Galen: De partium homoeomerium differentia (On the Differences of Uniform Parts)
Work
Galen, De partium homoeomerium differentia
(Περὶ τῆς τῶν ὁμοιομερῶν σωμάτων διαφορᾶς)
English: On the Differences of Uniform Parts
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator: ʿĪsā ibn Yaḥyā
Translated from: Syriac
(Close)
Date:
between 860 and 910
Source
Gotthard Strohmaier. Galen: Über die Verschiedenheit der homoiomeren Körperteile. Corpus Medicorum Graecorum. Supplementum Orientale 3. Berlin (Akademie-Verlag) 1970, 44-84
Download
gal_departhomoeomdiff-transl-ar1.xml [42.75 KB]
كتاب جالينوس في اختلاف الأعضاء المتشابهة الأجزاء نقل حنين بن إسحق المتطبّب
١ قال أمّا إذا أحببت أيّها الحبيب أنطستانس أن تفهم اختلاف جميع الأعضاء التي في بدن الإنسان وهي التي تعرف بالمتشابهة الأجزاء فأنا واصف لك ذلك في هذه المقالة وجاعل ابتداء كلامي القول في ما يستدلّ عليه من هذه اللفظة أعني متشابهة الأجزاء. فأقول إنّ الأمر في أنّ هذا الاسم يدلّ على تشابه ما للأجزاء بيّن ظاهر كما أنّ الاسم أيضاً المقابل له وهو قولك غير متشابه الأجزاء يدلّ على اختلاف الأجزاء. ومع هذا أيضاً فإنّ الذين جرت عادتهم باستعمال هذين الاسمين لمّا قصدوا إلى تحديد كلّ واحد منهما قالوا إنّ المتشابهة الأجزاء هي التي أجزاؤها يشبه بعضها بعضاً ويشبه جميعها وأمّا غير المتشابهة الأجزاء فهي التي أجزاؤها لا تتشابه. والشبه والحديد والذهب والرصاص من الأشياء المتشابهة الأجزاء وأمّا الأجسام المعدنيّة قبل أن تصفّى بالنار وأبدان الحيوان كلّه إلّا الشاذّ منه فلأنّ بين الأجزاء التي منها تركيبها اختلافاً كثيراً جدّاً قالوا إنّها من الأجسام التي أجزاؤها غير متشابهة. ويشبه أن يكون استعمالهم لهذا الاسم لم يجر على
نوعها واحد فيدلّ بذلك على أنّ لها أنواعاً تحصرها لا أنّها محصورة من أنواع متشابهة. وعلى هذه الجهة أيضاً ينبغي أن تفهم عنّا متشابهة الأجزاء وغير متشابهة الأجزاء في جميع قولنا هذا وذلك أنّ المتشابهة الأجزاء هي التي صورة جوهرها بكلّيّتها صورة واحدة بعينها وأمّا غير المتشابهة الأجزاء هي التي صورها ليست صورة واحدة بعينها. ومع هذا أيضاً فقد ينبغي أن نحدّد شيئاً آخر يحتاج إلى تحديده في جميع هذا القول وهو أنّ الحكم في الفرق بين المتشابهة الأجزاء وغير المتشابهة الأجزاء لا يمكن أن يدرك بالحسّ لأنّه من القبيح أن يتوهّم في الشيء المركّب من أجزاء صغار جدّاً لا يشبه بعضها بعضاً أنّ جميعه شيء واحد.
٢ وإذ قد حدّدنا هذه الأشياء فلنبحث الآن عن فصول الأعضاء المتشابهة الأجزاء التي في بدن الإنسان كم هي ومن البيّن أنّ الاستدلال على ذلك إنّما يكون من التشريح. مثال ذلك الجلد فإنّه إذ كان أوّل ما يقع عليه الحسّ من جميع الأعضاء فالأولى أن أجعل كلامي أوّلاً فيه فأقول إنّ جميع الجلد يرى رؤية بيّنة متشابه الأجزاء بسيطاً في طبيعته وذلك أنّ طبيعة الغشاء الذي تحته وهو الذي يسلخ معه طبيعة أخرى. وخليق أن يكون إنّما يمكن الإنسان أن يسلخ من الجلد سطحه الخارج فقط وهو الطبقة الظاهرة منه إلّا أنّه ليس ينبغي أن يكون قشطك هذه الطبقة من الجلد على أنّ طبيعتها طبيعة أخرى غير
اتّفق عليه جميع الناس وإنّما المطالبة هل ينبغي أن يسمّى الإحساس فعلاً أم تأثيراً. إلّا أنّ غرضنا في هذا الوقت ليس هو البحث عن هذا لكنّ الإخبار بأنّا قد نحتاج في الحكم على التشابه في الجوهر وعلى معرفة الهويّة إلى النظر في أفعال الأعضاء ومنافعها لأنّ الأفعال التي حالها حال واحدة بعينها إنّما تكون عن جوهر واحد وأمّا المنفعة فربّما كانت الجواهر التي تتمّ بها مختلفة. فمن الصواب أن يقال في الرباط والعصبة إنّ جوهر كلّ واحد منهما غير جوهر الآخر إذ كان أحدهما لا يحسّ وكانت منفعته في الأعضاء التي يتّصل بها منفعة أخرى غير الحسّ والآخر يحسّ ويعطي مع ذلك الأعضاء التي ينبثّ فيها الحسّ إعطاء بيّناً. لأنّه لو كان إنّما الفصل بين الرباط وبين العصبة في أنّ أحدهما أشدّ بياضاً من الآخر وأصلب لم نكن نضع وضعاً مطلقاً أنّ جوهر أحدهما غير جوهر الآخر بل كنّا نبحث باستقصاء عن مقدار بعده عنه في اللون والصلابة. وكذلك أيضاً العضو المسمّى وتراً فإنّه في طبيعته بين الرباط والعصبة وذلك أنّ تركيبه من هذين جميعاً إلّا أنّ ذلك التركيب إنّما يتبيّن بالقياس فقط وأمّا بالحسّ فإنّما يظهر أنّه جسم متشابه الأجزاء فهذه هي الأعضاء المتشابهة من أعضاء الحيوان.
٣ وأمّا المختلفة في جوهرها فتمييزها سهل جدّاً مثل الدماغ وأمّيه والعظم واللحم وأمّا الغضروف فالفصل أيضاً بينه وبين العظم بيّن في بياضه ولينه. وأمّا عدم الحسّ فيعمّهما جميعاً أو يكون الأولى ألّا نقول ذلك قولاً مطلقاً إذ كان بعض العظام له حسّ مثل الأسنان أو لعلّ الأولى بهذا السبب ألّا يقال في الأسنان إنّها عظام. والبحث عن هذه الأشياء عند من كان معظّماً له مكرّماً يكون في نفس جوهر الشيء المقصود إليه وأمّا عند من يقصد للحقّ فالبحث عليها إنّما هو عمّا يستدلّ عليه من الأسماء فإنّه كما يوجد لكلّ واحد من الأسماء في لغتنا شيء خاصّيّ يدلّ عليه كذلك أيضاً الأمر في العظام. فإنّك لو قصدت لإيضاح ذلك فقلت في الشيء الأصليّ الذي هو الجوهر الأرضيّ ممّا في البدن إنّه يسمّى عظماً كان من البيّن أنّ الأسنان أيضاً تسمّى عظاماً وقلت في العظام أنّ منها ما له حسّ ومنها ما لا حسّ له. وباللّه أقسم أنّ القول بأنّ لبعض العظام حسّاً ليس هو لأنّ لها ذلك في طبيعتها فإنّه لا يوجد ذلك أيضاً للعروق الضوارب وغير الضوارب ولا للحم بل إنّما يقول جميع الناس في هذه الأعضاء إنّها حسّاسة بمنزلة ما يقال في العظام إذ كانت تشترك في الحسّ مع الأعضاء الحسّاسة ومن البيّن أنّ ذلك الحسّ إنّما يكون بالعصبة ومنها يجري إلى هذه الأعضاء.
إلّا أنّ هذه المطالبات وإن كانت لا تخصّ هذا الكتاب الذي نحن بسبيله إلّا أنّه على حال قد تبيّن منها أنّها مشاركة له لأنّ غرضنا ليس هو وصف الأعضاء التي هي في جوهرها متشابهة الأجزاء فقط لكنّ التمييز بينها أيضاً في الصورة لأنّ ما يظهر في علاج التشريح لا نحتاج فيه إلى بحث. وذلك أنّ الأسنان تتبيّن متشابهة الأجزاء والعظم والغضروف والعصبة والرباط والوتر والدماغ والنخاع والغشاء واللحم المفرد والشظايا التي في العضل والشحم والغدد وما في العين أيضاً وهي الرطوبة الزجاجيّة والرطوبة الجليديّة والطبقة القرنيّة والطبقة العنبيّة والعصبتان المجوّفتان وإن أحببت أيضاً أن تدخل مع ذلك الرطوبة الرقيقة المبثوثة حول الجليديّة لأنّ في أمر هذه الرطوبة مطالبة منطقيّة هل ينبغي أن يسمّى عضواً أم لا وكذلك في الدم والروح.
٤ إلّا أنّه قد ينبغي أن نتجنّب في قولنا هذا النظر في أشباه هذه المطالبات ونجعل قصدنا وصف ما يظهر في علاج التشريح على الحقيقة مثال ذلك أنّا نجد في جميع الأعضاء لا الدماغ ولا العين فقط شيئاً عامّيّاً وهو أنّ لكلّ واحد منها جوهراً خاصّيّاً تأتيه عرق ضارب وعرق غير ضارب وعصبة فتنبثّ هذه الثلثة فيه وتتقسّم تقسّماً كثيراً وتماسّه فقط بمنزلة ما نجده في الرطوبات التي في العين
الدماغ من الأمّ الرقيقة هي بمنزلة ما ينتفع به من الرباط ثمّ الثانية بعدها منفعة الوقاية الغريزيّة وكذلك أيضاً الغشاء المحيط بسائر الأحشاء الباقية وهي الرئة والطحال والكلى والكبد. وأمّا غشاء القلب المعروف بالدائر حوله فأغلظ من أغشية هذه الأعضاء إلّا أنّ جوهره جوهر تلك بعينه وهو أيضاً بحسب ما يدركه الحسّ منه متشابه الأجزاء. وقد خفي أيضاً على أكثر أصحاب التشريح طبيعة الغشاء المعروف بالصفاق فتوهّموا أنّ طبيعته غير طبيعة سائر الاغشية لأنّه تتّصل بأكثر أجزاءه أوتار العضل الممدود على البطن عرضاً إلّا أنّ هذه الأوتار تفارقه في المواضع السفلانيّة من البطن وتتباعد عنه فيبقى وحده معرّىً منها منبسطاً على جميع تلك المواضع ونجده أيضاً في بعض المواضع باقياً على رقّته وفي بعضها أكثر غلظاً قليلاً. إلّا أنّ أكثر أصحاب التشريح لم يفهموا ذلك وقد توهّم أيضاً بعضهم أنّ طبيعة الغشاء المغشّي للبطن والأمعاء والرحم والمثانة من طبيعة هذا الغشاء وسمّوها جميعاً باسم واحد لا يليق بهما إلّا أنّ العادة في الأسماء إذا كانت قد جرت على هذا فيجب ضرورة كما قد علمت أن يكون استعمالنا لها على ما جرت به العادة عند من كان قبلنا. وأمّا الوقاية الملبّسة على كلّ واحد من الأعضاء التي في الصدر فمتشابهة الأجزاء في جوهرها بمنزلة الغشاء المغشّي للبطن المعروف بالصفاق.
٥ وليس تجد الجسم المخصوص بكلّ واحد من الأعضاء مشابه الأجزاء على الحقيقة لأنّ حدوثه إنّما يكون من شظايا لحميّة يتّصل بعضها ببعض بأغشية رقيقة فيجب من ذلك أن يكون في المعدة والرحم والمثانة والأمعاء وسائر الأعضاء الشبيهة بها جسمان أوّليّان وهما الشظايا والأغشية التي تجمعها وتصل بعضها ببعض وأمّا العروق الضوارب وغير الضوارب فتنقسم وتنبثّ في هذه الأعضاء. وإذا قشطت الطبقة الخارجة من المعدة المتّصلة بالصفاق التي من طبيعته وجدت من دونها جسم المعدة الخاصّيّ بها مركّباً من طبقتين أخريين طبيعتهما تلك الطبيعة بعينها مؤلّفاً من أشباه تلك الشظايا التي منها تأليف الطبقة الأولى وكذلك أيضاً الأمعاء. وأمّا جرم المثانة وجرم الرحم فترى كلّ واحد منهما رؤية بيّنة إذا قشطت عنه الغشاء المغشّي له من خارج والمتّصل بالصفاق مركّباً من طبقة واحدة مؤلّفة من شظايا تخصّها. وكذلك أيضاً العرق غير الضارب فإنّ جسمه لا يوجد بسيطاً مفرداً على الحقيقة إلّا أنّه متشابه الأجزاء وذلك أنّه مركّب من أمثال هذه الشظايا وأكبر من ذلك كثيراً العرق الضارب فإنّ له طبقتين إحداهما وهي الداخلة منه قويّة غليظة مؤلّفة من شظايا تمتدّ عرضاً وأمّا الأخرى وهي الخارجة فتركيبها مختلف إلّا أنّ أكثرها مؤلّف من شظايا تمتدّ طولاً بخلاف تأليف جرم المعدة. فإنّ هذا العضو أيضاً مركّب من طبقتين تخصّانه
وكذلك أيضاً كلّ واحد من الأمعاء فإنّ تأليفه من طبقتين إلّا أنّ تأليف أكثر هاتين الطبقتين من شظايا تمتدّ عرضاً وقد تجد الشظايا التي منها تركيب هاتين الطبقتين في بعض الحيوان تمتدّ كلّها إلّا اليسير عرضاً ويغشّي هاتين الطبقتين أيضاً غشاء ثالث يبسط عليهما من خارج منشأه من الصفاق الذي على البطن فقد تبيّن أنّ بعض ما في كلّ واحد من الأحشاء من الأعضاء المتشابهة الأجزاء شظايا وبعض ما فيها أغشية وبعض ما فيها اللحم الخاصّيّ بكلّ واحد منها. وكذلك أيضاً كلّ واحد من الأعصاب فإنّ تأليفه من ثلثة أشياء وذلك أنّ الجزء الداخل منه وهو أشرف ما فيه ينبت من الدماغ أو من النخاع وأمّا الجسمان الآخران المحيطان بذلك الجزء فأحدهما ينبت من أمّ الدماغ الرقيقة والآخر من الأمّ الجافية وكلّ واحد من هذه الأجسام بحسب ما يدركه الحسّ متشابه الأجزاء وليس تشابه الأجزاء من العصبة بمنزلتها في الرباط.
٦ وأمّا الغدد فليس جوهر جميعه جوهراً واحداً على الحقيقة لكنّك تجد ما جعل منه لإمساك العروق المتشعّبة في الأعضاء وبينها صلباً متكاثفاً وهذا الجنس من الغدد فقط يسمّيه القدماء على الحقيقة غدداً. فأمّا الجنس الذي يتوّلد منه
بهذا الاسم واسمها في لسان العرب الوديّ ومن الناس من يسمّي هذا الغدد باسم مشتقّ من اسم الشهد ولا يسمّيه غدداً ومنهم من يسمّيه باسم يدلّ على الشبه من الغدد. ومنهم من يسمّي بهذا الاسم الأوعية التي تبرز فيها تلك الرطوبة كما قد تسمّى أيضاً الأوعية التي يجري فيها المنيّ من الأنثيين أوعية المنيّ ولجوهر هذه الأوعية خاصّيّة تخصّه وكذلك أيضاً جوهر الأوعية التي يجري فيها البول من الكلى إلى المثانة والتي تنبت من المرارة وتصير إلى الكبد والجداول. وتتّصل بجميع الغدد الذي يولّد رطوبة من الرطوبات عروق ضوارب وغير ضوارب بيّنة للحسّ ومن هذا الجنس أيضاً الغدد الذي في باطن العين وأمّا المجاري التي توجد تحت الأجفان فليس يوجد معها غدد. وأمّا الغدّة التي في الدماغ فهي من الجنس الآخر من جنسي الغدد صلبة متكاثفة ويوجد في وسط منها فيما عظم من الحيوان شيء شبيه بالعظم.
٧ فقد تبيّن لك من قولنا هذا بياناً ظاهراً عدد جميع الأعضاء المتشابهة الأجزاء وأنّ منها ما له صورة تخصّه ومنها ما يشترك في الجنس فالرطوبة الزجاجيّة
الأعضاء المتّفقة معها في الصورة والمتّفقة في الجنس. وأمّا الأمّ الجافية من أمّي الدماغ فلها صورة تخصّها كما قلت وكذلك أيضاً الأمّ الثانية التي تحيط بالنخاع لأنّ طبيعتها طبيعة تلك بعينها وأمّا الغشاء الثالث المحيط بالنخاع فهو من جنس الرباطات. وأمّا الأوعية وهي التي يجري فيها البول والتي يجري فيها المذى والتي يجري فيها المنيّ وأوعية المرارة والتي يجري فيها اللعاب والتي في العينين فمتشابهة كلّها في الطبع إلّا أنّ صورتها ليست صورة واحدة بعينها وخليق أيضاً ألّا يكون جنسها جنساً واحداً يعمّها. وطبيعة اللسان أيضاً الذي في الحنجرة مخالفة لطبيعة سائر الأعضاء وكذلك أيضاً قضيب الذكر وأمّا الطبقة القرنيّة التي في العين والطبقة العنبيّة والأجفان فلها شيء يخصّها. وخليق أيضاً أن يكون الواجب أن يقال في العضو الشبيه بالترمسة الموضوع على قاعدة الدماغ إنّ صورته خلاف صورة الغدد إلّا أنّه أيضاً قد يسمّى غدّة وصورة جرم اللسان أيضاً تخصّه دون سائر الأعضاء والفرق بينه وبينها عظيم وهذا العضو من الأعضاء المتشابهة الأجزاء الأول.
٨ فاسم جميع هذه الأعضاء اسم واحد يعمّها وأمّا جوهرها فيختلف في صورته والذي ينتفع به في التحفّظ هو ما عمّ الأسماء وذلك أنّا إذا قلنا إنّ في كلّ واحد من الأعضاء المتشابهة الأجزاء جوهراً يخصّه وإنّ الشيء الذي هو
والنخاع فكن حافظاً للفصل بينهما وبين سائر الأمخاخ وإذا كانا غير متشابهين في الصورة لسائر الأمخاخ فهما لا محالة في موضع من البدن بمنزلة الرطوبات التي في العين وهي الرطوبة الزجاجيّة والرطوبة الجليديّة فإنّ هذه ليست في مواضع كثيرة من البدن بمنزلة الغدد واللحم والأغشية والرباطات والغضاريف. وفي موضع واحد أيضاً من البدن الطبقة القرنيّة والطبقة العنبيّة وليس تجد عضواً واحداً آخر في البدن طبيعته هذه الطبيعة بعينها ولا عضواً آخر أيضاً طبيعته مثل طبيعة القضيب من الذكر وخليق ألّا يسيء قائل إن قال إنّ في رقبة الرحم عضواً له صورة تخصّه. وقد تكلّمت أيضاً في أمّ الدماغ الجافية وكذلك أيضاً في الغشاء الدائر حول القلب وفي اللسان الذي في الحنجرة وذلك أنّ كلّ واحد من هذه الأعضاء من البدن في موضع واحد.
٩ وبالجملة فلا أحسبه يوجد في بدن الإنسان عضو من الأعضاء المتشابهة الأجزاء لم نذكره وتركيب هذه الأعضاء يكون على نحوين أمّا الأوّل منهما فتركيب العروق الضوارب وغير الضوارب والطبقات وذلك أنّ تركيب هذه الأعضاء كما قلت من أغشية دقاق يتّصل بعضها ببعض. وأمّا المعدة والأمعاء والرحم فإنّ لقائل أن يقول إنّ تركيبها ليس هو من شظايا مفردة بسيطة فقط لكنّ
وكلّ ما أشبه ذلك فمن الأجسام المتشابهة الأجزاء وهي الأسطقسّات المحسوسة التي منها تركيب بدن الإنسان.
تمّ كتاب جالينوس في اختلاف الأعضاء المتشابهة الأجزاء نقل حنين بن إسحق.