Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

الباب الثالث عشر فى أن الطبيب يجب له التشريف بحسب مرتبته من صناعة الطب من الناس كافة ولكن تشريفه من الملوك وأفاضل الناس ينبغى أن يكون أكثر

ونقول إن من ذم الطبيب فى نفسه، فمن الفضل كشف جهله، لأنه من أدون طبقات الناس. والدليل على ذلك أنك لا تجده يستغيث — إذ عرض له مرض — بأهل، ولا بإخوان، لكن بالطبيب فقط، فعند ذلك يفتضح رأيه هذا، ويبين جهله. وأيضا فقد تقدم لنا القول بأن الله تعالى هو الشافى للمرضى، الحافظ لصحة الأصحاء، فهو الطبيب حقاً، وهو تبارك علم الناس ما به يحفظون صحتهم، وما به يعالجون أمراضهم. فمن ذم صناعة الطب، فقد ذم أفعال البارئ عز وجل.

وأما من ذم، من أهل صناعة الطب، القوم الذين قد رضوا منها بالاسم، والتكسب، فقط فإنى لا ألومه على ذمهم، لأنهم قد جعلوا ترسمهم بها خدعا، ومخاريق، وشباكا، ومصايد، يصطادون بها كثيرا من الناس، ويكتسبون بذلك دراهمهم. ولعمرى إنهم للذم، والسب، مستحقون، لما لم يجهدوا أنفسهم فى إصابة حقيقة صناعتهم. ولما عدموا حقيقتها، صاروا يدبرون المرضى بجهل. فهم على المرضى أشد من الأمراض، بما يكسبونهم من الآفات، والعطب.

ولذلك وجب على أهل العقول إكرام المتحققين بصناعة الطب، وقاصدى حقيقتها. ومن المعلوم أن هؤلاء هم أصحاب عدل، وعفة، وشجاعة، ورأفة، وقناعة، ونصفة يؤثرون الصدق، ويأبون الكذب، ويكرهون الآثام، ويبعدون عن الحرام. فكل عادل، عفيف، منصف، رؤوف، ذى أخلاق فاضلة، فهو يعرف، بما فيه من الفضل، فضل صناعة الطب، وأهلها.

ولما كان الملوك والرؤساء، بما خصهم الله به من أنواع السعادات، يؤثرون السعادات، ويحبون الفضائل، وأهل الفضل، أكثر من غيرهم، ممن دونهم، وجب لذلك أن تكون عنايتهم بتقويم هذه الصناعة، أكثر من غيرهم، لتتضح حقيقتها، ويظهر نفعها للخاص، والعام، فيبين شرفها، فتكون الملوك العانيون بتقويمها، وبكشف حقيقة ما فيها، أعظم نفعا للناس منها،

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992