Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

شيافا وما عمل منها كحلا، وما عمل منها قطورا، وضمادا، وغير ذلك من أدويتها. وإذا كان معالجا بالحديد لعلل العين المحتاجة إلى ذلك، فيلزمه أن يعلم صور الآلات التى يعالج بها، ولم صورت 〈هكذا〉، واتخذت ذلك الشكل، كالمهت المستعمل فى قدح العين من الماء النازل إليها. فإنه مع علمه بذلك، فقد علم موضع الماء، وكيف يسهل ثقب المهت، بقرنه الثلاثة، ونفوذه فى الطبقة القرنية، وكيف يحدر بتلك القرن الماء، ويستقصى إحدار ما لا يتم، بما له قرنتان، أو أربع، أو أكثر من ذلك.

وهكذا ينبغى أن يعلم ذلك فى آلة آلة. فليكتف ذو الفطنة بما ذكرته من ذكر هذه الجمل، والمسائل، وليعلم أن بمثل هذه الطرق، يقدر على محنة صنف صنف من أصناف الأطباء.

ومن ذلك أن المجبر يلزمه أن يعلم ما فى كل عضو من العظام، وشكل عظم عظم، ووضعه، وبأى صنف من أصناف التركيب هو مقارن لقرينه، أو لقرنائه، من عظام ذلك العضو، وما الذى يحيط بتلك العظام من العضل، ولأى الحركات هى محركة، وكم مبلغ عددها، وكيفية أشكالها. فإن المجبر إذا فاته معرفة ما ذكرناه، عجز من أمر علاج الجبر، بحسب ما فاته من ذلك. وكذلك إن جهل صورة شد كل عضو، وأنواع رفائده، وأضمدته ولطوخاته لم يتم له علاجه، وكذلك ما سوى ذلك مما ذكرناه.

وكذلك القول فى الفصد. فإنه من أجزاء الطب جزء قد أكثر الناس استعماله، وتعاطاه كل أحد من أهل صناعة الطب، حتى أحداثهم، ومن ليس له خبرة بواجباته. قد أعدوا لهم مواضع، يقصدهم إليها كل أحد، من صلح له، ومن لا يصلح، فيفصد كل من أتاه، بغير توقف، ولا حذر، بسبب العوض الحقير. ولو كان الفاصد بغير علم، يعرف قدر ما يستخرجه من جسم الإنسان من الدم، وعظم نفعه، ويعلم أن قوام بدن الإنسان هو بالدم، أكثر من سائر أخلاطه، وأن الطبيعة لم تعمل

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992