Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

pseudo-Aristotle: Liber De Causis (Discourse on the Pure Good)

Badawī 1955

لم يبق حياً ويبقى أنياً، لأن الأنية لا ترتفع عنه، ويرتفع «الحى» لأن العلة لا ترتفع بارتفاع معلولها؛ فيبقى الإنسان أنياً: فإذا لم يكن الشخص إنساناً كان حيواناً، وإن لم يكن حيواناً كان أنياً فقط.

فقد بان ووضح أن العلة الأولى البعيدة أكثر إحاطة وأشد علة للشىء من علته القريبة. من أجل ذلك صار فعلها أشد لزوماً للشىء من فعل علته القريبة. وإنما صار هذا على هذا لأن الشىء إنما ينفعل أولاً من القوة البعيدة، ثم ينفعل ثانياً من القوة التى هى دون الأولى، والعلة 〈الأولى〉 قد تعين العلة الثانية على فعلها، لأن كل معلول علة تفعله العلة الثانية والعلة الأولى أيضاً لكنها تفعله بنوع آخر أعلى وأرفع. وإذا رفعت العلة الثانية 〈عن〉 معلولها لم تفارقه العلة الأولى، لأن فعل العلة الأولى أعظم وأشد لزوماً للشىء من فعل علته القريبة. وإنما ثبت معلول العلة الثانية بقوة العلة الأولى، وذلك أن العلة الثانية إذا فعلت شيئاً أفاضت العلة الأولى التى فوقها 〈على ذلك الشىء من قوتها، فتلزمه〉 لزوماً شديداً وتحفظه.

فقد بان ووضح أن العلة الأولى هى أشد علةً للشىء من علتهن القريبة التى تليه، وأنها تفيض قوتها عليه وتحفظه، ولا تفارقه مفارقة علته القريبة، وقد تبقى فيه وتلزمه لزوماً شديداً على ما بينا وأوضحنا.

٢ — باب آخر

كل أنية بحق إما تكون أعلى من الدهر وقبله، وإما مع الدهر، وإما بعد

Work

Title: pseudo-Aristotle: Liber De Causis
English: Discourse on the Pure Good
Original: Kalām fī maḥḍ al-ḫayr

Domains: Philosophy

Text information

Type: Epitome

Date: between 810 and 830

Bibliographic information

Publication type: Book

Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān

Title: al-Aflāṭūnīyah al-muḥdaṯah ʿind al-ʿarab

Published: 1955

Series: Dirāsāt islāmīyah

Volume: 19

Pages: 3-33

Publisher: Maktabat al-nahḍah al-miṣrīyah, Cairo

Download