Anon.: Ǧumal wa-ǧawāmiʿ fī taʿarruf al-mizāǧ (Digest and Summary on Identifying the Mixture)

Work

Anon., Ǧumal wa-ǧawāmiʿ fī taʿarruf al-mizāǧ
English: Digest and Summary on Identifying the Mixture

Related to

Text information

Type: Summary (Arabic)
Date: unknown

Source

D = Tokyo, Tokyo University, Daiber Collection 113 (9), 154v-167r

Download

anon_gal_detemp-summ_jumaljawami-ar1.xml [33.70 KB]

جمل وجوامع في تعرّف المزاج

مزاج البدن يتعرّف من اللون والسحنة واللمس والأفعال والأشياء التي تبرز منه.

أمّا من اللون فالأبيض والكمد والعاجيّ والجصّيّ والرصاصيّ تدلّ علی برد المزاج والحمرة والشقرة والصفرة والأدمة تدلّ علی حرّ المزاج واللون الصافي الرقيق يدلّ علی رقّة الأخلاط والكدر الغليظ يدلّ علی غلظها واللون الأبيض المشرب حمرة معتدلة يدلّ علی اعتدال. والرقيق الصافي يدلّ علی مزاج معتدل فإن كانت الحمرة فيه أكثر والصفاء أقلّ دلّ علی ستيلاء الدم وإن كانت

الحمرة ناقصة حتّی أنّه يضرب إلی العاجيّة دلّ ذلك علی قلّة الدم فإن نقصت أكثر حتّی يكاد يعدم فإنّ الأطبّاء يسمّون هذا اللون الجصّيّ ويدلّ علی قلّة المرّتين والدم واستيلاء البلغم علی البدن. وإذا كان يضرب إلی البياض وتشوبه خضرة كان اللون الذي يسمّونه الأطبّاء الرصاصيّ ويدلّ علی قلّة الصفراء والدم واستيلاء السوداء والبلغم. فأمّا اللون الكمد فإن كان تشوبه وتضرب فيه مع ذلك حمرة فإنّه يدلّ علی استيلاء الدم الغليظ بمقدار ما يشوبه ويضرب فيه من تلك الحمرة وإذا كان تضرب فيه خضرة دلّ علی غلبة المرار الأسود. وأمّا الأبدان الشقر الألوان فما كان منها يضرب إلی البياض فهو أبرد مزاجاً وما كان منها يضرب إلی
الحمرة والصفرة فإنّه أسخن مزاجاً بقدر ذلك. وأمّا الصفرة فمنها ما يضرب إلی البياض والرقّة نحو ما يكون عليه الناقه ومن قد استفرغ دماً كثيراً وهذا النحو من اللون الأصفر يكون لقلّة الدم لا لغلبة المرار وهذه الأبدان إنّما هي صفر بالعرض. ومنها صادقة الصفرة قليلة الصفاء دائمة علی ذلك دهرها الأطول وهذه هي الأبدان المراريّة ومنها ما تضرب فيه مع الصفرة خضرة وكمودة وقلّة نضارة والغالب في هذه الأبدان المرّتان وهي شرّ الأبدان مزاجاً والكبد والطحال من هذه علی الأمر الأكثر عليل وصحّته صحّة غير وثيقة ولا دائمة. فأمّا الآدم فما ضربت فيها صفرة فهي أحرّ مزاجاً وأميل إلی المرار وما شابتها خضرة فهي

أقلّ حرارة وأميل إلی السوداء.

فأمّا السحنات فالغلظ والعبل يدلّان دائماً علی مزاج رطب والرقّة والنحافة علی مزاج يابس إلّا أنّه إذا كان العبل من اللحم المكتنز الصلب وكانت الحمرة والدمويّة ظاهرة في اللون فالمزاج مع رطوبته حارّ بمقدار ذلك وإذا كان العبل من الشحم وكان البدن رهلاً قليل الدم فالمزاج مع رطوبته بارد. واعتدال الأعضاء وحفظها المناسبة في المقادير عند قياس بعضها ببعض يدلّ علی تقارب مزاجها واختلافها في ذلك يدلّ علی أنّ مزاج الأعضاء ليس بمزاج واحد ولا متقارب وسعة تجاويف الأعضاء ومجاريها ومباعثها تدلّ علی حرارة المزاج ودقّتها وضيقها تدلّ علی برودتها.

وأمّا من اللمس

فالبدن الحارّ الملمس يدلّ علی حرارة المزاج والبارد علی برودة والليّن الملمس يدلّ علی رطوبة والخشن علی يبوسة. فإذا اجتمع إلی حرّ الملمس لين دلّ علی مزاج حارّ رطب وإذا كان مع خشونة فعلی مزاج حارّ يابس وإذا كان مع برد الملمس لين دلّ علی مزاج بارد رطب وإذا كانت معه خشونة فعلی مزاج بارد يابس إلّا أنّ الأبدان التي يجتمع لها إلی برد الملمس لين أكثر من التي يجتمع لها إلی برد الملمس خشونة فإنّه لا يكاد يوجد بدن بارد المزاج خشن. والرهل والرخاوة تدلّان علی رطوبة المزاج والاكتناز والصلابة علی يبسه.

وأمّا الأفعال فالطبيعيّة منها كالشهوة والهضم والنموّ والنبض فإنّها إذا كانت سريعة قويّة دلّت علی مزاج حارّ وإذا كانت

ضعيفة بطيئة خاملة دلّت علی مزاج بارد. وأمّا النفسيّة فالذكاء وسرعة الكلام والحركات والإقدام والشجاعة تدلّ علی مزاج حارّ وأضدادها علی مزاج بارد.

وأمّا الفضول التي تبرز عن البدن كالنجو والبول والعرق والشعر فكثرة الشعر وسرعة نباته وتكاثفه وسواده وجعودته [وسواده] وغلظه وخشونته تدلّ علی مزاج حارّ وأضدادها علی مزاج بارد. ونتن العرق وذفر البدن يدلّ علی مزاج حارّ وكثرته تدلّ علی مزاج رطب وبالضدّ ويبس البراز وقلّته وانصباغ البول ونتنه يدلّ علی مزاج حارّ وبالضدّ.

علامات البدن المعتدل: اللون من صاحب البدن المعتدل أبيض مشرب حمرة وملمسه ليس ببارد ولا مفرط في الحرّ ولا في اللين إلّا أنّه

إليهما أكثر منه إلی البرودة والخشونة وبدنه بين القضيف واللحيم إلّا أنّه إلی حسن اللحم أقرب منه إلی القضف ولا سيّما إذا كان تدبيره تدبير خفض وسعة ودعة والشعر منه معتدل في التكاثف والرقّة والسواد والشقرة والجعودة والسبوطة ليس بأزبّ ولا أزعر وهو في أفعاله الطبيعيّة والنفسيّة علی اعتدال منها فليس بشهواتيّ ولا خامل الشهوات بل بينهما ولا سهر ولا نؤوم ولا عجل ولا متثبّت والفضول اتي تبرز من بدنه علی اعتدال من الحالات التي ذكرنا وبالجملة فحاله قائمة بين الأحوال الخارجة عن الاعتدال وعروقه ليست بالخفيّة الضيّقة ولا بالظاهرة البارزة وصوته وتنفّسه ونبضه متوسّطة بين العظيم والصغير والبطيء منها والسريع.

علامات

البدن الحارّ: هو سريع النموّ جدّاً حارّ الملمس قضيف نحيف وعروقه ظاهرة عجل سريع الحركات متهوّر قليل النوم كثير الشعر جعدة شديد سواده ولونه آدم وأصفر.

علامات الأبدان الباردة: هذه بطيئة النشوء ونبات الشعر بليدة بطيئة الأفعال خاملة النبض خفيّة النفس باردة الملمس قليلة الباءة والإنجاب ضعيفة الشهوات كثيرة النوم.

علامات الأبدان الرطبة: هذه ليّنة الملمس جدّاً رهلة اللحم رخوة الأعصاب خفيّة المفاصل قليلة القوّة والجلد خوّارة عن التعب والكدّ سريع ضمورها نؤومة بليدة ذعرة.

علامات الأبدان اليابسة: هذه خشنة نحاف صلاب قويّة كثيرة الجلد صبورة علی التعب ظاهرة المفاصل كثيرة الشعر

أزبّ آدم.

علامات الأبدان الحارّة اليابسة: هذه في الغاية من الزبب وسواد الشعر وتكاثفه وقضف البدن وحرارة الملمس وغلظ الجلد وخشونته وقوّة العصب وظهور الأوتار والعظام والمفاصل وقلّة النوم وسرعة النبض والحركات وحرارة اللمس والشجاعة والإقدام آدم اللون.

علامات الأبدان الباردة الرطبة: هذه علی غاية لين اللمس والزعر وسبوطة الشعر وضيق العروق وخفاء المفاصل عبلة كثيرة اللحم رهلة نؤومة كسلة بطيئة الحركات.

وأمّا الأبدان الباردة اليابسة والحارّة الرطبة فأحوالها بين أحوال المفردات التي منها تركيبها بقدر ميله إلی أحدهما أو قيامه بينهما.

في الاستدلال علی مزاج الدماغ وهيئته: أمّا هيئة الدماغ

فتتبع هيئة القحف وذلك أنّه إن صغر صغر الدماغ وإن فسد شكله فسد بذلك شكل الدماغ. ومن أجل ذلك صار الرأس المفرط في الصغر رديئة ضرورة والمفرط في الكبر رديئة ضرورة والسمج الشكل كالمسفّطة ونحوها رديئة. وأحمد الرؤوس المعتدلة في العظم والصغر الحسنة الاستدارة التي لها أدنی نتوء من مقدّمها ومؤخّرها وأدنی غمز ولطاء من الجانبين عند الأذنين.

فأمّا مزاج الدماغ فالحارّ منه يكتسب ملمس الرأس والوجه فضل حرّ وحمرة في العينين وظهور العروق فيها ويسرع نبات الشعر علی الرأس ويكون متكاثفاً قويّاً أسود جعداً ويقلّ النوم ويخفّ ويسرع تأذّي أصحاب هذا المزاج بالأرانيح الحارّة ويسرع الثقل والامتلاء إلی رؤوسهم ويكون الرأي

منهم سريعاً غير ثابت بل كثيرة التلوّن ولهم فضل ذكاء وسرعة في الأفعال النفسيّة. وأمّا البارد فحاله بالضدّ من هذه حتّی أنّه يكون نؤوماً بليداً بطيء الفهم ويكون الشعر علی رأسه سبطاً قليل السواد وتتواتر عليه النزلة والزكام ويتأذّی بكشف الرأس وتكون حركة أجفانه بطيئة بليدة. وأمّا اليابس فإنّ الشعر ينبت علی رأسه سريعاً ويسرع إليه الصلع ويكثر سهره ولا يسيل من منخريه شيء بتّة وشيء لا يبالي به ولا تصيبه النوازل ولا الزكام. وأمّا الرطب فبالضدّ من ذلك فإنّ شعره رقيق بطيء النبات ولا يصلع ويسيل من منخريه دائماً رطوبات ويتأذّی بالنوازل وهو نؤوم كدر الحواسّ. فأمّا المزاج الحارّ اليابس فإنّه يكون علی غاية قوّة الشعر علی الرأس

وسرعة نباته وسواده وجعودته ويسرع إليه الصلع جدّاً وهو في الغاية من قلّة النوم وقلّة الاستغراق فيه ومن سرعة الأفعال النفسيّة والعجلة في الرأي وصفاء الحواسّ وقلّة سيلان الفضول. وأمّا البارد الرطب فبالضدّ من هذه الحالة فإنّه يكون نؤوماً كسلاً بليداً بطيئاً ولا يصلع البتّة وتسرع إليه النزلة والزكام جدّاً وتتواتر عليه. وأمّا المزاج الحارّ الرطب والبارد اليابس فبقدر الميل إلی أحد مفردين يكون ظهور دلائله وإن تكافيا تكافت الدلائل.

في الاستدلال علی مزاج القلب: إذا كان مزاج القلب حارّاً كان النبض سريعاً متواتراً والنفس كذلك وكان الشعر علی الصدر كثيفاً كثيراً ويكون ملمسه حارّاً ويكون صاحبه شجاعاً جريئاً قويّ الغضب وحال الصدر

في عظمه وصغره تدلّ علی مزاج القلب. فعظمه دليل خاصّ بحرارة القلب وعظمه لا سيّما إذا كان الرأس مع ذلك صغيراً ولم يكن عظيماً فإنّه في هذه الحال لا يحتاج إلی النظر في دليل غيره وكذلك صغر الصدر مع عظم الرأس واعتداله أخصّ الدلائل بصغر القلب وبرد مزاجه فإن كان عظم الصدر مع عظم الرأس وصغره مع صغره فينبغي أن ينظر في سائر الدلائل. وأمّا مزاج القلب البارد فإنّ النبض يكون معه صغير والنفس كذلك ويكون الشعر علی الصدر رقيقاً قليلاً وملمسه بارداً وصاحبه جبان وكسلان. وأمّا مزاجه اليابس فيجعل النبض صلباً والبدن كلّه عضلاً قحلاً والصدر قليل اللحم معرّقاً أزبّ جافي الجلدة صلبها. وأمّا الرطب فيجعل النبض ليّناً والصدر

معرّیً من الشعر ليّناً خصباً. فأمّا المزاج الحارّ اليابس فإنّه يجعل النبض صلباً سريعاً متواتراً والشعر في الصدر كثيراً في الغاية قويّاً متكاثفاً والنفس عظيماً متواتراً والبدن كلّه حارّ الملمس عضلاً معرّقاً ويكون غضوباً جريئاً عجولاً متهوّراً مقدماً جدّاً والمزاج البارد الرطب بالضدّ من هذه الحال.

في الاستدلال علی مزاج الكبد: يستدلّ علی حرارة الكبد بعظم العروق عليها وسعتها ويبس الطبيعة في الأمر الأكثر وقوّة الشهوة وكثرة تولّد الصفراء في البدن وانصباغ البول والبراز به وكثرة العطش والتأذّي بالأغذية الحارّة وكثرة الشعر فيما دون الشراسيف وعلی بردها بأضداد هذه العلامات وعلی يبسها بقلّة الدم وقضف البدن وهزال مراقّ البطن

وقلّة نضارة اللون وعلی رطوبته بأضداد هذه وعلی حرّها ويبسها بأن تكون علامات المزاج الحارّ الظاهرة قويّة غاية القوّة وعلی رطوبتها مع بردها بأن تكون دلائل المزاج البارد ظاهرة غاية الظهور.

في الاستدلال علی مزاج الرئة: إذا كانت حارّة كان الصوت غليظاً والنفس عظيماً والصدر واسعاً وقلّ مضرّة تنشّق الهواء البارد له وعظم ضرر تنشّق الهواء الحارّ له وإذا كانت باردة كان الأمر بالضدّ وإن كانت يابسة كان الصوت صافياً ونفث الفضول والتساعل عديماً أو قليلاً وإن كانت رطبة كان الأمر بالضدّ وتؤخذ علامات المركّبة من المفردة.

في الاستدلال علی مزاج المعدة: إذا كانت المعدة حارّة المزاج كان الهضم فيها أكثر

من الشهوة وفسدت فيها الأطعمة الرقيقة كلحوم الطير والجداء واستحكم فيها هضم الأغذية الغليظة كلحوم البقر والهرائس ويكثر العطش ولا يمكن صاحبها المدافعة بالطعام ويعتريه عن ذلك الصداع والدوار ويكون غضوباً حديداً. وإذا كانت باردة كان الأمر بالضدّ فتكون الشهوة أكثر من الهضم ويفسد فيها الأغذية الغليظة ويكون الجشاء عند فسادها حامضاً كما أنّه يكون عند فسادها في المعدة الحارّة دخانيّاً ويشتهي الأغذية الباردة ويضرّه الإكثار منها. وإذا كانت المعدة رطبة المزاج قلّ العطش ورطب البراز وأسرع إلی صاحبها الغثي والقيء وعرض له السدر والدوار وظلمة البصر كثيراً. وإذا كانت يابسة كان بالضدّ منها فكثر العطش ويبس

البراز. ومتی كانت المعدة يبطئ فيها قيام الأغذية ويعسر نزولها عنها ولم تكن الشهوة أيضاً بقويّة ولا صادقة فهي ضعيفة وإذا كان الحال بضدّ هذه فهي قويّة. وإذا كان الإنسان يثقل عليه الإكثار من الغذاء في ضربة واحدة ولا يثقل عليه الكثير إذا فرّقه في مرّات بل يسهل عليه ويستمرئه فإنّه يدلّ علی أنّ المعدة قويّة غير أنّها صغيرة.

في الاستدلال علی مزاج الأنثيين: إذا كانت حارّة كان الشعر فيما حولها كثيراً متكاثفاً وكان الإنعاظ قويّاً والمنيّ غليظاً والإدراك والبلوغ سريعاً والعروق علی القضيب ظاهرة وأوتاره غليظة قويّة والجلدة المحيطة بالأنثيين غليظة متينة خشنة وإذا كانت باردة كان الأمر بالضدّ. وإذا كانت يابسة قلّ المنيّ وكان غليظاً وقلّ الإنعاظ إلّا أنّه

لا يكون ضعيفاً. وإذا كانت رطبة كثر المنيّ ورقّ وكان الإنعاظ ضعيفاً والقضيب رخواً غير قويّ والأوتار كذلك وكان ليّن الجلدة أزعر المكان. وإذا كانت حارّة رطبة كثر الإنعاظ والمنيّ وكان صاحبه شيّقاً قويّاً علی الجماع وإذا بردت ويبست كان الأمر بالضدّ.

في ذكر علامات جزئيّة: تستشهد مع سائر الدلائل وتستعان بها في بعض الأحوال علی تعرّف الأمزجة: الصوت الحمير (؟) يدلّ علی حرارة المزاج والخامل الليّن يدلّ علی برده. سرعة الكلام تدلّ علی حرارة المزاج. الأنف المستوي المسنون والعنق الطويل والحنجرة الباردة الناتئة والصوت الحادّ الخشن يدلّ علی يبس المزاج. عظم العين وسمنها وفورها ونتوءها يدلّ علی رطوبة المزاج. العين الكثيرة

الأخذ والذهاب في عرض البدن كأعين الأتراك يدلّ علی رطوبة المزاج. خشونة الشعر وانتصابه تدلّ علی حرارة المزاج. فطسة الأنف وكثرة لحم الخدّين وخفّة الشعر في العارضين تدلّ علی رطوبة المزاج. اللثغة تدلّ علی رطوبة المزاج. ذفر البدن وبخره يدلّ علی مزاج حارّ. اللون الحائل مع تهيّج الوجه والورم في الجفن الأسفل يدلّ علی ضعف الكبد. تفرّق الأسنان ورقّتها وضعفها تدلّ علی ضعف الجسد وقصر العمر. قصر الأصابع وضخامتها تدلّ علی برد المزاج ورطوبته. لين الأظفار ورقّتها واستواؤها تدلّ علی رطوبة المزاج. لطافة الكفّين والقدمين تدلّ علی ضعف البنية والتركيب وقلّة الحرارة الغريزيّة.

علامات ضعف العصب:

قلّة الجلد والرعشة عند الأفعال القويّة والضعف بعد الجماع والاسترخاء بعد شرب الماء البارد ولطافة المفاصل ودقّة الأوتار ورقّة الجلد والبشرة وأكثر ما يتّفق ذلك في ذوي الأمزاج الرطبة.

تعرّف الامتلاء: إذا كان ما في تجويف العروق كثيراً حتّی أنّة يمدّدها وينفخها فإنّ الأطبّاء يسمّون هذه الحالة الامتلاء بحسب التجاويف. وإذا كان ما فيها يفضل عن المقدار الذي يحتاج إليه لتغذية البدن حتّی أنّ الطبيعة تبقي منه شيئاً لا تصرفه إلی اغتذاء البدن عجزاً عن إحالته والاستيلاء عليه فإنّهم يسمّون هذه الحالة امتلاء بحسب القوّة وكلتا الحالتين تولّدان أمراضاً. ودلائل الامتلاء الذي بحسب فضاء التجاويف حمرة اللون وسخونة البدن

وتمدّدها وكثرة التمطّي والتثاؤب والنوم وامتلاء العروق وتمدّدها وقطر الدم من الأنف وسيلانه من اللثة عند أدنی عثب به وثقل الرأس والعين والأصداغ خاصّة وكدر الذهن والحواسّ والنبض العظيم وحاله بالبدن شبيهة بحاله عند الإعياء وأن يكون قد تقدّم ذلك استكثار من الأغذية والشراب وفضل في النوم والدعة. فأمّا الذي نحسب القوّة فسقوط الشهوة والثقل عن الحركة والفتور فإنّ الكسل والفتور إذا لم يكونا مع حمرة اللون وتمدّد الأعضاء خاصّ بهذا الامتلاء والنبض في هذا الصنف من الامتلاء غير عظيم والماء قليل الصبغ غير نضيج.

في تعرّف الخلط الغالب: أمّا دلائل غلبة الدم فدلائل الصنف الأوّل من صنفي

الامتلاء والحكاك في المواضع التي اعتيد إخراج الدم منها وحلاوة في الفم لم تعهد وبثور فيه والدماميل والبول الأحمر الغليظ. فإن انضمّ إلی ذلك أن يكون الزمان ربيعاً والسنّ سنّ الفتيان والبدن خصباً لحيماً والأغذية فيما تقدّم ممّا يولّد الدم فالتكن الثقة بغلبته أكثر.

دلائل غلبة الصفراء: صفرة في اللون ومرارة في الفم مع يبس وشدّة العطش وضعف شهوة الطعام والغثي والقيء الأصفر المرّ والأخضر والاختلاف اللذّاع ويبس اللسان وخشونته وصفرة بياض العين والبول الناريّ الرقيق. فإذا ظهر بعض هذه الدلائل وساعد ذلك أن يكون الزمان صيفاً والسنّ سنّ الشباب والأغذية يسيرة أو حارّة

يابسة والتعب كثيراً والنوم يسيراً ومزاج البدن حارّاً فلتكن الثقة بغلبتها أكثر.

دلائل غلبة السوداء: حرقة المعدة وهيجان الشهوة الكاذبة وكمد اللون وسواد دمه وغلظه والبول الأسود والأحمر الكدر والذي يضرب إلی الخضرة وأن يكون البدن بدناً يكثر فيه تولّد السوداء فإنّها قلّ ما تتولّد في الأبدان البيض السمان الزعر الليّنة أو لا تتولّد البتّة ويكثر تولّدها في الأبدان السمر القضاف الزبّ العضلة وفي الأبدان الشقر الحمر إذا أدمنت التعب وأساءت التدبير. فإن ساعد ذلك أن تكون الأغذية فيما تقدّم مولّدة للسوداء والتدبير كذلك وتولّد في البدن الجرب والبهق الأسود والقروح الرديئة ونحوه وعظم الطحال

فلتكن الثقة بغلبتها أكثر.

دلائل غلبة البلغم: كثرة الريق ولزوجته وقلّة العطش والبول الأبيض والكسل والبلادة وغلبة النعاس ورهل البدن وبطء الهضم. فإن انضمّ إلی ذلك أن يكون المزاج بارداً والوقت شتاء ويكون الإنسان فيما تقدّم قلّل من الحركة والرياضة وأكثر من الأغذية ولا سيّما البلغميّة والاستحمام بالماء العذب كانت الدلالة أقوی وأثبت.

وقد يضمّ دلائل الأحلام إلی هذه أيضاً فإنّ من كثرت رؤيته الأمطار والبحار والأودية دلّ علی غلبة الرطوبة عليه ومن كثرت رؤيته للنيران والصواعق والحروب دلّ علی غلبة الصفراء وإذا كثرت رؤيته للألوان الحمر والمصبّغات والملاهي والأغذية

الحلوة والحجامة وخروج الدم دلّ علی غلبة الدم وإذا كثرت رؤيته الظلم والمهاول والمخاوف دلّ علی غلبة السوداء. ومن رأی كأنّه قائم في الثلج أو في مكان بارد يتأذّی به دلّ علی غلبة البرد عليه وبالضدّ ومن رأی كأنّه في حمّام أو في شمس أو تلفحه سموم حارّة أو نار دلّ علی غلبة الحرارة عليه ومن كان يری في منامه كثيراً كأنّه يطير ويسفّ دلّ علی غلبة يبس وخفّة الأخلاط ورقّتها. ومن رأی كأنّه ينهض بحمل ثقيل دلّ علی أنّه ممتلئ ومن رأی كأنّه يسير في مواضع قذرة ومنتنة الريح فإنّ في بدنه أخلاطاً عفنة وبالضدّ ومن رأی كأنّه يسير في رياض ومواضع طيّبة الريح دلّ علی اعتدال الأخلاط وبعدها من العفن ومن كان

يری كأنّه يصير في مضايق وأجحار فإنّ في آلات التنفّس منه علّة مشدّدة مانعة من استتمام النفس.

واللّه أعلم.