Fawāʾid min kitāb al-ġiḏāʾ li-Abuqrāṭ tafsīr Ǧālīnūs (Useful Points Derived from Galen's Commentary on Hippocrates' Nutriment)
Garofalo 2013
جاذبة باسم الجذب ومرضاً حارّاً باسم الحرارة، فننسق لكلّ واحد من هذه الأشياء اسماً من اسم فعله، ولمّا كان الأفعال في أبداننا كثيرة كان في أبداننا قوی كثيرة علی عدد الأفعال، ولمّا كان المجتمع منها شيئاً واحداً هو الحياة التي لنا كانت الطبيعة تجمع هذه القوی كلّها.
(٩) الأغذية قد تنفع الأبدان وقد تضرّها إمّا بكمّيّتها وإمّا بكيفيّتها وإمّا باختلاف زمانها وإمّا بترتّب تناولها فتفهم ذلك، ونفعها وضررها إمّا بجميع الأعضاء وإمّا ببعض الأعضاء دون بعض، وقواها التي تفعل بها ذلك إمّا أن تكون أفعالها ظاهرة معروفة وإمّا ⟨غير⟩ ظاهرة مجهولة، فما كان معروفاً قال الأطبّاء فيه هذا النفع أو الضرر له علّة، وما كان مجهولاً قالوا فيه هذا بغير علّة، ويريدون بذلك أنّه بغير علّة مقرونة أو معروفة ... منطق بها، وتفهم ذلك.
(١٠) منافع الغذاء الخاصّيّة به من حيث هو غذاء خالص من القوی الدوائيّة هو أن يقوّي البدن وينمي اللحم ويزيد في الروح والحرارة الغريزيّة ويرطّب الأعضاء وينقص من يبسها الذي يزداد كلّ يوم ويخلف عليها بدل ما انحلّ منها ويشبّهها.
(١١) ما يتولّد في البدن عن الأغذية من القروح وغيرها، فذلك يكون لا عن قواها الغذائيّة لكن عن قواها الدوائيّة، وبعض ذلك يكون عن فعل الطبيعة وهو دفعها الفضول عن الأعضاء الرئيسة وإجرائها إيّاها عن البدن إمّا بالبراز وإمّا بالبول وإمّا بالعرق وإمّا بالمخاط والبصاق والوسخ وغير ذلك، وربّما دفعتها فلم تخرج ولحجت في بعض الأعضاء إمّا لضعفها وإمّا لغلظ الموادّ وإنّها لم ينفذ فيها، وإمّا لسدد وإمّا لغير ذلك، فتولّدت منها القروح والأورام، وقد تتولّد القروح والأورام وغيرها من غير أن تكون الطبيعة دفعت فضولاً لكن من قبل ضعف العضو الذي يظهر فيه أو من قبل عرض آخر مثل جرح أو صدمة أو غير ذلك فيلزم من هذا أن يكون بعض الفضول التي تخرج عن البدن أو عن الأعضاء الرئيسة بفعل الطبيعة ويسمّی طبيعيّاً، وبعضها بغير فعل الطبيعة ويسمّی عرضيّاً.
(١٢) الأدوية هي المقوّية للطبيعة، وذلك أنّ إنّما نتّخذها لنقوّي بها لطبيعة ولننهضها فتفعل أفاعيلها، وذلك أنّ من الأدوية ما يقوّي الطبيعة ومنها ما ينضج الأخلاط النيّة ومنها ما يستفرغ الأخلاط الزائدة أو الرديئة الكيفيّة ومنها ما يأخذ الأخلاط الرديئة من الأعضاء الشريفة ويذهب بها إلی الأعضاء الدنيّة.
(١٣) كما أنّ لكلّ واحد من الحيوان طبيعة غير طبيعة الحيوان الأخر، كذلك لكلّ واحد من الأعضاء طبيعة خاصّيّة غير طبيعة العضو الآخر وطبيعة البدن كلّه هي التي تعمّ جميعها فلذلك قال أبقراط: الطبيعة واحد وكثير، فتفهم ذلك.
(١٤) العلاج بالأغذية التي فيها قوی دوائيّة أفضل من العلاج بالأدوية التي [ليس] فيها قوی غذائيّة فتفهم ذلك.
(١٥) وينبغي أن تحذر استعمال الأدوية اللّهمّ إلّا أن يضطرّك إليها أمر من الأمور فتستعملها وتحرص أن تخلط بها ما يصلحها من الأشياء التي فيها قوی غذائيّة أو تعين علی القوی الغذائيّة.
Work
Title: Fawāʾid min kitāb al-ġiḏāʾ li-Abuqrāṭ tafsīr Ǧālīnūs
English: Useful Points Derived from Galen's Commentary on Hippocrates' Nutriment
Domains: Medicine
Related to
Title: In Hippocratis De Alimento
English: On Hippocrates' Nutriment
Original: Εἰς τὸ Ἱπποκράτους περὶ τροφῆς
Domains: Medicine
Text information
Type: Epitome
Date: between 1010 and 1060
Bibliographic information
Publication type: Article
Author/Editor: Garofalo, Ivan
Title: Il commento di Galeno al De alimento e gli estratti di Ibn Riḍwān
in: Galenos
Published: 2013
Volume: 6
Pages: 130-139