Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Nominibus Medicinalibus (On Medical Names)

Meyerhof 1931

الامر عند هؤلاء ايضا ولكنهم من البعد عن ادراك ذلك وتيقن معرفته على مقدار لا يمكن ان تحيط به الصفة. واذ كان الامر على هذا فقد بان ان آل ساطورس لا يعرفون طبيعة الدم التى هى طبيعته بالحقيقة فضلا عن طبيعة | ما سواه اذ كانوا ينكرون ان يكون اكثر الفلاسفة علما واجلهم يقدر ان يقف على معرفة ذلك بالحقيقة ويزعمون ايضا انهم ليس يطلبون معرفة هذه الطبيعة التى يعرفها الفلاسفة ولا علم لهم بها. وذلك ان ساطورس الذى لا يرضى ان يكون الناس يعرفون الدم ليس يبحث عن عناصر هذا العالم ولا عنده معرفتها فيلزمه من ذلك انه ان كان لا يطلق لجميع الناس ان يشيروا الى هذه الطبيعة ولا الى طبيعة الدم باسم تعرف به فهو اول ممنوع من ذلك بما جشم به نفسه.

ولكنه يقول انا اعلم بالحقيقة ان الدم يغذو البدن واما جل الناس فليس منهم واحد يعلم ذلك. ومتى قال هذا القول فقد جعل للانسان سبيلا الى التذمر والغيظ عليه. ولو كان ممن لا يغضب اصلا اذ كان انما هو انسان يثلب اصحابه ويعنفهم بالجهل بأشياء هو غير عالم بها ويظن بان المعرفة بالقحل مثلا هى العلم بالحال فى تغيير القحل لبدن الانسان اذا ورد عليه كيف يكون. وذلك لان المعرفة بالقحل هى معرفة تكون من ادراكه بالحس، والعلم بافعاله غير المعرفة به، وانما يكون ذلك بطول التجارب وتعقد الامارات والدلائل المناسبة. وانا احسب ان الجواهر اقدم عند الناس وان ما من شأنها ان تفعله مؤخر عندهم فى الزمان. فالقيصوم اذا فى المثل ينبغى ان يعرف اولا ثم من بعد ذلك ينبغى ان يبحث عن افعاله، وعلى هذا المثال يجرى الامر فى الافسنتين والخريق والقنطريون والمشكطرا مشيع والسليخة وكل واحد من الاشياء الموجودة. فالدم | اذا ينبغى لهم ان ٮعرفوه اولا ثم يعلموا بعد ذلك انه يغذو البدن كما قد قال ذلك قوم من الاطباء، لكن الانسان لا يجد مساغا الى الرد عليهم ولا الى البرهان انه يغذو البدن بتة. وذلك لانه ينبغى ان يقع اولا الاجتماع على الشىء الذى فيه الكلام اى الاشياء الموجودة هو ثم من بعد ذلك ينظر فى قوته وفعله ما هو. فانك ان كنت انت تصرف هذا الاسم الى شىء ما وانا اصرفه الى شىء آخر لم يمكن ان نتفق انا وانت فى وقت من الاوقات.

فأقول انك فى المثل تعنى بقولك دم الخلط الاحمر الذى فى البدن وان انسانا آخر من سائر الناس يعنى بقوله دم الخلط الابيض من اخلاط البدن، اقول انه متى جرى الامر على هذا فلا بد ضرورة من ان تبقى المنازعة بينكما واقعة الى ما لا انقضاء له ولا غاية ما دمتما تتحكمان فى معنيين مختلفيين. واذ كان الامر على هذا فالواجب اذا ان يقدم اولا الشرح عن الذى يريده كل واحد من الخصمين بقوله دم ما هو ثم يصيران الى البحث عن فعله من بعد ذلك. فأما ان يترك الانسان موافقة المناظر له على الشىء الذى فيه المناظرة والاجتماع معه عليه فأخذه فى تحديد لقب ذلك الشىء واسمه الذى يعرف به من الوجوه التى شأنه الضحك فيها. وانا اقول ان هذا انما يصير الى البحث عن الامور انفسها مصير انسان يتراجع الى خلفه تراجعا يحيد به عن الاستقامة وانه انما يحتاج فى ذلك الى رجل من اصحاب القوموذيا يصلح لمثل | هذا ان يهزأ بمثل هؤلاء السوفسطائيين لا الى رجل من اهل الوقار والفهم. واما انا فاكتفى فى الرد على هؤلاء بان يكون ما يتناقضون به يبلغ بهم الى حد التراجع الحائد عن الاستقامة المأخوذ من القوموذيا، وذلك لانى لست ارى ان فيما اقوله لهم منفعة بتة اذ كانوا اقواما حالهم هذه الحال فى الخروج عن الامور التى قد اجتمع الناس عليها كافة. فانا بهذا السبب ادع مناظرتهم وارجع الى ما كنت فيه فعساه ان ينتفع بذلك احد منهم اذا فهم ولو هذه

Work

Title: Galen: De Nominibus Medicinalibus
English: On Medical Names
Original: Περὶ τῶν ἰατρικῶν ὀνομάτων

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥubayš ibn al-Ḥasan

Translated from: Syriac (close)

Date: between 850 and 890

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Meyerhof, Max
and Schacht, Josef

Title: Galen über die medizinischen Namen

Published: 1931

Series: Abhandlungen der preussischen Akademie der Wissenschaften. Philosophisch-historische Klasse

Volume: 3

Pages: 1-21

Publisher: Verlag der Akademie der Wissenschaften, Berlin

Download

Galen-Ar_015.xml [108 Kb]