Alexander of Aphrodisias: Πρὸς τοὺς δι' ἀκτίνων λέγοντας γίνεσθαι τὸ ὁρᾶν (Against Those Who Claim that Sight Operates through Visual Rays)

Work

Alexander of Aphrodisias, Πρὸς τοὺς δι' ἀκτίνων λέγοντας γίνεσθαι τὸ ὁρᾶν (Πρὸς τοὺς δι' ἀκτίνων λέγοντας γίνεσθαι τὸ ὁρᾶν)
English: Against Those Who Claim that Sight Operates through Visual Rays

Text information

Type: Translation (Arabic)
Translator:
Translated from: n/a
Date: unknown

Source

ʿAbd al-Raḥmān Badawī. Šurūḥ ʿalā Arisṭū mafqūdah fī l-yūnānīyah wa-rasāʾil uḫrā. Buḥūṯ wa-dirāsāt maʿhad al-ādāb al-šarqīyah 1. Beirut (Dār al-mašriq) 1971, 26-30

Download

alexaphrod_shuaat-transl-ar1.xml [16.58 KB]

مقالة الإسكندر في الردّ على من يقول إنّ الإبصار يكون بالشعاعات الخارجة، عند خروجها من البصر

فمن البيّن أنّها أجسام، لأنّه غير ممكن أن يتحرّك أو يثبت على غير هذه الجهة أمر إلّا الجسم: هواء أم ضوء أم نار. ونراه أيضاً متّصلاً أو منفصلاً. وإن كان متّصلاً فنراه يخرج ويلقى الأشياء المبصرة على هذه الجهة، يعني جهة الاتّصال. وإذا يخرج منفصلاً فإذا لقي الأشياء المبصرة التأم وصار متضادّاً. فإن كان هواء فما الحاجة التي كانت تدعو إلى خروجه إلى خارج، ووقوعه على الأشياء المبصرة! وقد يوجد أيضاً خارجاً هواء وإن كان ضياء فسبيله في نفود الضوء سبيل الهواء. وذلك منه أنّا نراه يجري في هذه الحال مجراه. فخروجه على هذه الجهة أيضاً فضل، إذ كان الضياء قد يوجد أيضاً خارجاً، وذلك أنّه ليس يمكن الإبصار خارجاً خلواً منه. وأيضاً فما السبب في أنّا لا نبصر بالليل وفي الظلمة، إذ كان الضياء الذي يخرج من الإبصار ويقع على الأشياء قد يكفي في إضاءة الهواء المتّصل بالحدقة، وهو في القوّة على حال يستطيع معها أن يمتدّ حتّى يبلغ

إلى الكواكب؟ فإن قيل إنّه أضعف في ضوء النهار، فيجب بحسب هذا القول أن يكون الإبصار بالليل وفي الظلمة، لا بالنهار، إذ كان الضياء الأقلّ يضمحلّ ويدثر في الضياء الأكبر دائماً أكثر ويضمحلّ الضياء ويدثر في الضياء الذي هو أضوأ منه. فإنّ هاهنا أشياء تضيء بالليل، وإذا حضر النهار تلاشى ذلك الشيء الذي ينفذ في الضوء، مثل رؤوس بعض السمك واليراع والحباحب وبعض العظام. وأيضاً فإن كان الشعاع الذي ينبث ويخرج ضعيفاً، فما السبب في أنّه إذا اجتمعت الشعاعات التي تخرج من البصر كثيراً التأمت وصارت شيئاً واحداً لا تكون كافية في الإبصار في الظلمة، كألسنة الضوء المجتمع في المصابيح الكثيرة يضيء جميعها أكثر ممّا يضيء كلّ واحد منها على انفراده؟ وأيضاً إن الضياء مبصر، فما السبب في أن بعضنا لا يبصر كإبصار بعض، لا بالليل ولا بالنهار؟

وإن كان الشعاع الخارج من البصر ليس هو هواء ولا ضياء، فقد بقي أن يكون ناراً توجب أن يكون حارّاً محرقاً. وليس نجد الأمر كذلك. فليس هو إذن ناراً. فإن قالوا إنّه غير محرق لأنّه ضياء، قلنا لهم: فما هو هذا الضياء؟ فإنّهم إن قالوا إنّه بخار يخرج ويحدث عنه النار، فليس هو كما يظنّون، وذلك أنّا قد نجد أشياء كثيرة تضيء وليست ناراً. وأيضاً إن كان الشعاع الذي ينبعث وينبعث عنه البصر ناراً، فلم لا ينطفئ في الماء؟! لكنّا لا نبصر في الماء، وتبصر الحيوانات الشيء في الماء. — وأيضاً فلو كان الشعاع الذي ينبث ناراً لكان له بالطبع أن يتحرّك إلى فوق، وكان يجب من ذلك ألّا يكون حالنا في الإبصار إذا نظرنا ثمّ أسفل حالة واحدة، بل يكون حالنا في نظرنا إلى فوق أسهل علينا، ويكون نظرنا إلى أسفل أعسر علينا.

وأيضاً إن كان الإبصار إنّما يكون بالشعاعات، فإنّه يجب أن يكون الإبصار لمسيّاً، فيكون الإدراك إنّما يقع بلمس الشعاعات للأشياء، وإن كانت الشعاعات

التي تنبعث وتنبث من البصر حسّاسة، فلأيّ علّة لا نجدها تحسّ بالحارّ ولا بالبارد؟ وذلك أنّه يجب أن يكون إحساسها بالملاسة المختلفة أكثر من إحساسها باللون.

وأيضاً إن كان جزء من الإبصار يخرج ويلقى المبصرات على جهة الاتّصال ... أنّ الحدقة تكون كلّها ومن بعد أن كان يخرج وينبث متّصلاً، فما السبب في أنّ هذا النوع من الإبصار إذا انبعث وتفرّق جزء الهواء الخارج الذي هو ألطف منه إمّا أن ينصبّ وينبسط، وإمّا أن ينحصر ويجتمع في المياه التي تجري من الانبعاث؟ وإذا كانت الشعلة من النار كلّها أمعنت تدقّ عند آخرها وتلطف، فما السبب في أنّ حسّ الإبصار لينبسط ويتّسع حتّى يصير مخروطاً صنوبريّاً، كلّما أراد إمعاناً في الحركة ازداد عظماً، وليس شيء من الأجسام التي هي أغلظ منه ولا التي هي ألطف منه يعرض له مثل ذلك؟! وأيضاً إن كان الشعاع جسماً فهو يشغل مكاناً.

فنقول: إنّه إمّا أن يكون الجسم ينفذ في الجسم، أو يكون قد يوجد مكان ما منحاز ويحدث فيما بين الجنسين ممانعة ومدافعة، حتّى إن كان انبثاث في الهواء مانعه الهواء ودافعه، وإن كان في الماء كانت هذه سبيله. إلّا أنّه من القبيح الشنيع أن يقال إنّ الماء يمانع الشعاع ويقاومه ولا يقاوم التنفّس ويمانعه، كما نجده يفعل في الحيوانات التي في الماء، فإنّه لا يتنفّس منها شيء أصلاً إلّا الشاذّ، وكذلك الحيوانات التي في البحر فإنّه لا يتنفّس منها شيء أصلاً إلّا الشاذّ.

وأيضاً فإن كانت هذه الأجسام تمانع في الإبصار وتقف دونه، فليس يبصر إذا أبصر بإخراج الشعاع، بل ليس يبصر أصلاً، لكن يكون للبصر هنا ما يصير مكاناً ما لذلك الشيء الذي تمانعه هذه الأجسام من النفوذ. فإن كان الأمر كذلك، فبأيّ شيء نبصر، وبأيّ شيء لا نبصر إذ كانت؟ وأيضاً

فلأيّ سبب صارت الحيوانات، التي لا تغمض عيونها إذا نامت، لا تبصر إذ كانت أعينها مملوءة من المنافذ والثقب التي يخرج منها هذا الجسم؟ وإن كان خروج هذا الجسم ونفوذه ليس على الاتّصال، بل على الانفصال، فإنّه ليس يخلو إذا وقع على الأشياء المبصرة ولقيها من أن يكون إمّا أن يتّصل ويلتئم، أو يبقى على حالته منفصلاً. فإن كان يتّصل ويلتئم، فكيف يتّسع عند هذه الحال وينبسط حتّى يكون مخروطاً، بل يبلغ به العظم إلى حال يفضل معها عدمه، ويحوي من الشيء جزءاً كثيراً منها؟ وذلك أنّه قد يجب إذا ابتدأ منه أوّل وهلة في الاتّصال والاتّحاد والهواء المحيط أن يكون اجتماعه أشدّ. وأيضاً فإن كانت الشعاعات التي يحدث عنها هذا المخروط متفرّقة ومنفصلاً بعضها من بعض فإنّه كلّما كان البعد الذي فيما بينهما أعظم كان ما يبصر أكثر ممّا لا يبصر، وكان ذلك الشيء الذي يقع عليه الشعاعات وهو محيط إنّما يبصر لأنّ الخطوط المستقيمة التي تخرج من البصر تقع عليها وتلقاها. فأمّا الشيء الذي في الوسط فليس نرى منه ولا المقدار المساوي للمحيط. فإن كان قدره أصغر، فكيف يكون ذاك وهذه الخطوط المستقيمة قد تحدث قاعدة حالها في العظم التي وصفناها؟!

وأيضاً فكيف يمكن أن تكون الشعاعات أجساماً في هذه الحال من الفلك وإنّما مخرجها وإنشاؤها في الحدقة وهي جسم صغير؟ وأيضاً فما السبب في أنّه لا يعرض للشعاعات إذا خرجت وانبثت من الرياح وحركة المياه الاعوجاج والتقوّس، بل نجدها دائماً على استقامة متى كان سطح الماء لابثاً وفي موضع واحد بعينه؟ وأيضاً فكيف تنفذ الشعاعات في الأجسام المصمتة التي ينفذ فيها الضوء؟ فإن قيل إنّ فيها ثقباً ومنافذ، فإمّا أن تكون خالية ويلزم حينئذٍ أن يكون هنا شيء ما خالٍ منحاز، أو تكون مشغولة بالهواء أو بجسم آخر. وإذا كان الأمر كذلك فإلى أين ينحاز هذا الجسم وينحو؟ وكيف يكون ذلك على ما

وصف وقد نجد ما يبصر أشياء كثيرة والشيء واحد بعينه. وذلك أنّا قد نرى تلك المنافذ والثقب بعينها أشياء كثيرة ومن بعد. فما بال تلك الأجسام الصغار التي ينفذ الضوء فيها ترى متّصلة، وقد كان يجب ألّا يرى منها إلّا منافذها وثقبها، وإن ثقب بعض الشعاعات في سطوحها وينفذ البعض في المنافذ التي فيها بمنزلة المنخل. ويلزم بحسب ذلك أن نعلم أنّ من الأشياء التي تبصر تلك المنافذ المواضع المقابلة للمواضع التي ليس فيها من تلك الأجسام منافذ، فمن أين يوجد أيضاً منها جسم على هذه الصفة يمكن فيه أن يمتدّ حتّى يتّصل بالكواكب ويكون موجوداً هنا قبل أن يبصر؟ وكيف يمكن أن يتحرّك هذا الجسم حركة من السرعة على حال يمكن معها أن يكون في نظرنا إلى فوق نظرنا دفعة السماء معاً؟ وأيضاً فكيف نجد الذين ينظرون بعضهم بعضاً من الشعاعات التي تنبث من أبصارهم، يلقي بعضها بعضاً لقاء واحداً بعينه؟ فإنّه يجب أن يكون إمّا أن يقف في الوسط ولا يبصر بعضهم بعضاً، أو ينفذ بعضها في بعض ويكون الجسم على هذه الجهة ينفذ في الجسم، أو يقهر أحدهما الآخر ويراه، ويكون الشعاع الواحد بعينه فقط إذا تحرّك بتلك السرعة التي وصفنا شبيهاً بتحرّك ضعف حركته في زمان واحد، لأنّا قد نبصر الأشياء القريبة منّا والتي هي من بعد منها أضعافاً كثيرة معاً في حال واحدة: وذلك أنّا قد نرى الكواكب وهي في غاية البعد والأشياء القريبة منّا معاً.

فليس إذاً يكون الإبصار بحركة شيء من الأشياء. وإذا كان الإبصار ليس بحركة، فليس هو أيضاً بوقوع الشعاعات على الأشياء، ولا حركة الصورة إلى البصر، ولا هما جميعاً.

[تمّت المقالة، والحمد للّه كثيراً كما هو أهله]