Alexander of Aphrodisias: Quaestio I 16: Περὶ τοῦ τἀναντία πως τὰς ἀρχὰς ποιεῖν πάντας (Problems and Solutions I 16: On How the Opposites Generate All First Principles)
Work
Alexander of Aphrodisias, Quaestio I 16: Περὶ τοῦ τἀναντία πως τὰς ἀρχὰς ποιεῖν πάντας
(Λέξεως ἐξήγησις εἰρημένης ἐν τῷ α' τῆς Φυσικῆς ἀκροάσεως Ἀριστοτέλους περὶ τοῦ τἀναντία πως τὰς ἀρχὰς ποιεῖν πάντας)
English: Problems and Solutions I 16: On How the Opposites Generate All First Principles
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator: “middle generation” of translators
Translated from: Syriac
(Paraphrase)
Date:
between 800 and 850
Source
ʿAbd al-Raḥmān Badawī. Šurūḥ ʿalā Arisṭū mafqūdah fī l-yūnānīyah wa-rasāʾil uḫrā. Buḥūṯ wa-dirāsāt maʿhad al-ādāb al-šarqīyah 1. Beirut (Dār al-mašriq) 1971, 47-50
Download
alexaphrod_quaestio1_16_addad-transl-ar1.xml [13.50 KB]
مقالة الإسكندر الأفروديسيّ في الأضداد وأنّها أوائل الأشياء، على رأي أرسطو
قال الإسكندر:
إنّ أرسطو ذكر في كتاب «السماع الطبيعيّ» أنّ جميع الأوّلين قد اتّفقوا على أنّ الأضداد أوائل الأشياء كلّها، فأصابوا في صفة: «الأوائل»، وقالوا فيها بالحقّ. وذلك أنّه ينبغي للاوائل ألّا يكون بعضها من بعض، ولا من غيرها، وأن تكون الأشياء كلّها منها. وهذه صفة الأضداد الأول. وذلك أنّها إن كانت «أول» لم تكن من أشياء أخر قبلها ولا غيرها؛ وإن كانت متضادّة، فإنّها لم يكن بعضها من بعض.
قال الإسكندر: فنريد أن نفحص عن قول الحكيم فإنّه غامض جدّاً مستغلق، وذلك أنّه قال: «الأضداد لا يكون بعضها من بعض»، ثمّ قال من بعد ذلك بقليل: «إنّ الأضداد يكون بعضها من بعض». وذلك أنّه قال إنّ كلّ واقع تحت الكون والفساد إنّه يكون ويفسد من ضدّ إلى ضدّ، وإلى الوسط. وإنّما أعني بالوسط وسط الأشياء المتضادّة شبه الألوان الكائنة من السواد والبياض. فإن كان ذلك كذلك، فإنّ كلّ مكوّن طبيعيّ إمّا ضدّ، وإمّا من أضداد.
قال الإسكندر: ثمّ قال بعد ذلك أيضاً إنّ الأضداد الأول لا يكون بعضها من بعض. ففحصت عن هذا القول المتناقض فحصاً طويلاً فقلت: أمّا معنى قول أرسطو إنّ الأضداد الأول لا تكون من أشياء غيرها ولا قبلها، ولا يكون بعضها من بعض، وقوله بعد ذلك إنّها يكون بعضها من بعض به فإنّها إن كانت من أضداد
غيرها لم يقع عليها هذا الاسم — أقول: إنّ التي تكون أوائل فإن كان بعضها من بعض فإنّها لا تكون كذلك إلّا باستحالة بعضها. فإن كانت الأضداد تستحيل، فإنّها لا تبقى على حالها بقاء دائماً بلا فساد. وإن كانت لا يستحيل بعضها إلى بعض وكانت ثابتة على حال واحدة دائماً، لم تكن أشياء منها باستحالة وتغيّر، بل تكون الأشياء منها بالتركيب وتفسد الأشياء بتناقضها وفراقها. وإن كانت الأضداد لا يكون بعضها من بعض ولا شيء آخر قبلها، فكيف كانت إذا لم تكن من غيرها ولا بعضها من بعض؟
قال الإسكندر: فحللت هذه المسألة بأن قلت إنّ أرسطو إنّما عنى بقوله إنّ الأضداد الأول لم تكن من غيرها، لأنّها لو كانت من غيرها لم تكن أول، كما قلنا آنفاً، ولكانت تلك الأول. بل عنى بقوله إنّ الأضداد لا يكون بعضها من بعض أنّ الضدّ لا يكون مثل ضدّه البتّة، كقولنا إنّ الصورة لا تكون شبه عدمها، أي أنّ الحرارة لا تكون برودة، ولا تكون البرودة حرارة، ولا تكون الرطوبة يبوسة، ولا اليبوسة رطوبة.
وأمّا قوله أيضاً «إنّ الأضداد يكون بعضها من بعض» — فعنى بذلك الشيء الحائل للأضداد، أعني الهيولى، فإنّها تقبل الأضداد مرّة بعد مرّة، وتستحيل إلى الضدّ بعد الضدّ.
فقد استبان الآن ووضح كيف يكون الأضداد بعضها من بعض، وكيف لا يكون بعضها من بعض، بمعنى أنّ الاستحالات في الجواهر والبقاء في الهيولى، كما تصير النار ماء، والماء هواء؛ فليس أنّ الحرارة تصير برودة، بل تبطل، ويلزم الهيولى البرودة والهيولى باقية على حالها.
فإن كان ذلك كذلك لم تمتنع إذاً الأضداد الأول أن يستحيل بعضها من بعض على هذه الصفة التي ذكرنا، وأن تكون علّة كون الأشياء كلّها التي
بعدها. فإن قال قائل: إن كانت هذه الأضداد الأول تستحيل على هذه الجهة، فكيف يمكن أن تكون دائمة؟ وما الفصل الذي بينها وبين الأضداد الباقية، أعني الألوان، فإنّها تستحيل أيضاً على هذه الصفة؟
أقول: إنّ حاملها يستحيل إلى الألوان المتضادّة مرّة بعد مرّة. قلنا: إنّ فصل ما بينها أنّ الأشياء كلّها في الأضداد الأول. أقول: إنّ كون الأشياء وفسادها يكون من قبل 〈قبول〉 الهيولى صورة بعض الأشياء وعدم بعض الأشياء؛ وليس فسادها من البياض والسواد، ولا من الحلاوة والمرارة، ولا ممّا يشبه هذه الأضداد البتّة.
ونقول أيضاً إنّ هذه الأضداد الثانية، وإن كان يستحيل بعضها إلى بعض، أقول إنّها تكون عن الهيولى مرّة بعد مرّة، على نحو ما تكون الأضداد. لكنّها إنّما تكون في الأضداد الأول، وذلك أنّ كون الأشباح والألوان وجميع الأشياء الشبيهة بهذه الأضداد إنّما تكون في تهيئة قبول الأضداد الأول وصورها وعدمها عند استحالة بعضها إلى بعض. فأمّا الأضداد الأول فإنّها لا تكون من قبل استحالة أشياء أخر من قبلها شبيهة لقبولها، لكنّها تكون من استحالة بعضها الى بعض، كما ذكرنا آنفاً.
فنزيد أن نلخّص مقال الحكيم القائل إنّ الأضداد الأول دائمة، فنقول: إنّ الدوام يقال على جهتين: إحداهما كالشيء الذي لم يزل على حال واحدة لا بدء له ولا نهاية، ولا ينفعل ولا يستحيل من حال إلى حال، وهو الفاعل الأوّل؛ — والأخرى كالشيء الذي لم يكن من شيء آخر قبله، بل الأشياء كلّها تكون منه بالانفعال والاستحالة لأنّها غير مفعولة ولا حدثت.
فإن قال قائل: إن كانت صورة الشيء وعدمه يكونان مرّة بعد مرّة في الحوامل، ويستحيل بعضها إلى بعض، فكيف يمكن أن يكونا دائمين؟ قلنا:
إنّ الصورة والعدم يتعاقبان في الهيولى، ولا الهيولى يمكن أن تكون بالفعل بغير صورة وعدم كما قلنا مراراً، وصارت لذلك الأضداد دائمة. والدليل على دوامها الهيولى: فإنّها دائمة أيضاً، ولا يمكن أن تكون بلا صورة إلّا بالوهم فقط. فإن كانت الهيولى دائمة، ولم تكن إلّا بصورة وعدم، كانت الصورة والعدم دائمين لا محالة.
ونقول أيضاً إنّ الهيولى قابل للأضداد معاً بالقوّة من غير أن يكون فيه بالفعل. وذلك أنّه إذا كان فيه أحد الضدّين بالفعل، كان الضدّ الآخر فيه بالقوّة اضطراراً، ولم يخل البتّة. فإن كانت الهيولى مع صورة ما وعدم ما دائماً، ولم تكن الأضداد كلّها فيه بالقوّة ولا بالفعل، بل يكون بعضها فيه بالقوّة وبعضها بالفعل، كانت لا محالة الأضداد الأول دائمة، على ما قال الحكيم.
فقد استبان الآن وصحّ أنّ الأضداد الأول أوائل الأشياء كلّها الواقعة تحت الكون والفساد، وأنّها لم تكن من أشياء أخر غيرها ولا قبلها، واستبان أيضاً معنى قول أرسطوطاليس «إنّ الأضداد لا يكون بعضها من بعض»، وقوله «إنّها يكون بعضها من بعض»؛ واستبان أيضاً معنى قوله «إنّ الأضداد دائمة» — بأقاويل مستقصاة واضحة لا مردّ لها.
[تمّت المقالة والحمد للّه]