Anon.: Ǧawāmiʿ al-Iskandarānīyīn li-kitāb Ǧālīnūs fī l-nabḍ al-ṣaġīr ilā Ṭūṯrun (Alexandrian Summary of Galen's Small Book on the Pulse to Teuthras)

Work

Anon., Ǧawāmiʿ al-Iskandarānīyīn li-kitāb Ǧālīnūs fī l-nabḍ al-ṣaġīr ilā Ṭūṯrun
English: Alexandrian Summary of Galen's Small Book on the Pulse to Teuthras

Related to

Text information

Type: Summary (Arabic)
Date: unknown

Source

A = Istanbul, Süleymaniye, Ayasofya 3588 (5), 35v-53v
F = Istanbul, Süleymaniye, Fatih 3538 (3), 46r-68r

Download

anon_gal_depulsadtir-summ_alexsumm-ar1.xml [109.95 KB]

بسم اللّه الرحمان الرحيم

جوامع الإسكندرانيّين لكتاب جالينوس في النبض الصغير إلى طوثرن على الشرح والتلخيص

العروق الضوارب منها ما تدرك حركته حسّاً ومنها ما لا تدرك حركته حسّاً والتي لا تدرك حركتها حسّاً إنّما يفوت الحسّ إمّا لأنّ في وجهها عظام تسترها بمنزلة العروق الضوارب التي في الدماغ وإمّا لأنّ في وجهها لحم يسترها بمنزلة العروق الضوارب التي في الفخذ وإمّا لأنّ في وجهها أجسام غليظة تسترها بمنزلة العرق الضارب العظيم المستبطن لعظم الصلب الذي إذا رقّت جلدة البطن أحسّ من يضع يده على مراقّ البطن بنبضه.

وأمّا التي تدرك حركتها حسّاً فهي بمنزلة العروق الضوارب التي في رسغي اليدين والتي خلف الأذن والتي في رسغي الرجلين. وإنّما صار الأطبّاء يحسّون العروق الضوارب التي في رسغي اليدين دون غيرها لثلثة أسباب: أحدها أنّ مجسّة هذه العروق أسهل أمراً وأقرب مأخذاً من غيرها؛ والثاني أنّ مجسّة هذه العروق أحسن وأمثل من مجسّة غيرها من العروق الضوارب التي في المواضع الأخر وخاصّة إن كان الذي يجسّ الطبيب عروقه امرأة أو إنساناً مستحيّ؛ والثالث أنّها أصلح وأوفق لما يحتاج إليه إذ كانت موضوعة في تجاه القلب على الاستقامة قريبة الموضع منه.

أجناس الأشياء الموجودة في نبض العروق عشرة: أحدها الجنس الذي من مقدار الانبساط؛ والثاني الجنس الذي من كيفيّة الحركة؛ والثالث الذي من كيفيّة قرع النبض للأصابع؛ والرابع الذي من حال قوام العرق؛ والخامس الذي من وقت السكون وهو الفترة بين الحركتين؛ والسادس الذي من استواء النبض واختلافه؛ والسابع الذي من لزوم النبض للنظام وخروجه عن النظام؛ والثامن الذي من امتلاء العرق وفراغه؛ والتاسع الذي من الوزن؛ والعاشر الذي من مقدار حرارة العرق.

وقد يقسم هذا المعنى بقسمة أخرى على هذه الصفة: أصناف النبض وفصوله منها

أشياء تضاف إلى حركة النبض وهي خمسة: أحدها من مقدار الحركة وهو الجنس الذي يجمع عظم النبض وصغره؛ والآخر من كيفيّة الحركة وهو الجنس الذي يجمع سرعة النبض وإبطائه؛ والثالث والرابع من خاصّة مقدار الحركة وهما الجنس الذي يجمع استواء النبض واختلافه والجنس الذي يجمع لزوم النبض للنظام وخروجه عنه؛ والخامس من سياسة النبض وهو الجنس الذي يجمع وزن النبض ونسبته وحركته وسكونه بعض إلى بعض.

ومنها أشياء تضاف إلى السكون الذي بين كلّ حركتين من حركات النبض وهو الجنس الذي من تواتر النبض وتفاوته؛ ومنها أشياء تضاف إلى القوّة التي تكون بها النبض وهو الجنس الذي يجمع قوّة النبض وضعفه؛ ومنها أشياء تضاف إلى الآلة التي بها يكون النبض أعني العرق الضارب وهما جنسان أحدهما قوام العرق وحاله في الصلابة واللين والآخر في كيفيّته وحاله في الحرارة والبرودة؛ ومنها أشياء تضاف إلى ما يحتوي عليه العرق وهو الجنس الذي من الامتلاء والفراغ.

الحال في مقدار النبض تعرف من أقطار الجسم الذي فيه تكون الحركة. وأقطار كلّ جسم ثلثة أحدها الطول والآخر العرض والثالث العمق. ولذلك صارت أصناف النبض البسيطة المفردة الموجودة في الجنس الذي في مقدار الانبساط تسعة منها في الطول ثلثة وهي النبض الطويل والقصير والمعتدل بينهما؛ وفي العرض ثلثة وهي النبض العريض والضيّق والمعتدل بينهما؛ وفي العمق ثلثة وهي النبض المشرف والمنخفض والمعتدل بينهما.

وإذا ألّفت هذه التسعة بعض مع بعض صارت منها سبعة وعشرون صنفاً ممّا يمكن أن يكون. ومن هذه السبعة والعشرين ثلثة لها أسماء قائمة وهي العظيم والصغير والمعتدل بينهما وأربعة وعشرين لا اسم لشيء منها. وتركيب هذه السبعة والعشرين الصنف يكون على هذه الصفة:

نبض طويل عريض مشرف وهذا هو العظيم؛ نبض طويل عريض معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض طويل عريض منخفض

نبض طويل معتدل بين العريض والضيّق مشرف؛ نبض طويل معتدل بين العريض والضيّق معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض طويل معتدل بين العريض والضيّق منخفض

نبض طويل ضيّق مشرف؛ نبض طويل ضيّق معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض طويل ضيّق منخفض

نبض قصير عريض مشرف؛ نبض قصير عريض معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض قصير عريض منخفض

نبض قصير معتدل بين العريض والضيّق مشرف؛ نبض قصير معتدل بين العريض والضيّق معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض قصير معتدل بين العريض والضيّق منخفض

نبض قصير ضيّق مشرف؛ نبض قصير ضيّق معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض قصير ضيّق منخفض وهذا هو الصغير

نبض معتدل بين الطويل والقصير عريض مشرف؛ نبض معتدل بين الطويل والقصير عريض معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض معتدل بين الطويل والقصير عريض منخفض

نبض معتدل بين الطويل والقصير معتدل بين العريض والضيّق مشرف؛ نبض معتدل بين الطويل والقصير معتدل بين العريض والضيّق معتدل بين المشرف والمنخفض وهذا هو المعتدل على الإطلاق؛ نبض معتدل بين الطويل والقصير معتدل بين العريض والضيّق منخفض

نبض معتدل بين الطويل والقصير ضيّق مشرف؛ نبض معتدل بين الطويل والقصير ضيّق معتدل بين المشرف والمنخفض؛ نبض معتدل بين الطويل والقصير ضيّق منخفض.

والثلثة الأصناف التي لها أسماء قائمة وهي العظيم والصغير والمعتدل بينهما إنّما استحقّ كلّ واحد منها الاسم الذي به سمّي من هذا المعنى الموجود فيه. وذلك أنّ النبض الذي هو أزيد هذه الأصناف في الأقطار الثلثة يقال له عظيم وهو الزائد في الطول والعرض والعمق؛ والمعتدل في الأقطار الثلثة يقال له معتدل وهو الذي يجمع الاعتدال في الطول والعرض والعمق؛ والناقص في الأقطار الثلثة يقال له صغير وهو القصير الضيّق المنخفض.

فأمّا الجنس الذي ينسب إلى كيفيّة الحركة فينقسم إلى ثلثة أنواع: أحدها النبض السريع والآخر النبض البطيء والثالث النبض المعتدل بينهما. وأمّا الجنس الذي ينسب إلى كيفيّة قرعة العرق للأصابع فينقسم إلى ثلثة أنواع وهي النبض القويّ

والنبض المعتدل والنبض الضعيف. والنبض الطبيعيّ من جميع هذه الأجناس هو النبض المعتدل خلا هذا الجنس المنسوب إلى حال القوّة. فإنّ النبض الطبيعيّ منه ليس هو النبض الوسط بين الطرفين على ما في سائر الأجناس بل النبض القويّ وهو أحد الطرفين. وأمّا الجنس الذي ينسب إلى حال قوام العرق فينقسم إلى ثلثة أنواع وهي النبض الصلب والنبض الليّن والنبض المعتدل بينهما. وأمّا الجنس الذي ينسب إلى وقت الفترة بين الحركتين فينقسم إلى ثلثة أنواع وهي النبض المتواتر والنبض المتفاوت والنبض المعتدل بينهما. وأمّا الجنس الذي ينسب إلى استواء النبض واختلافه فينقسم أوّلاً إلى نوعين وهما نوع النبض المستوي ونوع النبض المختلف ثمّ إنّ كلّ واحد من هذين النوعين ينقسم بأقسام أخر. وذلك أنّ النبض المستوي إمّا أن يكون مستوياً في جميع الأصناف التي ذكرناها وهو الذي يقال له المستوي قولاً حقيقيّاً وإمّا أن يكون مستوياً في واحد من الأجناس وهذا لا يقال إنّه مستوٍ قولاً مطلقاً لكن يقال له نبض مستوٍ في العظم أو في السرعة أو في الصلابة أو في القوّة أو في التواتر. وكذلك النبض المختلف إمّا أن يكون مختلفاً في الأصناف التي ذكرناها وإمّا في واحد منها وهذا هو بعينه نظير ذلك النبض المستوي في صنف واحد واختلافه يكون على ما وصفنا إمّا في العظم وإمّا في السرعة وإمّا في القوّة وإمّا في التواتر وإمّا في الصلابة.

اختلاف النبض إمّا أن يكون في نبضات كثيرة وإمّا في نبضة واحدة. وإذا كان في نبضة واحدة فلا يخلو من أن يكون في أجزاء من العرق كثيرة أو في جزء واحد. وإذا كان في أجزاء كثيرة إمّا أن يكون اختلافه في وضع تلك الأجزاء وإمّا في حركتها. وإن كان اختلافه في وضع الأجزاء فهو ستّة أصناف. وذلك أنّ الوضع يختلف في ستّ جهات وهي فوق وأسفل ويمين وشمال وقدّام وخلف. وإن كان في حركة الأجزاء فهو أربعة أصناف: أحدها الاختلاف في السرعة والإبطاء؛

والآخر الاختلاف في التقدّم والتأخّر؛ والثالث الاختلاف في القوّة والضعف؛ والرابع الاختلاف في الزيادة والنقصان فيما يتبيّن من الحركة وفي أنّه لا يتبيّن منها شيء أصلاً. وهذا الصنف من الاختلاف داخل في الجنس المنسوب إلى عظم النبض.

وأمّا النبض المختلف في جزء واحد من أجزاء العرق فيكون على ثلث جهات: أحدها أن تكون الحركة تنقطع والنبض المعروف بالغزاليّ هو من هذا الصنف من الاختلاف وهو الذي يكون في ابتدائه إبطاء وإذا كان تأخّره انقطع صار سريعاً. والصنف الآخر من الاختلاف في جزء واحد هو أن تكون الحركة تعود والنبض الذي يقال له دٮقرطس (؟) وتفسيره المثنّى داخل في هذا الصنف وهو الذي تكون حركته عظيمة ثمّ ترجع فتتحرّك حركة أخرى صغيرة. والصنف الثالث من هذا الاختلاف أن تكون حركة النبض تبقى متّصلة لا تنقطع إلّا أنّه يكون مختلف السرعة وإذا كان كذلك فليس يخلو من أن تكون الأنامل تدرك فيه حركتين فتكون من ذلك ستّة أصناف وأنا ممثّلها لك وتكون تدرك ثلث حركات فيكون من ذلك اثنا عشر صنفاً وأنا ممثّلها لك أيضاً بعد الستّة.

مثال الستّة الأصناف الموجودة في النبض المختلف السرعة إذا أدركت منه الأنامل حركتين:

حركة سريعة حركة بطيئة
حركة سريعة حركة معتدلة
حركة بطيئة حركة سريعة
حركة بطيئة حركة معتدلة
حركة معتدلة حركة بطيئة
حركة معتدلة حركة سريعة

مثال الاثنا عشر صنفاً الموجود في النبض المختلف السرعة إذا أدركت منه الأنامل ثلث حركات:

حركة سريعة حركة بطيئة حركة سريعة
حركة سريعة حركة بطيئة حركة معتدلة
حركة سريعة حركة معتدلة حركة بطيئة
حركة سريعة حركة معتدلة حركة سريعة
حركة بطيئة حركة سريعة حركة بطيئة
حركة بطيئة حركة سريعة حركة معتدلة
حركة بطيئة حركة معتدلة حركة بطيئة
حركة بطيئة حركة معتدلة حركة سريعة
حركة معتدلة حركة سريعة حركة بطيئة
حركة معتدلة حركة سريعة حركة معتدلة
حركة معتدلة حركة بطيئة حركة سريعة
حركة معتدلة حركة بطيئة حركة معتدلة

أصناف النبض المركّبة منها ما له اسم خاصّ ومنها ما لا اسم له. أمّا التي تسمّى بأسماء تخصّها فمثل النبض الموجيّ والنبض الدوديّ والنبض النمليّ والنبض الثابت يختلف في الوضع على حالة واحدة بمنزلة النبض المرتعش والنبض المشنّج والنبض الغزاليّ والنبض الذي يقال له ذو قرعتين. وأمّا التي لا اسم لها فكثيرة بحسب أصناف التركيب وذلك أنّه إمّا أن يتركّب صنف مع صنف وإمّا صنف مع أصناف كثيرة وإمّا أصناف كثيرة مع أصناف كثيرة.

نوع النبض الموجيّ والدوديّ والنمليّ نوع واحد بعينه وذلك أنّها ثلثتها مركّبة من الاختلاف في العظم في أجزاء من العرق كثيرة ومن الاختلاف في التقدّم والتأخّر في ابتداء حركة أجزاء العرق. أمّا أصنافها فمختلفة في العظم وذلك أنّ النبض الموجيّ أعظمها والدوديّ أصغر منه والنمليّ أصغر الجميع فهو لذلك أشدّ تواتراً.

وأمّا سائر أصناف النبض المركّب فالمرتعش منها والمشنّج فهما مركّبان من الاختلاف في الوضع والاختلاف في التقدّم والتأخّر؛ والغزاليّ مركّب من الاختلاف في جزء واحد

من العرق إذا انقطعت الحركة في السرعة وفي القوّة. وأمّا النبض الثابت على حالة واحدة فهو الذي لا يتغيّر أصلاً لكن يبقى على مثال واحد دائماً. وأمّا ذو القرعتين فقوم زعموا أنّه نبضتان وقوم آخر قالوا إنّه نبضة واحدة وأصنافه أنّه إن قرع الأصابع قرعتين كان تسعة وإن قرع ثلث مرّات كانت أصنافه في كلّ واحد من الأجناس سبعة وعشرين صنفاً. والنبض الذي يقرع قرعتين يكون من ثلثة أسباب أحدها شدّة القوّة والآخر شدّة الحاجة والثالث صلابة الآلة.

والجنس المنسوب إلى لزوم النظام ينقسم إلى نوعين وذلك أنّ النبض إذا كان مختلفاً في نبضات كثيرة لم يخل من أن يكون إمّا لازماً للنظام وإمّا غير لازم له ولزومه للنظام هو أن يكون الاختلاف يقع بين عدّة نبضات كثيرة معلومة لا يتقدّمه ولا يتأخّر عنه. وخروجه عن النظام هو أن يكون الاختلاف يجري أمره على خلاف ذلك.

والجنس المنسوب إلى الامتلاء والخلاء ينقسم إلى ثلثة أنواع: أحدها النبض الممتلئ وهو الذي إذا غمزت عليه الأصابع أحسّت فيه برطوبة تنخفض تحت الغمز لأنّ جسم العرق فيه من الدم والروح أكثر من المقدار الطبيعيّ؛ والثاني الخالي وهو الذي إذا غمزت عليه الأصابع أحسّت فيه كأنّه فارغ؛ والثالث الوسط بينهما وهو الذي إذا غمزت عليه الأصابع أحسّت منه بأمر وسط بين الأمرين.

والجنس المنسوب إلى الوزن فينقسم إلى نوعين وذاك أنّه إمّا أن يكون جيّد الوزن وإمّا رديء الوزن. والرديء الوزن يكون ثلثة أنواع: أحدها يقال له المجاوز الوزن بمنزلة ما إذا كان نبض الصبيّ مائلاً إلى نبض الشباب؛ والآخر يقال له مخالف الوزن بمنزلة ما إذا كان للشابّ نبض الصبيّ؛ والثالث يقال له الخارج عن الوزن بمنزلة ما إذا كان للصبيّ نبض ليس هو طبيعيّ لشيء من الأسنان. الوزن معناه في النبض المقايسة إمّا بين الحركتين بمنزلة المقايسة بين الانبساط

والانقباض وإمّا بين سكونين بمنزلة المقايسة بين السكون الخارج والسكون الداخل وإمّا بين حركة وسكون.

الأسباب المغيّرة للنبض ثلثة أصناف منها ما هو موجود في الطبع ومنها ما هو خارج عن الطبع ومنها ما هو بين ذلك. والأسباب الموجودة في الطبع هي الجنس والمزاج والسحنة والوقت من السنة والسنّ والبلد وحال الهواء في يوم يوم والنوم واليقظة. والجنس نوعان أحدهما ذكر والآخر أنثى؛ والمزاج صنفان أحدهما طبيعيّ والآخر عرضيّ؛ والسحنة صنفان أحدهما طبيعيّ والآخر عرضيّ. فأمّا الأسباب الخارجة عن الطبع فبمنزلة الحمّى والوجع. وأمّا الأسباب التي بين ذلك فبمنزلة الرياضة والاستحمام والأطعمة والأشربة.

وقد يقسم هذا المعنى بقسمة أخرى هي أصوب من هذه فيقال إنّ الأسباب المغيّرة للأبدان صنفان فمنها أسباب معلومة محدودة من الطبع ومنها أسباب غير محدودة ولا معلومة من الطبع وما كان كذلك فيقال إنّه خارج عن الطبع. فأمّا الأسباب المحدودة المعلومة فمنها ما نوعه ومقداره وكيفيّته محدود كلّه من الطبع بمنزلة الجنس والأسنان والأمزاج وأوقات السنة والسحنة والبلدان وما كان كذلك فيقال إنّه طبيعيّ. ومنها ما نوعه محدود من الطبع فأمّا كيفيّته ومقداره فغير محدودين بمنزلة الرياضة والاستحمام والأطعمة والأشربة وما كان كذلك فيقال إنّه ليس بطبيعيّ. وأمّا النوم واليقظة والجماع والحبل فهي أشياء واسطة بين هذين الصنفين.

النبض يتغيّر من قبل السنّ فإنّه في الصبيان متواتر سريع جدّاً وسط في العظم والقوّة؛ وفي الشبّان المستكملين متواتر سريع عظيم جدّاً قويّ جدّاً؛ وفي الكهول متفاوت بطيء وسط في العظم والقوّة؛ وفي الشيوخ أشدّ تفاوتاً وأبطأ جدّاً وأضعف جدّاً وأصغر جدّاً.

أسباب النبض المعروفة بالماسكة وهي أقرب الأسباب إليه ولا يلتأم ألّا بها ثلثة: أحدها القوّة الفاعلة

للنبض؛ والثاني الحاجة التي تدعو إليه أعني الحاجة إلى التطفئة؛ والثالث الآلة التي بها يكون أعني العرق الضارب.

فأمّا القوّة فإنّها إن كانت قويّة كان النبض عظيماً سريعاً وإن كانت ضعيفة كان النبض صغيراً بطيئاً. وأمّا الحاجة فإنّها إمّا أن تكون شديدة وإمّا أن تكون يسيرة فإن كانت الحاجة شديدة كان النبض إمّا عظيماً إن كانت القوّة قويّة وإمّا سريعاً إن كانت القوّة أقلّ وإمّا متواتراً إن كانت القوّة ضعيفة. وإن كانت الحاجة يسيرة كان النبض إمّا صغيراً وإمّا بطيئاً وإمّا متفاوتاً. وأمّا الآلة أعني العرق فإنّه إمّا أن يكون ليّناً فيغيّر في العظم وإمّا صلباً فيغيّر في الصغر.

النبض العظيم يحتاج في كونه إلى ثلثة أشياء: أحدها أن تكون القوّة قويّة؛ والآخر أن تكون الحاجة تدعو إليه أعني أن تكون الحرارة كثيرة؛ والثالث أن تكون الآلة تجيب وتطاوع أعني أن يكون العرق ليّناً. والنبض السريع يحتاج في كونه إلى شيئين: أحدهما أن تكون القوّة قويّة إلّا أنّه يحتاج من ذلك إلى أقلّ ممّا يحتاج إليه النبض العظيم؛ والآخر أن تكون الحاجة تدعو إليه أعني أن تكون الحرارة كثيرة.

نبض الصبيان يكون متواتراً جدّاً سريعاً جدّاً وسطاً في العظم والقوّة. والسبب في توسّطه في العظم والقوّة أنّ الصبيان ليس هم من القوّة في حدّ الشبّان المستكملين وذلك لأنّهم أرطب من المقدار المعتدل ولا هم من الضعف في حدّ الشيوخ لأنّهم في حرارة المزاج ليس بدون الشباب. والسبب في أنّه متواتر جدّاً سريع جدّاً أنّ العظم لا يبلغ له ما يحتاج إليه وذلك لما قلنا قبل من أنّ بلوغ الحاجة يكون إن كانت القوّة قويّة فبعظم النبض وإن كانت ضعيفة فبتواتره وإن كانت متوسّطة فبسرعته.

نبض الشبّان المستكملين يكون متواتراً سريعاً عظيماً جدّاً قويّاً جدّاً. والسبب في أنّه عظيم جدّاً قويّ جدّاً أنّ القوّة قويّة والسبب في أنّه متواتر سريع وليس بمتواتر جدّاً ولا سريع جدّاً كنبض الصبيان أنّ عظم النبض قد بلغ تمام الحاجة.

نبض الكهول

يكون متفاوتاً بطيئاً وسطاً في العظم وفي القوّة. والسبب في تفاوته وإبطائه قلّة الحاجة إلى التطفئة وذلك أنّ الحرارة في أبدان هؤلاء قد ولّت إذ كانوا قد أخذوا نحو الشيخوخة. والسبب في أنّه وسط في العظم وفي القوّة أنّهم ليس من القوّة كمثل ما عليه الشبّان المستكملين ولا من الضعف كمثل ما عليه الشيوخ.

نبض الشيوخ أشدّ تفاوتاً من نبض الكهول بطيء جدّاً ضعيف جدّاً صغير جدّاً. والسبب في أنّه أشدّ تفاوتاً قلّة الحاجة إلى التطفئة والسبب في أنّه بطيء جدّاً قلّة الحاجة وضعف القوّة. والسبب في أنّه ضعيف جدّاً صغير جدّاً ضعف القوّة.

النبض يتغيّر من قبل أوقات السنة بأنّه يكون في الأوقات المتوسّطة المزاج من مثل الربيع والخريف قويّاً جدّاً عظيماً جدّاً وسطاً في السرعة والتواتر وكذلك يكون أيضاً في البلدان المعتدلة المزاج وفي حالات الهواء المعتدل المزاج. ويكون في وقت الصيف أشدّ سرعة وأشدّ تواتراً وأشدّ ضعفاً وأصغر وكذلك يكون أيضاً في البلدان الحارّة المزاج وفي حالات الهواء الحارّة. ويكون في الشتاء أشدّ تفاوتاً وأشدّ إبطاء وأشدّ ضعفاً صغيراً جدّاً وكذلك يكون أيضاً في البلدان الباردة وفي حالات الهواء الباردة. والسبب في أنّ النبض يكون في الأوقات المتوسّطة من الربيع والخريف عظيماً جدّاً قويّاً جدّاً اعتدال مزاج الهواء في ذلك الوقت. والسبب في أنّه يكون وسطاً في السرعة والتواتر أنّ عظم النبض يبلغ تمام الحاجة. فأمّا في الصيف فالسبب في سرعة النبض وتواتره أنّ حرارة الهواء تدعو إلى ذلك والسبب في ضعفه وصغره أنّ الحرارة الغريزيّة تتحلّل ولتحلّلها تضعف القوّة. وأمّا في الشتاء فالسبب في أنّ النبض يكون أشدّ تفاوتاً وأشدّ إبطاء وأشدّ ضعفاً وأكثر صغراً أنّ الحاجة إلى التطفئة يسيرة وذلك بسبب برد الهواء وأنّ القوّه تضعف بسبب شدّة البرد.

الأوقات قد يشبه بعضها بعضاً في المزاج. فأوّل الربيع

شبيه بآخر الخريف وذلك لأنّ يبس الخريف في آخره يترطّب فيصير الوقت معتدلاً وآخر الربيع شبيه بأوّل الخريف وذلك أنّ الربيع في آخره يصير إلى قريب من يبس الخريف. وآخر الصيف شبيه بأوّله وآخر الشتاء شبيه بأوّله.

النبض في وقت النوم يكون بحالات مختلفة فهو في أوّل النوم أصغر وأضعف وأشدّ تفاوتاً وإبطاء وذلك لأنّ الحرارة الغريزيّة إذا غارت إلى عمق البدن شابكت الغذاء الطريّ الذي لم يستمرأ بعد غرقها وغمرها فيبرد البدن ويضعف. فأمّا من بعد استمراء الغذاء فالنبض يكون عظيماً قويّاً متفاوتاً بطيئاً فالسبب في عظمه وقوّته أنّ القوّة إذا قهرت الغذاء وغيّرته واغتذى به البدن وسخن به البدن قويت بذلك؛ والسبب في تفاوته وإبطائه أنّ عظم النبض يبلغ تمام الحاجة ثمّ إنّ النبض في آخر الأمر إن أطال الإنسان في النوم يعود إلى أن يصير ضعيفاً صغيراً بطيئاً متفاوتاً وذلك لأنّ الفضول التي تبقى من الغذاء إذا هي لم تستفرغ وتخرج عن البدن بالاستفراغات المحسوسة وغير المحسوسة التي تكون في وقت اليقظة غمرت الحرارة وخنقتها. المستيقظ من النوم بغتة يكون نبضه في ذلك الوقت عظيماً قويّاً سريعاً متواتراً مرتعداً والسبب في ذلك ما يحدث من الحركة بغتة بعقب السكون ثمّ إنّ النبض عن قريب يرجع إلى الاعتدال.

السحنة تتصرّف على معنيين أحدهما الحال في المزاج أن يكون إمّا حارّاً وإمّا بارداً والآخر الحال في خصب البدن ونهوكه أن يكون إمّا قضيفاً وإمّا غليظاً.

الأسباب التي ليست بطبيعيّة هي أربعة: أحدها الرياضة والآخر الاستحمام والثالث الأطعمة والرابع الأشربة. فأمّا الرياضة فإنّ النبض يكون في ابتدائها قويّاً عظيماً سريعاً متواتراً وذلك لأنّ الحرارة تقوى فيمن يرتاض رياضة معتدلة والقوّة تشتدّ

وتصحّ. فإن أفرطت الحرارة صار النبض صغيراً سريعاً ضعيفاً متواتراً جدّاً والسبب في صغره وضعفه أنّ القوّة تضعف من قبل التعب وذلك لأنّ الحرارة إذا قويت اتّسع بها مسامّ البدن فتحلّل بذلك الحرارة الغريزيّة ويتبع تحلّلها أنّ القوّة تضعف والحرارة تقلّ. والسبب في سرعته أنّ العظم الذي كان يقوم بتمام الحاجة ليس بموجود في هذا الوقت ولهذا السبب بعينه يكون النبض متواتراً جدّاً وذلك لأنّ التواتر شيء قد يمكن أن تفعله القوّة الضعيفة. ولذلك يكون النبض في هذا الوقت متواتراً جدّاً ولا يكون سريعاً جدّاً لأنّ السرعة يحتاج فيها إلى قوّة قويّة. وإن أفرطت الرياضة وجاوزت الحدّ صار النبض نمليّاً وذلك لأنّ القوّة تنحلّ والحرارة تنفد. وقد ينبغي أن يعلم أنّ النبض النمليّ متواتر جدّاً والسبب في ذلك أنّه لمّا كان النبض قد صار إلى غاية الصغر والإبطاء بسبب ضعف القوّة وصارت الحاجة لا تتمّ به وهو على هذه الحال احتيج لتمام الحاجة إلى التواتر المتّصل الدائم.

وأمّا الاستحمام فمنه ما يكون بالماء الحارّ ومنه ما يكون بالماء البارد. والاستحمام بالماء الحارّ يصير به النبض في أوّل الأمر عظيماً قويّاً سريعاً متواتراً وذلك لأنّ القوّة تقوى بهذا الاستحمام في هذا الوقت والحرارة تكثر. فإن أفرط هذا الاستحمام وجاوز الحدّ صار به النبض صغيراً ضعيفاً متفاوتاً بطيئاً وذلك لأنّ هذا الاستحمام بكثرة ما يتحلّل من البدن تضعف القوّة وتفنى الحرارة الغريزيّة. فأمّا الاستحمام بالماء البارد فإنّه إن قهر الماء البارد حرارة البدن الغريزيّة وبرّده حتّى تغوص برودته وتصل إلى عمق البدن صار به النبض صغيراً ضعيفاً بطيئاً متفاوتاً. فإن لم تصل برودته إلى عمق البدن وبرد بها ظاهره واستحصف وتكاثف احتقنت بذلك الحرارة الغريزيّة داخلاً وتضاعفت بهذا السبب وتزيّدت وقويت بذلك القوّة صار النبض عظيماً قويّاً سريعاً متواتراً.

فأمّا الطعام فإنّه إن كان معتدل المقدار قويت به القوّة

وكثرت به الحرارة الغريزيّة صار النبض على ما يشاكل هذين الأمرين. وإن كان مفرط المقدار ضعفت به القوّة إذ خارت عنه وتنقّصت الحرارة الغريزيّة وتبع ذلك من النبض ما يشاكلة. وأمّا الشراب فإنّه إن كان حارّاً بمنزلة الخمر وكان مقداره معتدلاً تبع ذلك من النبض ما يتبع قوّة الحرارة وشدّة القوّة. وإن كان حارّاً ومقداره غير معتدل كثير تبع ذلك النبض الذي يتبع قلّة الحرارة ونقصان القوّة. فأمّا إن كان الشراب بارداً بمنزلة الماء فإنّ النبض يكون ما يشاكل البرودة ونقصان 〈القوّة〉.

الأسباب الخارجة عن الطبع تغيّر النبض إمّا لأنّها تحلّ القوّة وتضعفها فيتغيّر النبض بذلك وإمّا لأنّها تضغط القوّة فتخور عنها ويتغيّر النبض لذلك. والأسباب التي تحلّ القوّة هي عدم الغذاء ورداءة المرض في نفسه والاستفراغ المفرط وعوارض النفس والوجع الشديد أو المتطاول. وأمّا الأسباب التي تضغط القوّة فهي كثرة الرطوبة والورم الحادث خارجاً عن الطبع.

والنبض يتغيّر من قبل القوّة تغيّراً عامّاً بأنّه إن انحلّت القوّة صار النبض صغيراً ضعيفاً بطيئاً متواتراً جدّاً. وإن انضغطت القوّة صار النبض مختلفاً غير منتظم وعلى غير وزن. ومن النبض المختلف الحادث في مثل هذه الحال النبض الذي تقع فيه الفترة والنبض الذي تقع فيه نبضة في الوسط والاختلاف والخروج عن النظام في مثل هذه الحال أكثر ما يكون في القوّة في النبض وعظمه وقد يكونان أيضاً في سائر الأصناف الأخر. والنبض الذي تقع فيه الفترة هو أن يكون في الموضع الذي يتوقّع فيه من النبض حركة يكون مكانها سكون والنبض الذي تقع فيه نبضة في الوسط هو أن يكون في الموضع الذي يتوقّع من النبض سكون تكون مكانه حركة.

متى كان السبب الذي يحلّ القوّة إنّما هو قلّة الغذاء فإنّ النبض يكون في الابتداء صغيراً ضعيفاً سريعاً متواتراً وفي الوسط صغيراً ضعيفاً بطيئاً متفاوتاً وفي آخر الأمر نمليّاً وهو في غاية الضعف والصغر والتواتر.

الفرق بين النبض النمليّ والدوديّ

أنّ النبض النمليّ إنّما يكون عندما تضعف القوّة غاية الضعف والدوديّ عندما تكون فيها بقيّة بعد. فإنّ في النبض الدوديّ يتبيّن الاختلاف الذي يكون في نبضة واحدة وفي النبض النمليّ لا يتبيّن للحسّ هذا الاختلاف الذي يكون في التقدّم والتأخّر. وإنّ النبض النمليّ يكون عندما تنحلّ القوّة من مرض حادّ والدوديّ عندما تنحلّ القوّة من علّة يستفرغ فيها البدن.

عوارض النفس هي الغضب واللذّة والغمّ والفزع وهذه العوارض تغيّر النبض إمّا لقوّتها إذا كانت صعبة وإمّا لدوامها إذا تطاول أمرها.

الوجع يغيّر النبض إمّا لشدّته إذا كان صعباً وإمّا لحدوثه في عضو من الأعضاء الرئيسة.

الورم الحارّ الحادث عن الدم الذي يقال له فلغموني يغيّر النبض تغييراً عامّاً وتغييراً خاصّاً. وتغييره العامّ هو أن يكون النبض معه منشاريّاً مرتعداً سريعاً متواتراً. والنبض المنشاريّ هو الذي تكون أجزاء العروق فيه غير متساوية وشبيهة بأسنان المنشار وذلك يكون لأنّ العرق يختلف في الصلابة واللين. وذلك أنّه لمّا كان الخلط الذي في الورم بعضه قد استحكمت عفونته وبعضه لم تستحكم عفونته صار ما لم تستحكم عفونته يحدث صلابة في أجزاء العرق وما استحكم يحدث ليناً فيكون بهذا السبب مختلفاً منشاريّاً.

وأمّا تغييره الخاصّ فهو أنّ لهذا الورم أربعة أوقات تختلف فيها حالاته وهي الابتداء والتزيّد والمنتهى والانحطاط فالنبض يتغيّر من قبل هذا الورم بحسب كلّ وقت من هذه الأربعة الأوقات المختلفة. وقد يتغيّر أيضاً النبض بسبب هذا الورم المسمّى فلغموني على طريق العرض إمّا من قبل أشياء تعرض معه على طريق الأعراض وإمّا من قبل أشياء لا بدّ منه معه اضطرار. وهذه الأشياء الاضطراريّة تكون إمّا من قبل جوهر العضو الذي يحدث فيه هذا الورم وإمّا من قبل الأعراض اللازمة له. أمّا من قبل العضو فإنّ بعض الأعضاء الأغلب عليه في جوهره العصب والنبض يكون

من قبل مثل هذا منشاريّاً صلباً وبعضها الأغلب عليه جوهر العروق الضوارب والنبض من قبل مثل هذا يكون عظيماً مختلفاً وبعضها الأغلب عليه جوهر العروق التي ليست بضوارب والنبض يكون من قبل مثل هذا عظيماً مختلفاً وإمّا من قبل الأعراض اللازمة للعضو الذي يحدث فيه هذا الورم.

فإنّ النبض يتغيّر إمّا من قبل منفعة العضو وإمّا من قبل فعله وإمّا من قبل طبيعته. أمّا من قبل منفعة العضو الوارم فبمنزلة ما إذا حدث ورم في الرئة عرض من ذلك اختناق وذلك لأنّ الرئة لها منفعة في النفس. فإذا ورمت تبع ورمها الخناق ويتغيّر النبض من قبل الخناق. وأمّا من قبل فعل العضو الوارم فبمنزلة ما يتبع ورم المعدة فساد الاستمراء ويتبع ورم الكبد عدم الغذاء ويتبع ورم الكليتين أسر البول. وكلّ واحد من هذه يغيّر النبض بحسب موقعه. وأمّا من قبل طبيعة العضو فإنّه إن كان العضو حسّاساً عصبيّاً بمنزلة فم المعدة والحجاب يتبعه عند حدوث الورم فيه وجع وغشي وتشنّج وتغيّر النبض بحسب موقع كلّ واحد من هذه الأعراض. وإن كان العضو لا حسّ له لم يحدث من هذه الأعراض شيء ولم يتغيّر النبض بسبب ذلك.

تواتر النبض في ذات الجنب إن كان ممتدّاً كثيراً فهو يدلّ على أنّ الأمر يؤول بذات الجنب إمّا إلى ذات الرئة وإمّا إلى الغشي وإن كان يسيراً فإنّه يدلّ على أنّها تؤول إمّا إلى السبات وإمّا إلى آفة تحدث بالعصب. والنبض المنشاريّ في ذات الجنب إن كان يسيراً فهو يدلّ على أنّ الورم الذي قد حدث في الغشاء المستبطن للأضلاع سهل النضج والعلّة سريعة الإقلاع. وإن كان هذا النبض في هذه العلّة قويّاً شديداً فهو يدلّ على أنّ الورم عسر النضج والعلّة صعبة. فإن كانت القوّة مع هذا ضعيفة فالمريض على خطر وإن كانت قويّة فالعلّة تطول أو تنقلب إلى اجتماع المدّة في الصدر وإلى السلّ وإلى الذبول.

صاحب المدّة المجتمعة في الصدر يكون نبضه في الابتداء مثل نبض من به ورم حارّ في الغشاء

المستبطن للأضلاع إذا كان الورم في منتهاه ويكون ثابتاً على حالة واحدة وفي بعض الأحايين يكون مختلفاً غير منتظم. فإذا صارت في الصدر مدّة محتقنة صار النبض ثابتاً على حال واحدة مختلفاً غير منتظم. فإذا انفجر الورم صار النبض أشدّ ضعفاً وأكثر عرضاً وأشدّ إبطاء وأشدّ تفاوتاً وذلك لأنّ القوّة تنحلّ والحرارة تطفئ.

الذين تؤول بهم الحال إلى الذبول منهم من تبقى فيه الحرارة قائمة ويكون نبضه ثابتاً على حال واحدة ومائلاً إلى الجانبين متواتراً.

قال حنين: هذه القسمة خطأ لأنّ هؤلاء الحرارة منهم باقية ...

ومنهم من لا تبقى فيه الحرارة قائمة وهؤلاء صنفان فمنهم قوم إنّما صاروا إلى الذبول بسبب شراب شربوه لغشي أصابهم في الحمّى فأفلتوا بذلك من الموت إلّا أنّهم على طول المدّة لحقت أبدانهم أوّلاً فأوّلاً ووقعوا إلى الذبول ونبض هؤلاء يكون متواتراً جدّاً صغيراً ضعيفاً. ومنهم قوم إنّما صاروا إلى الذبول بسبب شرب الماء البارد وبعض هؤلاء يكون متفاوتاً.

نبض أصحاب ذات الرئة يكون مختلفاً إمّا في انبساط واحد وإمّا في انبساطات كثيرة. فإن كان في انبساط واحد فإمّا أن يكون موجيّاً وإمّا أن يكون ذا قرعتين وإمّا أن يكون منقطعاً. فإن كان في انبساطات كثيرة إمّا أن يكون ذا فترات وإمّا أن يكون ذا حركات تقع في الوسط.

ونبض أصحاب السرسام وهو ورم الدماغ الحارّ يكون إمّا مرتعشاً وإمّا متشنّجاً. فإن كان مرتعشاً دلّ على غشي يريد أن يحدث بصاحب ذلك وإن كان متشنّجاً دلّ على تشنّج يريد أن يحدث.

ونبض أصحاب العلّة المعروفة بالسبات الأرقيّ يكون سريعاً متواتراً بسبب المرّة والاختلاط الحادث عن الورم الحارّ ويكون عريضاً قصيراً بسبب البلغم والورم الحادث عنه.

ونبض أصحاب العلّة المعروفة بالجمود مشارك لنبض أصحاب العلّة المعروفة بالنسيان في العظم والإبطاء والتفاوت ومخالف له في القوّة والصلابة وفي أنّ موضع العرق يدرك حسّاً

أشدّ سخونة من غيره.

ونبض أصحاب التشنّج يكون بدن العرق فيه مجتمعاً ولا يكون اجتماعه كالاجتماع الحادث عن الضغط ولا كالاجتماع الحادث عن البرد بمنزلة ما يكون في النافض وكالاجتماع الحادث عن الصلابة التي تكون من طول المرض أو كالاجتماع الحادث عن آفة تكون في الأحشاء أو عن خطأ يقع في أمر المريض بل يكون اجتماعه كالاجتماع الحادث عن الامتداد بمنزلة مصران ممدود من طرفيه.

ونبض أصحاب الذبحة إمّا أن يكون عظيماً موجيّاً فيدلّ على أنّ العلّة تنتقل إلى ذات الرئة وإمّا صلباً متشنّجاً فيدلّ على أنّها تنتقل إلى التشنّج.

والنبض يتغيّر من قبل المعدة إمّا بسبب كيفيّة مؤذية وإمّا بسبب شيء يثقل بمقداره. والشيء الذي كيفيّته مؤذية بمنزلة ما يعرض من التلذيع في الغثيان والقيء. والنبض يكون في هذه الحال صغيراً ضعيفاً متواتراً ومن الأشياء التي كيفيّتها مؤذية أيضاً ما عنه تحدث العلّة التي يقال لها بوليموس وهي البرودة. ونبض من به هذه العلّة يكون متفاوتاً. وأمّا الشيء الذي يثقل بمقداره فبمنزلة الورم الحارّ الحادث في المعدة. ونبض من به ذلك يكون صلباً منشاريّاً صغيراً. وممّا يثقل مقداره أيضاً الامتلاء من الطعام والامتلاء من الأخلاط. ونبض من يعرض له الامتلاء من الطعام يكون ضعيفاً متفاوتاً بطيئاً ونبض من يعرض له الامتلاء من الأخلاط يكون صغيراً بطيئاً.

الاستسقاء ثلثة أنواع أحدها يقال له الزقّيّ والآخر الطبليّ والثالث اللحميّ. والمادّة التي منها يكون الاستسقاء الزقّيّ هي رطوبة مائيّة والموضع الذي يجتمع فيه الماء في هذا الاستسقاء هو الموضع الذي فيما بين الصفاق والأمعاء. والمادّة التي منها يكون الاستسقاء الطبليّ هي الريح والموضع الذي فيه يجتمع الريح في هذا الاستسقاء هو الموضع الذي فيما بين الأمعاء والصفاق. والمادّة التي تكون منها الاستسقاء اللحميّ هي البلغم والموضع الذي فيه يجتمع هذا البلغم هو جميع الجسد. والاستسقاء الحادث عن الريح يكون معه تمدّد والاستسقاء الحادث عن الرطوبة يكون معه

تمدّد وثقل. والاستسقاء الزقّيّ الذي من الرطوبة يكون نبض صاحبه صغيراً متواتراً مائلاً إلى الصلابة مع شيء من تمدّد ما. والاستسقاء الطبليّ يكون نبض صاحبه أطول ولا يكون ضعيفاً ويكون أسرع وأشدّ تواتراً ومائلاً إلى الصلابة مع تمدّد ما. والاستسقاء اللحميّ يكون نبض صاحبه موجيّاً ويكون عرضه أزيد ويكون أيضاً ليّناً وذلك بسبب الرطوبة الكثيرة.

الجذام هو انصباب المرّة السوداء في جميع البدن. والمرّة السوداء نوعان: أحدهما هو ثفل الدم وهو النوع الذي هو أقلّ رداءة وليس بالحادّ ولا يحدث عنه تأكّل الأعضاء وتساقطها والنوع الآخر يحدث ويتولّد عن احتراق المرّة الصفراء وهو حادّ ويحدث عنه تأكّل الأعضاء وتساقطها. والجذام الحادث عن هذا النوع من السوداء رديء خبيث. ونبض المجذومين يكون صغيراً ضعيفاً بطيئاً متواتراً. والسبب في صغره ضعف القوّة وقلّة الحاجة لأنّ هذا مرض بارد؛ والسبب في ضعفه خمود القوّة؛ والسبب في إبطائه ضعف القوّة وقلّة الحاجة؛ والسبب في تواتره أنّه ليس للنبض عظم تتمّ به الحاجة ولا سرعة.

اليرقان انتشار المرّة أعني انصباب المرّة الصفراء في البدن كلّه وهذه المرّة تنشر هذا الانتشار إمّا على طريق البحران إذا دفعتها الطبيعة كما يعرض ذلك في الأمراض الحادّة وإمّا على طريق المرض. وهذا المرض إمّا أن يكون من الأمراض التي تكون في الأعضاء المتشابهة الأجزاء بمنزلة الحرارة الناريّة التي تكون في الكبد وإمّا من الأمراض التي تكون في الأعضاء المركّبة بمنزلة السدّة التي تحدث في المجاري التي تنصبّ إليها والمجاري التي تخرج منها المرّة الصفراء.

ونبض أصحاب اليرقان الحادث بلا حمّى يكون أصغر وأصلب وأشدّ تواتراً ولا يكون ضعيفاً ولا سريعاً. والسبب في كثرة صغره أنّ القوّة ضعيفة؛ والسبب في شدّة صلابته أنّ المرّة يابسة والسبب في شدّة تواتره أنّ الحاجة لم تتمّ إلّا بذلك؛ والسبب

في أنّه ليس بضعيف أنّ المرّة خفيفة لا تكلّ عنها القوّة؛ والسبب في أنّه ليس بسريع أنّ القوّة ليست بقويّة وذلك بسبب رداءة المزاج.

أنواع الخربق نوعان أحدهما الخربق الأبيض والآخر الخربق الأسود. والخربق الأبيض ينقّي ويخرج البلغم من فوق بالقيء وهو أقوى من الأسود وخطره أشدّ من خطر ذلك. وذلك لأنّه كثيراً ما يجذب من المادّة مقداراً لا يمكن القوّة دفعه لكثرته ولذلك صار يحدث التشنّج والاختناق. فأمّا الخربق الأسود فيخرج المرّة السوداء من أسفل فهو أقلّ قوّة وخطراً. والذين يشربون الخربق الأبيض يكون نبضهم قبل وقت القيء بقليل صغيراً إذا حدث الضغط عريضاً متفاوتاً شديد الضعف شديد الإبطاء وذلك لأنّ الحرارة الطبيعيّة تختنق لكثرة المادّة التي يجتنبها الخربق وتنطفئ الحرارة وتضعف القوّة. وفي وقت القيء يكون نبضهم مختلفاً غير منتظم لأنّ القوّة في ذلك الوقت خاصّة ينالها الأذى والضغط. ومن بعد القيء إن حسنت حال الإنسان فمال إلى الصلاح والخير صار نبضه منتظماً إلّا أنّه يبقى بعد مختلفاً لكن اختلافه يكون أقلّ منه قبل ذلك. فإذا قارب الحال الطبيعيّة صار نبضه مستوياً أعظم ممّا كان قبل ذلك وأقوى. فأمّا إن ساءت حاله ومال إلى الرداءة والسوء فإنّه إن آلت به الحال إلى التشنّج والفواق صار نبضه صغيراً ضعيفاً غير منتظم شديد السرعة مختلفاً متواتراً جدّاً وذلك لأنّ التمدّد الحادث عن التشنّج تتبعه حرارة؛ وأمّا إذا آلت حاله إلى الاختناق فإنّ نبضه يكون صغيراً ضعيفاً مختلفاًغير منتظم إلّا أنّه لا يكون متواتراً ولا سريعاً بل يكون أشدّ إبطاء لانطفاء الحرارة ويتبيّن فيه موجيّة بسبب الرطوبة. وفي بعض الأوقات يكون في العروق بعض التمدّد إذا كانت الرطوبة كثيرة جدّاً.

فهذا ما كانوا القدماء يقسمونه من جوامع هذا الكتاب.

قال حنين:

وقد قسمت أشياء من معانيه بأقسام أخر عملها القدماء فقسمها من جاء بعدهم وشرحها وأصلحها شرحاً بليغاً وهي هذه:

الأشياء الفاعلة للنبض منها ما هو فاعل له منذ أوّل الأمر وهذه يقال لها الفصول الطبيعيّة وهي تلث: الجنس الجامع للذكر والأنثى والمزاج الطبيعيّ وسحنة البدن. ومنها ما يفعله في آخر الأمر ويقال لها الأسباب المغيّرة للنبض وهي أشياء تعرض في تلك الفصول الطبيعيّة وهي ثلثة أصناف: فمنها أشياء هي أبداً من جنس ما هو من الطبع ويقال لها الأشياء الطبيعيّة بمنزلة السنّ من صبى وشيخوخة والحبل والوقت من السنة كالصيف والشتاء؛ ومنها أشياء هي أبداً خارجة عن الطبيعة ويقال لها خارجة عن الطبيعة بمنزلة الورم والحمّى؛ ومنها أشياء فيما بين ذلك ممّا إذا كان مقدارها وكيفيّتها على ما ينبغي كانت طبيعيّة وإذا كان مقدارها وكيفيّتها على غير ما ينبغي كانت خارجة عن الطبيعة ويقال لها الأشياء التي ليست في الطبع بمنزلة الأطعمة والأشربة والنوم واليقظة والرياضة والاستحمام ومزاج الهواء إمّا من قبل الحالات الحادثة في كلّ يوم وإمّا من قبل البلد.

ومن هذه الأسباب الستّة النوم خاصّة قد يكون مقداره مرّة على ما في الطبع ومرّة خارج عن الطبع. فأمّا كيفيّته فهي أبداً ممّا في الطبع ولذلك صار داخلاً في عداد الأشياء الطبيعيّة. وأمّا الأطعمة والأشربة والرياضة والاستحمام فكلّها يكون مقداره وكيفيّته ممّا في الطبع وممّا هو خارج عن الطبع ولذلك صارت تسمّى أشياء ليست في الطبع.

والناس جنسان ذكر وأنثى والذكر أحرّ وأيبس وأقوى والأنثى أبرد وأرطب فهي لذلك أقلّ قوّة من الذكر ونبض العروق يتغيّر بحسب الجنس. إنّ نبض عروق الرجال بقياس نبض عروق النساء يكون أعظم كثيراً وأقوى كثيراً وأبطأ قليلاً وأشدّ تفاوتاً في الغاية. والسببب في أنّه

أعظم كثيراً وأقوى كثيراً أنّ الذكر أحرّ من الأنثى وأنّه أقوى منها. والسبب في أنّه أقوى أنّ الذكورة أقوى من الإناث؛ والسبب في أنّه أبطأ أنّ الحاجة تتمّ بالعظم؛ والسبب في أنّه أشدّ تفاوتاً في الغاية هذا السبب بعينه وذلك أنّ الحاجة إنّما تتمّ بالتواتر عند ضعف القوّة. وأمّا نبض عروق النساء فإنّه عند قياسه إلى نبض عروق الرجال أصغر منه كثيراً وأضعف كثيراً وأسرع قليلاً وأشدّ تواتراً في الغاية وذلك بخلاف الأشياء التي وصفناها في نبض الرجال.

فأمّا المزاج فيتغيّر بحسبه النبض على هذا من الحال: إنّك إذا قست نبضاً إلى نبض كان نبض من هو بالطبع أحرّ مزاجاً أعظم وأسرع وأشدّ تواتراً كثيراً إلّا أنّه لا يكون أقوى كثيراً دون أن يكون صاحبه معتدل المزاج. فإنّ المعتدل المزاج أيضاً قد يقال إنّه أحرّ مزاجاً من صاحب المزاج البارد. وأمّا من كان أحرّ مزاجاً على طريق الإفراط والمجاوزة للاعتدال فنبضه يكون أعظم وأسرع لأنّ الحاجة كثيرة ولأنّ القوّة ليست بضعيفة ويكون متواتراً لكثرة الحاجة ويكون ليس بالقويّ كثيراً لأنّ كلّ مزاج يفرط حتّى يصير في حال فساد فهو ينقص من القوّة. فأمّا من هو بالطبع أبرد مزاجاً فنبضه يكون أصغر وأشدّ إبطاء وأشدّ تفاوتاً كثيراً إلّا أنّه لا يكون أضعف كثيراً. والسبب في صغر نبضه وإبطائه أنّ الحرارة قليلة والقوّة ضعيفة؛ والسبب في تفاوته قلّة الحاجة؛ والسبب في أنّه ليس بأضعف كثيراً من نبض صاحب المزاج الحارّ المفرط أنّه كما أنّ هذا غير معتدل المزاج كذلك ذاك إلّا أنّ الحرارة أقرب من الطبع فلذلك صار صاحب المزاج الحارّ أقوى نبضاً من صاحب المزاج البارد إلّا أنّ ذلك ليس بكثير.

وأمّا سحنة البدن فيتغيّر بحسبها النبض على هذه الصفة: من كان بدنه قضيفاً يكون نبضه أعظم من نبض من بدنه أغلظ كثيراً وأشدّ إبطاء

كثيراً إلّا أنّه لا يكون أقوى كثيراً. والسبب في أنّه أعظم أنّه ليس هناك شيء تثقل المادّة القوّة التي تنبسط العرق؛ والسبب في أنّه أشدّ إبطاء أنّ الحاجة تتمّ بالعظم؛ والسبب في أنّه ليس بأقوى كثيراً أنّ القضافة إنّما تتبع سوء المزاج الحارّ وكلّ سوء مزاج يكون فهو ينقص من القوّة. فأمّا من كان بدنه أغلظ فنبضه يكون أصغر وأسرع كثيراً إلّا أنّه لا يكون أضعف كثيراً من نبض القضيف. والسبب في أنّه أصغر أنّ اللحم والشحم قد أثقلا القوّة التي تبسط العروق؛ والسبب في أنّه أسرع أنّه ليس هناك عظم بتّة به تتمّ الحاجة فلذلك احتيج إلى إتمامها بالسرعة؛ والسبب في أنّه أضعف من نبض القضيف أنّ القضيف حارّ المزاج وهذا بارد المزاج والحرارة أقرب من الطبيعة؛ والسبب في أنّه وإن كان أضعف منه لكنّه ليس بكثير أنّ إفراط الحرارة أيضاً في القضيف هو سوء المزاج كما أنّ فرط البرودة في هذا سوء المزاج وهذا الذي قلناه في المزاج الطبيعيّ.

والسحنة الطبيعيّة توهّمه وافهم أنّه على ما وصفنا في المزاج العرضيّ المكتسب في السحنة العرضيّة المكتسبة.

والنبض يتغيّر على ما وصفنا إمّا من الأسباب التي في الطبع وإمّا من الأسباب التي ليست في الطبع وإمّا من الأسباب الخارجة عن الطبع. أمّا الأسباب التي في الطبع فهي الأسنان وأوقات السنة والنوم واليقظة وقد ذكرت كلّها فيما سلف. وأمّا الأسباب التي ليست في الطبع فهي الرياضة والاستحمام والطعام والشراب وقد تقدّم القول في الرياضة والقول في الاستحمام. فأمّا الطعام والشراب فإنّا نجدّد القول فيهما هاهنا لأنّ أمرهما لم يستقص فيما تقدّم. فأمّا الأسباب الخارجة عن الطبع فبعضها قد تقدّم القول فيه وبعضها سنذكره هاهنا.

الطعام إمّا أن يكون كثير المقدار وإمّا أن يكون معتدل المقدار وإمّا أقلّ من المقدار المعتدل. فإن كان الطعام كثير المقدار حتّى يثقل على القوّة صار النبض بسببه مختلفاً غير منتظم. وأرشيجانس يزعم

أنّ سرعته يكون أشدّ من تواتره وهذا التغيّر الحادث عن كثرة الطعام يبقى لابثاً مدّة طويلة جدّاً. فأمّا إن كان معتدل المقدار فيصير النبض بسببه عظيماً قويّاً سريعاً متواتراً ويمكث هذا التغيّر لابثاً فيه مدّة طويلة. فأمّا إن كان أقلّ من المقدار المعتدل صار النبض بسببه أقلّ عظماً وأقلّ سرعة ولم يلبث التغيّر الحادث عنه في النبض إلّا مدّة يسيرة. فأمّا التغيّر الحادث عن الطعام المعتدل المقدار فإنّه يمكث على ما وصفناه مدّة طويلة لأنّه يزيد في الحرارة وينميها ويزيد في القوّة ويقوّيها.

وأمّا الأشربة فمنها ما ما يغذو ومنها ما لا يغذو. فالأشربة التي تغذو منها ما هو مع غذائه يسخن ومنها ما هو مع غذائه يبرّد. أمّا الذي هو مع غذائه يسخن فبمنزلة الشراب فإنّ الشراب يسخن أكثر ممّا تسخن الأطعمة ويغذو غذاء دون غذائها وهو مع هذا أسرع غذاء منها. فمن قبل كثرة إسخانه يصير النبض بسببه أسرع وأعظم وبسبب قلّة غذائه وسرعته في ذلك صار ما يستفيده النبض به من القوّة أقلّ ممّا يستفيده بالأطعمة وصار تغييره للنبض أسرع من تغيير الطعام لأنّه أسرع نفوذاً من المعدة ووصولاً إلى الأعضاء وأسرع غذاء لها. وصار ما يحدث عنه من التغيّر في النبض يسكن سريعاً لأنّه يتحلّل أسرع من طريق أنّه لطيف. وأمّا ما كان من الأشربة مع إغذائه يبرّد فبمنزلة ربّ الرمّان فإنّه من طريق ما يغذو يزيد في القوّة فيكون النبض به من هذا الوجه قويّاً ومن طريق أنّه يبرّد ينقص عن العظم والسرعة.

فأمّا الأشربة التي لا تغذو لكنّها ممّا ينتفع بها في نفوذ الغذاء فبمنزلة الماء. فإنّ الماء معما فيه من المعونة في تنفيذ الغذاء قد يبرّد فمن طريق معونته في إنفاذ الغذاء واتّصاله إيّاه إلى حيث لا يصل وحده قد يحدث في النبض تغيّر شبيه بالتغيّر الحادث عن الشراب إذا اغتذى به البدن إلّا أنّ ذلك يكون أقلّ من قبل أنّ الماء ليس يغذو ننفسه

بل على طريق العرض أي بالأطعمة التي ينفذها ويوصلها والشراب ليس يغذو بالأطعمة فقط بل بنفسه أيضاً. ومن طريق أنّ الماء يبرّد فهو يحدث في النبض من التغيّر مثل الذي تحدثه الأشربة الباردة وذاك أنّه يقلّل الحاجة. ومن طريق أنّ الماء ربّما كان ما يشربه الإنسان منه معتدلاً في المقدار وربّما كان مفرطاً صار ما يحدث منه في النبض أيضاً تغيّر شبيه بالتغيّر الحادث عن الطعام وذلك أنّه إن كان ما يشرب منه مفرطاً مجاوزاً للاعتدال كثيراً أحدث في النبض اختلافاً وإن كان معتدلاً لم يحدث اختلافاً وإن كان كثيراً إلّا أنّه ليس بالمفرط أجحف بالقوّة.

الحبل يصير بسببه النبض أعظم وأسرع وأشدّ تواتراً ممّا كان قبل ذلك لأنّه يزيد في الحاجة وذلك لأنّ الحامل تحتاج ممّا يرد وما يخرج من الهواء في وقت حملها إلى ما تستروح به الحرارة التي في قلبها وما تستروح به أيضاً الحرارة التي في قلب الجنين إلى أكثر ممّا كانت تحتاج إليه منه قبل الحمل. وأمّا قوّة النبض فتبقى معتدلة في وقت الحمل وذلك لأنّ الحمل لا يزيد في القوّة ولا ينقص منها.

الأسباب الخارجة عن الطبيعة تحدث ما تحدثه من التغيّر في النبض إمّا من طريق أنّها تحلّ القوّة وتهكها فيصير النبض بذلك صغيراً ضعيفاً متواتراً. وأمّا من طريق أنّها تضغط القوّة فيصير النبض بذلك مختلفاً إلّا أنّه إن كانت هذه الأشياء عظيمة كثيرة كان ما يحدث عنها في النبض من الاختلاف في أصناف كثيرة بمنزلة الاختلاف في القوّة والاختلاف في العظم والاختلاف في السرعة والاختلاف في التواتر والاختلاف في التقدّم والتأخّر والاختلاف في الصلابة واللين. وإن كانت يسيرة لم يحدث عنها الاختلاف إلّا في صنف واحد من هذه الأصناف فقط. ويقول أيضاً إنّه إن كانت الأسباب الضاغطة للقوّة يسيرة كانت النبضات العظيمة أكثر من النبضات الصغار

والنبضات القويّة أكثر من النبضات الضعيفة. وإن كانت الأسباب عظيمة كانت النبضات الصغار أكثر من النبضات العظام الكبار والضعيفة أكثر من القويّة. ويقول أيضاً إنّ الأسباب الضاغطة للقوّة إن كانت يسيرة كان النبض مختلفاً منتظماً وإن كانت عظيمة كان النبض مختلفاً غير منتظم. ويقول أيضاً إنّه إن كانت عند توقّع السكون تكون حركة فالسبب المضرّ بالقوّة أقلّ وهذا النبض يقال له الواقع وإن كان عند توقّع الحركة يكون سكون فالسبب المضرّ بالقوّة أعظم وهذا النبض يقال له ذو الفترة.

والأسباب التي تحلّ القوّة هي بمنزلة عدم الغذاء ورداءة المرض والاستفراغ المفرط والوجع الشديد أو العظيم وعوارض النفس وهي الغضب واللذّة والغمّ والفزع.

والحرارة الطبيعيّة تتحرّك حركتين إحداهما إلى ناحية خارج والأخرى إلى ناحية داخل. وحركتها إلى خارج إمّا أن تكون بغتة وذلك يكون في وقت الغضب وإمّا قليلاً قليلاً وذلك في وقت اللذّة. وحركتها أيضاً إلى داخل إمّا أن تكون بغتة وذلك يكون عند الفزع وإمّا أوّلاً فأوّلاً وذلك يكون في الغمّ ولذلك صار الغضب يجعل النبض مشرفاً جدّاً عريضاً طويلاً قويّاً سريعاً متواتراً وذلك لأنّ في وقت الغضب تنتشر الحرارة وتتحرّك فتنمو بذلك وتتزيّد وتقوى القوّة بهذا السبب ويصير النبض عظيماً قويّاً سريعاً متواتراً. وإذا انتشرت الحرارة وتزيّدت أثبتت وانبسطت في جميع البدن فيصير النبض بهذا السبب مشرفاً عظيماً عريضاً طويلاً.

وأمّا اللذّة فإنّها لا تحدث في النبض تغييراً في القوّة لكنّه يكون عظيماً بسبب اقتضاء الحاجة ويكون متفاوتاً بطيئاً لأنّ الحاجة قد تمّت بالعظم.

كلّ حركة تكون فهي إن كانت شديدة قويّة قويت بها الحرارة أكثر وتزيّدت بمنزلة ما يعرض

ذلك في الغضب. وإن لم تكن الحركة شديدة قويّة لكن تكون ضعيفة بطيئة كان تزيّد الحرارة وقوّتها أقلّ بمنزلة ما يعرض ذلك في اللذّة.

الغمّ يصير به النبض صغيراً ضعيفاً بطيئاً متفاوتاً وذلك أنّ الحرارة تختنق بالغمّ إذا هي هربت وانقبضت إلى داخل وتنطفئ فتضعف لذلك القوّة.

فأمّا الفزع فإنّه إن عرض بغتة وكان شديداً قويّاً صار به النبض سريعاً مرتعداً مختلفاً غير منتظم وإن طال أمره صار به النبض إلى مثل ما يصير به من قبل الغمّ. وذلك لأنّ الفزع والغمّ جميعاً هما حركة تتحرّكها الحركة الحرارة الطبيعيّة إلى داخل. وهذه العوارض كلّها تحلّ القوّة وتحدث في النبض تغييرات تابعة لانحلال القوّة إمّا عندما تكون شديدة قويّة وإمّا عندما يطول مكثها مدّة طويلة.

وأمّا الوجع فإنّه يغيّر النبض إمّا من قبل شدّته وإمّا من قبل طول مدّته وإمّا من قبل أنّه في عضو شريف جليل الخطر. والنبض يتغيّر بسبب الوجع بحسب حالات الوجع وذلك أنّه في ابتداء الوجع ما دام يسيراً يكون النبض أقوى وأسرع وأشدّ تفاوتاً. والسبب في ذلك أنّ كلّ وجع يحدث في البدن فهو يهيّج حرارة وذلك لأنّ القوّة الدافعة تتحرّك لدفع الشيء المؤذي. فإذا تزيّد الوجع واشتدّ جدّاً حتّى يضرّ بالقوّة الحيوانيّة صار النبض بسبب ذلك صغيراً شديد الضعف سريعاً متواتراً. وكلّما كان الوجع أطول مدّة وأشدّ كان كلّ واحدة من هذه أكثر تزيّداً وأشدّ قوّة بحسب ذلك. فإذا قوي الوجع حتّى يحلّ القوّة صار النبض بذلك أضعف وأصغر وتخيّل السرعة الكاذبة والتواتر أعني أنّه يصير نبضاً نمليّاً.

الورم الحادث عن الدم وهو الذي يقال له فلغموني لا يخلو إذا حدث من أن يغيّر نبض عروق البدن كلّه وذلك بحيث ما يكون إمّا عظيم المقدار وإمّا في عضو شريف جليل الخطر وتتبعه حمّى أو تغيّر لا محالة

نبض العروق العضو الذي هو فيه وذلك عندما يكون الورم يسيراً ويكون في عضو ليس بشريف ولا تتبعه حمّى.

والورم الحارّ يغيّر النبض تغييراً عامّاً وتغييراً خاصّاً. أمّا التغيير العامّ فإنّ كلّ ورم يحدث عن الدم حيث كان فهو يغيّر النبض تغييراً يصير به منشاريّاً. والسبب في ذلك ما قلناه قبل. والنبض المنشاريّ هو نبض صلب مختلف في عظم الانبساط سريع متواتر.

وأمّا التغيير الخاصّ فإنّه يحدث إمّا من الحدّ الذي يبلغه الورم في وقت بعد وقت وإمّا من مقداره وإمّا من العضو الذي فيه الورم وإمّا من الأعراض التابعة له. وأمّا من قبل الحدّ الذي يبلغه الورم في وقت بعد وقت فإنّ الورم في ابتدائه يصيّر النبض أعظم وأقوى وأسرع وأشدّ تواتراً كما يصير بسبب الوجع لأنّ الورم أيضاً إنّما يحدث ما يحدثه من ذلك بسبب الوجع. وأمّا في وقت تزيّد الورم فجميع هذه الأشياء تتزيّد لأنّ الوجع يتزيّد ويصير النبض في هذا الوقت أشدّ صلابة وأشدّ رعدة لشدّة التمدّد وشدّة الوجع. وأمّا في وقت بلوغ الورم منتهاه فإنّ النبض يصير أشدّ صلابة وأشدّ رعدة لشدّة التمدّد والوجع إلّا أنّه يكون مع ذلك أصغر ممّا كان قبل ذلك الوقت لأنّ القوّة في هذا الوقت تنحلّ ويصير أشدّ تواتراً وسرعة لتتمّ بذلك الحاجة. فإن طالت مدّة الورم غاية ما يطول مثله ويصلب زاد في النبض معما وصفت أنّ دقّته وصلابته تزيدان. وأمّا من مقدار الورم فالنبض يتغيّر لأنّه إن كان الورم عظيماً صار النبض أشدّ منشاريّة وأصلب وأشدّ تواتراً وأصغر. وإن كان الورم صغيراً صار النبض أقلّ منشاريّة وأقلّ صلابة وأقلّ تواتراً وأعظم. وأمّا من قبل العضو الذي يحدث فيه هذا الورم الحادث عن الدم فالنبض يتغيّر بأنّ الأعضاء العصبيّة بمنزلة المثانة والمعدة والمعاء المسمّى قولن

والغشاء المستبطن للأضلاع يصير النبض بسببها إذا ورمت ورماً حارّاً دمويّاً أشدّ صلابة وأشدّ منشاريّة. والأعضاء التي الأغلب على طبيعتها العروق الضوارب وغير الضوارب بمنزلة الطحال والكبد والرئة والكلى يصير النبض بسببها إذا ورمت هذا الورم على خلاف ذلك إلّا أنّها إن كانت طبيعة العروق الضوارب أغلب عليها صار النبض أعظم ومع عظمه مختلفاً غير منتظم بمنزلة الطحال والرئة وإن كانت طبيعة العروق التي ليست بضوارب أغلب عليها كان ما يحدث في النبض بسببها من ذلك أقلّ بمنزلة الكبد.

وأمّا الأعراض التابعة لهذا الورم الحادث عن الدم فبعضها يتبعها ضرورة بمنزلة الأعراض التابعة له من قبل طبيعة العضو الذي يحدث فيه الورم أو من قبل فعله أو من قبل منفعته أو من قبل حسّه وبعضها ليس يتبعه ضرورة بمنزلة الأعراض التي تقع معه بضرب من الاتّفاق. والأعراض التابعة للورم الحارّ الحادث عن الدم بسبب العضو الوارم منها ما يحدث بسبب طبيعة ذلك العضو بمنزلة ما يتبع الورم الحادث في الحجاب التشنّج لأنّ طبعه طبع عصبيّ. ومنها ما يحدث بسبب فعل ذلك العضو بمنزلة ما يتبع الورم الحادث في الكبد عدم الغذاء والورم الحادث في المعدة عدم الاستمراء والورم الحادث في الكلى أسر البول. ومنها ما يحدث بسبب منفعة العضو بمنزلة ما يتبع ورم الرئة الاختناق والمنفعة التي ينتفع بها من الرئة في التنفّس. ومنها ما يحدث بسبب حسّ العضو الوارم وذلك لأنّ الأعضاء الكثيرة الحسّ يتغيّر النبض بسببها لشدّة ما ينالها من الوجع والأعضاء القليلة الحسّ إنّما يتغيّر النبض بسببها للعلّة التي بها فقط. والورم الحادث عن الدم إن حدث في الغشاء المستبطن للأضلاع سمّي ذات الجنب وهو فاورٮطس (؟)؛ فإذا فاخ هذا الورم واجتمعت فيه المدّة سمّي جمع المدّة؛ وإن

حدث في الرئة هذا الورم سمّي ذات الرئة؛ وهذا الورم إذا جمع وانفجر سمّي سلّ وذبول سلّيّ؛ وإن حدث في الدماغ وكان حدوثه عن دم حارّ أعني دماً قد غلب عليه المرار سمّي سرسام حارّ؛ وإن كان حدوثه من دم بارد أعني دماً قد غلب عليه البلغم سمّي سرسام بارد؛ وإن كان حدوثه من دم قد غلب عليه الخلطان كلاهما مختلطان أعني البلغم والمرّة الصفراء سمّي ذلك سبات أرقيّ.

نبض أصحاب ذات الجنب من طريق أنّ ذات الجنب إنّما هي ورم يكون نبضاً منشاريّاً كنبض سائر من به ورم من طريق أنّ ذات الجنب إنّما هي ورم ومن طريق أنّ هذا الورم في عضو صلب عصبيّ يكون النبض أشدّ صلابة وأكثر منشاريّة. ومن طريق أنّه أقرب إلى القلب يكون النبض سريعاً متواتراً لتتمّ بذلك الحاجة إذ كان لا يمكن أن تتمّ بالعظم من قبل أنّ نبض هؤلاء ليس بالكبير العظيم لضعف قوّتهم. تواتر النبض في ذات الجنب إن كان على ما قد جرت به العادة في هذه العلّة فلا خوف على صاحبه. وإن كان أكثر ممّا جرت به عادة صاحب هذه العلّة فهو يدلّ على أنّ المادّة إمّا أن تصير إلى القلب ويحدث عنها غشي وإمّا أن تصير إلى الرئة وتحدث عنها ذات الرئة. وإن كان أقلّ من مقدار العادة فهو يدلّ على أنّ المادّة إمّا أن تصير إلى الدماغ ويحدث عنها سبات وإمّا أن تصير إلى العصب وتحدث عنها علّة في العصب.

أصناف الذبول على ضرب من القسمة صنفان وذاك أنّ أصحاب الذبول منهم من قوّة الحرارة فيهم باقية وإنّما عرض لهم الذبول إمّا من قبل أورام حدثت بهم فلم تنحلّ وإمّا من قبل شراب شربوه في حمّى حادّة بسبب غشي عرض لهم. ومنهم قوم ليس الحرارة باقية فيهم كمثل من يصير إلى الذبول بسبب ماء بارد يشربه في وقت الحمّى.

وقد يقسم هذا المعنى بغير القسمة المتقدّمة وأحسن منها شرحاً

وهي أنّ الذبول من طريق السبب الفاعل له يصنّف ثلثة أصناف: أحدها الذبول الذي يقع البدن إليه بسبب أورام لا تنحلّ فيذوب بها البدن وتنطفئ حرارته وتذبل أوّلاً فأوّلاً. والنبض يكون في مثل هذا الصنف ضعيفاً شديد السرعة متواتراً جدّاً ويكون عظمه شبيهاً بأذناب الفأر في نبضة واحدة في جميع الأوقات. وما كان من النبض كذلك فإنّ أرشيجانس يسمّيه المنحني والمائل ويكون مع هذا ثابتاً على حال واحدة.

والصنف الثاني الذبول الذي يحدث عندما يعرض للمريض أن يشرف على الموت العاجل بسبب علّة تحدث في فؤاده أو غشي من قبل معدته فيسقى لذلك شراباً وينجو بذلك من الموت الوحيّ ثمّ يذبل بدنه على طول المدّ. والنبض يكون في مثل هذا الذبول ثابتاً على حال واحدة ضعيفاً متواتراً جدّاً ويكون أيضاً شبيهاً بذنب الفأرة إلّا أنّه لا يكون كذلك في جميع الأوقات.

والصنف الثالث من الذبول الذي يحدث بسبب سوء مزاج بارد يابس وهذا النوع من الذبول يعرض للمشايخ خاصّة ولا سيّما إذا كان واحد من الأعضاء التي في الصدر والرئة عليلاً. وأكثر ما يعرض هذا الصنف من الذبول بعقب حمّى متقدّمة. والنبض يكون في هذا الذبول ما دامت القوّة متماسكة متفاوتاً وذلك لأنّه ليس هناك حاجة تقتضي. فإذا انحلّت القوّة غاية انحلالها صار النبض متواتراً وذلك ليبلغ تمام الحاجة.

نبض أصحاب السلّ يكون صغيراً ضعيفاً معتدل السرعة ثابتاً على حال واحدة. والسبب في صغره وضعفه ضعف القوّة الحيوانيّة؛ والسبب في اعتدال سرعته أن تتمّ بذلك الحاجة؛ والسبب في ثباته على حال واحدة عسر انحلال هذه العلّة وطول مكثها.

وأمّا أصحاب ذات الرئة فنبضهم عظيم موجيّ ضعيف ليّن مختلف متواتر. أمّا عظمه فلأنّ الآلة مطاوعة من طريق أنّها ليّنة ولأنّ الحاجة تدعو إلى ذلك؛ وأمّا موجيّته فلكثرة الرطوبة ولأنّ الدم

في طبعه رطب؛ وأمّا ضعفه فلضعف القوّة الحيوانيّة التي في القلب؛ وأمّا لينه فللين العضو الوارم أعني الرئة؛ وأمّا اختلافه فيكون في نبضة واحدة أو في نبضات كثيرة. واختلافه في نبضة واحدة أنّه يكون منقطعاً موجيّاً ذا قرعتين واختلافه يكون في نبضات كثيرة أنّه يكون ذا فترة ... قد غلب عليها المرض وذا نبضة واحدة إذا ما كانت في الوقت الذي يتوقّع فيه السكون ويكون مختلفاً أيضاً في أصناف أخر. وأمّا تواتره فالسبب فيه أنّ جميع من يحدث في رئته ورم فالحمّى تابعة لذلك الورم وربّما تبعه لذلك أيضاً سبات. وأيّ هذين العرضين كان أغلب فمقدار التواتر يكون بقياس غلبته وذاك أنّه إن كان الأغلب الحمّى كان النبض في غاية التواتر وإن كان السبات أغلب كان النبض قليل التواتر.

العلل العارضة في الدماغ إمّا أن تعرض في نفس جوهره وإمّا أن تعرض في العروق التي فيه وإمّا أن تعرض في بطونه وإمّا أن تعرض في المجاري التي فيها يجري الروح من الدماغ إلى العصب. والعلل التي تعرض في نفس جوهر الدماغ هي إلّا (؟) بمنزلة الورم الحادث فيه. وهذا الورم إن كان حدوثه عن مادّة باردة سمّي سرسام بارد وهذه العلّة هي من العلل التي تحدث في مقدّم الدماغ خاصّة. وإن كان حدوث الورم عن مادّة حارّة سمّي سرسام حارّ وهذه العلّة هي من العلل التي تحدث في مقدّم الدماغ خاصّة. وإن كان حدوثه عن مادّة مركّبة من المادتين سمّي سبات أرقيّ.

فأمّا العلل الحادثة في العروق التي في الدماغ فبمنزلة الوسواس السوداويّ والسدر والدوار. وأمّا العلل التي تحدث في بطون الدماغ فمنها ما يحدث عن سدّة تكون في بطون الدماغ كلّها وهذه السدد مرّة تكون سدّة تمنع من أن ينفذ شيء أصله من الروح النفسانيّ في العصب والعلّة الحادثة عنها يقال لها السكتة؛ ومرّة تمنع بعض المنع ويقال للعلّة الحادثة

عنها الصرع. ومن العلل التي تحدث في بطون الدماغ أيضاً علل تحدث في بعضها دون بعض إمّا في البطنين المقدّمين بمنزلة السبات الحادث عن المادّة البلغميّة وإمّا في البطن المؤخّر بمنزلة الجمود الحادث عن مادّة باردة يابسة وعن سوء مزاج بارد يابس لا مادّة معه.

وأمّا العلل الحادثة في المجاري التي ينفذ فيها الروح النفسانيّ من الدماغ إلى العصب فإنّها ربّما كانت من سدّة تمنع الروح بتّة من النفوذ في المجاري التي ينفذ فيها وتحدث عن ذلك العلّة المعروفة بالاسترخاء أو الفالج وربّما سدّت بعض السدّه فيعرض من ذلك العلّة المعروفة بالتشنّج والروح النفسانيّ في هذه العلّة يجري إلى العصب لكنّه ممنوع بعض المنع.

نبض أصحاب السرسام البارد يشارك نبض أصحاب ذات الرئة في العظم والضعف والموجيّة واللين ويخالفه في أنّه أشدّ إبطاء منه وذلك لأنّ هذه العلّة إنّما تحدث عن مادّة باردة؛ وفي أنّه أشدّ تفاوتاً منه لذلك السبب بعينه؛ وفي أنّه أقلّ اختلافاً منه وذلك لأنّ العلّة ليس هي بالقرب من القلب؛ وفي أنّ الفترات خاصّة تعرض فيه لأنّ النبضات الواقعة عند توقّع السكون وذلك من طريق أنّ القوّة الحيوانيّة لا ينالها الضغط كما ينالها في ذات الرئة؛ وفي أنّه يكون في بعض الأوقات ذا قرعتين إذا كان الورم عظيماً حتّى يتمدّد بسببه الغشاء المغشّي على الدماغ فيصلب بذلك العرق الضارب.

وأمّا نبض أصحاب السرسام الحارّ فهو صلب صغير قويّ قليلاً سريع جدّاً متواتر وفيه بعض الموجيّة والعرض الخاصّ بالحمّيات قائم موجود فيه. والسبب في صلابته التمدّد التابع للورم وخاصّة لأنّ الغشاء المغشّي للدماغ هو الذي يتمدّد؛ والسبب في صغره أنّ العرق الضارب صلب لا يطاوع ولا يجيب إلى الانبساط لأنّ القوّة ضعيفة؛ والسبب في أنّ قوّته قليلة أنّ اليبس يجمع ويشدّ؛ والسبب في سرعته وتواتره أنّ المادّة من جنس الموادّ الحارّة؛ والسبب في موجيّته أنّ طبع الدماغ طبع رطب. فأمّا العرض

الخاصّ بالحمّيات الذي يكون موجوداً قائماً فيه فهو أن يكون آخر الانبساط وأوّل الانقباض وآخر الانقباض وأوّل الانبساط أسرع من سائر أجزاء النبض مع انقطاع دفعة.

ليس تخلو الحمّيات الحادثة في العفونة كلّها من أن تكون الحرارة أغلب فيها للمادّة أو المادّة أغلب للحرارة أو تكونا كلتاهما غالبتين كثيرتين أعني الحرارة والمادّة. فإن كانت الحرارة أغلب وكانت الحاجة إلى التطفئة والتبريد أشدّ كان آخر الانقباض وأوّل الانبساط أسرع من سائر أجزاء النبض وذلك لأنّ الطبيعة تبادر إلى الانبساط وتجلب به هواء بارداً يطفّئ به عن القلب أغلب وكانت الحاجة إلى إخراج الفضول الدخانيّة أشدّ كان آخر الانبساط وأوّل الانقباض أسرع من سائر أجزاء النبض وذلك لأنّ الطبيعة تبادر إلى الانبساط وتجلب هواء بارداً تطفّئ به جدّاً. وإن كانت المادّة أغلب وكانت الخاجة إلى إخراج الفضول الدخانيّة أشدّ كان آخر الانبساط وأوّل الانقباض أسرع من سائر أجزاء النبض وذلك لأنّ الطبيعة تبادر إلى الانقباض لتتعصّر وتدفع الفضول الدخانيّة وتخرجها. وإن كانا كلاهما غالبين أعني المادّة والحرارة عرض الأمران كلاهما بمنزلة ما يعرض ذلك في السرسام الحارّ إلّا أنّ آخر الانبساط وأوّل الانقباض يكون أسرع من آخر الانقباض وأوّل الانبساط لأنّ المادّه في السرسام الحارّ أكثر من الحرارة.

نبض أصحاب السرسام الحارّ منه ما يعرض دائماً ومنه ما يعرض في الحين. والذي يعرض منه دائماً قد وصفناه فيما تقدّم من القول. فأمّا الذي يعرض في الحين فمنه النبض المرتعد وهذا النبض يكون إذا كانت القوّة قويّة والعرق صلب؛ ومنه النبض الذي يكون منقطعاً تشنّجيّاً وهذا النبض يكون إذا حدثت علّة تشنّجيّة؛ ومنه النبض المختلف في وضع العرق والاختلاف في وضع العرق يكون إمّا في أجزاء العروق إذا كان بعضها فوق وبعضها أسفل وإمّا في جملته بأن يرتفع وينشال كلّه إلى فوق كأنّه ينقبض أو بأن ينحطّ إلى أسفل كأنّه ينجذب؛ ومنه النبض الكثير التواتر وهذا النبض يدلّ على غشي سيكون وذلك أنّه يدلّ على ضعف من القوّة.

الأعراض التابعة للسبات الأرقيّ هي أن يكون العليل في أكثر الحالات يعمص عينه وٮٮعس وٮعسط (؟) ثمّ يعود فيحدّق بصره مدّة طويلة من غير أن يطرف كمثل ما يعرض لمن به العلّة المعروفة بالجمود؛ وأن يكون إذا سأله إنسان

عن شيء أو أكرهه على أن يتكلّم لم يجبه إلّا بشدّة وبكدّ وكان جوابه جواب متمهّل غير متبيّن؛ وأن يكون في أكثر الحالات يتكلّم كلاماً مشوّشاً مختلطاً لا يجري على استقامة ويهذي هذياناً باطلاً. ونبض من به هذه العلّة المعروفة بالسبات الأرقيّ بسبب أنّها علّة مركّبة من السرسام الحارّ والسرسام البارد يكون مشاركاً لنبض أصحاب السرسام الحارّ في السرعة والتواتر والقوّة وفي الخاصّة المخصوص بها نبض المحمومين خلا النبض الذي يكون من الانقطاع الكائن دفعة في الحركة الخارجة ويكون مشاركاً لنبض أصحاب السرسام البارد في أنّه أقلّ سرعة وأقلّ تواتراً وأقلّ قوّة من نبض أصحاب السرسام الحارّ وفي أنّه يكون أكثر عرضاً وأقصر. والسبب في عرضه رطوبة البلغم والسبب في قصره زيادة عرضه. وذلك لأنّ أقطار الجسم إذا زاد الواحد منها تنحني الأخر.

وأمّا نبض من به العلّة المعروفة بالجمود فإنّه مشارك لنبض أصحاب السرسام البارد في العظم والإبطاء والتفاوت وذلك لأنّهما جميعاً يكونان من علّة باردة. ويخالفه في أنّه ليس هو من الضعف على مثل ما عليه ذلك ولا هو ليّن مثله وذلك لأنّ السرسام البارد يكون من علّة باردة رطبة والجمود من علّة باردة يابسة. ومن شأن الرطوبة أن يكون معها لين العروق واسترخاء القوّة ومهانتها ومن شأن اليبس أن تكون معه صلابة العروق واكتناز القوّة وصحّتها.

والفرق بين الجمود والسرسام البارد في ثلثة أشياء: أحدها السبب الفاعل والثاني الموضع العليل والثالث الأعراض التابعة. أمّا السبب الفاعل فيختلفان فيه من طريق أنّ السرسام البارد يكون من سبب بارد رطب قد عفن والجمود من سبب بارد يابس. وأمّا الموضع العليل فيختلفان فيه من طريق أنّ السرسام البارد هو علّة تكون في الجزء المقدّم من الدماغ وليس هو من العلل التي تكون في بطون الدماغ بل في نفس جوهره والجمود علّة تكون في الجزء المؤخّر

من الدماغ وليست في نفس جوهره بل في البطن المؤخّر. فأمّا في الأعراض التابعة لها فيختلفان من قبل أنّ السرسام البارد يعرض معه ويتبعه رخاوة البدن وسلاسته والجمود يعرض معه برد ويتبعه اكتناز البدن واستحصافه. والسرسام البارد أيضاً تكون معه لا محالة حمّى ولذلك يكون نبض صاحبه مختلفاً والجمود لا تكون معه حمّى ولذلك يكون نبض صاحبه مستوياً.

نبض أصحاب التشنّج يكون متمدّداً ويكون فيه اختلاف في أجزاء العرق وفي وضعها وفي حركتها. أمّا في وضعها فإنّ الأجزاء يكون بعضها يصعد ويرتفع إلى فوق كأنّها سهام يفلت من قوس رامٍ وبعضها ينحطّ إلى أسفل كأنّ شيئاً يجذبها. وأمّا في حركتها فإنّ بعض الأجزاء يتحرّك حركة سريعة وبعضها يتحرّك حركة بطيئة. ويكون فيه أيضاً أنّ العرق يكون عند اللمس أشدّ حرارة من غيره وذلك يكون بسبب الحركة العنيفة التي تضطرّ الأعضاء إليها لما بها من هذه العلّة. وأكثر ما تتبيّن هذه الحرارة الزائدة إن كان التشنّج ما سبات وذلك لأنّ البدن كلّه في هذا الوقت يكون بارداً فيكون إدراك الحسّ بحرارة موضع العرق أبلغ وأكثر وأصدق.

ونبض أصحاب الاسترخاء والفالج يكون صغيراً ضعيفاً بطيئاً ويكون في بعض الأوقات متفاوتاً وفي بعضها متواتراً. أمّا صغره فلضعف القوّة وقلّة الحاجة؛ وأمّا ضعفه فلضعف القوّة؛ وأمّا إبطاؤه فللأمرين جميعاً وأمّا تفاوته في بعض الأوقات فلقلّة الحاجة؛ وأمّا تواتره في بعضها فعندما تكون القوّة قد ضعفت جدّاً إلّا أنّه يكون مع تواتره ذا فترات على غير نظام من قبل أنّ القوّة لا تطيق إدمان التحريك لكنّها تتحيّر وتكلّ في وسط الحركة وانتهاؤها وكلالتها تكون على غير النظام.

ونبض أصحاب السكتة وأصحاب الصرع من نوع واحد بعينه وذلك لأنّ العلّتين جميعاً من نوع واحد بعينه لأنّ السبب الفاعل لهما جميعاً إنّما هو سدّة تكون في بطون

الدماغ. ولكن هذه السدّة إن كانت عظيمة وكانت قد سدّت البطون سدّاً لا ينفذ معه منها شيء حدث عن ذلك السكتة وإن كانت يسيرة لم يستدعى به السدّ حدث عنها صرع. وقد يختلف نبض أصحاب هذين المرضين من قبل كثرة التغيير الحادث عن الحال الطبيعيّة وقلّته وذلك لأنّ أصحاب السكتات يتغيّر نبضهم عن الحال الطبيعيّة كثيراً وأصحاب الصرع يتغيّر نبضهم قليلاً. ونبض أصحاب السكتة ما دام المريض لم ينله من الأذى إلّا اليسير ولم تقو العلّة بعد على الطبيعة لا يتبيّن فيه إلّا تمدّداً في العرق من الجانبين فقط. فإن قويت العلّة على الطبيعة حتّى تثقلها صار النبض مختلفاً متمدّداً جدّاً وإن زاد صغره وضعفه صار متفاوتاً بطيئاً. وإن حلّت العلّة القوّة وأضعفتها جدّاً صار النبض ضعيفاً صغيراً سريعاً متواتراً.

ونبض أصحاب الذبحة لا يزال ما دامت العلّة مقدارها مقداراً وسطاً متمدّداً مثل نبض المتشنّجين. وإن أفرط هذا التمدّد أفضت العلّة إلى التشنّج ويكون مع هذا عظيماً موجيّاً مثل نبض أصحاب ذات الرئة وإن أفرط فيه ذلك أفضت العلّة بصاحبها إلى ذات الرئة. فإن كان الاختناق في الذبحة قويّاً شديداً كان النبض صغيراً متفاوتاً ثمّ إنّه في آخر الأمر يصير صغيراً مختلفاً متواتراً.

ونبض أصحاب انتصاب النفس الحادّ لا يزال دائماً مختلفاً غير منتظم ذا فترات إلّا أنّه إن كانت العلّة وسطاً في مقدارها كان النبض سريعاً وإن كانت العلّة في غاية الصعوبة والشدّة كان النبض بطيئاً متفاوتاً. وإن كانت تريد أن تقتل صاحبها على المكان كان النبض نمليّاً.

ونبض النساء اللواتي تصيبهنّ العلّة المعروفة باختناق الرحم لا يزال ما دامت القوّة باقية على حالها متمدّداً تمدّداً تشنّجيّاً متفاوتاً. وإن لم تكن القوّة باقية على حالها وكان الاختناق مهلكاً صار النبض متواتراًغير منتظم منقضياً.

والنبض يتغيّر من قبل المعدة إمّا بسبب شيء كيفيّته تؤذي المعدة وإمّا بسبب شيء مقداره

يؤذيها وإمّا بسبب تمدّد يعرض لها. أمّا الشيء الذي كيفيّته مؤذية فبمنزلة الأخلاط التي يحدث عنها التلذيع والغثيان والتهوّع والقيء. وإذا كان ذلك فالنبض يكون متواتراً شديد التواتر صغيراً ضعيفاً فإذا طال مكث هذه الأعراض وقويت صار النبض دوديّاً. فأمّا الشيء الذي مقداره مؤذٍ فمنه ما يكون منفرداً وحده بمنزلة الطعام الذي ليس له كيفيّة قويّة وإنّما مقداره مقدار كثير فإذا ورد المعدة أثقلها بكثرته. والرطوبة التي حالها هذه الحال إذا اجتمعت في المعدة فأثقلتها يكون النبض بسبب ذلك متفاوتاً بطيئاً صغيراً ضعيفاً. ومنه ما يكون قد جمع مع كثرة مقداره كيفيّة باردة بمنزلة ما يعرض ذلك في العلّة التي يقال لها بوليموس. فيكون النبض بسبب ذلك متفاوتاً بطيئاً صغيراً ضعيفاً. وأمّا التمدّد المؤذي فبمنزلة التمدّد الحادث عن الدم ويكون النبض بسببه منشاريّاً زائد الصلابة. وإذا تزيّدت هذه الأسباب المثقلة للمعدة صار النبض مختلفاً بنوع الاختلاف الذي يكون في نبضة واحدة وهو الذي إذا انبسط العرق الضارب أحسّ من يجسّه أنّ العرق كأنّه رمل متفتّت.

تمّت جوامع الإسكندرانيّين لكتاب جالينوس المعروف بالنبض الصغير على الشرح والتلخيص.