Ibn al-Nadīm: K. al-Fihrist (The Catalogue)

وكانوا يخالطون السلاطين ويواكلونهم وكان من رؤسائهم ابو الحسن الدمشقى وقتل مانى فى مملكة بهرام بن سابور ولما قتله صلبه نصفين النصف الواحد على باب والاخر على الباب الاخر من مدينة جنديسابور ويسمى الموضعين المار الاعلى والمار الاسفل ويقال انه كان فى محبس سابور فلما مات سابور اخرجه بهرام ويقال بل مات فى الحبس والصلب لا شك فيه وحكى بعض الناس انه كان احنف الرجلين وقيل الرجل اليمنى ومانى ينتقص سائر الانبياء فى كتبه ويزرى عليهم ويرميهم بالكذب ويزعم ان الشياطين استحوذت عليهم وتكلمت على السنتهم بل يقول فى مواضع من كتبه انهم شياطين فاما عيسى المشهور عندنا وعند النصارى فيزعم انه شيطان

قول المانوية فى المعاد

قال مانى اذا حضرت وفاة الصديق ارسل اليه الانسان القديم الها نيرا بصورة الحكيم الهادى ومعه ثلثة الهة ومعهم الزكوة واللباس والعصابة والتاج واكليل النور ويأتى معهم البكر الشبيهة بنسمة ذلك الصديق ويظهر له شيطان الحرص والشهوة والشياطين فاذا رآهم الصديق استغاث بالالهة التى على صورة الحكيم والالهة الثلثة فيقربون منه فاذا رأتهم الشياطين ولت هاربة واخذوا ذلك الصديق والبسوه التاج والاكليل واللباس واعطوه الركوة بيده وعرجوا به فى عمود السبح الى فلك القمر والى الانسان القديم والى النهنهة ام الاحياء الى ما كان عليه اولاً فى جنان النور ثم يبقا ذلك الجسد ملقا فتجتذب منه الشمس والقمر والالهة النيرون القوى التى هى الماء والنار والنسيم فيرتفع الى الشمس ويصير الها ويقذف باقى جسده التى هى ظلمة كله الى جهنم فاما الانسان المحارب القابل للدين والبر الحافظ لهما وللصديقين فاذا حضرت وفاته حضر اولئك الالهة الذين ذكرتهم وحضرت الشياطين واستغاث ومت بما كان يعمل من البر وحفظ الدين والصديقين فيخلصونه من الشياطين فلا يزال فى العالم شبه الانسان الذى يرى فى منامه الاهوال ويغوص فى الوحل والطين فلا يزال كذلك الى ان يتخلص نوره وروحه ويلحق بملحق الصديقين ويلبس لباسهم بعد المدة الطويلة من تردده فاما الانسان الاثيم المستعلى عليه الحرص والشهوة فاذا حضرت وفاته حضرته الشياطين فاخذوه وعذبوه واروه الاهوال فيحضر اولئك الالهة ومعهم ذلك اللباس فيظن الانسان الاثيم انهم قد جاءوا لخلاصه وانما حضروا لتوبيخه وتذكيره افعاله والزامه الحجة فى ترك اعانته الصديقين ثم لا يزال يتردد فى العالم فى العذاب الى وقت العاقبة فيدحى به فى جهنم قال مانى فهذه ثلث طرق يقسم فيه نسمات الناس احدها الى الجنان وهم الصديقون والثانى الى العالم والاهوال وهم حفظة الدين ومعينى الصديقين والثالث الى جهنم وهو الانسان الاثيم

كيف حال المعاد بعد فناء العالم وصفة الجنة والجحيم

قال ثم ان الانسان القديم يأتى من عالم الجدى والبشير من المشرق والبناء الكبير من