Liber De Causis (Discourse on the Pure Good)
Badawī 1955
جميع الأشياء التى تحته ويحيط بها، وذلك أن كل ما كان أولاً للأشياء وعلة لها فهو ماسك لتلك الأشياء ومدبر لها ولا يفوته منها شىء من أجل قوته العالية.
فالعقل إذن رئيس جميع الأشياء التى تحته وممسكها ومدبرها، كما أن الطبيعة تدبر الأشياء التى تحتها بقوة العقل؛ وكذلك العقل يدبر الطبيعة بالقوة الإلهية. وإنما صار العقل يمسك الأشياء التى بعده ويدبر لها وتعلو قوته عليها لأنها ليست بقوة جوهرية له، بل هى قوة القوى الجوهرية لأنه علة لها. والعقل يحيط بالأكوان الطبيعية وما فوق الطبيعة — أعنى النفس فإنها فوق الطبيعة، وذلك أن الطبيعة تحيط بالكون والنفس تحيط بالطبيعة، والعقل يحيط بالنفس، فالعقل إذن يحيط بالأشياء كلها. وإنما صار العقل كذلك من أجل العلة الأولى التى تعلو الأشياء كلها لأنها علة العقل والنفس والطبيعة وسائر الأشياء. والعلة الأولى ليست بعقل ولا نفس ولا طبيعة، بلى هى فوق العقل والنفس والطبيعة لأنها مبدعة لجميع الأشياء، إلا أنها مبدعة العقل بلا توسط، ومبدعة النفس والطبيعة وسائر الأشياء بتوسط العقل. — والعلم الإلهى ليس كالعلم العقلى ولا كعلم النفس، بل هو فوق علم العقل وعلم النفس، لأنه مبدع العلوم. والقوة الإلهية فوق كل قوة عقلية ونفسانية وطبيعية لأنها علة لكل قوة؛ والعقل ذو كلية لأنه أنية وصورة، وكذلك النفس ذات كلية، والطبيعة ذات كلية. وليس للعلة الأولى كلية، لأنها أنية فقط. فإن قال قائل: لا بد من أن تكون لها كلية — قلنا: كليتها لا نهايتها، وشخصها الخير المحض المفيض على العقل جميع الخيرات، وعلى سائر الأشياء بتوسط العقل.
٩ — باب آخر
كل عقل فإنه مملوء صوراً، إلا أن من العقول ما يحيط بصور أكثر كلية، ومنها ما يحيط بصور أقل كلية. وذلك أن الصور التى فى العقول الثوانى السفلية بنوع جزئى هى
Work
Title: Liber De Causis
English: Discourse on the Pure Good
Original: Kalām fī maḥḍ al-ḫayr
Domains: Philosophy
Text information
Type: Epitome
Date: between 810 and 830
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab
Published: 1955
Series: Dirāsāt islāmīyah
Volume: 19
Pages: 3-33
Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo
Download
psArist-Ar_001.xml [63 Kb]