Hippocrates: De alimento (Nutriment)
Work
Hippocrates, De alimento
(Περὶ τροφῆς)
English: Nutriment
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator: al-Biṭrīq
Translated from: Greek
(Close)
Date:
between 750 and 780
Source
John N. Mattock. Kitāb Buqrāṭ fī l-aḫlāṭ (Hippocrates: On humours). Kitāb al-ġiḏāʾ li-Buqrāṭ (Hippocrates: On nutriment). Arabic Technical and Scientific Texts 6. Cambridge (W. Heffer and Sons) 1971, 1-21
بسم اللّه الرحمن الرحيم وبه أستعين
كتاب الغذاء لأبقراط نقل البطريق
(١) قال: إنّ الغذاء وصورة الغذاء واحد وكثير فأمّا واحد فالجنس وأمّا كثير فالصور أعني الرطوبة واليبوسة وصورة هذه أيضاً وكمّيّتها ...
(أمّا الحسو فينبغي أن يتّخذ بالغداة فأمّا بالعشيّ فينبغي لنا أن نغيّر الغذاء ونصيّره إلى اليبوسة)
(٢) إنّ الغذاء ينمّي ويقوّي ويربّي اللحم وينشئه ولا ينشئه في كلّ واحد من الأعضاء، (٣) إنّ الغذاء الداخل من خارج إذا تغيّر زماناً طويلاً يلتفّ بالأعضاء كلّها التفافاً شديداً، (٧) إنّ القوّة الغذاء تنفذ إلى العظام وإلى جميع أجزائها وإلى العروق وإلى العصب وإلى العضلة وإلى الصفاق وإلى اللحم وإلى الشحم والدم والبلغم والدماغ والمخّ وإلى الكاهل وإلى الأحشاء وإلى
جميع أجزائها وإلى الحرارة أيضاً وإلى الرطوبة وإلى الريح.
(٨) إنّ الغذاء هو الغاذي وإنّ شبه الغذاء وما يكون يغذّي في المستقبل غذاء هو غذاء، (٩) إنّ بدء الأغذاء كلّها واحداً وآخرها واحداً وإنّ البدء والآخر شيء واحد (١٠) وكلّ ما يدبّر من أجزاء الغذاء تدبيراً جيّداً أو رديئاً فعلى هذا التدبير الجيّد فما ذكرنا آنفاً وأمّا التدبير الرديء فضدّ ما ذكرنا آنفاً.
(١١) عصارات مختلفة في ألوانها وقوّتها ومنفعتها ومضرّتها وفي غير منفعتها وغير مضرّتها وفي كثرتها وزيادتها ونقصانها وبالتفافها، (١٢) إنّ الحرارة تضرّ وتنفع وإنّ البرودة تضرّ وتنفع، إنّ 〈القوّة〉 تضرّ وتنفع بالحرارة وتضرّ وتنفع بالبرودة، (١٣) إنّ قوّة الطبيعيّة مختلفة شتّى، (١٤) إنّ من الكيلوسات ما يفسد الكلّيّ والجزئيّ من خارج ومن داخل بلا علّة وليس بلا
علّة أمّا عندنا قبلاً علّة وأمّا عند العلّة فليس بلا علّة ومن العلّة ما هو ظاهر بيّن ومنها ما ليس بظاهر ومنها ما هو ممكن ومنها ما هو غير ممكن (١٥) والطبيعة تكفي الأشياء كلّها (١٦) وتغنيها أمّا من خارج فبالضماد وبالطلاء والدهن وكشف الجزء والكلّ وكذلك بالحرارة وبالتدسيم أمّا من داخل فبعض ما ذكرنا ومع هذا أيضاً المجاري الخفيّة الجزء منها والكلّ.
(١٧) إنّ المرخض الطبيعيّ هو البطن والبول والعرق والبصاق والمخاط والرحم والبواسير والبرص والبثر والسرطان ومن المنخرين ومن الرئة ومن البطن ومن المقعدة ومن الحوق طبيعيّ وغير طبيعيّ وتمييز هذه الأشياء بعضها من بعض بعلّة وعلّة غيرها، إنّ تميّز هذه الأشياء الذي ذكرنا قد يميّزها على أحد على مبلغ
علمه ورأيه في بعض الأزمان الحاليّة، إنّ الأشياء التي ذكرنا كلّها هي طبيعة واحدة وليست بطبيعة واحدة وإنّ هذه الأشياء كلّها هي طبائع كثيرة وهي طبيعة واحدة.
(١٨) الدواء من فوق وأسفل وليس من فوق ولا من أسفل (١٩) لكنّ أفضل الدواء وأكرمه الكائن بالغذاء وأردأ الدواء الكائن بالغذاء، إنّ الأفضل والأردأ يكون بالإضافة.
(٢٠) جرح جلبة دم قيح صديداً برص حزازة وبهق كلف ربّما ضرّت وربّما نفعت وربّما ولم تنفع ولم تضرّ.
(٢١) إنّ الغذاء ليس بغذاء إن لم يقو على أن يغذو، الغذاء ليس بغذاء إن لم يكن شبه الغذاء لأنّه بالاسم غذاء وأمّا بالفعل فليس بعذاء وأمّا بالفعل فغذاء وأمّا بالاسم فليس بغذاء، (٢٢) إنّ الغذاء ينتهي إلى الشعر والأظفار وينفذ من داخل البدن إلى ظاهره، (٢٣) إنّ رطوبات البدن كلّها تسيل بعضها إلى بعض وتتنفّس بعضها ببعض
ويحسّ البدن كلّه أوجاع أجزائه بعضها ببعض، (٢٤) إنّ بدءاً كبيراً ينتهي إلى آخر جزء البدن ومن آخر جزء البدن ينتهي إلى بدء كبير، إنّ الطبيعة ما هو وليس هو واحد.
(٢٥) اختلاف الأمراض في الغذاء في الريح في الحرارة في الدم في البلغم في المرّة في الأخلاط في اللحم في الشحم في العرق في الوريد في العصب في العضلة في الصفاق في العظم في الدماغ في النخاع في الفم واللسان في المعدة في البطن في الأمعاء في الحجاب في الثوب في الكبد في الطحال في المثانة في الرحم في الجلد، هذه الأعضاء كلّها وأجزاؤها قد تصيبه الآلام، إنّه قد يكون السقم فيها عظيماً ولا عظيماً.
(٢٦) الدليل على ذلك الدغدغة الوجع صدع الذهن العرق سحابة الأبوال السكون الاضطراب امتداد الوجه الخيال اليرقان الفواق والجنون بالخيال الدم النوم الثقيل قد يستدلّ بهذه وغيرها على الطبيعة وكلّ ما أشبه هذه
الدالّة على المنفعة والمضرّة، وجع الموضع والجزء وعلامات العظم منها بالأكثر ومنها بالأقلّ وكلاهما بالأكثر وكلاهما بالأقلّ.
(٢٧) حلو ولا حلو حلو بالقوّة شبه الماء حلو بالمذاقة شبه العسل علاماتهما كلاهما جراحات عيون ومذاقة إمّا اللسان وإمّا قوّة المذاقة الذي تدعى المذاقة، حلو في البصر وفي الذهن وفي اللون وفي سائر الأخلاط.
(٢٨) إنّ سخافة البدن موائمة للتنفّس فإذا خرجت الفضول خروجاً سهلاً كثيراً كان أصحّ للبدن وإنّ صفاقته غير موائمة للتنفّس لأنّه لا يخرج من الفضول إلّا يسير فيضرّ ذلك البدن، إنّ الذين يتنفّسون تنفّساً سهلاً سلساً فهو أضعف بالقوّة وأصحّ ويسرع يزول في الأسقام، إنّ المتنفّسين تنفّساً رديئاً أقوياء قبل أن يسقموا فإذا سقموا لم يبرأوا سريعاً، إنّ هذه الأشياء قد تعرض في الكلّ والجزء.
(٢٩) الرئة تجذب الريح جذباً مضادّاً ومثل ذلك سائر الأعضاء، (٣٠) بدء غذاء الريح الفم والمنخران قصبة الرئة
وسائر متنفّسات البدن، أمّا الغذاء الأوّل النزول فالكائن من السرّة ومراقّ البطن.
(٣١) أصل العروق الكبد وأصل الأوردة القلب فمن هذه العضوين ينبثّ في أعضاء البدن كلّها الدم والريح والحرارة.
(٣٢) القوّة واحدة وليست بواحدة وهذه الأشياء كلّها تدبّر تدبيراً مخالفاً منها في حياة الكلّ والجزء ومنها في حسّ الكلّ والجزء.
(٣٣) إنّ غذاء اللبن هو غذاء الذين لهم في طبائعهم غذاء فأمّا في سائر الناس فلا والخمر هي غذاء لبعض الناس ولبعضهم غير غذاء وكذلك اللحوم وسائر صور الأغذاء الأكثر في بلاد وعلى العادة، (٣٤) إنّ الأعضاء الذي تغتذي منها ما يغتذي للكون والنماء والزيادة ومنها ما يغتذي للكون وحده شبه المشيخة ومنها ما يغتذي
للقوّة، إنّ حال الصريعين ليست بطبيعيّة وحال الصحّة أفضل من بعض حالات البدن في الأشياء كلّها.
(٣٥) إنّ الكمّيّة إذا كانت على نحو قوّة السقيم كانت جسيمة.
(٣٦) إنّ اللبن والدم هما أكثر الغذاء.
(٣٧) إنّ الدور يوافق في أشياء كثيرة منها في الأجنّة وغذائها وإذا مال إلى فوق في اللبن وفي غذاء المولود.
(٣٨) التي ليست حيّة تحيا والحيّة وأجزاء الحيوان.
(٣٩) إنّ طبائع الأشياء كلّها غير متعلّمة.
(٤٠) الدم الغريب نافع الدم 〈الخاصّ〉 ضارّ الدم الغريب ضارّ الدم الخاصّ نافع، إنّ الأخلاط الغريبة أعني الكيموسات نافعة وكيموسات الخاصّة ضارّة والكيموسات الغريبة ضارّة والكيموسات الخاصّة نافعة، المتّفق مختلف والمختلف متّفق، اللبن الغريب نافع اللبن الخاصّ ضارّ
اللبن الغريب ضارّ اللبن الخاصّ نافع.
(٤١) إنّة قد ينبغي أن تكون أطعمة الأحداث متغيّرة تغيّراً يسيراً فأمّا أطعمة الشيوخ فينبغي أن تكون متغيّرة تامّة التغيّر كاملته وأن تكون أطعمة الشباب غير متغيّرة البتّة.
(٤٢) إنّ الجنين تتمّ خلقته في خمسة وثلاثين شمساً ويتحرّك في سبعين ويتمّ في مائتي وعشرة وقال آخرون إنّ خلقة الجنين تتمّ في خمسة وأربعين يوماً ويتحرّك في تسعين ويخرج في مائتي وسبعين وقال آخرون إنّ خلقته تتمّ في خمسين ويتحرّك في مائة ويتمّ في ثلاثمائة وقال آخرون إنّ صورة الجنين تتمّ في أربعين ويتحرّك في ثمانين ويخرج في مائتين وأربعين.
قد يكون في هذه الأشياء أقلّ وأكثر وفي الكلّ وفي الجزء، الكثير ليس بكثير والقليل ليس بقليل.
(٤٣) إنّ الأنف إذا انكسر وعولج اشتدّ في مخمّسين فأمّا
اللحي والترقوة والجنبان فضعفي تلك وأمّا العضد فثلاثة أضعافها وأمّا الساق والساعد فأربعة أضعافها وأمّا الفخذان فخمسة أضعافها.
(٤٤) الدم اللدن خير جيّد الدم اللدن رديء الدم اليابس فاضل الدم اليابس رديء.
(٤٥) المسلك فوق وأسفل.
(٤٦) إنّ قوّة الغذاء هي أفضل من كثرة جرمه وجرم الغذاء أفضل من قوّته،
(٤٧) إنّ هذا يزيد وينقص ينقص في وجه ويزيد في وجه.
(٤٨) إنّ حركات العروق وتنفّس الرئة والعروق تتّفق وتختلف وفي السقم والصحّة الريح غذاء.
(٤٩) إنّ الغذاء الرطب يسرع الاستحالة ما لا يسرع اليابس والغذاء اليابس سريع الاستحالة أكثر من الرطب، والغذاء البطيء الاستحالة بطيء الانفشاش، (٥٠) إنّ الذين يحتاجون إلى زيادة سريعة يكون الغذاء اللدن لهم شفاء لأنّه يقوّي قوّتهم والذين يحتاجون إلى زيادة أسرع سرعة فالشامّ لهم شفاء، من احتاج إلى زيادة بطيئة فليلزم
الغذاء اليابس فأمّا الذين انفرغت أبدانهم وانحلّت فالغذاء الرطب لهم أنفع وأنجع.
(٥١) إنّ العضلات أصلب وأبطأ في العياء والذوب ولا تحصر في الإضمار ولا تهن وهي أقوى في أجناسها فصارت لذلك قويّة لا يصل إليها الوهن سريعاً.
(٥٢) القيح يكون من اللحم والقيح الكائن من الدم وسائر الرطوبات، إنّ القيح هو غذاء الجرح، إنّ القيح هو غذاء العروق والوريد إذا كانا على غير طبائعها.
(٥٣) إنّ المخّ غذاء للعظم.
(٥٤) إنّ القوّة تنمّي وتغذو.
(٥٥) إنّ الرطوبة مركب للغذاء.
تمّ كتاب الأغذية لبقراط بحمد اللّه وعونه وتوفيقه.