Alexander of Aphrodisias: Fī l-hayūlā wa-annahā mafʿūlah (On Matter and that it is Passive)
Work
Alexander of Aphrodisias, Fī l-hayūlā wa-annahā mafʿūlah
English: On Matter and that it is Passive
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator:
Translated from: n/a
Date:
unknown
Source
ʿAbd al-Raḥmān Badawī. Šurūḥ ʿalā Arisṭū mafqūdah fī l-yūnānīyah wa-rasāʾil uḫrā. Buḥūṯ wa-dirāsāt maʿhad al-ādāb al-šarqīyah 1. Beirut (Dār al-mašriq) 1971, 42-43
Download
alexaphrod_hayula-transl-ar1.xml [7.27 KB]
مقالة الإسكندر الأفروديسيّ في الهيولى وأنّها مفعولة
قال الإسكندر:
إنّ كلّ كائن بالقوّة إنّما يكون بالفعل من آخر هو بالفعل. فإن كان ذلك كذلك، كانت لا محالة علّة بروز الشيء الذي هو في الإمكان والقوّة بعض الشيء الذي هو بالفعل بعض الأشياء، إلّا أنّها فاعلة لبعض الأشياء؛ وكانت علّة بروز الشيء الذي هو بالقوّة الأشياء كلّها.
أقول: الشيء الفاعل لجميع الأشياء هو العلّة التي هي بالفعل، وهو بالفعل الأشياء كلّها — أقول إنّها فاعلة لجميع الأشياء .فتكون إذن العلّة الأولى علّة بروز الهيولى الكلّيّ، وتكون العلّة الثانية علّة لبروز الهيولى الجزئيّ — فتلك العلّة الأولى.
وبرهان ذلك أنّ الشيء الكائن بالقوّة لا يقوى على أن يأتي إلى الفعل من ذاته، لأنّه ناقص غير تامّ. فإن أمكن أن يكون الشيء ناقصاً ثمّ كان هو علّة تمامه وكماله — أقول: انتقاله من القوّة إلى الفعل — كان الناقص علّة التمام والكمال؛
والناقص هو القوّة، والتمام هو الفعل — فإنّ هذا غير ممكن، أعني أن تكون القوّة هي العلّة في انتقالها إلى الفعل وأن يكون الناقص علّة التمام. فبالحريّ لا يمكن أيضاً أن يكون الشيء الذي بالقوّة هو علّة كونه. فإن كان فاعل ذا كان الهيولى الأولى التي هي بالقوّة الأشياء كلّها معلولاً من العلّة التي هي بالفعل الأشياء كلّها؛ غير أنّ الهيولى مفعولة قابلة للأشياء؛ والعلّة الأولى فاعلة له. وأمّا الهيولى الثانية، أعني الجزئيّة التي هي بالقوّة بعض الأشياء فعلّتها العلّة الثانية التي هي بالفعل بعض الأشياء — أقول إنّها علّة لبعض الأشياء .وأيضاً فإنّ فعل العلّة الأولى وفعل العلّة الثانية التي هي بالفعل ليس هما على نحو واحد؛ وذلك أنّ العلّة الأولى تفعل بغير حركة؛ وأمّا العلّة الثانية فإنّها لا تفعل الأشياء إلّا بحركة.
وكذلك يختلف انفعال الهيولى الأولى من انفعال الهيولى الثانية، وذلك أنّ الهيولى الأولى تقبل الصورة الأولى بغير استحالة وفساد. وأمّا الهيولى الثانية فإنّها لا تقبل الصورة إلّا باستحالة وفساد، لأنّ الشيء الكائن من علّة متحرّكة يستحيل ويفسد. فأمّا الشيء الكائن من علّة ساكتة غير متحرّكة فإنّه لا يقبل الأشياء دائماً من غير استحالة ولا فساد.
ونقول أيضاً إنّ الهيولى الأولى قد تنتقل من القوّة إلى الفعل من غير أن تكون العلّة المنتقلة لها من القوّة إلى الفعل تشبهها. وأمّا الهيولى الثانية الجزئيّة فلا تنتقل من القوّة إلى الفعل من غير أن تكون العلّة المنتقلة هي لا في علّة تشبهها بالفعل.
فقد وضح لنا واستبان أنّ الهيولى الأولى معلولة مفعولة، وأنّها قابلة للصور بلا حركة ولا استحالة.
[تمّت المقالة بحمد اللّه وعونه]