Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Nominibus Medicinalibus (On Medical Names)

Meyerhof 1931

الحمى هى تغير حركة نبض العروق بسبب العصب، وعلى هذا المثال يمكن الانسان التكلم عليها بكل واحد من سائر الاسباب الاخر من غير ان يقدر على برهان يضيفه الى كلامه. ومما يعادل ذلك القول ايضا هذه الاقوال ان الحمى تغير اللون الطبيعى بسبب رداءة الاخلاط والحمى هى تغير اللون الطبيعى بسبب العفونة والحمى هى تغير اللون الطبيعى بسبب الورم المسمى فلغمونى وهو الورم الحار وكذلك بسبب الورم المسمى سقيروس وهو الورم الصلب وبسبب سفاقيلس وهو فساد العضو وبسبب اوديما وهو الورم الرخو وبسبب آفة تكون فى الاحشاء. فان الانسان يقدر متى حدث فى اللون الطبيعى تغير او فى نبض العروق بسبب واحد من هذه الاشياء ان يسميه حمى ويكون فى فعله ذلك شبيها باراسسطراطس يسن سننا ويبتدع اسماء بديعة لا ياتى على شىء منها بيان ولو جسمس لا من نفس دلالة اللفظ ولا من استعمال الناس.

اما انا فاعلم ان الصبيان اذا حموا احسوا بالحمى فدع من قد جاوز حد الصبا، فتراهم ساعة يحمون يرمون بانفسهم ويقولون انهم محمومون. ولم يزل الناس ايضا على قديم | الدهر قبل ان يكون اراسسطراطس اذا اصابتهم حرارة نارية قالوا انهم محمومون وكذلك جميع من كان بعده. فانك لا تجد اراسسطراطس اقنع احدا بقوله هذا الا النفر اليسير الذين هم اهل القنوع بمثل هذا. ومع هذا فقد يجب ان كانت الحمى انما هى خاصية من خاصيات حركة النبض ان لا يكون احد منا نحن فضلا عن غيرنا يعلم متى ابتدأته الحمى ولا يعلم بتة انه محموم. ولكنا نجد الناس كلهم يعلمون ان كانوا محمومين ما داموا فى وقت حماهم يحترقون نارا ونجدهم لا يحتاجون فى ذلك الوقت الى مسئلة الطبيب هل هم محمومون بل انما يسئلون عن حماهم هل هى حمى خبيثة رديئة عسرة البرء او هى عظيمة شديدة الا ان برءها لا يعسر. فاما اذا هم وجدوا التباسا وتغيروا عن الحال الطبيعية ورأوا ذلك يسيرا فحينئذ يشكون حقا ويحتاجون الى مسئلة الطبيب عن امورهم هل بهم حمى بالحقيقة او لا. وهم لعمرى فيما يفعلونه من ذلك على غاية الصواب، اذ كان التغير اليسير جدا والزوال عن الحال الطبيعية الى الحال الخارجة عن الطبيعة فى اوله هو امر لا يقف عليه الا الطبيب الحاذق، وكان تزيد الزوال وخروجه عن المقدار الكبير جدا فى كل واحد من الاشياء الطبيعية قد يقف عليه ويعرفه عوام الناس فضلا عن غيرهم.

فالناس كلهم يسمون الحرارة النارية حمى، واما اراسسطراطس فيصرف هذا الاسم الى واحدة من حركات نبض العروق الخارجة عن الطبيعة من غير ان يكون يقدر ان ياتى فى ذلك بدليل من دلالة نفس اللفظ كما فعل بروديقوس او من استعمال واحد من | الناس لهذا الاسم. ثم انه مع هذا يقصد الى الشىء الذى لا يسميه واحد منا حمى فيسميه حمى، ويترك الشىء الذى يسميه جميع الناس حمى بلا اسم. فان هذا هو العجب ان يكون لا يرضى بان ينقل الاسم عن الشىء الذى يعرفه جميع الناس الى شىء لا يعرفه احد من الناس حتى يدع الشىء الذى يعرفه جميع الناس عامة بلا اسم بتة. وهو فى فعله هذا شبيه بانسان قدم فى المثل من بلاد الهند او من بلاد النوبة بحيوان غريب فجعل يأمر الناس بان يسموا ذلك الحيوان فرسا ويذم من سمى الحيوان الصهال فرسا. وانت تعلم ان من فعل ذلك فلقائل ان يقول له فى البدعة التى ابتدعها والقضية التى قضى بها: «نعم ايها الحكيم نحن نقبل منك ونسمى هذا الحيوان الذى جئتنا به فرسا على ما امرت، ولكن اخبرنا ايضا كيف يجب ان نسمى هذا الذى لم نزل نسمى فرسا فانه ليس يجوز ان ندع مثل هذا الحيوان ومقدار انتفاع الناس به المقدار الذى هو عليه بلا اسم. وقد كان مطلقا لنا فيما سلف ان نقول يا غلام ايتنا بالفرس وامض بالفرس واسرج الفرس، والآن قد حظرت علينا هذا الاسم فاخبرنا باى اسم نسمى هذا الحيوان

Work

Title: Galen: De Nominibus Medicinalibus
English: On Medical Names
Original: Περὶ τῶν ἰατρικῶν ὀνομάτων

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥubayš ibn al-Ḥasan

Translated from: Syriac (close)

Date: between 850 and 890

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Meyerhof, Max
and Schacht, Josef

Title: Galen über die medizinischen Namen

Published: 1931

Series: Abhandlungen der preussischen Akademie der Wissenschaften. Philosophisch-historische Klasse

Volume: 3

Pages: 1-21

Publisher: Verlag der Akademie der Wissenschaften, Berlin

Download

Galen-Ar_015.xml [108 Kb]