Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

القول فى الأمعاء والطحال والمرارة والكلى والمثانة

وينبغى للطبيب أيضا أن يصرف عنايته إلى علم جواهر بقية الأعضاء الخادمة، وما منافع كل واحد منها، ليعلم بذلك بما يصلحه. فإنه لا يغنيه فى بقاء الجسم، وحفظ صحته، صلاح حالات المخدومة، دون صلاح الخوادم. وهذه الأعضاء هى من الخوادم التى جعلها البارئ تعالى فى الرتبة الثالثة لخدمة المعدة. والأمعاء الدقاق الثلاثة، أعنى المتصل بالبواب، والإثنى عشرى، والصائم، مع ما جعلت طرقا ليتقدم منها ما قد فرغت المعدة من عمله، فإن لها منفعة أخرى، وهى أن العروق الدقاق التى ترد إليها من الكبد، المسماه الماساريقى، وتفسيرها المصافى، خلقت لتجتذب صفو الغذاء إلى الكبد، ليصير فيها دما. ولذلك عوجت هذه الأمعاء تعويجا كثيرا. فأما باقى الأمعاء، فهى الغلاظ، فالمنفعة فيها أنها طرق فقط لتنقية ما تبقى من الثفل.

ولذلك يجب العناية ببروزه وخروجه منها، إن قصرت الطبيعة عن إخراجه. ولذلك يلزم الخادم للطبيعة، وهو الطبيب، أن يعلم كيف ينبغى أن يكون إخراجه، وذلك أن إخراج الثفل، وتسهيل بروزه، يحتاج إلى تفقده يوما يوما. فإنه كما أن الحاجة إلى الغذاء يوما فيوم، كذلك الأمر فى خروج أثفاله. فأول معين فى بروز الثفل بسهولة، هو أن يكون الغذاء سريع الانهضام، ولا يصعب على المعدة إنضاجه، لكن يكون قد أنضج وسحق بعد النضج، بالصنعة والطبخ من خارج، ثم بالفم. ثم ينبغى أن يكون الغذاء فى مزاجه مشابها لمزاج المغتذى به، إذا كان صحيحا.

ومما يعين خروج البراز فى الأمزجة الباردة، وفى المعد المستولى عليها البرد والبلغم، خلط الأشياء الملطفة بالأغذية، لتعين على تولد الصفراء، وتحريكها، وصبها إلى الأمعاء، لتحث البراز على الخروج. وهذه الأشياء الملطفة هى الأشياء الحريفة، كالكمون، والكرويا، والدارصينى والزنجبيل، والفلفل. وللعسل فيما ذكرناه أعظم فعل، لأنه مما يلطف، 〈و〉ينضج البلغم، ويعين على كونه دما. ومما ينفع فى ذلك منفعة عظيمة شرب الخمر وهو صرف، أو قريب من الصرف. وفى الشتاء يكون مزاجه بالماء الحار، والأنبذة المائلة إلى الحلاوة نافعة فى ذلك.

وإن تخلفت الأمعاء عن دفع البراز، لبرد مزاجها، أو لبلغم قد كثر وغلظ فيها، أو ليبس ما صار إليها من الثفل، أو لعظم رياح قد تولدت من نوع الغذاء، فيلزم الطبيب الحيلة لإخراجه بالحقن بالأشياء المسخنة للأمعاء، والمذيبة للبلغم، والطاردة للرياح، والمزلقة أيضا، كالخطمية المضروبة فى ماء العسل والزيت، وكماء قد طبخ فيه كمون وخطمية، أو حلبة وكمون، وخلط مع ذلك

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992