Aristotle: Ars poetica (Poetics)
Work
Aristotle, Ars poetica
(Περὶ ποιητικῆς)
English: Poetics
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator: Abū Bišr Mattā ibn Yūnus
Translated from: Syriac
(Literal)
Date:
between 900 and 940
Source
ʿAbd al-Raḥmān Badawī. Arisṭūṭālīs: Fann al-šiʿr, maʿa l-tarǧamah al-ʿarabīyah al-qadīmah wa-šurūḥ al-Fārābī wa-Ibn Sīnā wa-Ibn Rušd. Dirāsāt islāmīyah 8. Cairo (Maṭbaʿat Dār al-kutub al-miṣrīyah) 1953, 85-145
Download
arist_poetica-transl-ar3.xml [124.37 KB]
بسم اللّه الرحمن الرحيم
كتاب أرسطوطالس في الشعراء نقل أبي بشر متّى بن يونس القنّائيّ من السريانيّ إلى العربيّ
قال أرسطوطالس:
١
〈موضوع صناعة الشعر؛ الشعر والمحاكاة ووسائل المحاكاة〉
إنّا متكلّمون الآن في صناعة الشعراء وأنواعها، ومخبرون أيّ قوّة لكلّ واحد منها، وعلى أيّ سبيل ينبغي أن تتقوّم الأسمار والأشعار، إن كانت الفواسيس مزمعة بأن يجري أمرها مجرى الجودة؛ وأيضاً من كم جزء هي، وأيّما هي أجزاؤها؛ وكذلك نتكلّم من أجل كم التي هي موجودة التي هي لها بعينها. و[نتكلّم و]نحن متكلّمون في هذا كلّه من حيث نبتدئ أوّلاً من الأشياء الأوائل.
فكلّ شعر، وكلّ نشيد شعريّ ينحى به: إمّا مديحاً، وإمّا هجاء،
〈و〉إمّا ديثرمبو الشعريّ، ونحو أكثر أوليطيقس، وكلّ ما كان داخلاً في التشبيه ومحاكاة صناعة الملاهي من الزمر والعود وغيره. وأصنافها ثلاثة: وذلك إمّا أن يكون يشبه بأشياء أخر والحكاية بها، وإمّا أن تكون على عكس هذا: وهو أن تكون أشياء أخر تشبه وتحاكي، وإمّا أن تجري على أحوال مختلفة لا على جهة واحدة بعينها.
وكما أنّ الناس قد يشبّهون بألوان وأشكال كثير〈ة〉 أو يحاكون ذلك من حيث أنّ بعضهم يشبّه بالصناعات ويحاكيها، وبعضهم بالعادات، وقوم أخر منهم بالأصوات: كذلك الصناعات التي وضعنا: [و]جميعها تأتي بالتشبيه والحكاية باللحن والقول والنظم، وذلك يكون: إمّا على الانفراد، وإمّا على جهة الاختلاط. مثال ذلك: أوليطيقي وصناعة العيدان فإنّهما يستعملان اللحن و〈الـ〉ـتأليف فقط، وإن كان توجد صناعات أخر هي في قوّتها مثل هاتين: مثال ذلك صناعة الصفر تستعمل اللحن الواحد بعينه من غير تأليف، وصناعة أداة الرقص أيضاً، وذلك أنّ هاتين باللحون المتشكّلة تشبهّ بالعادات وبالانفعالات أيضاً وبالأعمال أيضاً وتحاكيها.
أمّا بعضها فبالكلام المنثور الساذج أكثر، أو بالأوزان: وتحاكي هي هذه: إمّا وهي مخلّطة، وإمّا بأن تستعمل جنساً واحداً، وبالأوزان التي هي بلا تسمية 〈إلى الآن〉. وذلك أنّه ليس لنا أن نسمّي بماذا تشارك حكايات
وتشبّهات شاعر〈مثل سـ〉ـوفرن وكسانرخس والأقاويل المنسوبة إلى سقراط. ولا أيضاً إن جعل الإنسان تشبيهه وحكايته بالأوزان الثلاثيّة، أو هو هذه التي تقال لها ألغاز، أو شيء من هذه الأخر التي تجعل تشبيهه وحكايته لها على هذا النحو. غير أنّ الناس عندما يوصلون وزن صناعة الشعر يعملون الأوزان ويسمّون بعضها: فنّ الغايا، وبعضها فنّ الأفي والتي لها أوّل وآخر؛ وليس كالتي يعملون الشعر التي هي بالحكاية والتشبيه، لكن التي يلقّبونها المشتركة في أوزانها.
وذلك إن عملوا شيئاً من أمور الطبّ أو أمور الطبيعة بالأوزان فهكذا قد جرت عادتهم بالتلقيب: وذلك أنّه لا شيء يشتركان فيه: أوميروس وأنفادقلس ما خلا الوزن. ولذلك أمّا ذاك فينبغي أن نلقّبه شاعراً، وأمّا هذا فالمتكلّم في الطبيعيّات أكثر من الشاعر. وكذلك إن كان الإنسان يعمل الحكاية والتشبيه عندما يخلّط جميع الأوزان، كما كان يعمل خاريمن، فإنّه كان يشبه قانطورس برقص الدستبند من جميع الأوزان: فقد يجب أن نلقّبه شاعراً.
فمن قبل هذه كان حدّد هذا الضرب. وقد يوجد قوم يستعملون جميع التي وصفت: مثال ذلك في اللحن والصوت الحلو أو الأوزان، كصناعة
الشعر الديثوردمبيّ والتي للناموس، والمديح أيضاً والهجاء. وتختلف بأنّ بعضها مع الكلّ معاً، وبعضها بالجزء.
فهذه أقول إنّها أصناف الصنائع التي بها يعملون الحكاية والتشبيه.
٢
〈اختلاف ضروب الشعر باختلاف موضوعاته〉
ولمّا كان الذين يحاكون ويشبّهون قد يأتون بذلك بأن يعملوا العمل الإراديّ، فقد يجب ضرورة أن يكون هؤلاء إمّا أفاضل، وإمّا أراذل (وذلك أنّ العادات والأخلاق مثلاً هي تابعة لهذين فقط) وذلك أنّ عاداتهم وأخلاقهم بأجمعهم إنّما الخلاف بينها بالرذيلة والفضيلة ونأتي بالحكاية والتشبيه إمّا الأفاضل وإ[لا]مّا [و]الأر〈ا〉ذل، وإمّا من كانت 〈له〉 حال في ذلك 〈كحالنا〉 كما يشبه المصوّرون في صنائعهم: أمّا الأخيار منهم للأخيار، والأشرار، كما 〈أنّه〉 أمّا 〈فولوغنوطس فقد حاكى الأفاضل، وأمّا〉 [أنّ] فاوسن 〈فقد〉 حاكى الأشرار وشبه، وأمّا ديونوسيوس 〈فقد〉 كان يشبه ويحاكى 〈حسب〉 الشبيه. فظاهر بيّن أن يكون كلّ تشبيه وحكاية من التي وصفت.
وكلّ واحد واحد من الأفعال الإراديّة لها هذه الأصناف والفصول، وأن تكون الواحدة تشبّه بالأخرى وتحاكيها بهذا الضرب.
وذلك أنّه في الرقص والزمر وصناعة العيدان قد يوجد لهذه أن تكون غير متشابهة، ونحو الكلام والوزن المرسل — مثال ذلك أمّا أوميروس فالفاضل، وأمّا قالاوفون فالأشياء الشبيهة، وإمّا إيجيمن المنسوب إلى ثاسيا، وهو الذي كان أوّلاً يعمل المديح، ونيقوخارس المنسوب إلى 〈د〉الادى الذي كان يحاكي الأرذل، وكذلك ونحو هذه الداثورامبوس و〈الـ〉ـنواميس كما يشبه الإنسان ويحاكي هكذا لقوقلوفاس طيموثاوس وفيلوكسانس.
وبهذا الفصل بعينه الخلاف الذي للمديح عند الهجاء: وهو أنّه أمّا تلك فبالأراذل، وأمّا هذه فكانت تشبّه بالأخيار وإيّاهم كانت تحاكي.
٣
〈اختلاف ضروب الشعر باختلاف طريقة المحاكاة〉
وأيضاً الثالث لهذه الفصول ومنها هو أن نشبّه بكلّ واحد واحد من هذه. وذلك أنّ في هذه أيضاً التشبيهات والحكايات هي هي بأعيانها: أمّا أحياناً فمن حيث يوعدون التشبيه إمّا بشيء آخر يكون، كما كان يفعل أوميروس، أو إن كان مثله الذي لا خلاف فيه أيضاً.
وجميع الذين يعملون ويفعلون الذين يشبّهون ويحاكون يأتون بتشبيههم وحكايتهم كما قلنا منذ الابتداء بهذه الفصول والأصناف الثلاثة، وبهذه فمن الضرورة حتّى يكون أمّا ذاك فهو يشبه ويحاكي واحد بعينه أمّا بأوميروس سوفقلس: وذلك أنّ كليهما يشبهان ويحاكيان الأفاضل، وأمّا هذا فيشبهونه ويحاكونه شيعة أرسطوفانس، من قبل أنّهم كأنّهم ويعملون ويفعلون كاثنينهما.
ومن هاهنا قال قوم إنّ هذه تلقّب أيضاً دراماطا، من قبل أنّهم يتشبّهون بالذين يعملون. ولذلك صار أهل ادرياس هم متمسّكون بالمديح والهجاء. أمّا الهجاء بحسب ما ظنّ 〈أهل ميغارا وكذلك〉 فهذه التي هاهنا كما أنّه ما كان قبلهم ولاية الجماعة والتدبير، والتي كان الذين من سيقلييا يقولون إنّها موجود〈ة〉، كما كان يفعل إفيخارموس الشاعر وهو الذي كان أقدم كثيراً من كيونيدس وماغنس، من حيث كانا أعطيا الرسوم عندما كانا يستعملان الإقرار من أسماء المديح التي في فالوفونيسوس وذلك أنّه أمّا ذانك 〈فقد〉 لقّبا
القرى 〈بلقب〉 قوماس، وأمّا ديموسوس فلقّب أهل أثينية المهجوّين من قبل أنّهم كانوا ممتهنين مستخفـّ〈ـاً〉 بهم من أهل القرى.
أمّا أصناف التشبيه والحكاية وفصولها وكمّيّتها وأيّما هي، فهي هذه التي قيلت.
٤
〈نشأة الشعر وأجناسه〉
ويشبه أن تكون العلل المولّدة لصناعة الشعر التي هي بالطبع: علّتان. والتشبيه والمحاكاة ممّا ينشأ مع الناس منذ أوّل الأمر وهم أطفال. وهذا ممّا يخالف به الناس الحيوانات الأخر، من قبل أنّ الإنسان يشبّه ويستعمل المحاكاة أكثر ويتتلمذ ويجعل التلمذات بالتشبيه والمحاكاة للأشياء المتقدّمة والأوائل، وذلك أنّ جميعهم يسرّ ويفرح بالتشبيه والمحاكاة.
والدليل على ذلك هذا، وهو الذي يعرض في الأفعال أيضاً، وذلك أنّ التي نراها وتكون رؤياها على جهة الاغتمام فإنّا نسرّ بصورتها وتماثيلها؛ أمّا إذا نحن رأيناها كالتي هي أشدّ استقصاءاً — مثال ذلك صور وخلق الحيوانات المهينة المائتة.
والعلّة في ذلك هي هذه: وهي أنّ إرباب التعليم ليس إنّما هو لذيذاً لفيلسوف فقط، لكن لهؤلاء الأخر على مثال واحد، إلّا أنّه من أنّهم يشاركنه مشاركة يسيرة. فلهذا السبب يسرّون إذا ما هم رأوا الصور والتماثيل، من قبل أنّه يعرض أنّهم يرون فيتعلّمون؛ وهو قياس ما لكلّ إنسان إنسان، مثال ذلك أنّ هذا ذاك من قبل أنّه إن لم يتقدّم فيرى ليس يعمل للذي شبه،
لكن من أجل الفعل والتفعّل، أو للمواضع أو من أجل علّة ما مثل هذه.
وأمّا بالطبع فلنا أن نتشبّه بالتأليف واللحون (وذلك أنّه أمّا أنّ الأوزان مشابهات الألحان، فهو بيّن) للذين هم مفطورون على ذلك منذ الابتداء، وخاصّة أنّهم ولدوا صناعة الشعر من حيث يأتون بذلك ويمنعون قليلاً قليلاً، وولدوها من الذين ألفوها دفعة ومن ساعته.
وانجزأت بحسب عادتها الخاصّيّة، أعني صناعة الشعر. وذلك أنّ بعض الشعراء ومن كان منهم أكثر عفافاً يتشبّهون بالأعمال الحسنة الجميلة وفيما أشبه ذلك، وبعضهم ممّن قد كان منهم أرذل عندما كانوا يهجون أوّلاً الأشرار كانوا يعملون بعد ذلك المديح والثناء لقوم آخرين أشرار.
غير أنّه ليس لنا أن نقول في إنسان قبل أوميروس إنّه عمل مثل هذه الصناعة من صناعة الشعراء؛ وإلّا قد كان شعراء أخر كثيرون غير أنّ [من] أوميروس هو المبدأ، مثال ذلك مارغاتس والنسق والجارية ما من هذه التي هي هكذا التي أتى بها الوزن، كما أتى بيامبو، ولذلك ما لقّب مثل هذا الوزن إيامبوس، وبهذا الوزن كانوا يتهاونون بعضهم ببعض [وصارالقدماء] وصار من القدماء بعضهم شعراء في الفنّ إيامبو والفنّ المسمّى بأوريقا.
كما أنّ الشاعر في الأشياء الفاضلة المجتهدة خاصّة إنّما كان أوميروس وحده فقط (وذلك أنّه هو وحده فقط إنّما عمل أشياء أحسن فيها، لكن قد عمل التشبيهات والحكايات المعروفة بد〈را〉ماطيقيا) وهكذا هو أوّل [يا] من أظهر شكل صناعة هجاء ليس فيه الهجاء فقط، لكن في باب الاستهزاء
والمطانزة، فإنّه عمل فيها النشيد المسمّى باليونانيّة دراماطا، ذلك أنّ 〈مارغيطا〉 حالها حال يجري مجرى التسقيم: فكما أنّ «إيليادا» غير التبكيت والمسمّاة «أودوسيا» غير المديحات، كذلك هذا غير أبواب الهجاء.
ولمّا ظهر أمر مذهب الهجاء والمديح، ومذهب الهجاء والذين نحوا وقصدوا به بصناعة الشعر كلتا هاتين بحسب خصوصيّة الطبع بعضهم كانوا يعملون مكان المذهب من الشعر المسمّى إيامبو أبواب الهجاء، وبعضهم كانوا يعملون مكان هذه التي للمسمّاة أفي أبواب المديح، وصاروا معلّمين لذلك من قبل أنّه قد كانت هذه أعظم كثيراً وأشرف في شكل هذه. فإنّه أن يعمل هو هو مبدأ الصناعة المديح وبالأنواع على الكفاية. وذلك أنّه إمّا أن يكون بأنّك تجين بهذه، أو يكون عند كلتيهما بنسبة أخرى.
فلمّا حدثت منذ الابتداء ونشأت دفعة (هي وصناعة الهجاء أيضاً: أمّا تلك فعندما كانت تبتدئ من العلل الأول التي للمذهب المسمّى الديثورمبو وأمّا هذه المزبورة، وهذه [هي] الثانية في كثير من المدائن إلى الآن) أحدث النموّ والتربية قليلاً قليلاً من حيث قد كانت قديمة، كما أنّه ظهرت أيضاً هذه التي هي الآن وعندما غيّرت من تغايير كثيرة وتناهبت عند ذلك صناعة المديح من قبل أنّه قد كانت الطبيعة التي تخصّها. وأمّا تلك فلأكثر المنافقين والمرائين فمن واحد للاثنين.
و〈إسخيلوس كان〉 أوّل من أدخل هذه المذاهب التي للصفوف وللدستبند. وهو أيضاً أوّل من أعدّ مذاهب الجهادات. وأيضاً أوّل من أظهر هذه الأصناف من اللهو واللعب كان سوفوقلس. وأيضاً هو أوّل من أظهر من النشائد الصغار عظم الكلام الضجيج والرهج في الكلام والمقولات الداخلة في باب الاستهزاء والهزل. وعمل ذلك بأنّ غير شيء من شكل الفنّ المسمّى سطاورقو، وإمّا بالأخرة وبالإبطاء فاستعملوا العفّة.
وهذا الوزن من الرباعيّة التي ليامبو. وأمّا منذ أوّل العمل فكانوا يستعملون رباعيّة الوزن بسبب الرقص المعروف بساطوراي، لكيما يتشبّه به الشعر أكثر و[ما] عندما كانت تنشأ مقولة وكلام فالطبيعة كانت تجد وزنها، ولا سيّما من قبل أنّ الوزن يعمل الأجزاء أنفسها وقد يجاري بعضنا بعضاً بالمخاطبة والمكايلة، دليل هذه السبيل المسمّاة إيامبو منذ قطّ، وأمّا الوزن فأقلّ ذاك وعندما ينحرف عن التأليف الجدليّ؛ وأيضاً أكثر الكلام والمخاطبة الرافع.
وهذه الوحيدات الأخر إنّما تقال نحو التخييل والحسن في الاقتصاص لكلّ واحدة واحدة.
٥
〈الكوميديا والهزليّ ومراحل الكوميديا الأولى؛ المقارنة بين المأساة والملحمة〉
ومذهب الهجاء هو كما قلنا: [هي] تشبيه ومحاكاة الذين دنوا وتزيّفوا وليس في كلّ شرّ ورذيلة، لكن إنّما هي شيء مستهزأ في باب ما هو قبيح، وهي جزء مستهزئة. وذلك أنّ الاستهزاء هو زلل ما وبشاعة غير ذات صعوبة ولا فاسدة، مثال ذلك وجه المستهزئ هو من ساعته بشع قبيح، وهو منكر بلا ضغينة.
فأمّا العاملون لصناعة المديح، ومن أين نشأوا وحدثوا، فلست أظنّ أنّه يغبا أمرهم في ذلك ولا يهمل وينسى. فأمّا صناعة الهجاء فإنّه لمّا كانت غير معتني بها، فإنّها أنسيت وغبا أمرها منذ الابتداء. وذلك أنّ صفوف الرقّاصين والدستبند من أهل الهجاء من حيث إنّما أطلق ذلك [أو] الوالي على أثينية بالأخرة، غير أنّ العمل بذلك إنّما كان مردوداً إلى اختيارهم وإرادتهم من حيث كان لهم من جهة شكل ما أن يعدوا ممّن كان من شعرائها وكانوا يذكرون.
وبعض الوجوه الذين أعطوا إمّا بسبب تقدمة الكلام أو من كثرة المرائين والمنافقين، فإنّ جميع من كان مثل هؤلاء لم يعرفوا. والعمل للقصص والخرافات هو أن ننزل جميع الكلام الذي يكون بالاختصار. ومنذ قديم الدهر
أيضاً عندما أتى بها من سيقليا. وكان أوّل من أنشأها وأحدثها بأثينية قراطس فإنّ هذا ترك النوع المعروف بالإمباقيا، وبدأ أن يعمل الكلام والقصص.
والتشبيه والمحاكاة للأفاضل صارت لازمة لصناعة الشعر المسمّاة أفي في صناعة المديح إلى معدن ما من الوزن مزمع القول وكون الوزن بسيطاً وأن يكون عهود — فإنّ هذه مختلفة؛ وأيضاً في الطول: أمّا تلك فهي تزيد خاصّة أن تكون تحت دائرة واحدة شمسيّة، أو أن تتغيّر قطّ قليلاً؛ وأمّا عمل الأفي فهو غير محدود في الزمان؛ وهذا هو مخالف، على أنّهم كانوا أوّلاً يفعلون هذا في المديحات على مثال واحد وفي جميع الأفي.
وأمّا الأجزاء: أمّا بعضها فهذه، ومنها هي خاصّة بالمديحات. ولذلك كلّ من كان عارفاً من صناعة المديح تلك التي هي حريصة، وتلك التي هي مزيّفة، فإنّه يكون عارفاً بجميع هذه الصغار: أيّما منها يصلح لعمل الأفي في صناعة المديح، وأمّا التي تصلح لهذه فليس جميعها يصلح لعمل الأفي.
٦
〈تعريف المأساة وعناصرها〉
وأمّا التشبيه والمحاكاة الكائنة بالأوزان السداسيّة، فنحن قائلون 〈فيها〉 بالأخرة، وكذلك في صناعة الهجاء بعقب لذلك 〈ولنتكلّم عن المأساة مبتدئين〉 ممّا قيل الحدّ الدالّ على الجهة.
فصناعة المديح هي تشبيه ومحاكاة للعمل الإراديّ الحريص والكامل التي لها عظم ومدار في القول النافع ما خلا كلّ واحد واحد من الأنواع التي هي فاعلة في الأجزاء لا بالمواعيد. وتعدّل الانفعالات والتأثيرات بالرحمة والخوف؛ وتنقّي وتنظّف الذين ينفعلون. ويعمل: أمّا لهذا فقول النافع له لحن وإيقاع وصوت ونغمة، وأمّا لهذا فنجعله أن تستتمّ الأجزاء من غير الأنواع التي يسبّب
الأوزان. وأيضاً عندما يعدون أجزاء التي تكون بالصوت والنغمة يأتون بتشبيه ومحاكاة الأمور.
فليكن أوّلاً من الاضطرار جزء ما من صناعة المديح في صفة جمال وحسن الوجه. وأيضاً ففي هذه عمل الصوت والنغمة والمقولة؛ وبهذين يفعلون التشبيه والمحاكاة. وأعني بالمقولة تركيب الأوزان نفسه. وأمّا عمل الصوت والنغمة للقوّة الظاهرة التي هي معنيّة بجميعه من قبل أنّه تشبيه ومحاكاة للعمل ونقيضها من قوم يقتضون التي تدعو الضرورة إليها، مثل أيّ أناس يكونوا في غاياتهم واعتقاداتهم (وذلك أنّ بهذه نقول إنّ الأحاديث تكون، وكم هي، وكيف حالها). وعلل الأحاديث والقصص اثنتان: هما العادات والآراء، وأنّ بحسب توجد الأحاديث والقصص من حيث تستقيم كلّها بهذين وتزلّ بهما. وخرافة الحديث والقصص هي تشبيه ومحاكاة، وأعني بالخرافة وحكاية الحديث تركيب الأمور. وأمّا العادات فبحسب ما عليه ويقال المحدّثين والقصّاص الذين يرون كيف هم، أو كيف هي في آرائهم، ويرون كيف هم في أدائهم.
وقد يجب ضرورة أن تكون جميع أجزاء صناعة المديح ستّة أجزاء بحسب أيّ شيء كانت هذه الصناعة؛ وهذه الأجزاء هي: الخرافات، والعادات والمقولة، والاعتقاد، والنظر، والنغمة الصوت. والأجزاء هي الذين يشبّهون أيضاً ويحاكون اثنان فيما يشبّهون به ويحاكونه، وفي آخر ما يشبّهون به ثلاثة، ومن هذا 〈وهذه〉 التي يستعملها فإنّه يستعمل أنواع هذه كيف جرت
الأحوال، وذلك 〈أنّك حكيت〉 كلّ عادة وخرافة ومقولة وقنية والرأي هذه حالها.
وأعظم من قوام الأمور من قبل أنّ صناعة المديح هي تشبيه وحكاية لا للناس، لكن بأعمال، والحياة 〈والسعادة〉 هي في العمل، وهي أمر هو كمال ما وعمل ما. وهم إمّا بحسب العادات فيشبّهون كيف كانوا، وإمّا بحسب الأعمال فالفائزين، أو بالعكس. وإنّما يقصّون ويتحدّثون لكيما يشبّهون بعاداتهم ويحاكونها؛ غير أنّ العادات يقتصّونها بسبب أعمالهم حتّى تكون الأمور [والأمور] والخرافات آخر صناعة المديح؛ والكمال نفسه هو أعظمها جميعاً.
وأيضاً من غير العمل لا تكون صناعة المديح؛ وأمّا بلا عادة فقد تكون، من قبل أنّ مديحات الصبيان أكثرها بلا عادة، وبالحملة الشعراء الأخر هم بهذه الحال، كالحال فيما كان عن زوكسيدس المكتب عندما دونه إلى فولجنوطس من قبل أنّ ذاك رجل قد كان يثبت عادات جياداً خيرة؛ وأمّا ما دوّنه زوكسيدس فليس فيه عادة ما.
وأيضاً إن وضع إنسان كلاماً ما في الاعتقاد والمقولة والذهن وممّا تركيبه تركيباً حسناً، فإنّه ليس يلحق البتّة أن يفعل ما كان. فما تقدّم فعلى صناعة المديح لكي يكون التركيب الذي يؤتى في هذا الوقت أقلّ من التركيب الذي كان يكون إذ ذاك بكثير. فهكذا كان استعمال صناعة المديح، أعني أنّه قد كان لها الخرافة وقوام الأمر. وقد كان مع هذين لمّا كان منها عظيم الشأن
تعزية ما وتقوية للنفس، غير أنّ أجزاء الخرافة: الدوران، والاستدلال.
وأيضاً الدليل على أنّ الذين يبتدئون بالعمل هم أوّلاً يقتدرون على الاستقصاء في العمل أكثر من تقويم الأمور.
كما أنّ الشعراء المتقدّمين مثلاً المبدأ والدليل لهم على ما في النفس هما الخرافة التي في صناعة المديح، والثانية العادات. وذلك أنّ بالقرب هكذا هي التي في الرسوم والصورة، وذلك أنّه 〈مثل〉 دهن إنسان الأصباغ الجياد التي تعدّ للتصوير يدهن مكلّف فإنّه 〈لا يسرّ بها كما〉 يسرّ ببهاء الأصنام والصور التي نعملها. كما تنفع وتلذّ حكاية عمل الذي تشبيه يرون الذين يحدّثون ويقصّون جميع الأخبار والأمور.
والثالثة الاعتقاد. وهذا هو القدرة على الأخبار أيّما هي الموجودة والموافقة كما هو فعل السياسة والخطابة؛ 〈فإنّ الشعراء〉 الأوائل كانوا يعملون غير ما يقولون على مجرى السياسة، 〈أمّا〉 الذين في هذا الوقت فعلى مجرى الخطابة.
والعادة التي هذه هي حالها هي التي تدلّ على الإرادة مثل أيّ شيء هي، ولذلك أنّه ليس من عادتهم ذلك في الكلام الذي يخبر به الإنسان شيء ما، ويختار أيضاً أو يهرب الذي يتكلّم الاعتقاد والتي بها يرون 〈ما〉 يكون كما هو موجوداً وكما ليس هو موجوداً، وكما يرون 〈الأمور الكلّيّة〉.
والرابعة هي أنّ الكلام هو المقول، وأعني بذلك ما قيل أوّلاً والمقولة
التي بالتسمية هي تفسير للكلام الموزون وغير الموزون الذي قوّته قوّة واحدة.
وأمّا الذي لهذه الباقية فصنعة الصوت هي أعظم من جميع المنافع. وأمّا المنظر فهو مغرٍ للنفس، غير أنّه بلا صناعة، وليس البتّة مناسباً لصناعة الشعراء، من قبل أنّه قوّة صناعة المديح وبغير الجهاد وهي من المنافقين. وأيضاً بما في عمل صناعة الأوثان هي أولى بالتحقيق عند البصر من صناعة الشعراء.
٧
〈مدى الفعل〉
فإذ قد 〈حدّدت〉 هذه الأشياء، فلنتكلّم بعدها مثل أيّ شيء هو قوام الأمور، من قبل أنّ هذا مقدّم وهو أعظم من صناعة المديح.
وقد وصفنا صناعة المديح أنّها استتمام وغاية جميع العمل والتشبيه والمحاكاة، وأنّ لها عظماً ما وهي كلّها وأن ليس لها شيء من العظم. والكلّ هو [إ]ما له ابتداء ووسط وآخر؛ والمبدأ هو ما كان إمّا هو فليس من الضرورة مع الآخر. وأمّا مع الآخر فمن شأنه أن يكون ليكون مع هذا. وأمّا الآخر فبالعكس، أعني أمّا هو فمن شأنه أن يكون مع آخر من الاضطرار أو على أكثر الأمر؛ وأمّا بعده فليس شيء آخر. وأمّا الوسط فهو مع آخر، ويتبعها آخر أيضاً.
ومن الآن الذين هم يقومون هم إيجاد من حيث يبتدئ به توجد، ولا أين يجعل آخر الأمر يجد، بل إنّهم يستعملون الصور والخلق التي قيلت.
وأيضاً على الحيوان الخير وكلّ أمر لا يتركّب شيء. وليس إنّما ينبغي أن تكون هذه فقط منتظمة مرتّبة، لكن قد ينبغي أن يكون العظم لا أيّ عظم اتّفق، من قبل أنّ معنى لا وجود إنّما يكون بالعظم والترتيب. ولذلك ليس حيوان ما صغير هو جيّد (وذلك أنّ النظر هو مركّب لقرب الزمان الغير محسوس) من حيث يكون ليس في الكلّ عظيم (وذلك أنّ النظر ليس يكون معاً، لكن حالها حال تجعل الناظرين واحداً وكلا؛ وذلك من النظر مثلاً، مثل أن يكون الحيوان على بعد عشرة آلاف ميدان) حتّى يكون كما يجب على الأجسام وعلى الحيوان أن يكون عظم ما. وهذا نفسه يكون سهل البيان. وبهذا نفسه يكون في الخرافة أيضاً طول ويكون محفوظاً في الذكر.
وأمّا الطول نفسه فحدّه نحو الجهاد والإحساس الذي للصناعة، وذلك أنّه إن كان كلّ واحد من الناس قد كان يجب أن يعمل بالمديح الجهاد نحو ثلاث ساعات الماء، لقد كان يستعمل الجهاد قلا فسودرا كما من عادتنا أن نقول في زمان ما ومتى. ولمّا كان لطبيعة الأمور قد يظنّ أنّه يوجد إلى أن يظهر، كان هذا من الأفضل في العظم. وكما حدّوا على الإطلاق وقالوا في كم من العظم على الحقيقة أو تلك تدعو الضرورة عندما تكون في هذه التي تكون على الاضطرار واحداً في إثر الآخر تنوب عند النجاح الكائن بعد رداءة البخت أو تغيّر رداءة البخت إلى الصلاح يكون للعظم حدّ كافٍ.
٨
〈وحدة الفعل؛ مثل هوميروس〉
والخرافة وحكاية الحديث فليست كما ظنّ قوم أنّها إن كانت إلى الواحد 〈فهي واحدة〉 وذلك أنّ أشياء كثيرة بلا نهاية تعرض لواحد، وهذه للبعض والأفراد، وليس شيء واحد، و〈كذلك قد〉 تكون أعمال كثيرة هي لواحد، وهذه لا يكون ولا واحد منها عمل واحد. ولذلك قد يشبه أن يكون أنّ جميع الشعراء 〈الذين ألّفوا قصائد مثل〉 الإيرقليدا والمعروفين بـ〈ـإنشاء أمثال قصائد〉 ثيسيدا والذين عملوا مثل هذه الأشعار، وذلك أنّهم يظنّون أنّه كان إيرقليس قد كان واحداً، أو تكون الخرافة 〈و〉حكاية الحديث قد كانت واحدة.
وأمّا أوميروس فإنّه كما أنّه بينه وبينهم فرق في أشياء أخر، وهذا يشبه أن يكون في نظره نظراً جيّداً إمّا بسبب الصناعة، وإمّا من أجل الطبيعة. وذلك أنّه لمّا دوّن أمر «أودوسيا» لم يثبت كلّ ما عرض لأودوسوس بمنزلة الضربة وهذه [و]الشرور والغير التي كانت في فارناوسوس، والسخط الذي سخطوا عليه في الحرب الذي كان عند أغارومس، ولا أيضاً كلّ واحد واحد من الأشياء عرضت ممّا كانت الضرورة تدعو إلى أن يثبت في
المثال؛ لكن ما دونه بأن قصد به نحو عمل واحد، وهو المسمّى «أودسيا» المنسوب إلى أودوسوس، وكذلك فعل فيما دونه من أمر «إيليادا».
فقد يجب إذاً أنّ التشبيهات والمحاكيات الأخر أن يكون التشبيه والمحاكاة الواحدة لواحد، وكذلك الخرافة في العمل هي تشبيه ومحاكاة واحدة لواحد، وهذا كلّه الأجزاء أيضاً تقوم الأمور هكذا، حتّى إذا نقل الإنسان جزءاً ما أو رفع، يفسد ويتشوّش ويضطرب كلّه بأسره؛ وذلك أنّ ما هو قريب إن لم يقرب لم يفعل شيئاً ويبلغ أن يكون كلّه كولا شيء هو جزء للكلّ نفسه.
٩
〈الشعر أكبر فلسفة من التاريخ وتطبيق ذلك على الملهاة والمأساة〉
وظاهر ممّا قيل أنّ التي كانت مثلاً ليست من فعل الشاعر، لكن ذلك إنّما في مثل أيّ شيء يكون إمّا ما هو الممكن من ذلك على الحقيقة، وإمّا التي تدعو الضرورة إليه: وذلك أنّ الذي يثبت الأحاديث والقصص والشاعر أيضاً، وإن كانا يتكلّمان هكذا — بالوزن وبغير وزن هما مختلفان (وذلك أنّ لايرودوطس أن يكون بالوزن، وليس لما يدوّن ويكتب أن يكون مع الوزن أو بغير وزن بأقلّ) لكن هذا يخالف بأنّ ذاك لقول التي تقال، وأمّا هذا فأيّ الأشياء كانت. ولذلك صارت صناعة الشعر هي أكثر فلسفيّة وأكثر في باب ما هي حريصة من إيسطوريا الأمور من قبل أنّ صناعة الشعر هي كلّيّة أكثر، وأمّا إيسطوريا فإنّما تقول وتخبر بالجزئيّات، وهي بالكلّيّة التي في الكيفيّة. والكيفيّات كلّ التي كأنّها يعرض أن تقال أو تعمل:
إمّا التي بالحقيقة، وإمّا تلك التي هي ضروريّة، كالتوهّم الذي يكون في صناعة الشعر عندما تكون صناعة الشعر نفسها تضع الأسماء [في]؛ فالوحيدات والجزئيّات مثلاً هي أن يقال ماذا فعل ألقيبيادس.
أمّا الذي انفعل ففي التي تقال بصناعة الهجاء، فهذا قد ظهر هذا؛ وذلك أنّه عندما ركّبوا الخرافة بالتي كانت تجب ليس أيّ الأسماء التي كانوا وضعوا، ولا كما يعملون عند الوحيدات والجزئيّات الذي في إيامبو ...
من قبل أنّ في صناعة المديح كانوا يتمسّكون بالأسماء التي كانت؛ والسبب في هذا هو أنّ الحال الممكنة هي مقنعة والتي لم تكن بعد فلسنا نصدق أنّها يمكن أن تكون؛ وأمّا التي قد كانت توجد إن كان قد كانت موجودة، فلا يمكن ألّا تكون.
وليس ذلك إلّا في المدائح الأفراد والبعض، وهي التي منها في الواحدة اثنتين من التي هي من الذين هم معروفون هو لهذه التي فعل لأشياء أخر اسم واحد، وأمّا في الأفراد والبعض فولا شيء بمنزلة من يضع أنّ الخير هو واحد، وأنّ في ذلك الأمر والاسم انفعالاً أو فعلاً على مثال و[أحد، فليس] الانتفاع بهما بالأقل ...
حتّى لا ينبغي أن يطلب لا محالة المفيد للخرافات التي يكون نحوها المدائح أن يوجد بها؛ وذلك أنّ الطلب لهذا هو ممّا يضحك منه، من قبل أنّ الدلائل موجودة غير أن يسرّ الكلّ.
فظاهر من هذه أنّ الشاعر خاصّة يكون شاعر الخرافات والأوزان بمبلغ ما يكون شاعراً بالتشبيه والمحاكاة؛ وهو يشبّه ويحاكي الأعمال والأفعال الإراديّة وإن عرض أن يعمل شيء في التي قد كانت، فليس هو في ذلك شاعراً
بالدون، من قبل أنّ التي كانت: منها ما لا مانع يمنع يكون حالها في ذلك مثلاً كالتي هي موضوعة بأن توجد، كحال ذلك الذي هو شاعرها.
وأمّا للخرافات المعلولة فالأفعال الإراديّة أيضاً معلولة. وأعني بالخرافة المدخولة المعلولة تلك التي المعلولين على الاضطرار واحد بعد آخر ليس يكون من الضرورة ولا على طريق الحقّ. ومثل 〈هذه〉 يعمل أمّا من الشعر فمن المزوّرين المزيّفين منهم بسببها، وأمّا الشعراء الأخيار فيسبّب المنافقين والمرائين؛ وأمّا 〈وعند ما يعمـ〉ـلون الجهادات فليس يمتدّون بالخرافة فوق الطاقة، وأحياناً وكثيراً ما قد يضطرّون إلى أن يردّوا ويعدّوا الخرافة التي تبقى.
من قبل أنّ التشبيه والمحاكاة إنّما هي لعمل مستكمل فقط، لكنّها للأشياء المخوفة المهوّلة وللأشياء الحزينة التوجيد، وهذه تكون خاصّيّة أكثر ممّا تكون من الثناء وبعض بالبعض؛ وذلك أنّ التي هي عجيبة فهكذا فليكن حالها خاصّة أكثر من تلك التي هي من تلقاء نفسها وممّا يتّفق، من قبل أنّ التي هي من الاتّفاق قد يظنّ بها هي أيضاً أنّها عجيبة أكثر بمبلغ ما نرى أنّها تكون دفعة بمنزلة حال التي لأندراس بن ميطاوس، وهي أنّه كان قتل في أرغوس؛ لذلك
الذي كان سبب [مو]ميتة مياطياس عندما رآه وقد سقط، وذلك أنّه يشتبه في هذه الأشياء التي تجري هذا المجرى أنّها ليس تكون باطلاً ولا جزافاً حتّى يلزم ضرورة أن تكون هذه التي هي على هذا النحو خرافات جيّدة.
١٠
〈الفعل البسيط والفعل المركّب〉
وقد توجد مركّبة. وذلك أنّ الأعمال هي تشبيه ومحاكاة للأعمال بتوسّط الخرافات؛ وأعني بالعمل البسيط لذاك الذي عندما تكون هي كما حدث هي واحدة متّصلة يكون الا〈نتقال〉 بلا التزوير أو الاستدلال؛ والمركّبات تعدّ تلك التي يكون الانتقال فيها مع الاستدلال أو الإدارة أو مع كليهما.
ونقول إنّ هذه تكون من قوام الخرافة نفسها، حتّى إنّها من الأشياء التي تقدّم كونها: وذلك إمّا من الضرورة، وإمّا على طريق الحقيقة؛ وبين أن تكون هذه من أجل هذه، وبين أن تكون بعد هذه — فرق كبير.
١١
〈الإدارة والاستدلال〉
والإدارة هي التغيّر إلى مضادّة الأعمال التي يعملون كما قلنا؛ وعلى طريق الحقّ وبطريق الضرورة، مثل ما أنّه لمّا جاء إلى أديفوس على أنّه يفرح بأديفوس وينقذه من خوف وفزع أمّه، فإنّه أتى بالشعر على
ضدّ ما عمل، وهو أنّه غير ما كان يجابه في محنه من قبل أنّه كان مزمعاً أن يموت، فإنّ 〈د〉اناوس لمّا جاء خلفه ليقتله أمّا هذا — على ما ذكر فيما كتب به من ذلك — 〈فقد〉 عرض له أن يموت، وأمّا ذاك فعرض له أنّه سلم ونجا.
وأمّا الاستدلال، كما [على ما] يدلّ وينبّئ الاسم نفسه، فهو العبور من لا معرفة إلى معرفة التي هي نحو الأشياء التي تحدّد بالفلاح والنجح أو رداءة البخت والعداوة لها. والاستدلال الحسن يكون متى كانت الإدارة دفعة، بمنزلة ما يوجد في سيرة أوديفس وتدبيره.
وقد توجد للاستدلال أصناف أخر، وذلك أنّها قد توجد عند غير المتنفّسة وإن كان الإنسان يعمل 〈أو〉 وإن لم يكن يعمل شيئاً، فإنّه يعرض له الاستدلال على الحالين.
لكن هذه منها خرافة خاصّة، وهذه هي خاصّة عمل، أعني ما قيل. ومثل هذا الاستدلال والإدارة إمّا تكون معه رحمة، وإمّا خوف، مثل ما أنّه وضع أنّ العمل المديحيّ هو التشبيه والمحاكاة، وأيضاً الفلاح والنجح [وألا فلاح ونجح] في 〈هذه〉 تعرضان:
〈و〉من قبل 〈أنّ〉 الاستدلال لقوم 〈فإنّ منه〉 ما هو استدلال من إنسان ما إلى رفيقه: وهو يكون عندما يعرف ذاك الأمر هو فقط؛ وأمّا كان يجب أن يكون كلاهما يستدلّان ويتعرّفان، مثلما استدلّت ووقفت المرأة المسمّاة إفاغانيا على أورسطس من إنفاذ رسالته، أمّا ذاك فكان يحتاج إلى الاستدلال وتعرّف آخر، أعني في أمر إفاغانيا.
فهاتان اللتان خبرنا بهما هما جزءا الخرافة وحكاية الحديث، أعني الاستدلال والإدارة والجزء 〈الثالث هو〉 انفعال الألم والتأثير. والألم والتأثير هو عمل مفسد أو موجع بمنزلة الذين 〈تصيبهم المصا〉ئب من الصوت والعذاب والشقاء وأشباه هذه.
١٢
〈أقسام المأساة بحسب الكمّيّة〉
وأمّا أجزاء صناعة المديح فينبغي أن يستعمل بعضها فكما يستعمل الأنواع؛ وأمّا كيف ذلك فقد خبرنا فيما تقدّم؛ وأمّا بحسب الكمّيّة فأيّ الأشياء تنقسم فنحن مخبرون الآن، وهذه الأجزاء هي: تقدمة الخطب، والمدخل، ومخرج الرقص الذي للصفوف، ولهذا نفسه هو مجاز وعبور، وأيضاً المقام؛ وهذه كلّها هي عامّيّة للمديح، فالتي من المسكن وأصناف ومجاز الصفوف.
والمدخل أيضاً هو جزء كلّيّ من صناعة المديح، وهو وسط نغمة صوت جميع الصفّ. والمخرج أيضاً هو جزء كلّيّ من أجزاء صناعة المديح، وهو الذي لا يكون للصفّ بعده صوت. وأمّا مجاز الصفّ فهو المقولة الأولى الذي
لجميع الصفّ. وأمّا الوقفة فهي الجزء من الصفّ الذي هو بلا وزن الذي لأنافاسطس وطروخاس؛ وأمّا القينة فهي الانتحاب العامّ للصفّ الذي من المسكن.
فأمّا أجزاء صناعة المديح التي ينبغي أن تستعمل فقد خبرنا بها فيما تقدّم؛ وأمّا التي بحسب المقدار وأنّه إلى كم جزء يجب أن ينقسم التلخيص — فهي هذه، وهي التي نظنّ في بعضها ظنّاً، وبعضها التي نحترس بها عند تركيب الخرافات.
١٣
〈تصاريف الدهر؛ البطل؛ المأساة المزدوجة الخاتمة〉
فأمّا من أيّ موضع يؤخذ عمل صناعة المديح فنحن مخبرون فيما بعد، ونضيف ذلك إلى ما تقدّم فقيل.
ومن قبل أنّ تركيب المديح ينبغي أن يكون غير بسيط، بل مزوّج، وأن يكون هذا من أشياء مخوفة محزنة [حرقة مملوءة حزناً]، وأن يكون محاكي لهذه (إذ كان هذا هو خاصّة المحاكاة لمثل هذه)، فهو ظاهر أوّلاً أنّه ليس يسهل ولا على الرجال الأخيار أن ترى دائماً في التغيّر من الفلاح إلى لا فلاح (وذلك أنّ هذا ليس هو مخوف ولا صعب، لكن لهذه إلى ذيلها)
ولا أيضاً أن ترى للتغيّر من لا فلاح إلى فلاح ونجح (وذلك أنّ هذه بأجمعها هي غير مديحيّة: وذلك أن ليس فيها شيء ممّا يجب: لا التي لمحبّة الإنسانيّة ولا التي للحزن، ولا أيضاً هي مخوفة)، ولا أيضاً هي للذين هم أردياء جدّاً من فلاح إلى لا فلاح أن يسقطوا، وذلك أنّ التي لمحبّة الإنسانيّة فلها قوام مثل هذا، ولا أيضاً الحزن والخوف أيضاً، 〈وذلك〉 أنّه أمّا ذاك هو إلى من لا يستحقّ عندما لا يصلح، وأمّا هذا فالتي من تشبّهه آخر: أمّا هذا إلى من لا يستحقّ، وأمّا الخوف فإلى من الشبيه. فاذاً ما يعرض ليس هو لا للخوف ولا للحزن، فبقي إذاً المتوسّط بين هذين ...
هو هذا: أعني الذي لا فرق فيه لا في الفضيلة والعدل، ولا أيضاً يميل إلى لا فلاح ولا نجح، بسبب الجور والتعب، بل بسبب خطأ ما. وذلك الذين هم في جلالة عظيمة وفي نجاح وفلاح، بمنزلة أوديفوس وثواسطس، وهؤلاء الذين هم من قبل هذه الأحساب ومشهورين.
والخرافة التي تجري على الأجود فلا تخلو من أن تكون كما قال قوم: بسيطة، وإمّا مركّبة، وإمّا تغيّر 〈لا〉 من لا فلاح 〈إلى〉 فلاح، لكن بالعكس، أعني من الفلاح إلى لا فلاح، لا بسبب التعب، لكن بسبب خطأ وزلل عظيم، أو مثل التي قيلت [أو] للأفاضل خاصّة أكثر من الأراذل.
والدليل على ذلك ما يكون: وأوّلاً كانوا يحصون الخرافات الذين يوجدون لكيما يظنّوا؛ وأمّا الآن فقد تركّب المديحات قليلاً عند البيوت، مثلما كان بسبب ألقامان، وأوديفس، وأورسطس، وما لا غرس، وثواسطس،
وطيلافس، وسائر القوم الأخر، كم كان مبلغهم ممّن مرّت به المصائب ونابته النوائب أن ينفعلوا ويفعلوا أشياء صعبة.
وأمّا المديح الحسن الذي يكون بصناعة هو هذا التركيب.
ولذلك قد يخطئ الذين يلزمون أوريفيدس اللوم من قبل أنّه جعل مدائحه على هذا الضرب، وذلك أنّ كثيراً ممّا يؤول بالأمر إلى لا فلاح ولا نجاح وإلى شقاء البخوت، وذلك كما قلنا. وأعظم الدلائل على ذلك ممّا هو مستقيم أنّ هذه الأشياء التي تكون من الجهادات ومن المسكن ترى بهذه الحال، غير أنّ هؤلاء يصلحون الخطأ، وإن كان أوريفيدس دبّر هذه الأشياء تدبيراً حسناً، إلّا أنّه قد يرى أنّه أدخل في باب المدائح من الشعراء الأخر.
وأمّا القوام الثاني فقد تقول فيها بعض القوم إنّها أولى، وهي مضاعفة في قوامها، بمنزلة التدوير الذي للجوهر، وإذا حصلت على جهة الرواية من التضادّ فقد يظنّ بها أنّها للأفاضل جدّاً والأرذال. فأمّا الأولى فبسبب ضعف المعروف بثيطرا، وأمّا الشعراء فعندما يجعلونها للناظرين موضع الدعاء. وليس
هذه هي اللذّة من صناعة المديح، لكنّها أكثر مناسبة لصناعة الهجاء؛ وذلك أنّ هنالك فالأعداء والمبغضون هم الذين يوجدون في الخرافة بمنزلة أورسطس وأيغيسطس اللذين عندما صارا أصدقاء في آخر الأمر قد تبدّيا، ويقال فيهما في القمسة: أمر الميتة لا واحد من رفيقه وقرينه.
١٤
〈الخوف والإشفاق؛ تصادق الشخصيّات؛ التزام عمود الشعر〉
فأمّا كون الذي للخوف والحزن فإنّما يحصل من البصر، وقد يوجد شيء ما من قوام الأمور ما هو منذ قديم الدهر وهو لشاعر حاذق. وقد ينبغي أن تقوم الخرافة على هذا النحو من غير إبصار حتّى يكون السامع للأمور يفزع وينتهي ويناله حزن عندما يسمع خرافة أوريفيدس من النوائب التي ينفعل بها الإنسان، وإن كان ذلك الشاعر إنّما أصلح هذا بالبصر، وعلى أنّه بلا صناعة وما هو محتاج إلى مادّة.
ومنهم من يعدّ بالبصر لا التي هي للخوف، لكن التي هي للتعجّب فقط، من حيث لا يشاركون صناعة المديح بشيء من الأشياء، وذلك أنّه ليس ينبغي أن يطلب من صناعة المديح كلّ لذّة، لكن التناسب. فأمّا في تلك التي يعدّها الشاعر بالمحاكاة التي تكون بسبب اللذّة من غير حزن وخوف فهو معلوم؛ فإذن هذه الخلّة ينبغي أن يفعلها في الأمر ...
وهي أن نأخذ أيّما هي الأشياء غير الصعبة من النوائب التي تنوب، وأيّما هي التي يرى أنّها يسيرة.
وذلك أنّه قد يجب ضرورة أن تكون مثل هذه الأفعال الإراديّة إمّا للأصدقاء بعضهم إلى بعض، وإمّا للأعداء، وإمّا لا لهؤلاء ولا لهؤلاء. فإن كان إنّما يكون العدوّ يعادي عدوّه، فليس شيء في هذه الحال ممّا يحزن، لا عندما يفعل
ولا عندما يكون مزمعاً على أن يفعل. غير أنّ في التأثير نفسه والألم لا يكون حالهم أيضاً ولا على أن كانت حالهم حال الاختلاف. وأمّا متى اختار التأثيرات والآلام في المحبّات والمحبّين، بمنزلة إمّا أن يكون أخ يقتل الأخ، أو ابن للأب، أو أمّ لابنها، أو ابن لأمّه، أو كان مزمعاً أن يفعل شيئاً آخر من مثل هذه، فقد يحتاج في مثل ذلك إلى هذه الخلّة، وهو أن تكون الخرافات التي قد أخذت على هذه لا تحلّ ولا تبطل، وأعني بذلك مثل أنّه ليس لأحد يبطل من أمر المرأة المعروفة بأقلوطيمسطر أنّه لم تنلها المنية من أورسسطس، ولا للمعروفة بأريفيلي من ألقيماون، وأمّا هو فقد يجد[ه] أيضاً الأشياء التي أفيدت أنّها قد استعملت على جهة جيّدة. ولنخبر معنى قولنا إنّا نقول قولاً على جهة الجودة إخباراً أوضح وأشرح.
فالفعل الإراديّ تكون حاله هذه الحال، كما كانوا القدماء يفعلون ويعلمون المعروفين، كما فعل أوريفيدس عند قتل المرأة المسمّاة ميديا بنيها. وأمّا معنى ألّا يفعل بالإرادة عندما يعرفون وأن يفعلوا من حيث لا يعرفون، ثمّ يعرفون المحبّة والصادقة خيراً فهو حال رديئة، وهذا كحال سوفقلس وأوديفس. فهذه هي خارجة عن القينة نفسها، وأمّا ما هو في المديح فبمنزلة القاماون وأسطودامنطس، أو حيث يقول على نحو الضربة لأودوسيس.
وأيضاً التي هي ثالثة نحو هذه؛ فهي أمر ذلك الذي كان مزمعاً أن يفعل شيئاً من هذه التي لا برء لها، فإنّه يدلّ قبل أن يفعل بسبب فقد الدربة والمعرفة ولأشياء خارجاً عن هذه تجري على جهة أخرى. وذلك أنّه قد يجب ضرورة إمّا أن يفعل، وإمّا ألّا يفعل. وإذا فعل فإمّا أن يفعل وهو عارف، وإمّا أن يفعل وهو غير عارف، بل مزمع بأن يعرف.
وأيضاً أمّا للذين يعرفون، وأمّا للذين لا يعرفون. فمن كان من هؤلاء لا يعرف وهو يعي ولا يفعل فهو أرذل، وذلك أنّ نشيده حينئذٍ هو بشع كريه، وليس هو داخلاً في باب المدح، من قبل أنّه قد كان اعتبر. ولذلك ليس إنسان أن يفعل على جهة التشابه إلّا أقلّ ذاك، بمنزلة ما «بأنطيغوني» 〈من موقف هايمون بازاء قريون〉. وأمّا معنى أن يفعل بالإرادة فهو الثاني: والخير لمن هو غير عارف بأن يفعل أن يكون إذا فعل أن يتعرّف، وذلك أنّ الكراهة حينئذٍ والبشاعة لا يدانيانه؛ وأمّا الاستدلال والتعرّف فهو أعجب وأجود.
وما 〈هو〉 أصلح وأجود 〈هو〉 ما يروى، أعني ما كان في الموضع المسمّى «كرسفنطس» من المرأة المسمّاة ميروفا، فيما كانت مستعدّة لقتل أحد بنيها، إلّا أنّها لم تقتله، لكن تعرّفت في الموضع المعروف «بإيفيغانيا» 〈أنّها〉 أخت لأخيها؛ وتعرف، في الموضع المسمّى «إيلي»، الابن أمّه، وتعرّفها عندما كان يريد إنشاداً ورواية.
فلهذا السبب عندما تفوّهت وتكلّم بها، أعني بالمدائح، منذ قديم الدهر ليست عند أجناس كثيرة ويباحث عنها، لا من الصناعة، لكن من أيّ حال كانت ممّا وجدوا وأعدوها بالخرافات، فقد يضطرّون أن ينقلوا هذه في مثل هذه التأثيرات والآلام التي تعرض لها بحسب الخواصّ.
وأمّا في قوام الأمور، وكيف ينبغي أن يكون الذين يركّبون الخرافات، فقد قيل قولاً كافياً.
١٥
〈الأخلاق؛ الاحتمال والضرورة؛ «الإله بالآلة»〉
فأمّا في العادات فلنتكلّم الآن فنقول: إنّ العادات التي منها نتعرّف الحقّ ونستدلّ عليه — أربع: الأوّل منها هو أن تكون العادات جياداً، ويكون كلّ واحد منها — إن كان قول الأمر الذي هو أعرف قد يؤثّر بالفعل الإراديّ في الاعتقاد شيئاً — أن تكون حال كلّ واحدة من العادات هذه الحال. والخيّر والجيّد إن كان موجوداً فهو موجود خيّراً في كلّ جنس. وذاك أنّه قد توجد مرأة جيّدة وفعل جيّد. هذا على أنّه لعلّه يكون هذا منهم رذل وهذا مزيّف.
والثاني ذلك الذي يصلح. وذلك أنّ العادة التي هي للرجال قد توجد، إلّا أنّها لا تصلح للمرأة، ولا أيضاً أن ترى فيها البتّة.
والثالثة الشبيه بذلك: أنّ الذي له هذه العادة غير ذلك الذي له عادة جيّدة إن كان قد يصلح أن يفعل أيضاً، كما تقدّم فقيل.
وأمّا الرابعة فذاك المتساوي. وذلك أنّه إن كان إنسان ممّا يأتي بالتشبيه والمحاكاة مساوياً، ووضع مثل هذا الخلق كذلك على جهة التساوي، فقد يجب أن يكون غير مساوٍ.
وأيضاً أمّا مثال رذيلة العادة فليس هو ضروريّ، وذلك كما كانت الرحمة لأورسطس والحزن عليه. وما كان غير لائق هو أنّه لمّا كان يصلح
ويطابق مثل نوح أوديسوس على المعروفة بـ«ـاسقلّى» البحرانيّة، ولا أيضاً النصنصة وٮلحٮس (!) المعروفة بميلانافي؛ فأمّا الذي للامتساوي فكحال إيفيغانيا في دير المعروف [ببنات] بأولي، وذلك أنّه ما تشبّهت تلك التي كانت تتضرّع بتلك الأخيرة.
وقد يجب أن يطلب دائماً مجرى التشابه كما نطلب ذلك في قوام الأمور أيضاً: إمّا ما هو على الحقيقة، وإمّا ما هو ضروريّ، وإمّا الشبيه. وعند هذه تكون العادة ضروريّة أو شبيهاً.
ومن البيّن أنّ أواخر الخرافات إمّا ينبغي أن تعرض لها وتنوبها من العادة نفسها، وليس كالحال فيما كان من الحيلة عند «ميديا» وكما كان إلى «إلياذس» من انقلاب المراكب، لا للغرق، لكن إنّما ينبغي أن نستعمل نحو خارج القينة، وآخرها الحيلة إمّا بمقدار ما احتملوا هؤلاء المذكورين، وإمّا بمبلغ ما لا يمكن الإنسان أن يقف ويعرف أو بمبلغ ما يحتاجون أخيراً في المقولة أو القول. وذلك أنّ كلّ شيء يسلم إلى الآلهة يرى ويبصر؛ فأمّا ما هو
خارج عن النطق فلا ينبغي أن يكون في الأمور، وإلّا كان هذا المعنى خارجاً عن المدائح، بمنزلة ما كان ما أتى به أوديفس من محاكاة سوفقلس حريصاً.
والتشبيه والمحاكاة هي مدائح الأشياء التي هي في غاية الفضيلة، أو كما يجب أن يشبّهوا المصوّرون الحذّاق الجياد؛ وذلك أنّ هؤلاء بأجمعهم عندما يأتون بصورهم وخلقهم من حيث يشبّهون يأتون بالرسوم جياداً، كذلك الشاعر أيضاً عندما يشبّه الغضابى والكسالى يأتي هذه الأشياء الأخر التي توجد لهم في عاداتهم، فعلى هذا ينبغي للحذّاق أن يأتوا بمثال الصعوبة، بمنزلة ما أبان أوميروس من خبر أخيلوس.
وهذه ينبغي أن تحفظ؛ ومع هذه أيضاً الإحساسات التي تلزمهم في صناعة الشعر من الاضطرار، وذلك أنّ كثيراً ما قد يكون في هذه زلل وخطأ. وقد تكلّم فيها كلاماً كافياً في الأقاويل التي أتي بها.
١٦
〈فى الاستدلالات〉
وقد تكلّم أيضاً في الاستدلال. وأمّا أنواع الاستدلالات فمنها أوّلاً ذلك الذي هو بلا صناعة، وهو الذي يستعمله كثيرون بسبب الشكّ، 〈وهو الذي يكون〉 بتوسّط العلامات. 〈أ〉ما كان منها متهيّئة، فبمنزلة «الحربة التي كان يتمسّك بها المعروفون بغاغانس» أو الكواكب بمنزلة التي
«بثواسطس» الشبيهة بالسرطان ومنها ما هي مقتناة بمنزلة التي تمسك باليد وتوضع على الجسم بمنزلة الطوق في العنق والسيف باليد.
وقد يمكن أن تستعمل هذه إمّا بالفاضلة منها، وإمّا بالرذلة، بمنزلة ما عرف أودوسوس بالبثرة التي كانت في رجله من مربيته [على جهة أخرى] وممّا حزره على جهة أخرى. وذلك أنّ منها ما هو في أمر التصديق أكثر في باب الصناعة، وجميع هذه التي هي أمثالها؛ ومنها ما يوجد فيها الإدارة والتقليب أكثر، مثل أنّ هذه التي تكون بالتغسّل أجود.
والثواني التي علمها الشاعر لهذا السبب بلا صناعة مثل جانب المعروفة بباغانيا، وهو الذي به استدلّت إباغانيا أنّه أرسطس. وذلك أنّه أمّا تلك فبالرسالة إلى ذاك، وأمّا هذا فيخبر بما يريده الشاعر، لا الخرافة وحكاية الحديث. ولهذا السبب صار هذا بالقرب من الزلل الذي خبّر به. وقد يوجد آخر يقتضب بحسب هذا الرأي، وهذه فيما قاله سوفقلس من أنّه سمع صوت ساعد يمتهن.
والثالث هو أن يكون ينال الإنسان أن يحسّ عندما يرى، كالحال فيما كان بأهل ديقوغانس في قبرس، فإنّه قال إنّه لمّا رأى الكتابات بكى؛ وكذلك أمر أهل ألقينس من القول، فإنّه لمّا سمع العوّاد وتذّكر، دمع؛ ومن هناك عرف بعضهم بعضاĀ.
وأمّا الرابع فما يخطر بالفكر بمنزلة أنّه أتى من هو شبيه بالمكفّنين لإنسان، ولم يأت أحد يشبّه إلّا أرسطس. فهذا إذاً هو الذي أتى. وأمّا السوفسطائيّ فعندما نظر في الأمور نظراً كثيراً قبل إيباغانيا على الحقيقة ظنّ بأرسطس أنّه هو نفسه فكر أنّ أخته ذبحت، وأنّه عرض أنّها إنّما كانت تضحّى له. وقال أيضاً ثاأودقطس إنّه عندما لسفيندس من أنّها عندما جاءت ونظرت إلى الموضع فكرت في باب القضاء وأخطرته ببالها أنّه جميعهنّ بهذا قضى عليهم أن يمتن، وذلك أنّهم يتخرّجون بالأمر.
وقد يوجد ضرب آخر أيضاً مركّب 〈هو〉 المأخوذ من مغالطة القياس التي لثااطرن بمنزلة ما فيما دوّن من أمر «أودوسيا ذلك المبشّر الطاهر»؛ وذلك أنّ من القوس زعم أنّه ليس يمكن إنسان آخر. فقد قال ذلك الشاعر، والخبر أيضاً الذي أتى في ذلك قد خبر فيه في أمر القوس ليعرف ما لم يروا ما القول أنّه بتوسّط ذاك كانت تعرف، ففي هذا كانت المغالطة في القياس.
غير أنّ الاستدلال الفاضل على كلّ شيء فهو المأخوذ من أمور الفعل الإراديّ، ولذلك مثل هذا أرى سوفقلس في «أوديفس» وفي «إباغانيا» أيضاً. وذلك أنّه قد كان يريد على الحقيقة أن يدوّن في ذلك كلام. وذلك أنّ هذه الأمور هي وحدها فقط بلا أشياء معمولة، وبلا أشياء في العنق. والثاني من القياس.
١٧
〈إرشادات لشعراء المآسي〉
وقد ينبغي أن تقوّم الخرافات وتتمّم بالمقولة، من قبل أنّ الأمور توضع أمام العينين جدّاً (وذلك أنّه على هذه الجهة عندما يرى الشاعر على ما عند الأمور
المعمولة أنفسها، وعندما يصير هناك بحدّ الشيء الأولى والأحرى والأجمل، ولا يذهب عليه البتّة المضادّ لهذه. ودليل هذا هو ما يبكت به لقارقينس؛ وذلك أنّ ذاك صعد فيما يقال إلى ذاك كأنّه صاعد من إيار، أي من الهيكل من حيث لم يكن يرى، وكان يذهب على الناظر، ووقع في الخيمة وعندما يصعب السامعين في هذا) بمقدار ما كأنّه يمكن كان يفعل مع الأشكال على مجرى الإذعان والانقياد.
فالذين هم في الآلام هم في طبيعة واحدة بعينها، وإن كان الذي في الهزائز يتعذّب ويتقلّب وكان الذي يتسخّط بالحقّ يتصعّب. ولذلك فإنّ صناعة الشعر هي للماهر أكثر منها للذين هم يلهبن العقول، وذلك أنّ هؤلاء منهم من هو بسيط محسن، أعني في الأقاويل والخرافات التي عملت.
وقد يجب عليه هو أيضاً أن يكون عندما يعمل أن يضعها على طريق الكلّيّة، ومن بعد ذلك أن يتّخذ تدخل شيء وأن يركّب.
وأعني بقولي أن يكون معنى الكلّ بهذا النحو كالحال في أمر إيباغانيا عندما نحرت صبيّة ما وأخفيت لكيما لا تظهر، قامت بين المنحورين ووضعت في بلد آخر فوق القائم 〈و〉قد كانت السنّة جرت في ذلك البلد أن يضحى للهّ ضحايا، واقتنت هذا الفوز. وفي زمان ما بالأخرة عرض أن ورد أخوها وجاء من قبل أنّ الوالي أخطأ من قبل أنّ العلّة هنالك خارج عن معنى الكلّ، وفي البلد أيضاً الذي عملت فيه هذه فما رأى فيه غير الخرافة ممّا يخبر به زعم: فقل الآن إذ قد جئت. ولهذا أخذ وقدم ولينحر تعرّف أخته، فإنّ على
ما يعمل أوريفدس للقينة 〈أو〉 على مذهب الحقّ أعواج كثيرة، فلأنّه قال إنّه ليس أخته إذا كان يجب أن ينحر لكن هو أيضاً قد كان يجب أن يمتثّل فيه ذلك، — ومن هاهنا يكون الخلاص.
ومن ذلك تدخل أسماء قد وصفت وفرغ من وصفها، وتكون الأسماء المداخلة مناسبة، بمنزلة ما لأورسطس، وهو الذي تدبيره كان الخلاص بالتطهير ...
إلّا في القينات الدخيلة هي معتدلة، و〈أ〉مّا صنعة الأنواع في هذه فتطول. وذلك أنّ لأودوسيا فالقول ليس هو بالطويل. فإنّه عند ما شخص إنسان وغاب سنين كثيرة قد يتوقّى عن فوسيدين، وقد كان وحيد〈اً〉 وأيضاً فإنّ حال من كانت حال أنّه الأمر معها أن باد جميع أملاكه في الخطّاب والآملات وأن يمكرون به ويخونونه. وأمّا هو فبلغ بعد أن تاه تيهاً كثيراً ولمّا تفرّق أناس ما، أمّا هو فسقا سقياً عظيماً ونجا وتخلّص، وأمّا أعداؤه فأبادهم.
فهذه هي خاصّة هذا؛ وأمّا الأشياء الأخر فهي دخيلة.
١٨
〈العقدة والحلّ؛ أنواع المأساة؛ مدى الخرافة والمأساة〉
وكلّ مديح فشيء منها حلّ، وشيء ما رباط؛ أمّا أشياء التي من خارج والأفراد من داخل في بعض الأوقات فالرباطات التي من الابتداء إلى هذا الجزء، وهي تلك التي هي أقلّيّة، ومنها يكون العبور إمّا 〈إلى〉 النجاح والفلاح، وإمّا إلى لا نجاح ولا فلاح. وأمّا الانحلال فهو كان من أوّل العبور إلى آخره، كحال رباط ثاوداقطس في لونقي. أمّا الارتباط فالتي تقدّمت فكتبت وأخذ الطفل وأيضاً والتي عليها؛ وأمّا الانحلال فذاك الذي هو من لونقي إلى الموت وإلى الانقضاء.
وأنواع المدائح أربعة أنواع (وهذا كلّه قيل إنّه أجزاء أيضاً): فأحدها مقترن مؤلّف؛ والآخر الإدارة والتقليب الذي في الكلّ والاستدلال؛ والآخر هي انفعاليّة، بمنزلة أفثوطيدس وفيلوس أيضاً، والرابع فأمور فو〈ر〉قيداس وأفرومثيوس، وما قيل لهما وهو أنّ التي في الجحيم هي ممتحنة محزنة في كلّ شيء.
وإن لم يكن هكذا فهي لا محالة في أشياء عظام وكثيرة، وإنّهم يهتمّون
ويقسمون الشعراء على جهة أخرى كما الآن؛ وذلك أنّه لمّا كان في كلّ جزء وحيد شعراء جياد حذّاق، هم يؤهّلون كلّ إنسان لخيره الخاصّ. وقد ينبغي ألّا يكون هم يؤهّلون كلّ إنسان للخيرالخاصّ به.
وقد كان يجب ألّا يكون لا مديح آخر، وهذا أن يقال للخرافة. وهذا إذا كان موجوداً فتأليفته وحلّه هما بأعيانهما. وكثيرين عندما ألّفوا وأقرنوا يحلّون حلّاً حسناً، وإمّا على جهة رديئة إن أمسكا كليهما بالتبديل.
وقد يجب أن يتذكّر ممّا قد قيل مرّات كثيرة ولا يفعل تركيب المديح المسمّى إفوفيوايقون — وأعني بإيفوفيايقون الوزن الكثير الخرافات — مثل أن يعمل إنسان الخرافة التي من «إيليادا» كلّها. وذلك أنّ الأجزاء هنالك تأخذ بسبب الطول العظم اللائق والأولى. وأمّا في العٮاٮ فيكون النظير خارجاً عن الشيء كثيراً. والدليل هو هذا وهو أنّ بمبلغ الزيادة التي لا يليون عملوها بجملتها لا بالأجزاء، كما عمل أوريفيدس بناوبي وليس كما عمل أسكيولوس من أنّهم إمّا أن يقعون وإمّا أن يجاهدون جهاداً رديئاً، من قبل أنّ هذا من الخيرات وقع.
فى الإدارات وفي الأمور البسيطة يستدلّون ويتعرّفون حقيقة هذه التي يريدون ويحبّون على طريق الزهو، من قبل أنّ هذا هو مديحيّ ومن شأن محبّة الإنسان. وهذا موجود متى انخدع حكيم، بمنزلة سيوسيفوس مع الرذيلة وغلب الشجاع من الجائر. وهذه هي بالحقيقة أيضاً كما يقول في الخير أيضاً بالحقيقة: وقد تكون كثيرة خارجة عن الحقّ.
وللصفّ الذي في الجحيم من هؤلاء المنافقين، وأن يكون جزءاً للقول، وأن يجاهده مع لا على أنّه مع أوريفيدس، لكن كما يجاذب مع سوفقلس. وكثير من التي تتغنّى ليس فيها شيء آخر أكبر من الخرافة أو من المدح؛ ولذلك إنّما تتغنّى الدخيلة، وأوّل من بدأ ذلك أغاثن الشاعر. على 〈أنّه〉 لا فرق بين أن يتغنّى بالدخيلات، وبين أن يؤلّف قول من أخرى إلى أخرى.
١٩
〈الفكرة والمقولة〉
أمّا في الأنواع الأخر فقد قلنا. فينبغي الآن أن نتكلّم في المقولة وفي الضمير والذهن.
وقد وضعت الأشياء التي هي نحو الذهن والضمير في كتاب «البلاغة»
وذلك أنّ هذا هو من شأن تلك الصناعة وممّا يخصّها. والأشياء التي في الذهن قد يجب أن ترتّب وتعدّ تحت القول. وأجزاء هذه هي أن يبيّن، 〈وأن يفنّد〉 وأن يستثير الألم بمنزلة الحزن أو الخوف أو الحرد أو أشباه هذه، وأيضاً الكبر والصغر.
وظاهر أنّ في الأمور أيضاً من هذه الصور والخلق ينبغي أن يستعمل متى كان إمّا الأمران وإمّا الصفات وإمّا العظائم، ويستعدّ التي هي حقائق. غير أنّ مقدار الفرق في هذا هو أنّ منها 〈ما〉 يرى دائماً بلا تعظيم ومنها ما يعدّها الذي يتكلّم والقائل، وهي خارج عن القول. وإلّا فما فعل ذلك الذي إمّا أن يقول، وإمّا أن يبيّن فيه اللذّات؟
وليس سبب القول ونوع النظر للتي هي نحو المقولة هو نوعاً واحداً، مثلاً أشكال المقولة، وهذه ترى الأخذ بالوجوه والذي له مثل أعني النبأ وصناعة القيام عليه، بمنزلة ما الأمر وما الصلاة أو حديث أو جزم أو سؤال أو جواب، وإن كان شيء آخر ممّا هو نظير لهذه. وذلك أنّه لا شيء آخر خارج عن علم هذه، ولا علم ممّا هو تهجين يؤتى به في صناعة الشعر يستحقّ الحرص والعناية. وإلّا فماذا للإنسان أن يتوهّم أنّه وقع في الزلل في التي كان فروطاغورس يهجّن بها من أنّه كان يأمر [يظنّ] غير ما كان يظنّ أن يصلّي ويقول: «خبري أيّتها الإلاهة على السخطة والحرد ...»؛ وذلك أنّه زعم أنّ معنى أنّه أمر بأن يفعل شيء أو لا يفعل هو: أمر، ولذلك يتخلّى ذلك لصناعة 〈أخرى〉 لا على أنّه من شأن صناعة الشعراء، ويترك.
٢٠
〈أجزاء المقولة〉
عماد المقولة بأسرها وأجزاء الأسطقسّات هي هذه: الاقتضاب، الرباط، الفاصلة، الاسم، الكلمة، التصريف، القول.
فأمّا الأسطقسّ فهو غير مقسوم، وليس كلّه لكن ما كان منه من شأن الصوت المركّب أن يتركّب ويكون منه؛ وذلك أنّ أصوات البهائم هي غير مفصّلة، وليس ولا واحد منها صوت مركّب، وليس ولا واحد من أجزاء الأصوات ما أقول إنّه للأسطقسّات.
وأمّا هذا الصوت المركّب فأجزاؤه جزآن: أعني المصوّت، ولا مصوّت، ونصف المصوّت. غير أنّ الصوت الذي يكون من غير القرع الكائن عند الشفتين أو الأسنان هو صوت غير مفصّل. وأمّا نصف الصوت الذي يكون مع القرع فليس له على انفراده صوت مسموع إذا ما حرّك السين والراء. وأمّا لا مصوّت فهو الذي مع القرع؛ أمّا على انفراده فليس له ولا صوت واحد مركّب مسموع؛ وأمّا مع التي لها صوت مركّب 〈فـ〉ـقد يكون مسموعاً بمنزلة الجيم والدال.
وهو بعينه مختلف بشكل الأفواه والمواضع، وبالاتّصال والمرسل، وبالطول والانقباض، وأيضاً بالحدّة والصلابة، وبالتي هي موضوعة في وسط كلّ واحد واحد في جميع الأوزان، وينبغي أن ندانيها.
وأمّا الاقتضاب 〈فهو〉 صوت [مركّب] 〈غير〉 مدلول، مركّب من أسطقسّ مصوّت ولا مصوّت؛ وذلك أنّ الجيم والراء بلا ألف ليسا اقتضاباً، إذا كان إنّما يكون اقتضاب مع ألف، لكن الجيم والراء والألف هي اقتضاب — إلّا أنّه ينبغي أن ننظر في اختلاف هذه، أعني هذه الوزنيّة.
وأمّا الرباط فهو صوت مركّب غير مدلول، بمنزلة: «أمّا»، وواليس (!) — وذلك أنّ ما يسمع منها هو غير مدلول مركّب آ من أصوات كثيرة، وهي دالّة على صوت لفظة واحد مركّب غير مدلول.
وأمّا الواصلة فهي صوت مركّب غير مدلول، إمّا لابتداء القول وإمّا لآخره، أو حدّ ذاك بمنزلة فاو (!) أو «من أجل» أو «إلّا»، ويقال صوت مركّب غير مدلول الذي لا يمنع ولا يفعل الصوت الواحد المدلول الذي من شأنه أن يركّب من أصوات كثيرة، وعلى الرؤوس، وعلى الوسط.
وأمّا الاسم فهو لفظة أو صوت مركّب دالّة أو دالّ، خلو من الزمان، جزء من أجزائه لا يدلّ على انفراده؛ وليس تستعمل الأسماء المركّبة
على أنّ جزءاً من أجزائها يدلّ على انفراده، وذلك أنّ «دورس» من «تاودورس» ليس يدلّ على شيء.
وأمّا الكلمة فهي صوت دالّ أو لفظة دالّة تدلّ — مع ما تدلّ عليه — على الزمان، جزء من أجزائه لا يدلّ على انفراده، كما يدلّ جزء من أجزاء الأسماء على انفراده. وذلك أنّ قولنا: «إنسان» أو «أبيض» ليس يدلّان على الزمان — أمّا ذاك فعلى الزمان الحاضر، وأمّا هذا فعلى الزمان الماضي.
وأمّا التصريف فهو للاسم أو للقول إمّا دالّ على أنّ لهذا وهذا وما أشبه ذلك، بعضه يدلّ على واحد أو على كثير، بمنزلة الناس أو الإنسان؛ وأمّا ذاك فعلى هذه التي هي والأقاويل بمنزلة ما في السؤال، وفي الأمر. وذلك أنّ قولنا: «مشى» أو «يمشي» إذا دللنا به على الزمان المستقبل هما تصاريف الكلمة — وهذه هي أنواعها أيضاً.
والقول هو لفظ دالّ أو صوت دالّ مركّب، الواحد من أجزائه يدلّ على انفراده (وليس كلّ قول مركّباً من الكلمة بمنزلة حدّ الإنسان، لكن قد يمكن أن يكون القول من كلم جزء من القول الدالّ على ما هو الشيء). بمنزلة (أن يكون له بمنزلة) قولنا: «قالياس» في قولنا: «قالياس يمشي» والقول يكون واحداً على ضربين: وذلك أنّه إمّا أن يكون القول واحداً بأن يدلّ على واحد، وإمّا أن يكون واحداً برباطات كثيرة، بمنزلة قولنا 〈إنّ〉 شعر [أو] أوميروس 〈و〉هو المعروف «بإيلياس» هو واحد، وذلك أنّ هذا هو واحد برباط، وأمّا قولنا: «إنسان يمشي» فهو واحد من قبل أنّه يدلّ على واحد.
٢١
〈أنواع الاسم〉
وأنواع الاسم هما نوعان: أحدهما الاسم البسيط (وأعنى بالبسيط ما ليس هو مركّب من أجزاء تدلّ، بمنزلة قولنا: الأرض، والآخر المضاعف؛ وهذا منه ما هو مركّب من الدالّة وغير دالّة [عند] غير أنّه ليس من حيث هو دالّ بالاسم. ومنه ما هو مركّب من الدالّة، من قبل أنّ الاسم قد يكون ذا ثلاثة الأضعاف، وكثير الأضعاف، بمنزلة كثير من ماساليوطا: أرماقايقونكسانثوس المتضرّع إلى ربّ السموات. وكلّ اسم هو إمّا حقيقيّ، وإمّا لسان، وإمّا متأدٍّ، وإمّا زينة، وإمّا معمول، أو مفعول، أو مفارق، أو متغيّر.
وأعني بالحقيقيّ: الذي يستعمله كلّ إنسان. وأعني باللسان على أنّه لقوم أخر حتّى يكون معلوم اللسان، والحقيقيّ هما في قوّتهما شيء واحد بعينه، إلّا أنّ ذلك يقوم بأعيانها؛ وذلك أنّ سيغونن أمّا لأهل قبرس فحقيقيّ، وأمّا لنا نحن فلسان؛ [وأمّا «دورو» فهو لنا حقيقيّ، وأمّا لأهل (...؟) فلسان].
وتأدّي الاسم هو تأدية اسم غريب إمّا من الجنس على جنس ما بزيادة، وإمّا من النوع بالزيادة التي بحسب تشكّل الذي نقوله من الجنس: أمّا الجنس
على النوع بمنزلة القول بأنّ القوّة التي لي فهي هذه عليّ؛ وأمّا من النوع على الجنس فمثل القول إنّ «أدوسوس كان اصطنع ديوان خيرات»، وذلك أنّ قوله: «ديوه» استعمله بدل: «الكثرة». وأمّا من النوع على 〈النوع〉 فبمنزلة قوله أن: «انتزع نفسه بالنحاس » 〈و〉«عندما قطع مرّته بنحاس حادّ ...» وذلك أنّ قولنا: «قطع» هاهنا استعمله ووضعه بدلاً من قولنا «قتل»، وذلك أنّ كلا القولين موضوع على الموت.
وحال الثاني عند الأوّل حال مستقيمة، وكذلك للرابع عند الثالث، وذلك أنّه يقول بدل الثالث: الرابع أكثر من بدل الثاني؛ وبعض الناس زادوا بدل القول بأن يقول قولهم بحدّ ثبت وجوده، وأعني بذلك أنّ حال الجام عند ديونوسس شبيه بحال الترس عند أرس، وذلك أنّه يسمّى جام ديونوسس ترس ديونوسس، ويسمّى الترس جام أرس؛ كحسب الشيخوخة عشيّة العمر والحياة، فيسمّى العشيّة شيخوخة النهار، كما يسمّى إنفادقلس الشيخوخة أيضاً «عشيّة الحياة» أو «غروب العمر: وفي هذه ليس اسم موضوع لهذه التي بالتسقيم، إلّا أنّه لا شيء يقال بالأقلّ على مثال واحد، مثل
أنّ ذاك الٮصرات يحلى وأمّا الدالّ ففغرها من الشمس بلا تسمية، إلّا أنّ حال هذه عند التسمية شبيه بحال الزرعة عند [عـ〈ـيد] الـ〉ـثمرة ولذلك قيل أيضاً إنّ الصامٮات ٮعٮٮ حلت من الإلاه. ولنا أن نستعمل جهة هذه التأدية على جهـ〈ـة أخر〉ى 〈إذا〉 نريد إمّا لقب الغريب أن يجعل افوفاسالا عماله، مثل أن يقول إنسان: الترس لا أنّها لآرس لكن للخمر.
والاسم المعمول هو الاسم نضعه الساعة من غير أن يسمّيه صنف من الناس 〈من قبل〉. وقد يظنّ أنّ بعض الأسماء هذه حالها في كونها: بمنزلة تلقيبه القرون النابتة وتلـ〈ـقيبه〉 الكاهن الذابح.
والاسم الممدوح والمفارق: أمّا ذاك فهو الذي يستعمل الأسطقسّات المصوّتة، وهو الذي هو طويل أو بالمقتضب الدخيل؛ وأمّا ذاك فمعتدل منفصل ممدود، بمنزلة ما نأخذ بدل حرف طويل حرفاً قصيراً. وأمّا المختلف فهو متى كان الذي يسمّى بتر بعضه، ويضع، بمنزلة ما قوله إنّه ضربة «على ثديه الميمنيّ» بدل قوله: «ثديه اليمين».
والأسماء نفسها بعضها مذكّرة، وبعضها مؤنّثة، وبعضها متوسّطة بين المذكّر والمؤنّث؛ والمذكّر منها يتمّ «بالنو» و«الرو» وبالوضع بحسب اليونانيّ ومبلغ ما تركّب من هذه (وهذه هي كسي وفسي)، والمؤنّثة هي بمقدار ما يتمّ من أحرف مصوّتة بالأحرف الطوال، أعني «بإيطا» و«أو» 〈أو〉 الأخر
الممدودة وهي ألفا ويوطا وى، حتّى تعرض المذكّرة والمؤنّثة لكثرة متساوية من قبل أنّ كسي وفسي هما مركّبان. وليس اسم يفنى ويتقضي بجزء ساكن ولا بالمصوّت المقصور، وأمّا باليوطا فثلاثة فقط بمنزلة: مالي، وقومي، وفافاري وأمّا بذال فخمسة: وهي زود، وفوفو، نافو، غونو، برايو. وأمّا الأسماء التي في الوسط فتتمّ بنو والوضع بمنزلة ما أرديرون ٮالٮٮو وأمّا ڡاٮوس بسيغما.
٢٢
〈في المقولة وخصائصها〉
وأمّا فصلة المقولة فهي أن تكون مشهورة 〈غير〉 ناقصة. إلّا أنّ [أنّ] المشهورة فهي التي تستعدّ وتهيّأ من أسماء حقيقة ونخبر بها من هذه. والمثال على ذلك بمنزلة شعر قلاوفون وشعر اسثانلس. وأمّا العفيفة والمختلفة فمن قبل أن يقال المسكين هي مختلفة وتستعمل أشياء غريبة وعظيمة، وأعني بالغرابة اللسان، والنقلة، والتأدّي من خير إلى خير، والامتداد من الصغائر إلى العظائم، وكلّ ما هو من الحقيقيّ. إلّا أن يكون الإنسان يجعل جميع هذه التي حالها هذه الحال أن يكون تركيبه بهذه الحال إمّا ألغاز وأمثال وأمّا مٮٮل ٮربوٮا، وإن كان من الانتقال والتأدية فالرموز والألغاز والأمثال؛ ومن كان من اللسان فمثلاً برابريا. و〈أمّا〉 صورة الرمز فهو أن يقال
إنّ التي هي موجودة لا يمكن أن نوصلها و〈إمّا〉 بحسب الأسماء الأخر، فلا يمكن أن نفعل هذا؛ وأمّا بحسب التأدية والانتقال فلا يمكن، مثل أنّه «ألصق إلصاقاً ظاهراً النحاس بالنار، والنحاس نفسه بالرجل». وأمثال هذه هي من اللسان.
وأمّا مثيل بربريا إن كانت هذه تمتزج، وأمّا ألّا يعمل اسم ناقص ولا أيضاً مسكين فذلك بمنزلة اللسان، والتأدية والانتقال، والزينة، وهذه الأشياء الأخر التي وصفت، وليس إنّما ينظم في إيضاح المقولة جزءاً يسيراً هذه الأشياء، وهي: هل اسم ما يكون بالنقصانات والتقطيعات وتبديلات الأسماء؟ وأمّا من حيث هي حاله حال مختلفة، أو بأن يكون حقيقيّ خارج عمّا جرت به العادة فـ〈ـيلزمه〉 ألّا يعمل ناقص. وأمّا فمن حيث أنّه مشارك للمعتاد فيكون مشهوراً حتّى يلزم أنّ ما يجري من الهجاء والثلب [من الجري] على هذا الضرب من الجدل ليس يجري على الاستقامة، وعند 〈ما〉 يهزأون بالشاعر بمنزلة أوقليدس، ذلك الأوّل، على أنّه قد كان يسهل عليه أن يفعل إعطاء إنسان هكذا كان يمدّ ما كان يمدّ 〈كما〉 يحبّ ويريد مدّه، وكان يقصر حيث يريد. وأن يعمل الشعر المسمّى إيانبوا بهذا اللفظ وهو قو〈له〉 الذي زعم فيه : «إنّني رأيت ماراثون من حيث يسمّى بالنعمة» ولا أيضاً: «كاكنت فقدت ذاك».
أمّا أن يرى كيف كان يستعمل هذا الضرب، فهو ممّا يضحك منه؛ وأمّا المقدار والوزن فهما أمر عامّ لجميع الأجزاء. وذلك أنّه عندما كان يستعمل التأديات والانتقال والألسن وأنواعاً 〈أخر〉 على ما يليق وفي باب التعرّف في الأشياء هي ضحكة قد كان يفعل هذا الفعل بعينه.
وأمّا ما هو موافق لمقدار كلّ ما كانت تكون مختلفة فهذه ترى أفي من حيث توضع الأسماء بالوزن والمقدار والتأديات وبأنواع أخر. فإنّه إن غيّر الأسماء الحقيقيّة وقف على أنّ ما قلناه من ذلك حقّ، مثل أنّ أوريفيدس وأسخولس عندما عملا الشعر المسمّى إيانبوس فعلا هذا الفعل نفسه، إلّا أنّه إذا ما نقل بدل الحقيقيّ من قبل أنّه قد اعتيد في اللسان، أمّا ذاك 〈فيرى〉 جيّداً شريفاً، وأمّا هذا فيرى مهيناً. وأسخولس عمل شعراً في «فليوقطيطس» قال فيه:
«إن السـ〈...〉 أ〈كلـ〉ـت لحومي ومسست رجلي»
فإنّ في هذا الكلام استعمل ووضع قوله «مسست» بدلاً من قوله ...
«فأمّا الآن أنا من حيث على جهة الصغر والصغيرة».
بلا أن يصحّ يقول إنسان من حيث 〈ير〉يد بذلك الحقيقة:
«وأمّا الآن فلى أنا من حيث أنت صغير».
أو يسمّى الضعيف والذي بلا منظـ〈ـر〉 هذا الكلام ووصف المجلس دائماً قاليون. وقوله:
«إنّه وضع بيدي أنا الشقيّ مائدة صغيرة» من حيث استعمل قوله: «إنّ أبناء اليونانيّين مائدة الصغيرة صغير»، بدل من «اليونانيّين يسمّي مائدة صغيرة».
وأيضاً كان يسمّي المفسّرين الحقيقين ذوي المديح من حيث كان 〈يهزأ〉 بهم؛ وزعم أنّهم كذلك لأنّهم يستعملون أشياء لا لم يقولها قطّ من
الجدليّين في الجدل بمنزلة ما في المجلس الذي من النجو لا أمن النحلات، وبمنزلة القول القائل إنّ مثل أنت أيضاً قد كنت شيء ما، وبمنزلة القول القائل «إنّ أخيلوس هو من أجل» لا «هو من أجل أخيلوس»، وأشياء كثيرة من أمثال هذه كم كانت. وذلك أنّه من قبل أنّ هذه الأ〈مور〉 هي في الحقيقيّ، لذلك ما عمل تركيب ليس حاله في اللفظ بدون ما هذه حاله. وأمّا ذاك فما كان يعرف من هذه شيئاً.
فأمّا الكبير فهو أن يستعمل كلّ واحد واحد من هذه التي وصفت على مجرى الأليق والأشبه، وأن يستعمل أسماء مضعّفة والألسن، وأن يكون ممّا يتأدّى وينتقل هو عظيم كبير. غير أنّ هذا ليس يؤخذ من آخر من 〈مثل〉 أنّه دليل على الحذق والمهارة وذلك أنّه أن يكون التأدّي تأدّياً حسناً إلى ما هو شبيه هو أن يعلم علماً حسناً.
والأسماء أنفسها منها مركّبة، وهذه تصلح لوزن الشعر المسمّى دياثورانبو وأمّا الألسن فتصلح للأوزان المعروفة بإيروايقا وهو النـ〈ـشـ〉ـيد؛ وأمّا التي تتأدّى فتصلح لأوزان الشعر المعروف بإيانبو وهي أليق وأصلح في إيروايقا، وهو النشيد، من جميع ما وصف؛ وأمّا في إيانبو فمن قبل أنّها تتشبّه باللفظ، وهذه الأسماء تصلح وتليق بمقدار ما يستعمل بها الإنسان على طريق، وهذه هي الحقيقيّ المتأدّي [والمسمّى بالسريانيّة صفتانيا، مأخوذ من الإتمام والعناية] إلى ما في صناعة المديح والتشبيه وحكاية الحديث. — ففيما قلناه من ذلك كفاية.
٢٣
〈وحدة الفعل: في الملحمة، وعند هوميروس〉
وأمّا الاقتصاصي والوزن المحاكي فقد 〈ينبغي〉 أن نخبر عنها بالخرافات وحكاية الحديث على ما في المديحات وأن يقوم المتقيّنين والقينات نحو العمل الواحد متكامل بأسره، وهو الذي له أوّل ووسط وآخر، وهو الذي كما الحيوان العـ〈ـامـ〉ـل للذّة خاصّيّة؛ ومن حيث لا يدخل في هذه التركيبات اقتصاصات تشبّه، وهي التي قد ينظر فيها أنّ الاستدلال ليس إنّما هو لعمل واحد، لكن لزمان واحد، بمبلغ ما يعرض في هذا وعمل واحد أو كثير، وكيف كلّ واحد واحد منها، على مالها انضافت إلى قرينها كما كانت 〈الأزمـ〉ـنة أنفسها، أمّا في سالامانا فحروب المراكب، وفي سيقيليا حرب القركدونيا، فإنّ كلا هذين ليس شيئاً آخر غير أنّها تنتهي إلى انقضاء واحد واحد. وكذلك في الأزمنة التي 〈تكون〉 بعد في وقت بعد وقت يكون واحد منها الذي لا يكون له شيء آخر هو آخر وانقضاء؛ وكثير من الشعراء قد يفعلون هذا قريباً.
ولذلك كما قلنا وفرغنا من القول 〈في ذلك〉 فلير أوميروس في هذا ذو سنة وناموس هادّ؛ ومن هذا الوجه أيضاً يرى أوميروس أنّه متّبع للناموس، وأنّه لازم للصواب والاستقامة أكثر من هؤلاء الأخر، 〈و〉هو الذي عمل الحرب وقد كان له أوّل وآخر من حيث يرى أن يأتي به بأسره،
هذا على أنّه قد كان عظيماً جدّاً ولم تكن تسهل رؤيته، ولا أيضاً كان مزمعاً أن ينتهي في خرافته بهذه الحال، من قبل أنّها قد كانت عندما كانت تتركّب وتقترن قد كانت تصغر في عظمها، والآن في هذه المداخل التي تقتضب جزء ما، وهو ما الذي يفعل الإنسان.
وأمّا هؤلاء الأخر فيقتضبوا بحسب واحد واحد في واحد واحد من الزمان خرافات كثيرة الأجزاء، بمنزلة ذاك الذي عمل هذه التي هي معروفة «بقوفوانيا» وجعل «الإلياذا صغيرة». ولذلك عمل «إلياذا» و«أودوسيا» كلتيهما مديحاً واحداً أو بعد كرّ اثنتين، وأمّا في المعروفة «بقوفوانيا» فكثيرة، وإلى الإلياذا الصغيرة فثمانية، وأكثر التي تقال بالسلاح منها المعروفة بنا أوفطلامس وفيلوقطيطس 〈و〉المعروف بأفطوخيا و〈لاقـ〉ـينس، إلياس، ورجوع المراكب، واينن وطرواس.
٢٤
〈الملحمة: أنواعها وأوزانها〉
وأيضاً هذه الألهة صنعت الأفي في المديح دائماً؛ و〈هي〉 إمّا بسيطة، وإمّا مركّبة وإمّا انفـ〈ـعا〉ليّة بالأجزاء وهذه هي خارجة عن نغمة الصوت والبصر، وذلك أنّه قد تدعو الحاجة إلى الفراس والعناية
والانفعالات من حيث تكون [لا] للآراء والمقولات قوام؛ وبالجملة هذه التي كان يستعملها أوميروس أوّل الشعراء وعلى الكفاية. وذلك أنّ شعر كلتيهما هو مركّب، وأمّا «إيلياذا» فبسيطة وانفعاليّة، وأمّا القصيدة 〈المسمّاة «أودسيا»〉 فمركّبة، وهي التي تدلّ بالكنية على العادات ومع هذه هي دالّة باللفظ والذهن على كلّ فعل.
وصنعة الأسطر والوزن مختلفة في طول قوامها. والحدّ الكافي للطول هو ذلك الحدّ الذي قيل، وهو الذي فيه الإمكان في الابتداء والآخر، وهذا هو الذي جميع تراكيب القدماء تقصر وتنقص، وأمّا نحو المديحات التي لها مؤانسة واحدة يؤتى بها أكثر، ولها أيضاً، أعني صنعة الأفي المنسوبة إلى إيلين وأن يمتدّ في طولها كثير، من قبل أنّه في المديح لا يمكن أن يكون غير ما كانت تقتصّ ويتحدّث بها أن تتشبّه بأجزاء كثيرة، لكن بذلك الجزء الذي من المسكن وبالجزء المأخوذ من المرائين؛ وأمّا في صناعة أفي فيمكن ذلك من قبل أنّ المعنى للشعر فيها هو اقتصاص عظيم، حتّى إنّه يوجد لها في عظم البهاء والأخلق هذا الخير، وهو أنّها تغيّر السامع فتدخل علل اللاشبيه من قبل أنّ الشبه يستتمّ سريعاً، وتصير بالمديحات إلى أن تقع.
أمّا وزن النشيدات فإنّما وقعت من التجربة، وذلك أنّ الإنسان إن هو أتى وغـ〈ـير ا〉قتصاص ما والتشبيه الذي بالكثير، فإنّه يرى غير لائق ولا خليق، من قبل 〈أنّ〉 وزن النشيد هو أكثر ارتكازاً وأكثر له قراراً
من جميع الأوزان، ولذلك قد تقبل أيضاً الألسن والتأديات والانتقالات وجميع الزيادات جدّاً جدّاً، من قبل أنّ التشبّه الداخل في باب الحديث والقصص هو آخر الأشياء. وأمّا الشعر المعروف بإيانبو فهو ذو أربعة أوزان من الحركات اثنتان أعني الباحسة والعميلة. وأيضاً من القبيح إن لم يعرف بمنزلة خاريمون من قبل ليس يوجد إنسان صنع قواماً طويلاً في وزن آخر غير الوزن الذي في النشيد؛ لكن، كما قلنا، إنّ الطبيعة تفيدنا ما هو موافق له في هذه التي هي بالاختيار.
وأمّا أوميروس فهو مستحقّ للمديح والتقريظ في أشياء أخر تقريظاً كثيراً، إذ كان هو وحده فقط من بين جميع الشعراء ليس يذهب عليه ما ينبغي أن يفعل. وقد ينبغي للشاعر أن يكون ما يتكلّم به يسيراً قليلاً، وذلك أنّه ليس هو في هذه مشبّه محاكٍ. فأمّا الشعراء الأخر فمنهم من يجاهده جدّاً ويكون له تشبيه وحكاية في أشياء يسيرة، وأمّا ذلك فمن حيث إنّما عمل صدراً يسيراً فهو 〈يقدم〉 على إدخال رجل أو امرأة أو عادة في حكايته من ساعته من حيث لا يأتي〈في ذلك〉 بشيء لم يعتد، لكن ما قد اعتيد.
وقد يجب أن يعمل في المديحات ما هو عجيب، وهذا 〈يكون〉 خاصّة في صنعة أفي، وهي التي الأمر العجيب فيها يعرض في تقسيمها
من قبل أنّه لا ينظر نحو العامل. ومن بعد هذه يؤتى به نحو هزيمة إقطور، كما يؤتى في المسكن الاستهزاءات والمضحكات من حيث يرى إمّا بعضها وهو قائم وقف ولا يطلب ويتبع المرئي، وأمّا ذاك فمن حيث يخطر. وأمّا في «أفي» فقد يخفى ولا يشعر به. وأمّا الأمر العجيب فهو من هواا ومٮى أو أمر ...
٢٥
〈مشاكل وحلول〉
... بشيء ما بمنزلة الخير أنّه فاضل، حتّى يكون للشيء معنى الشرّ، كالذي لم يكن. وأمّا الذي يريدون نحو المقولة فقد ينبغي أن يحلّ بمنزلة «الكياف ما بلاورياس أوّلاً»، ولعلّ أن يكون ليس يعنى بذلك «البغال»، لكن يعنى «الحفظة»، من قبل أنّ «أورياس» في لغة اليونانيّ تدلّ على البغال وعلى الحفظة. وأيضاً إذا ما قال «إنّه قبيح المنظر»، ليس إنّما يعنى بذلك قبيح الوجه، لكن عني لا اعتدال البدن؛ غير أنّ أهل إقريطش يسمّون الحسن المنظر للحسن الوجه، ويسمّون السكران المتقبّل الوجه.
وأمّا الأسماء التي ضر〈بت〉 من التأدية، وهي من التأدية هي أيضاً كما يقول أوميروس «الرجال الأخر و〈الآلهة〉 متسلّحة على الخيل كانوا رقّادين الليل كلّه» وقال مع ذلك «من حيث كانوا اليونانيّون مجتمعين في صحراء طرواس واجتمع بينهم نيات وشرونشونيات وصفرات الزمر». وذلك أنّ هذه «بأجمعها» بحسب التأدية إنّما قيلت بدل من «الكثير».
وأيضاً يقول إنّ ثاسيوس كان يحلّ الحيل ويعمل الحيلة «أن يفوز هو بالفخر»، وأنّه وأمّا تلك فلا ينصب، وأمّا اسم الحياة فيقسم. وأفادقلس أيضاً يقول «إنّه كانوا الذين لم يزالوا غير مائتين منذ قطّ ينشأون من ساعتهم مائتين» وأمّا الحياة فالتي خلقت لهم قديماً أمّا التي قال إنّها موضع قوله إن آن الليل أكثر، وذلك أنّه موضع للشكّ كثيراً. وأمّا التي قالها بحسب عادة المقولة فكما نقول في الشراب إنّه ممتزج. ومن هاهنا عمل ما للساق المصنوعة من الرصاص والحدادين، وأيضاً من هاهنا يقال الغانوميدس شرب الشراب —، لا أنّه يشرب الشراب، من قبل أن 〈قد أ〉تت بحسب التأدية أيضاً.
وينبغي أن يتفقّد من أمر الاسم شيء كان ذاك على تضادّ ما أنّه 〈على كم تكون〉 هذه التي قيلت على طريق الكمّيّة، بمنرلة ما قيل إنّ «دورط النحاس تفرق»، ويدلّ هاهنا أنّ كثيراً ما امتنعت يده من أن تحلّ حتّى يظنّ
الإنسان خاصّة بغلوقن إنّه ضدّ هذا. وأيضاً لأ〈نّ〉 الأفراد منهم يريدون ويأخذون بغير نطق من حيث يحكمون لهم أيضاً ويعملون قياساً، و〈... أ〉نّهم قالوا إنّه يظنّ الذين يبكّتون أنّ ذلك الذي يعمله هو صدق، إنّما كان شأن هذا أهـ〈ـل الـ〉ـقارس، وذلك أنّهم كانوا يظنّون به أنّه لاقوناي؛ فمن القبيح ألّا يكون تلقاه طيلاماخس في لاقادامونيا عندما صار إلى هنالك. ولعلّ هنالك كما قال أهل قافالينس 〈من〉 أنّهم قالوا إنّ عندهم عمل أودوساوس وإيقاديس الأساسات، من قبل أنّ ذلك حقّ.
وينبغي أن تكون ترقية هذه إلى الشعراء غير ممكنة أكثر من لا إمكان ترقيتها إلى الأفضل وأكثر من لا إمكانها إلى العجز، وذلك أنّها عند صناعة هي أكثر في باب المسألة والإقناع والإمكان، وذلك أنّه لعلّه أن لا يمكن أن يكون مثل هذه التي هي كما فعل زاوكسس أنّ الذي هو جيّد يتزيّد ويفضل المثال، وأن يكون نحو أن ينحو ويتخلّص من لاناطقين فإنّه عـ〈ـلى ...〉 ويكون ذاك الذي هو شيء ما ليس هو لاناطق ذلك الذي هو لاناطق، وذلك أنّه يكون 〈...〉 وأقلّ من الصدق. فهذه التي قيلت على طريق التضادّ هكذا ينبغي أن ننظر ونبـ〈... حـ〉ـل في التبكيتات التي تكون في الكلام. ففي هذا بعينه ونحوه يقولون عـ〈...〉 وضع أيّ داهية كان. والانتهار الذي هو لا نطق هو أيضاً مستقيم متى تكون 〈لا〉 ضـ〈ـرورة〉 إمّا إلى استعمال المناوشة أو إلى استعمال 〈ضدّ〉 القول، كما استعمل أوريفيدس الأ〈يغيا〉 وكاورسطس في تلك التي لمنالاوس.
والأنواع التي يأتون بها للتوبيخ والانتهار خمسة 〈فأمّا〉 أن يأتوا بها كالغير ممكنة، وإمّا كالتي هي دون الاستقامة، أو كالضارّة أو كالأ 〈ضداد〉 للصناعة، أو كالتي هي غير ناطقة؛ والحلّات فمن الأعداد التي قيلت ينبغي أن تتفقّد، وهي اثنا عشر.
٢٦
〈دعوى فضل الملحمة على المأساة، وفضل المأساة الحقيقيّ على الملحمة〉
وأيّ اثنتيهما ترى أفضل، ليت شعري: التشبيه وحكاية صنعة أفي، أو تلك الاطراغوديا؟؛ وقد يتشكّك الإنسان هل كان شيء من هذه التي في فروطيقي هي أخير، أو لا؟ ومثل هذا الذي هو عند الناظرين الأفاضل وتلك هي التي تخبر في السنّة والحكاية في فوريطيقي في الكلّ. وذلك أنّه من قبل أنّهم لا يحسّون لا تزيدهم الحركة الكبيرة، وذلك أنّ الذين يتحرّكون فمثل الذين يزمرون في النايات والسرنيات المزيّفة المزوّرة غير ما يستدارون ويحاكون اٮريسقـ〈ـونا〉 يشبّهون به عند [غير] ما يجذبون الرأس إن كان الزمر الذي يزمرونه لاسقولا. ومثل هذا المديح هو كما احتسب القدماء، والذين أتوا بالأخرة من بعدهم مرائين منافقين، من قبل أنّهم أفضل كثيراً من غالاس، كما كان يلقّب مينيسقوس قا〈لا〉فيدس، وعلم الاعتقاد من فيندارس. وأمّا أن يكون لهذه إليه
ومن حيث هو 〈من〉 لودا وفي جميع الصناعة تكون حاله عند صنعة أفي وذلك أنّ حال صنعة أفي عند الناظرين يقولون الذين ليس بالمحتاجين إلى شيء من الأشكال أنّهم طياب جدّاً 〈... صنا〉عة المديح عند المؤلّفين وفأمّا فروطيقي فظاهر أنّها أخسّ.
ولنا أن نقول نحو 〈هذه〉 أنّه أمّا أوّلاً أنّ الاختصام ليس هو صناعة الشعر، لكن تلك التي هي للمراآة والنفاق، من قبل أنّه قد يوجد إلى أن يبطل بالرسوم عندما يغنّي وما كان يفعله سوسسطراطس، وعندما يزعق ويزمر، وهو ما كان يفعله مناسثيوس 〈من〉 أفونطيا بعد ذاك. وأيضاً ولا كلّ حركة مرذولة، كما أنّه ولا كلّ 〈...〉 إلّا يكون رقص هؤلاء المزيّفين وهو ما قد كان قاليفيدس يبكّت عليه وما 〈يبـ〉ـكّت عليه في هذا الوقت قوم آخرون من غير ما لا يشبّهون بالنسوة 〈الوضيعات〉.
〈وأيـ〉ـضاً صناعة 〈المديح〉 والتي بلا حركة تفعل فعلها الذي يخصّها كالأخرى التي لصناعة 〈أفي ...〉 بها ترى في التبيين كم كانت، وإن كانت هذه الأخر أفضل من الكلّ 〈...〉 يجب ضرورة أن يكون ثمّ من بعد. فمن قبل أنّ كلّ شيء لها بمبلغ صنعة أفي فقد ينـ〈ـبغي أن〉 نستعمل الوزن، وأيضاً ما كان جزؤه الصغير الموسيقاريّة والنظر، وهما اللذّة 〈...〉 هما أكثر فعلاً. فلها أيضاً فعل في الاستدلال أيضاً والأفعال.
وأيضاً التي هي مختلفة في الطول ليكون آخر التشبيه والحكاية، وذلك أنّ كون هذه خاصّة بغتة أكثر من كونها كذلك وهي ممتزجة في زمان كثير،
وأعني بذلك مثل أن يضع الإنسان أوديفوس الذي وضعه سوفاقلس في الأفي التي له في هذه التي إيلياذا هي فيها، في التشبيه والمحاكاة التي للذين يصنعون الأفي. والعلامة هي هذه: وهي أنّ الواحدة من صنعة أفي أنّها كانت قد تحدث مديحات كثيرة ...