Alexander of Aphrodisias: Quaestio I 24: De materia (Problems and Solutions I 24: On Matter)

Work

Alexander of Aphrodisias, Quaestio I 24: De materia (Ἐξήγησις λέξεως ἐκ τοῦ πρώτου τῆς Φυσικῆς ἀκροάσεως Ἀριστοτέλους ἐπὶ τέλει εἰρημένης, δι' ἧς λέγει εὑρεθεῖσαν τὴν ὕλην λῦσαι καὶ τὰς τῶν ἀρχαίων ἀπορίας)
English: Problems and Solutions I 24: On Matter

Text information

Type: Translation (Arabic)
Translator:
Translated from: n/a
Date: unknown

Source

ʿAbd al-Raḥmān Badawī. Šurūḥ ʿalā Arisṭū mafqūdah fī l-yūnānīyah wa-rasāʾil uḫrā. Buḥūṯ wa-dirāsāt maʿhad al-ādāb al-šarqīyah 1. Beirut (Dār al-mašriq) 1971, 44-46

Download

alexaphrod_quaestio1_24_demateria-transl-ar1.xml [11.82 KB]

مقالة الإسكندر في المادّة والعدم والكون وحلّ مسألة أناس من القدماء أبطلوا بها الكون من كتاب أرسطو «في سمع الكيان»

قال:

إنّ الحكيم ذكر في كتابه المسمّى «السماع الطبيعيّ» في آخر المقالة الأولى أنّ أناساً من القدماء أبطلوا الكون بشكّ أتوا به، وهو أن قالوا: إنّ كلّ متكوّن إمّا أن يكون من شيء، وإمّا أن يكون من لا شيء. ولا يمكن أن يكون شيء من شيء، لأنّ ذلك الشيء الأوّل قد كان قبل التكوين منه. وإنّما يقع الكون على الشيء الذي لم يكن بعد. فأمّا الشيء الذي كان من شيء آخر فإنّما كان من شيء قد كان قبله. ولا يمكن أن يكون شيء لا من شيء البتّة.

فحلّ الحكيم هذا الشكّ هناك فقال إنّ الشيء إمّا أن يكون موجوداً بذاته، وإمّا بالعرض؛ وإمّا أن يكون موجوداً بالقوّة، وإمّا بالفعل. فلمّا فرغ من مقدّمته هذه، أتبع فحصه أنّ الهيولى من شيء موجود بذاته، وأنّها غير موجودة بالعرض، وأنّها موجودة بالقوّة وغير موجودة بالفعل. فإن كانت صفة الهيولى على ما ذكرنا، كان الكون منها لا محالة.

فنقول نحن: إنّ الهيولى موجودة بذاتها لأنّها في طبيعتها شيء ما، وهي غير موجودة لأنّها في طبيعتها شيء ما. وهي بالعرض لأنّ العدم هو بذاته غير موجود بذاته. وهي عرض في الهيولى، أعني أنّه لا يمكن أن يكون في الهيولى شيء، أنّه لم يعرض فيها عدم ذلك الشيء المكوّن.

ونقول أيضاً إنّ الهيولى موجودة بالقوّة، أعني أنّها هيولى بالقوّة للشيء المكوّن،

وليست له هيولى بالفعل، لأنّه لا يكون بعد المكوّن، فإنّه لو كانت هيولى بالفعل لما كان ذلك الشيء واقعاً تحت الكون البتّة.

ونقول إنّ هاتين الخصلتين التي وصف الحكيم الهيولى بهما يختلفان، وذلك أنّ إحداهما أخذت من أيس، يعني القوّة، الكون الذي هو قبل الشيء المكوّن الهيولى، فإنّ طبيعة الهيولى أن تكون بذاتها غير موجودة وأن تكون بالعرض غير موجودة، أعني من أجل العدم العارض لها. وأمّا الصفة الأولى فأخذت من تهيّؤها لقبول الكون، أعني أنّ الهيولى متهيّئة لقبول كون الشيء والاستحالة إليه وإن لم تكن على حال المكوّن وهيئته والاستحالة إليه لما كان ذلك واقعاً أيضاً تحت الكون، لأنّه ليس شيء ما لم يكن كونه يكون البتّة.

فإن كان هذا على ما ذكرنا رجعنا فقلنا إنّه لمّا كانت الهيولى يمكنها أن تستحيل إلى الشيء المتكوّن، ولم تكن تستحيل بعد بالفعل، كان المكوّن موجوداً لا محالة، وكان في الهيولى أيضاً موجوداً، لإنّ في الهيولى قوّة أن يكون منها الكون، فاستوجب الاسم، أعني اسم الهيولى، ولها أيضاً من قبل العدم ألّا تكون بالفعل قبل الشيء المكوّن منها.

فنزجع الآن فنقول: إنّا نقدر أن نميّز قول الحكيم الذي نقض به شكّ مسألة الأوّلين الذين أبطلوا الكون، فنقول: إنّ بعض قوله قد قيل في العدم، وبعضه في الهيولى؛ وذلك أنّ العدم بذاته: «ليس»، وبالعرض «أيس»، لأنّه عرض يكون في الهيولى. وكذلك الهيولى أيضاً بذاتها «أيس»، وبالعرض «ليس»، لأنّ العدم الذي هو «ليس» بذاته هو عرض فيها.

فإن كان هذا على ما ذكرنا رجعنا وحللنا أيضاً شكّ مسئلة الأوّلين، فنقول: إنّ الأشياء المكوّنة تكون من لا شيء، وهو العدم، أعني الصورة، ومن الشيء

الذي هو شيء بالقوّة، أعني الهيولى. ولا يمكن أن يكون الكون من أحدها دون الآخر، لكن تكون الأشياء منهما، وذلك أنّه لا يمكن أن يكون شيء من لا شيء وحده، ولا من شيء بالقوّة وحدها. فقد استبان أنّهما جميعاً علّة كون الشيء، إلّا أنّ أحدهما هو علّة كون الشيء بالعرض لا بذاته، أعني العدم. فلو أنّ العدم قدر وحده أن يسحيل إلى ضدّه، لكان الكون منه بذاته. وهذا ممّا لا يمكن أن يكون، لأنّه لا يمكن أن يكون العدم موضوعاً تتعاقب الأشياء عليه وهو ليس البتّة. ولا يمكن أيضاً أن يقبل الضدّ ضدّه وهو على حاله الأولى من غير أن يفسد. وأيضاً يكون الشيء المكوّن من العدم بالعرض، أعني أنّه يعرض أن يكون العدم في الهيولى قبل أن يكون الكون اضطراراً فيكون منه الكون. فبهذا يكون الكون من الشيء الذي هو ليس بذاته، لكن بالعرض. فأمّا الهيولى فقد تكون منها الأشياء المكوّنة بذاتها فتكون موجودة بذاتها قبل صورة الشيء المكوّن من غير أن يفسد البتّة. وقد يكون تغيّر الهيولى في قبولها صورة الكون، وهو قبل الشيء المكوّن في الهيولى، عرض فيه. وذلك أنّ في جميع الأشياء الهيولانيّة العدم قبل الصورة؛ وتستحيل لذلك الأشياء من العدم إلى الصورة.

فإن كان هذا على ما قلنا، فبيّن ظاهر إذن أنّ المكوّن ليس من العدم وحده، لأنّه «ليس» وهو عرض في الهيولى قبل، ولا الكون من الهيولى وحدها أيضاً، لأنّها «أيس» بذاتها فقط. وإنّما يكون الكون من «ليس» إلى «أيس» أعني من استحالة العدم إلى الصورة. إلّا أنّ ذلك على شيء موجود بذاته، أعني الهيولى.

فقد استبان الآن وظهر كيف يكون الكون، وأيّ شيء الهيولى، وأيّ شيء العدم، وأنّ الكون منها اضطراراً، على ما قاله الحكيم.