانها التى ينتفع بها، أن تضر. فيجب إذا على من كان من شأنه أن يكون طبيبا فاضلا، أن يكون إنما تصرفه فيما ينتفع به المرضى. وما أحسن قوله فى استثنائه فى قوله «بقدر طاقتى»! وذلك أن كثيرا من الناس تجدهم يضرون بالمرضى ولا ينفعونهم كثير منفعة، بغير إرادة. فأما الذين يمكنهم أن ينفعوا المريض، ولا يفعلون ذلك، فقوم سوء أشرار، وذلك أن الفكر منهم ردئ، لا صناعتهم! وهم الذين يجترئون على تجاوز هذه الأيمان. وأما بقراط، فبحسب رأيه يضمن أن يمتنع من جميع الأشياء التى تضر، ويعطى جميع الأشياء التى تنفع. وقد أحسن بقراط فى استثنائه وقوله «بحسب رأيى». وذلك أن 〈ما〉 امتحن فى جميع الأشياء، إنما هو الرأى، وهو الذى منه يظن بالإنسان أنه خير أو شرير. ترى من ذلك إنا نجد كثيرا خلقا فعلوا فعلا رديئا، ولم يجاوزوا على ذلك، عندما احتج عليهم. فإن ما كان منهم 〈حدث〉 بغير إرادة، ولا معرفة. وكثير من الناس فكروا فى فعل الشر، فلم يفعلوه، فنزل بهم الحكم.

ثم قال: إن من أمكنه أن يمنع الأشياء التى تضر، ولم يحب أن يفعل، فهو الإنسان الشرير، المجاوز العهد. وأما الذى يحب أن يفعل الخير، غير أنه لا يمكنه فعله، فليس هو سببا للبلية، لأنه لم يمكنه صرفها.

وينبغى لك أن تستوصى بوصية بقراط التى وصى بها نفسه، فإنه قال: لا أشق أيضا عن من فى مثانته حجارة، بل أترك ذلك لمن كانت صنعته هذا العمل. وليس ينبغى لك أن تفعل ذلك فى الشق عن الحجارة فقط، لكن 〈أيضا〉 فى أمثاله، كقدح العين، وبزل الماء، ونظائرهما من أعمال اليد التى لها قوم قد تفردوا بها، لئلا تدخل نفسك فيما ليس من عملك، فتهلك المرضى، وتهلك!

ولا ينبغى للطبيب أن يعالج مريضا، لم يتحقق عنده مرضه، لئلا يوقعه فى مرض آخر، ولعله أن يكون أعظم من الأول، فيحتاج أن يعالج من العلاج. ولا ينبغى للطبيب أن يسقى دواء مسهلا، إلا بعد حذر وتوق، فإن وجب عنده إعطاؤه، فيجب أن يستجيده، ويقوم على إصلاحه، ويختار له الزمان والوقت 〈المناسبين〉، فإن الصيف والشتاء يكرهان للاستفراغ، وخاصة وسطيهما، وكذلك وسطى النهار والليل.

ولا ينفع الطبيب مدح الأشرار، وأهل الخداع، له. فلذلك لا ينبغى له أن يسر بذلك، لأنهم مخادعوه بحمدهم، ومحتالون لاستعباده، واستقراض رحله؟؟ بشكرهم. ولا ينبغى للطبيب أن يحفل بذم ذام له

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992