Alexander of Aphrodisias: Quaestio I 2: De colore (Problems and Solutions I 2: On Colour)
II. Περὶ χρώματός τινα.
Τὸ χρῶμα ὡρίσατο Ἀριστοτέλης πέρας τοῦ ὡρισμένου διαφανοῦς ᾗ διαφανές. τοῦ γὰρ σώματος καθόσον μὲν σῶμα πέρας ἐπιφάνεια, καθόσον δὲ διαφανὲς χρῶμα. διὸ καὶ ἅμα ἐστὶ τὸ χρῶμα τῇ ἐπιφανείᾳ. ἐπεὶ γὰρ παντὸς σώματος ὡς σώματος πέρας ἐπιφάνεια, καὶ τὸ διαφανὲς δὲ σῶμά ἐστι, καὶ τούτου πέρας ὡς σώματος ἡ ἐπιφάνεια. ἔστι δὲ αὐτοῦ καὶ ὡς διαφανοῦς πέρας τὸ χρῶμα, καὶ ἅμα ἐστὶν αὐτοῦ τὰ πέρατα ἄμφω, εἴ γε πέρατα οὐκ ὄντα τὰ αὐτὰ ἀλλήλοις. πᾶν μὲν γὰρ χρῶμα ἐν ἐπιφανείᾳ γε καὶ σὺν ἐπιφανείᾳ, οὐ μὴν πᾶσα ἐπιφάνεια σὺν χρώματι, ὅτι μηδὲ πᾶν σῶμα διαφανὲς ὡρισμένον. τοῦ γὰρ διαφανοῦς σώματος τὸ μὲν ὡρισμένον, τὸ δ᾿ ἀόριστον. τὸ μὲν οὗν ἀόριστον διαφανές (ὁποῖά ἐστιν ὅ τε ἀὴρ καὶ τὸ ὕδωρ), ὥσπερ οὐδὲ ἐπιφάνειαν οἰκείαν τε καὶ ὡρισμένην ἔχει (ὁρίζεται γὰρ τὰ ὑγρά τε καὶ ἀόριστα σώματα τοῖς περιέχουσιν), οὕτως οὐδ᾿ οἰκεῖον ἔχει χρῶμα, ἀλλ᾿ ἔστιν τῶν ἀλλοτρίων χρωμάτων διάκονόν τε καὶ δεκτικὸν ὥσπερ καὶ σχημάτων (καὶ εὐλόγως ἡ φύσις ἄχρουν ἐποίησεν τὸ διακονησόμενον τοῖς ἀλλοτρίοις χρώμασιν διαφανές, διαφανὲς μὲν ὅπως ᾖ δεκτικὸν χρωμάτων, ἀόριστον δὲ καὶ ἄχρουν, ὅπως μὴ τὸ οἰκεῖον αὐτοῦ χρῶμα τῇ μίξει τῇ πρὸς τὰ ὁρώμενα δι᾿ αὐτοῦ ἐμποδίζῃ τὴν ἀληθῆ μήνυσιν αὐτῶν), τὸ δ᾿ ἐν τοῖς ὡρισμένοις τε καὶ στερεοῖς σώμασιν, ὡς ὡρισμένον ἔχει τὸ ὡς σώματος σχῆμά τε καὶ πέρας, οὕτω δὲ καὶ τὸ ὡς διαφανοῦς, καὶ ἔστιν ὡς διαφανοῦς αὐτοῦ πέρας χρῶμα. τὸ γὰρ χρῶμα πέρας ὡρισμένου διαφανοῦς. οὔτε γὰρ πᾶν σῶμα διαφανές (οὐδὲ γὰρ πᾶν δεκτικὸν χρωμάτων), οὔτε πᾶν διαφανὲς ὡρισμένον. τὰ δὲ ἐν βάθει τῶν ὡρισμένων διαφανῶν οὕτως ἔχει χρῶμα ὡς ἐπιφάνειάν τε καὶ σχῆμα. καὶ τῶν διαφανῶν δὲ ὡρισμένων τὰ μὲν μᾶλλόν ἐστι, τὰ δ᾿ ἧττον τοιαῦτα. μάλιστα μὲν γὰρ διαφανῆ τὰ λαμπρά τε καὶ λευκὰ σώματα, ἧς φύσεώς ἐστι τὸ πῦρ (ξανθὸν γὰρ τῇ μίξει τοῦ καπνοῦ μέλανος ὄντος φαίνεται), δευτέρως δὲ καὶ τρίτως ἐστὶ διαφανῆ κατὰ τὴν πρὸς τοῦτο ἀπόστασιν, ὅσα δὲ μέλανα τῶν σωμάτων, ταῦτα, ὄντα ὲν στερήσει χρώματος, καὶ τῆς διαφανείας ἐστέρηται. ἐπεὶ γὰρ τῶν τε ὄντων τὸ χρῶμα καὶ τῶν ἐν ἄλλοις εἶναι πεφυκότων, εἶναί τι ἔδει καὶ σῶμα, ἐν ᾧ τὸ χρῶμα, καὶ ἔστι τοῦτο τὸ διαφανὲς σῶμα. ὕλη γὰρ τοῦτο προσεχὴς χρώματος, τὸ μὲν ἐνεργείᾳ διαφανὲς ἔχον αὐτὸ ἐνεργείᾳ, τὸ δὲ δυνάμει ὡς ὕλη ὂν δεκτικὸν τῶν τε
πῦρ ὁρατόν τε τῇ αὑτοῦ φύσει καὶ οὕτως διαφανὲς ὡς προεῖπον (τοιοῦτόν ἐστιν, ὡς καὶ φωτίζειν δύνασθαι τὸν ἀέρα καὶ παρέχειν αὐτῷ τὴν καθό ἐστι τελειότητα· τὸ γὰρ φῶς ἐντελέχεια καὶ εἶδος τοῦ ἀορίστου διαφανοῦς ᾗ διαφανές), ἥκιστα δὲ τοιοῦτον ἡ γῆ. τῇ δὲ τούτων ποιᾷ μίξει πρὸς ἄλληλα καὶ τῇ τῶν γεννωμένων ἐκ τῆς τούτων μίξεως ἡ τῶν χρωμάτων τῶν παρὰ τὰ πρῶτα (πρῶτα δ᾿ ἐστὶν ἐν τοῖς ἁπλοῖς καὶ πρώτοις σώμασιν) γένεσίς τε καὶ διαφορά. ὡς γὰρ ἐπὶ τῆς ὀσμῆς τὰ μὲν ἐν αὑτοῖς τὴν ὀσμὴν ἔχει, ὅσα τοιαύτην ἔχει τὴν γένεσιν καὶ τὴν σύστασιν, ὁποίαν φαμὲν εἶναι τὴν ὀσμῆς γεννητικήν, τὸ δέ τί ἐστιν ἄοσμον μὲν καθ᾿ αὑτό, δεκτικὸν μέντοι καὶ μηνυτικὸν τῶν ὀσμῶν τῶν ἐν ἄλλοις (δίοσμον καλεῖται), οὕτως καὶ χρῶμα μὲν ἔχει τὰ ὡρισμένα διαφανῆ (αὕτη γὰρ φύσις χρώματος), δεκτικὸν δ᾿ ἐστὶ καὶ διάκονον χρώματος τὸ ἄχρουν καὶ κατὰ τὴν αὑτοῦ φύσιν, ὅπερ ἐστὶ τὸ ἀόριστον διαφανές. ὡς οὖν ἐρωτηθέντες, τί ποτ᾿ ἐστὶν ἐπιφάνεια, λέγομεν στερεοῦ πέρας, οὕτως καὶ περὶ χρώματος ἐρωτώμενοι τί πότ᾿ ἐστιν, εὐλόγως ἂν λέγοιμεν αὐτὸ πέρας διαφανοῦς ὡρισμένου, ἐπεὶ ὃν λόγον ἔχει ἐπιφάνεια πρὸς τὸ ὡρισμένον σῶμα, τοῦτον ἔχει τὸν λόγον χρῶμα πρὸς τὸ διαφανὲς τὸ ὡρισμένον.
[Ἄμεινον τέτακται τοῦτο τὸ πρόβλημα ἐν τῷ ἐπιγραφομένῳ ‘Λέξεών τινων ἐκ τοῦ Περὶ αἰσθήσεως καὶ αἰσθητοῦ ἐξήγησις καὶ ἐπιδρομή’.]
بسم اللّه الرحمان الرحيم، اللّهمّ يسّر برحمتك وعونك
مقالة الإسكندر الأفروديسيّ في اللون وأي شيء هو على رأي أرسطوطاليس
نقل أبي عثمان الدمشقيّ رحّمه اللّه
قال الإسكندر إنّ أرسطوطاليس حدّ اللون حدّاً قائماً فقال إنّ اللون هو أفق المبصر المحدود.
فنقول نحن إنّ للجرم أفقين: أحدهما السطح والآخر هو اللون، وذلك أنّ الشيء الذي هو ذو ثلاثة أبعاد جرم مستشفّ، فلأنّه جرم صار السطح أفقه ولأنّه مستشفّ صار اللون أفقه.
فصار لذلك اللون والسطح معاً في الجرم، فإنّ لكلّ جرم 〈بأنّه جرم〉 أفقاً هو السطح، فإنّ المستشفّ هو جرم أيضاً وأفقه هو السطح بأنّه الجرم، فاللون إذن هو أفق المستشفّ 〈 بأنّه مستشفّ〉 فيكون إذن هذان الأفقان في الجرم معاً.
فنرجع فنقول إنّ لكلّ جرم سطحاً ولا يكون الجرم إلّا مع السطح، وليس يكون كلّ سطح مع لون لأن ليس كلّ جرم هو مستشفّ محدود.
فنقول إنّ الجرم المستشفّ هو صنفان: أحدهما المستشفّ المحدود والآخر المستشفّ غير المحدود 〈فأمّا المستشفّ غير المحدود〉 فشبه الماء والهواء، فإنّه ليس لذاتهما لون ولا سطح محدود مشكّل.
أقول إنّ الرطوبات 〈والأجرام〉 التي هي 〈غير〉 محدودة مشكّلة يحدّها لاتّفاق شكلها المحيط بها، وكذلك ليس لها لون ذاتيّ لكنّها قابلة حاملة خادمة للألوان الغريبة، وكذلك هي أيضاً قابلة للأشكال الغريبة.
فبحقّ صيّرت الطبيعة الجرم القابل الخادم للألوان الغريبة مستشفّاً غير محدود أعني بلا لون، وإنّما صيّرته مستشفّاً ليكون قابلاً حاملاً للألوان، فصيّرته لا لون له لئلّا يختلط بألوان الأشياء المحسوسة الذاتيّة فيمنع الحاسّ أن يستدلّ على حقائق ألوان الأشياء.
وأمّا الصنف الآخر 〈وهو〉 المستشفّ المحدود فهو الذي في الأجرام الجاسئة الصلبة، فإنّ لكلّ جرم جاسئ صلب غير سائل كمزاج أفقين: أحدهما بأنّه جرم وهو السطح والشكل والثاني بأنّه مستشفّ محدود وهو اللون، فصار أفق جرم الشيء السطح والشكل، وصار أفق مستشفّ الشيء هو اللون.
فقد استبان الآن أنّ اللون هو أفق المستشفّ المحدود كما قال الفيلسوف.
وما ينبغي أن يعلم أن ليس كلّ جرم 〈مستشفّاً ولا كلّ جرم〉 هو قابل للألوان ولا كلّ مستشفّ هو محدود، فأمّا المستشفّ المحدود فهو ذو اللون وهو ذو السطح والشكل.
ونقول أيضاً: من الأشياء المستشفّة المحدودة ما هو أكثر استشفافاً ومنها ما هو أقلّ. فأمّا الذي هو أكثر استشفافاً فشبه الجرم الأبيض أعني النار، فإنّ النار ترى شقراء لاختلاط سواد الدخان بها.
وقد تكون أشياء أخر دونها في البياض من الدرجة الثانية والثالثة، فأمّا الأجرام السود فقد عدمت 〈اللون〉 البتّة، فلذلك عدمت الاستشفاف أيضاً.
ونقول أيضاً إنّ اللون هو شيء من الأشياء وإنّه من الأشياء المحمولة التي لا تقوم بذاتها بل في شيء آخر، فإن كان هذا على هذا فلا محالة أنّه ينبغي أن يكون جرم يحمل اللون وهو الجرم المستشفّ، فإنّ الجرم المستشفّ هو الهيولى الأقرب للون.
أقول إنّ المستشفّ بالفعل 〈هو الذي له اللون بالفعل〉 فإنّ المستشفّ الذي بالقوّة هو هيولى قابل
للألوان المتضادّة والمختلفة التي بينها.
والقول أيضاً إنّ طبيعة المستشفّ هي لكلّ جرم ذي لون أو قابل للون، فأمّا الأجرام المستشفّة 〈أو اللاتي فيها شيء مستشفّ〉 فأفقها ظاهر شيء محدود، فهي الأجرام الجاسئة الصلبة.
وذلك أنّ اللون بيّن ظاهر في الأجرام الجاسئة المستشفّة أعني أنّ لكلّ جرم جاسئ يابس مستشفّ لوناً ذاتيّاً وهو اللون الحقّ أعني اللون الكائن في الجرم الجاسئ اليابس.
فأمّا المستشفّ غير المحدود فليس له لون ذاتيّ ولا محدود وهو الكائن في الأجرام المتخلخلة لا تقوى على لزوم شيء من الألوان وضبطه، لكنّها تكون قابلة للألوان 〈الغريبة〉 تؤدّيها إلى الحواسّ من غير أن تقبل منها شيئاً قبولاً مؤثّراً فيها، فإنّ الألوان تحرّكها إذا قربت منها وماسّتها.
أقول إنّ الأجرام ذوات اللون إذا ما قربت من الجرم المستشفّ وماسّته حرّكته، فإذا تحرّك من ألوانها قبل بعضها وأدّاه إلى بصر الحيوان، فيكون الحيوان حينئذٍ ينال الألوان بذلك الجرم المستشفّ.
وإنّما يفعل هذا الجرم المستشفّ من قبل الأشياء المضيئة وظهورها عليه، وذلك أنّ المضيء يفعل فيه أعني في الجرم المستشفّ فيقبل لونه قبولاً كأنّه خاصّ له، وليس له بخاصّ ولا بذات لكنّه هو له ما دام فيه الشيء المضيء، فإذا فارقه وتحوّل عنه ذهب عنه ذلك اللون أيضاً.
وأمّا ما دام الجرم المستشفّ مضيئاً فهو قابل لجميع الألوان كقبول الضوء سواء يؤدّيها إلى حسّ البصر بالألوان من قبل الأثر المؤثّر فيه من الجسم المستشفّ الخارج إذا ما حرّك من الألوان على الجهة التي وصفنا آنفاً.
فقد استبان الآن كيف يكون المستشفّ المحدود وفي أيّ الأجرام يكون ذلك وكيف يؤدّي إلى إبصار الحيوان وكيف يحسّ به الإبصار.
ونقول أيضاً إنّ المستشفّ غير المحدود هو الذي لا يقبل من الألوان شيئاً قبولاً مؤثّراً فيه لحال سخافته وتخلخله، فإذا ما قرب إليه الشيء المضيء كان ذلك علّة ضوء به، فإذا فارقه وتحوّل عنه كان ذلك علّة ظلمة، وهذا يكون في الأجرام المحدودة المشكّلة.
أقول إنّه إذا كان في الجرم المشكّل خليط من الجرم المستشفّ الغالب أكثر كان منه لون البياض، فإنّ البياض هو اللون الحقّ وهو أفضل الألوان، فصار لذلك واقعاً تحت البصر أكثر من سائر الألوان.
فإذا فارق هذا اللون أعني البياض فراقاً تامّاً كان ذلك علّة سواد الجرم، والسواد ليس لوناً لكنّه عدم اللون للعلّة التي ذكرنا آنفاً، فأمّا الألوان التي من البياض والسواد فيكون كونها واختلافها من قبل اختلاط الأجرام المستشفّة واللاتي ليس لها مستشفّ.
ونقول أيضاً إنّ النار واقعة تحت البصر من بين الأجرام المبسوطة
وهي في طبيعتها مستشفّة جدّاً فلذلك تقوى على إضاءة الهواء فتصيّره تامّ اللون كتمامها، فإنّ الضوء هو تمام المستشفّ الذي ليس بمحدود وصورته، فأمّا الأرض فلا مستشفّ لها البتّة.
فإن كان هذا على ما ذكرنا فلا محالة أنّ جميع الألوان تكون من خلط هذين الجرمين الأوّلين المبسوطين أعني النار والأرض وأنّ اختلاف الألوان يكون على نحو اختلاف خلط أحدهما في الآخر.
ونقول أيضاً: كما أن نصف الشمّ ونقول: من الأجرام ما لها رائحة ومنها ما لا رائحة له — فأمّا ذو الرائحة منها فهو الذي في كونه ووجوده ذو رائحة وأمّا ما لا رائحة له فهو القابل للرائحة المؤدّي للرائحة الكائنة في الأجرام ذوات الرائحة — كذلك أيضاً نصف ونقول إنّ المستشفّ المحدود هو ذو اللون، وهذا هو طبيعة اللون أعني المستشفّ المحدود.
وأما المستشفّ غير المحدود فهو الجرم الذي لا لون له في طبيعته وهو قابل الألوان ومؤدّيها إلى حسّ الحيوان.
فنرجع الآن إلى ما كنّا فيه أوّلاً فنقول إنّا إذا سئلنا أيّ شيء السطح قلنا: هو أفق الجرم الجاسئ الصلب اليابس، وإذا سئلنا أيّ شيء اللون قلنا بقول واجب إنّ 〈اللون هو أفق المستشفّ المحدود لأنّ〉 إضافة السطح إلى الجرم المحدود المشكّل هي كإضافة اللون إلى المستشفّ المحدود.
وقد لخّصنا أنّيّة اللون وقول الفيلسوف إنّ اللون أفق المستشفّ المحدود تلخيصاً فيلسوفيّاً مستقصىً شافياً مقنعاً إن شاء اللّه.
تمّت مقالة االإسكندر الأفروديسيّ في اللون وأيّ شيء هو على رأي أرسطوطاليس.
نقل إسحاق بن عثمان.