Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Nominibus Medicinalibus (On Medical Names)

Meyerhof 1931

لم نؤاتهم الى ذلك فقلت للمخاطب لى دع هؤلاء يبحثون عن هذا الذى يريدون البحث فيه واسمع منى انا ما اقوله فى امر هذا المريض، اقول انه بعد يوم واحد يعرق عرقا كثيرا وتقلع عنه الحمى اقلاعا لا معاودة له.

ومن شأن الاطباء فى سائر المدن الاخر ان يستحيوا على حال ممن هو اعلم منهم ولا يباهتوه، واما فى مدينة رومية فالاطباء من القحة وقلة الحياء امر عجيب، من ذلك انهم لا يدعونى انا ان انعم عند المريض الذى اجتمع معهم عنده نعمة واحدة فضلا عن ان اقول شيئا بل يبادرونى الى الكلام ويسدون فمى حتى كأنهم يحيطونه بكلامهم الذى هو هذيان لا معنى له. فتجدهم مرارا كثيرة يقولون ان المريض على خطر عظيم وفى شدة شديدة. ولكنا نحن لسنا متكهنين ولا باصحاب زجر ولا ممن يحكم بأحكام النجوم وانما تعلمنا ان نداوى المريض لا ان نتكهن على ما سيكون من امره، فان جاءنا انسان قد تقدم فنظر فى هذا الباب سمعنا منه ما يقول. ومرارا تجدهم لا يقتصرون على هذا من القول لكن يستعملون المكابرة ويتضاحكون بقلة حيائهم ممن يقول ان عنده من ذلك علما، وفى اوقات اخر ينكرون ان احدا من الاطباء ذكر فى كتاب شيئا من سابق العلم بما سيكون من امر المريض. واذ كانت هذه حالهم فما الذى يمكن الانسان ان يفعل اذا ابتلى بجماعة منهم وهم على هذا من النذالة والضعة، وهو رجل قد نشأ فى الحياء وتعوده؟ ايقول انه ينبغى له ان يلتمس عند جميع المرضى ان يتبين من من الاطباء ذكر هذا الباب فى كتبه وانه ليس يمكن | الطبيب ان يداوى مداواة جيدة دون ان يتقدم فيعلم بسابق العلم ما سيحدث من امر المريض، ام يقول انه ينبغى ان يمسك ويتغافل عن هذا كله ويقتصر على ان يذكر ما سيكون فى آخر الامر ويمضى فى سبيله من غير ان يحتج عن نفسه بشىء فى ان قوله ما يقول ليس هو من طريق التلمس بل من قبل علامات ودلائل يجدها فى بدن المريض فيستدل بها على ما سيكون بطريق سابق العلم؟

اما انا فأقول ان هذين امران ايهما فعله الانسان لم تحمد عاقبته، وان اخذت فى تحديد سوء العواقب المحدودة فى هذه الابواب طال بذلك كلامى. واذا كان الامر كذلك فالانفع فيما احسب ان اقول فى ذلك قولا ينقطع به الشك والحيرة، وهو ان من كان يريد ان يكون ذا يسار وجدة او ذا مقدرة وعزة فى مدينته فينبغى له ان يؤثر تعاطى تلك الامور كلها. فاما من كان محبا للحق مؤثرا له وكان قد اقنعه قول فلاطن حيث يقول «ان الحق مقدم عند الله على جميع الخيرات ومقدم عند الناس ايضا على جميعها» فينبغى له ان يقرأ سائر كتبى ويقرأ كتابى هذا خاصة الذى قصدت فيه لأبين ان العناية بامر الاسماء والالقاب والحرص عليها..... ليسا هما شيئا واحدا بعينه وانما لم يمكن ان نعبر على معانى الاشياء ونشرحها بالقول دون ان نضع لها اسماء والقابا تعرف بها. ومن اراد ان يجرى امره هذا المجرى فينبغى له اولا ان يعود نفسه متى تكلم ان يستثنى فى قوله ان هذا يسمى او يلقب او يدعى كذا وكذا. وبعد هذا ينبغى — ان كان لا علم له بما جرت به عادة القدماء فى ذلك او كان عالما به الا انه هو يريد ان | يستعمل الاسماء والالقاب على غير ما استعملها القدماء — ان يستثنى فى قوله ان هذا يسمى او يلقب بكذا وكذا، ولا يفعل كما قد جرت عادة اهل هذا العصر بأن يقولوا ان هذه الحمى هى شطر غب.

فان ابقراط وهو اول من ذكر هذا الاسم فى كتاب فيمن عرفناه من اصحاب الكتب انما قال «واما الحمى التى تسمى شطر الغب فقد تعرض معها امراض حادة ». فبقراط لم يقل انها شطر الغب انما قال انها تسمى شطر الغب، على انه لو نسب الاسم الى نفسه لكان اولى بان يصدق او يقبل قوله من جميع هؤلاء السوفسطائيين الذين فى هذا الدهر.

Work

Title: Galen: De Nominibus Medicinalibus
English: On Medical Names
Original: Περὶ τῶν ἰατρικῶν ὀνομάτων

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥubayš ibn al-Ḥasan

Translated from: Syriac (close)

Date: between 850 and 890

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Meyerhof, Max
and Schacht, Josef

Title: Galen über die medizinischen Namen

Published: 1931

Series: Abhandlungen der preussischen Akademie der Wissenschaften. Philosophisch-historische Klasse

Volume: 3

Pages: 1-21

Publisher: Verlag der Akademie der Wissenschaften, Berlin

Download

Galen-Ar_015.xml [108 Kb]