Alexander of Aphrodisias: Quaestio II 28: Ὅτι μὴ ἡ ὕλη γένος (Problems and Solutions II 28: That Matter is not a Category)
Work
,
(Ὅτι μὴ ἡ ὕλη γένος)
English:
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator:
Translated from: n/a
Date:
unknown
Source
ʿAbd al-Raḥmān Badawī. Šurūḥ ʿalā Arisṭū mafqūdah fī l-yūnānīyah wa-rasāʾil uḫrā. Buḥūṯ wa-dirāsāt maʿhad al-ādāb al-šarqīyah 1. Beirut (Dār al-mašriq) 1971, 52-55
Download
alexaphrod_quaestio2_28_hayulaghayrjins-transl-ar1.xml [13.50 KB]
مقالة الإسكندر الأفروديسيّ في أنّ الهيولى غير الجنس، وفيما يشتركان ويفترقان نقل إسحاق بن حنين
قال: إنّ الهيولى والجنس يشتركان في أنّ كلّ واحد منهما يعمّ أشياء كثيرة، وهو أوّل لها أوّلية طبيعيّة وينفصل عنها إذا ركّب ببعض الصور.
وأقول إنّ هيولى الأشياء كلّها واحدة، فإذا ركّبت فيها الصورة قبلتها وكان انفصالها من الأشياء على نحو انفصال الصور المركّبة فيها. وكذلك الجنس أيضاً أقول إنّه عامّ كلّيّ، فإذا ركّبت فيه الصور والفصول كان حينئذٍ اختلاف الأجناس على نحو اختلاف الصور والفصول المركّبة فيه، أعني أنّ الشيء الواحد يختلف إذا ركّب منه، وقبل الصورة المختلفة. فعلى هذا الوجه تشترك الهيولى والجنس. وقد يختلفان ويفترقان إذا لم يكن تركيب الصور فيها بالسواء، وذلك أنّ الهيولى هي الموضوعة للصور لتتحرّك عليها.
قال إسحاق: الصورة تتحرّك على الهيولى، والجنس يتحرّك على الصورة — مثال الصورة للجنس: هذا ناهق وهذا صاهل. والجنس يتحرّك على هذا مرّة وعلى هذا مرّة؛ والهيولى تتحرّك عليها الصورة وتنتقل عليها. والجنس منتقل على الصورة بلا فساد منه ولا منها؛ والصورة تعتقب الهيولى بفساد منها، أعني الصورة، لا الهيولى، أو تتعاقب في أنّها الحاملة القابلة لحركة الصورة، وهي تعمّها. وأمّا الجنس فإنّه وإن كان يعمّ الصورة فليس أنّه يقبل حركة الصورة، ولكنّه يصفها وينعتها، أعني أنّه يحمل عليها وينعت بها. فصارت الهيولى، لذلك، غير الجنس، أعني أنّ الهيولى هي الموضوع، والصور تتعاقب عليها بحركاتها. والصور لا تكون في الجنس كذلك، ولكن تكون الصور فيه. هذا واحد من الفصول التي الصور تتحرّك على الهيولى ولا تتحرّك على الجنس لتنعت به، لأنّ الجنس ينعت بالأشياء التي يعمّها كما قلنا أبداً.
ونقول أيضاً: الهيولى غير الجنس، وذلك أنّ الهيولى كلّها عامّيّة كلّيّة، لأنّ الصور كلّها الهيولانيّة فيها وكلّ جزء من أجزائها هو عامّ أيضاً كلّيّ لجميع الصور. وذلك أنّ كلّ جزء منها يمكن أن يقبل جميع الصور مرّة بعد مرّة. وأمّا الجنس فإنّه وإن كان يعمّ الصور التي تحته فإنّه لا يمكن أن يكون كلّ جزء منه عامّيّاً كلّيّاً، أعني أنّه لا يمكن أن يكون الحيوان الذي في سقراط هو بعينه في أفلاطون أو غيره من الناس.
وأقول أيضاً إنّ الهيولى غير الجنس؛ وذلك أنّ الهيولى شيء موضوع لجميع الأشياء المحمولة عليها، موافقة لكونها ولكون كلّ واحد منها على الهيئة التي هو عليها. فأمّا الجنس فإنّه ليس بشيء له ذات إذا ما أذن عنه الحدّ، لكنّه اسم فقط، وثباته وجوده في فكر المفكّر لا أنّ له ذاتاً وأنّه شخص.
ونقول أيضاً إنّ الهيولى غير الجنس وذلك أنّ الهيولى شيء دائم باقٍ في العدد، والجنس باقٍ بالصورة لا بالعدد، أعني أنّ صورته تبقى يتعاقب الكون عليها. وأمّا في العدد فإنّه واقع تحت الفساد.
ونقول أيضاً إنّ الهيولى غير الجنس، وذلك أنّ الهيولى تبقى عند افتراق الجوهر المركّب، لأنّ الجوهر مركّب من هيولى وصورة. فإذا افترق الجوهر فسد وعاد أحد جزئيه ويبقى الآخر، أعني الهيولى. وأمّا الجنس فإنّه وإن كان من الأشياء المبسوطة، شبه أجناس الصور والأعراض، فإنّه ليس مركّباً من الصورة الأولى والهيولى، لكنّه مركّب من الجوهر الهيولانيّ وبعض الصور. فيقال لذلك الجنس: مركّب إذا ما قرن بالجوهر الهيولانيّ. ويقال أيضاً لذلك الجوهر إنّه مركّب إذا ما قرن بالهيولى الأولى. وأقول: كما أنّ الأشخاص تكون مركّبة إذا ما قرنت بالحيوان، كذلك صور الأشخاص وأجناسها تكون مركّبة إذا قرنت بما فوقها، فإنّ رسم الحيوان دالّ على صورتها مع الهيولى. وليس أحد جزئي المركّب هو شبه الهيولى له، لأنّه إنّما لزمه اسم الحيوان عند اجتماعهما وتركيبهما، فلذلك لا يفترقان إلّا عند فساد، كافتراق الهيولى والصورة، فإنّ ذلك يكون بلا فساد، أعني أنّ الهيولى تبقى على حالها، فأمّا الحيوان فإنّه إذا فسدت صورته فسد هو أيضاً، لأنّ صورته داخلة في كون الجنس الذي هو الحيوان وحدّه، فإذا فسد حدّ الشيء فسد ذلك الشيء بعينه ولم يبق على حاله الأولى. وليس يفسد حدّ الشيء إلّا بفساد صورته، فلذلك إذا فسد سقراط لم يبق الحيوان الذي فيه البتّة، أعني الحيوان الذي هو جزء من الجنس كلّه. وكذلك أيضاً إذا ما فسد كلّ حيوان فسد أيضاً الحيوان الجنسيّ. والهيولى لا تقبل شيئاً ممّا وصفناه البتّة، أعني أنّ الهيولى لا تفسد بفساد صورتها.
وأقول أيضاً إنّ الهيولى غير الجنس، وذلك أنّ الصور ليست في الجنس، والهيولى هو أوّل على ضرب واحد، لأنّ الصورة الأولى الكلّيّة قد سبقت وصارت في جميع الأجناس والصور. فلذلك لا تكون الصورة الجزئيّة الأخيرة كلّها في الجنس، لأنّ جنسها أسبق وأتمّ 〈من〉 طبيعة الجنس. وأمّا الفصول فإنّها
تتغيّر بفصول كلّيّة الصورة، فتكون في الجنس مركّبة، أعني تلك الصورة المنفصلة، وصار الجنس لذلك لا مفترقاً من الأشياء التي هو جنس لها، وصار يفسد بفسادها أيضاً، وصار يقبل أجزاء الصور، لا الصور الكلّيّة، وصار قابلاً لأجزاء الصور ليس على أنّه ذاتيّ قائم ثابت، لكنّه قابل لها في طريق أنّه موجود بالفكر مفارق لثباته أيضاً وصار كذلك أيضاً بعد الأشياء المحمولة عليه حاملاً لصفة الهيولى، فإنّ الهيولى هي أوّل وقبل كلّ جرم هيولانيّ، لأنّ الهيولى ليست بالفعل، لكنّها بالقوّة. فإذا ما قبلت الصورة كان حينئذٍ من ذلك الجوهر الأوّل، فتكون الهيولى أوّلاً وقبل الشيء المركّب. فأمّا الجنس فإنّه يكون من جميع الأشخاص الهيولانيّة، أعني أنّ فكر المفكّر بجميع الشيء الذي قد اشترك فيه جميع الأشخاص، فيأخذه كالشيء الواحد، فيجعله جنساً للأشخاص، فيكون ثابت الجنس وقوامه في فكر المفكّر، لأنّ له ذاتاً أو آنية البتّة.
ونقول أيضاً إنّ الجنس غير الهيولى، وذلك أنّ الهيولى هي علّة قوام جميع الأشياء الواقعة تحت الكون والفساد وثباتها. فأمّا الأجسام فإنّها تقع على الأشياء التي كونها وثباتها في الهيولى أخيراً، وهي فعل المركّب لها المميّز بعضها من بعض بخواصّ أصنافها وفصولها.
فقد استبان الآن وصحّ بأقاويل شتّى أنّ الهيولى غير الجنس، وأنّها شيء قائم ثابت، والجنس غير ذاتيّ بل قائم في الفكر. وذلك ما أردنا أن نبيّن.
[تمّت المقالة]