Liber De Causis (Discourse on the Pure Good)
Badawī 1955
لم يبق حياً ويبقى أنياً، لأن الأنية لا ترتفع عنه، ويرتفع «الحى» لأن العلة لا ترتفع بارتفاع معلولها؛ فيبقى الإنسان أنياً: فإذا لم يكن الشخص إنساناً كان حيواناً، وإن لم يكن حيواناً كان أنياً فقط.
فقد بان ووضح أن العلة الأولى البعيدة أكثر إحاطة وأشد علة للشىء من علته القريبة. من أجل ذلك صار فعلها أشد لزوماً للشىء من فعل علته القريبة. وإنما صار هذا على هذا لأن الشىء إنما ينفعل أولاً من القوة البعيدة، ثم ينفعل ثانياً من القوة التى هى دون الأولى، والعلة 〈الأولى〉 قد تعين العلة الثانية على فعلها، لأن كل معلول علة تفعله العلة الثانية والعلة الأولى أيضاً لكنها تفعله بنوع آخر أعلى وأرفع. وإذا رفعت العلة الثانية 〈عن〉 معلولها لم تفارقه العلة الأولى، لأن فعل العلة الأولى أعظم وأشد لزوماً للشىء من فعل علته القريبة. وإنما ثبت معلول العلة الثانية بقوة العلة الأولى، وذلك أن العلة الثانية إذا فعلت شيئاً أفاضت العلة الأولى التى فوقها 〈على ذلك الشىء من قوتها، فتلزمه〉 لزوماً شديداً وتحفظه.
فقد بان ووضح أن العلة الأولى هى أشد علةً للشىء من علتهن القريبة التى تليه، وأنها تفيض قوتها عليه وتحفظه، ولا تفارقه مفارقة علته القريبة، وقد تبقى فيه وتلزمه لزوماً شديداً على ما بينا وأوضحنا.
٢ — باب آخر
كل أنية بحق إما تكون أعلى من الدهر وقبله، وإما مع الدهر، وإما بعد
Work
Title: Liber De Causis
English: Discourse on the Pure Good
Original: Kalām fī maḥḍ al-ḫayr
Domains: Philosophy
Text information
Type: Epitome
Date: between 810 and 830
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab
Published: 1955
Series: Dirāsāt islāmīyah
Volume: 19
Pages: 3-33
Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo
Download
psArist-Ar_001.xml [63 Kb]