Hippocrates: De humoribus (Humours)
Work
Hippocrates, De humoribus
(Περὶ χυμῶν)
English: Humours
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator: ʿĪsā ibn Yaḥyā
Translated from: Syriac
(Close)
Date:
between 860 and 910
Source
Oliver Overwien. Hipocratis De humoribus. Corpus Medicorum Graecorum 1/3. Berlin (De Gruyter) 2014, 248-262
المقالة الأولى من كتاب أبقراط في الأخلاط
١ قال أبقراط: اللون للأخلاط إذا لم تكن حال جزر من الأخلاط مثل ألوان الزهر وينبغي أن تبعث إلى حيث تميل من النواحي الموافقة إلّا ما كان منها لم ينضج والنضج إنّما يكون على طول مدّة من الزمان وقد تميل إلى خارج أو إلى داخل أو إلى ناحية من النواحي حيث ينبغي أن تميل وليس يحتاج في ذلك إلى التوقّي، عوز التجربة وسوء التجربة، النزع خلاء الأحشاء الامتلاء من أسفل الاغتذاء من فوق، ما يكون من تلقاء نفسه من فوق ومن أسفل وما ينفع منه وما يضرّ، ينبغي أن تتفقّد النوع الجنسيّ والبلد والعادة والسنّ والوقت من السنة وحال المرض والزيادة والنقصان وكم ينقص، ما ينبغي أن يداوى به العند إزالة المجرى إلى الرأس إلى الجانبين حيث يميل الشيء خاصّة، الجذب على المقابلة متى مال إلى فوق فإلى أسفل وبالضدّ أو تجفّفها أو بما يغسل به من أسفل أو من فوق أو ما يسكن به، الدم الذي قد احتقن لا تحبسه داخل لكن جفّف مجاريه، الإزعاج التغريق المسح فيما يجري من المقعدة، من أيّ شيء ينفص أو من دواء أو من قرحة أو من خلط ما يجتمع أو من نبع أو من ريح أو من طعام أو من دابّة أو من حريق أو من علّة أخرى من العلل.
٢ ينبغي أن تنظر وتفتقد هذه الأشياء ما ينقضي من تلقاء نفسه وأيّ الأشياء بعد أيّ الأشياء تضرّ أو تنفع والأشكال والحركة والاستقلال والاستقرار بعده والنوم والانتباه أو القيام، ما ينبغي أن يعمل أو يمنع الأرياح، دربة القيء ما يخرج من أسفل البصاق والسعال والمخاط الجشاء الرياح البول العطاس الحكاك النتف اللمس العطش الجوع الشبع النوم الكدّ الرفاهية البدن العقل التعلّم الذكر الصوت السكوت.
٣ وهذا أيضاً ينبغي أن يتفقّد الزبد الذي يحدث في الفم للمرأة التي بها اختناق الرحم، تنقية ما يتحرّك من فوق ويمغص دهنيّ صرف زبديّ عكر عديم الرياح نيّ دمويّ محل ما يسيل من الجوانب إذا أنت تفقّدت سهولة احتماله وعسر احتماله من قبل حدوث الخطر، ما لم يجر أمره على ما ينبغي فليمنع، النضج وسرب ما إلى أسفل علو ما إلى فوق والذي من الأرحام ووسخ الأذن والترخيص والتفتيح والإسخان
والتبريد من داخل من خارج في البعض وفي البعض لا، إذا كان الشيء الممغص أسفل السرّة والمغص حينئذٍ يكون بطيئاً ليّناً إلى الضدّ ينبغي أن يغيّر.
٤ ما يستفرغ بالبراز إلى حيث يميل 〈لا〉 زبديّ نضيج أو بارد نيّ تخالطه الرياح تفوح منه رائحة رديئة، عطش لم يكن قبل ذلك ولا احتراق ولا علّة أخرى البول رطوبة الأنف.
تمّت المقالة الأولى من كتاب الأخلاط لبقراط.
المقالة الثانية من كتاب الأخلاط لبقراط
الاستسقاط النحافة الانتفاخ الريح الناضرة الموضع الذي دون الشراسيف الأطراف العين المتأذّية استحالة الجلد النبض الاختلاج البرد جفاف الجلد الأعصاب المفاصل الصوت العقل، الشكل الإراديّ الشعر الأظفار سهولة الاحتمال وعسره، روائح اللحم الفم الأذن البراز الريح السفليّة البول القروح العرق البصاق الأنف، لحم مالح أو بصاق أو أنف أو دموع أو خلط آخر، ما ينفع وما يضرّ متشابه في جميع الأشياء، أيّ الأشياء يعملها الإنسان في نومه وأيّ الأشياء يراها وأيّ الأشياء يفعلها في النوم إن كان سماعه حادّ وكانت طاعته حسنة في الفكر، الأشياء التي يكون بها الخلاص أعظم وأقوى وأكثر وأشرف من الأشياء الأخر، إن كانوا يحسّون الكلّ بجميع الحواسّ ويحتملون مثل الروائح الكلام الثياب الأشكال ويسهل احتمالهم لأشياء هذه، والأشياء التي ظهرت من تلقاء أنفسها نفعت ومتى كان بها البحران مثلها ينبغي أن تحدث وبقدرها وعلى ما هي مثل الرياح التي تخرج من أسفل البول، كيف وكم ومتى وأمّا المضادّة لهذه فتمنع وتقاوم، الأشياء القريبة والأشياء المشاركة هي التي تتأذّى خاصّة في أوّل الأمر.
٥ حال الأمراض تظهر منذ وقت ابتدائها ما يبرز من البول كيف هو وكيف هو الضمر وتغيّر اللون نقصان الريح والأشياء الباقية مع هذا التدبير، هل الأشياء التي تخرج مشاكلة ينبغي أن تعلم منافذ البول ما للرحم البصاق ما للمنخرين العين العرق من الخراجات من الجراحات من القروح، الأشياء التي تكون من تلقاء أنفسها والتي تكون بالصناعة لأنّ الأشياء التي يكون بها البحران والتي تنفع والتي تضرّ والتي تهلك مشابه بعضها لبعض، كيف ينبغي أن تهرب من هذه وتمنع منها وتحدث تلك وتجذبها وتقبلها، وأمّا الأشياء الأخر الباقية فعلى هذا من الجلد من الأطراف من المواضع التي فيما دون الشراسيف المفاصل العينين الفم من الأشكال من النوم بأيّها يكون البحران ومتى وما أشبه هذه.
تتفقّد أيّ الخروج بأيّ الحالات إذا كان نفع بما يؤكل بما يشرب بالروائح بما ينظر إليه بما يمسع بما يتوهّم بما يبرز بالتسخين بالتبريد بالترطيب بالتجفيف أن يرطّب أن تجفّف بما يمسح به بما يطلى به بما ينثر بالمراهم بالضمادات بما يربط بما يوضع التمريخ الإرخاء الكدّ الراحة النوم السهر بالأرياح من فوق من أسفل بالعامّيّة بالخاصّيّة بالصناعة بالأشكال، في النوائب لا إذا كانت موجودة ولا إذا توقّعت كونها ولا مع برد القدمين لكن عند تسفّل انحطاط المرض.
٦ وإذا كانت نوائب الأمراض لازمة لأدوار فلا ينبغي أن يعطى المريض الغذاء أو أن يضطرّ إلى شيء لكن ينبغي أن تنقص من الزيادات، الأبدان التي يأتيها البحران لا ينبغي أن تحرّك بدواء مسهل ولا بغيره من التهييج ولا يحدث فيها حادث لكن تترك، إنّما ينبغي أن تستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض فأمّا ما دام نيّاً وفي أوّل المرض فلا ينبغي أن تستعمل ذلك إلّا أن يكون المرض هائجاً وفي أكثر الأمر ليس يكاد أن يكون المرض هائجاً، الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل بالأعضاء التي تصلح لاستفراغها، ليس ينبغي أن تستدلّ على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته لكنّه ينبغي أن يستقيم الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ ويحتمله المريض بسهولة وخفّة، وحيث ينبغي أن ترخى أو تحدث الغشي وتقلب ذلك فأقبل على أشياء أخر إمّا أن ترطّب وإمّا أن تجفّف وإمّا أن تجذب الشيء الذي بسببه تقلب كلّ هذه إلى ضدّ الجهة التي مال إليها متى كان المريض صبوراً على ذلك محتملاً له بسهولة وخفّة.
وبهذه تستدلّ وهي أن تستحيل اليابسة فتصير رطبة باردة والمسهلة على الضدّ على الأكثر، هذه الأشياء تكون في الأفراد من فوق متى كانت أدوار النوائب ونظامها على هذه الحال وفي الأزواج من أسفل وذلك أنّها إنّما تنفع إذا حدثت من تلقاء نفسها متى كانت على هذه الصفة اللّهمّ إلّا أن تكون النوائب تقع في الأزواج فإنّ في هذه تكون في الأزواج من فوق وفي الأفراد من أسفل وهذه الأدوار يسيرة يعسر معها البحران وأيضاً فإنّ التي يمتدّ زمانها إلى قدّام يجب أن تكون على هذه الصفة مثال ذلك أن تكون في الثالث عشر من أسفل وفي الرابع عشر من فوق وذلك لأنّها إنّما ينتفع بها في البحران متى كانت على هذه الحال وأيضاً التي تكون في العشرين والتي تكون في الأربعين اللّهمّ إلّا أن تكون تحتاج إلى تنقية البدن بكثرة من أسفل، وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أن يكون هذا بالقرب من البحران لكن أبعد منه،
قد ينبغي في الندرة في الأمراض الحادّة أن تستعمل التنقية بكثرة.
٧ في الحمّيات من عرض له الإعياء في الأكثر نحو المفاصل وعن جنبي اللحي بالقرب من كلّ واحد من الأعضاء التي قد تعبت وخاصّة نحو العلوّ وفي أكثر الأمر متى كان المرض متيناً مائلاً إلى أسفل فالخراجات تكون أسفل، القدمان الحارّتان خاصّة تدلّان على السفل وأمّا الباردتان فتدلّان على العلوّ، الذين يتعبوا أيديهم وأرجلهم عند خروجهم من أمراضهم فإلى هذه 〈...〉 ومتى كان بعض الأعضاء قد تقدّم فتعب قبل حدوث المرض ففيه تستقرّ، ولذلك أيضاً من عرض له ذلك في مرضه كالذي عرض لأهل مدينة فارنثس فإنّ هؤلاء أصابهم سعال وذبحة وذلك أنّ السعال يحدث الخراجات كما تحدثها الحمّيات، جميع هذه تكون على مثال واحد وإمّا من الأخلاط وإمّا من ملاءمة البدن للنفس.
تمّت المقالة الثانية من كتاب الأخلاط لبقراط.
المقالة الثالثة من كتاب الأخلاط لبقراط
٨ قد ينبغي أن تتعرّف في أيّ الأوقات من السنة تزهر الأخلاط وأيّ الأمراض تكون في كلّ واحد منها وأيّ العلل تعرض لكلّ واحد من الأبدان، وأمّا في باقي البدن فإلى أيّ الأمراض تميل طبيعته مثال ذلك فعل طحال ما إذا اجبجب واحد وطبيعة هؤلاء تجعل ألوانهم رديئة قريبة من لون المتتختخ، وإن كان مع هذا شيء آخر فقد ينبغي أن تتدرّب فيه.
٩ من النفس ترك الضبط لها عن الأشربة عن الأطعمة عن النوم عن اليقظة إمّا بسبب عشق وإمّا بسبب لعب الشطرنج وإمّا بسبب بعض الصناعات وإمّا بسبب ما يضطرّ إليه الإنسان، من أخلاق النفس محبّة النفس للتعب إمّا بأن يبحث الإنسان عن بعض الأشياء وإمّا بأن يلهج ببعض الأشياء وإمّا بأن يقول أو إن كان هاهنا شيء آخر مثل الهموم وعسر الغيظ واللذّات، الأذى الهاجس في النفس بما ينظر إليه أو بما يسمع 〈و〉بسبب النفس، أيّ الأمر يعرض للبدن الطواحين إذا صاءك بعضها بعضاً عرض الضرس وإذا مشى الإنسان على شفا جرف ارتعدت رجلاه وكذلك إذا شال بيده ما لا حاجة به إليه ترعد يداه وإذا وقع البصر على حيّة بغتة حدث في اللون صفرة، الجزع والخجل اللذّة الغمّ التسخّط وكلّ ما أشبه هذا،
فعلى هذا يسمع كلّ واحد ممّا في البدن الفعل الملائم له، من هذه العرق اختلاج القلب.
١٠ من القوى أيّها تنفع أو تضرّ التمريخ بما يطلى به ما يسكب الاختلاط في الرباط الشدّ بالصوف وما أشبه هذه، والأشياء أيضاً التي من داخل تسمع لهذه على مثال واحد كما التي من خارج إذا أذهبت التي من داخل وأيضاً مثل هذه النوم على الصوف الدهنيّ والكمّون المعروف بالملوكيّ للذين ينظرون والذين يشمّون، الأشياء التي تنقّي الرأس تكدّره، الكلام وما أشبهه الصوت الثديان المنى والرحم والدليل على هذا ما يعرض في الأسنان وفي العلّة المسمّاة اختناق الرحم وفي السعال من انتقال العلّة إلى الأنثيين.
١١ بمنزلة ما الأرض للنبات كذلك البطن للحيوان، يغذو ويسخّن ويبرّد لأنّه متى استفرغ برّد ومتى امتلأ سخّن، كما أنّ الأرض إذا أسرقت في الشتاء تسخّن كذلك البطن يكون في هذا الوقت حارّ، ما كان من الشجر قشره رقيقاً يابساً وكان لحمه من داخل صلباً فهو صحيح لا يعفن طويل العمر بمنزلة الرقّ وما أشبهه، الأسنان والأوقات من السنة والسنون تشبه الأشياء التي تحيا، ما يحيا لا يبلى ما استعمل باعتدال لكنّه يصير أفضل، كما أنّ القلّة الجديدة 〈...〉 إذا عتقت لم تجر كذلك أيضاً البطن يرشح منها الغذاء ويرسب فيه منه الثفل كالذي يعرض في الإناء
١٢ أصناف الأمراض منها جنسيّة وتعرّفها يكون بأن تسائل عنها سكّان البلد وذلك أنّ هؤلاء قد سكنوا، و〈...〉 عن التدبير وعن حالات المرض وعن أوقات السنة، البلدان إذا كان وضعها مشاكلاً لبعض أوقات السنة كانت الأمراض الحادثة فيها شبيهة بالأمراض العارضة من ذلك الوقت من السنة مثال ذلك الحرّ والبرد العارضان في يوم واحد فإنّ البلد متى كانت حاله هذه الحال كانت الأمراض العارضة منه أمراض خريفيّة وفي سائر البلدان على هذا القياس، منها ما يكون عن روائح الحمأة والآجام ومنها ما يكون عن المياه فتولد الحجارة وتحدث الأطلحة وقد يعرض شبيه بهذا من الروائح الطيّبة والرديئة.
١٣ وأمّا أوقات السنة فأيّ الأمراض تحدث وكذلك حالات الهواء تتعرّف من هذه الأشياء، إذا كانت أزمان السنة لازمة لأوقاتها ونظامها كانت الأمراض فيها حسنة البحران، الأمراض البلديّة التي تلائم أوقات السنة وأصنافها معروفة.
وأيّ شيء تغيّر عن حاله نسبة وقت ما من أوقات السنة فإنّ الأمراض تكون منه متشابهة وكالذي يكون في ذلك الوقت بعينه تحدث، مثال ذلك اليرقان الذي يحدث في الخريف وذلك أنّ البرد يكون عن الحرّ والحرّ عن البرد، ومتى كان الوقت مولد للمرار وكثر ذلك فيه وبقي في داخل البدن أحدث اليرقان
والأطلحة فمتى كان الربيع أيضاً على مثال هذه الحال حدث أيضاً فيه اليرقان، وذلك أنّ هذا الوقت في هذا الباب، متى كان الصيف شبيهاً بالربيع حدث في الحمّيات عرق وتكون حالاتها جميلة ولا تكون حادّة جدّاً ولا يابسة جدّاً في الألسن، إذا كان الربيع شتويّاً وكان الشتاء مختلفاً شتويّاً كانت الأمراض بالسعال وذات الجنب والخناق، وفي الخريف متى لم يكن الشتاء في وقته لكنّه حدث بغتة ولم يكن متّصلاً كانت الأمراض فيه شبيهة بهذه وذلك أنّه لم يبتدئ 〈في〉 وقته لكنّه كان مضطرباً.
ومن أجل ذلك فإنّ أوقات السنة لا يحدث فيها البحران وتكون غير منتظمة وكما تفعل الأمراض أيضاً متى تقدّم فحدث فيها البحران أو تخلّف داخلاً وذلك أنّ أوقات السنة أيضاً من شأنها العودة فكما تفعل الأمراض التي هذه حالها فقد ينبغي إذاً أن تبحث وتنظر كيف كان الأبدان عند مصادفة كلّ واحد من أوقات السنة لها.
١٤ الريح الجنوبيّة تثقل السمع وتعشي البصر وتثقله 〈...〉
〈...〉
١٦ 〈...〉 وفي أوقات السنة التدبير والأطعمة والأشربة وذلك أنّ الشتاء تبطل الأعمال فيه والأشياء التي ترد البدن نضيجة بسيطة فإنّ هذا أيضاً أمر جليل وأمّا الفواكه فالردّ في الأعمال في الشمس وما يشرب كثير منثور، الأطعمة الخمور ثمار الشجر.
١٧ وكما قد استدلّ في بعض الأوقات من أوقات السنة على الأمراض كذلك فإنّا قد نستدلّ في بعض الأوقات من الأمراض على الأمطار والرياح وعدم المطر مثال ذلك الشمال والجنوب، فقد يمكن من كان قد سلك في التعليم السبيل المستقيمة أن يعلم من أين يفحص عنها مثال ذلك القوابي التي ينقشر معها الجلد 〈...〉 وأشياء ممّا يحدث فيها الحكاك وأشياء أخر شبيهة بهذه.
١٩ ومن الأمطار مثال ذلك أنّها تكون إمّا في كلّ ثلاثة أيّام وإمّا في كلّ يوم وإمّا على دور وإمّا دائمة،
ومن الرياح فإنّ منها ما يكون هبوبه أيّاماً كثيرة إمّا مفرداً وإمّا بمقابلة بعضها بعضاً ومنها ما يكون هبوبه مدّة يسيرة ومنها ما أيضاً هبوبه بأدوار، هذه الأشياء قد تجد فيما بينها مشابهة ما إلّا أنّها إلى مدّة من الزمان يسيرة، فإن كانت السنة إنّما صيّرت حال الهواء بهذه الحال لأنّ حالها على الأكثر هذه الحال فإنّ الأمراض تكون كثيراً بهذه الحال وأشدّ كثيراً وأعظم وأعمّ كثيراً وأطول مدّة من الأمطار الأول، ومتى كان المطر مزمعاً فإن يحدث بعد عدم منه شديد فقد تتقدّم فتنذر بالاستسقاء، إذا ظهرت دلائل أخر جنسيّة فقد تكتفي، وإن يتغيّر واحد قد ينبغي أن تحمل أيّ الأمراض من أيّ المياه وأيّ الرياح تهبّ، وقد ينبغي أن تسمع إن كان إنسان يعلم أنّه متى تقدّم فكان شتاء بهذه الحال كان بعده ربيع أو صيف بهذه الحال.
١٩ والألوان لا تتشابه في أوقات السنة لا في الشمال ولا في الجنوب ولا في الأسنان ولا في اللون الواحد إذا قيس إلى نفسه ولا عند قياسه إلى لون آخر ولا في شيء، وقد ينبغي أن تبحث وتنظر في أمر الألوان من الأشياء التي نعلمها والأشياء القريبة منّا وعند السكون فالأسنان أيضاً تشاكل أوقات ما من السنة في الألوان وفي الأحوال.
٢٠ والذين تنفتح فيهم أفواه العروق التي في السفلة لا تصيبهم ذات الجنب ولا ذات الرئة ولا آكلة ولا حبون ولا البثور المعروفة بالبطم، وأخلق بهم أيضاً ألّا تصيبهم العلّة التي يعرفها اليونانيّون بالتقشير وهي من جنس القوابي إلّا أنّها أصعب وأغلظ وأخلق بهم أيضاً ألّا يصيبهم غير ذلك من العلل، فإذا عولج هؤلاء على غير ما ينبغي فكثير منهم لا يلبثون أن تصيبهم هذه الأمراض وتؤدّيهم إلى الهلاك وكذلك سائر أنواع الخراجات الأخر أيضاً كالنواصير هي شفاء لغيرها، الأشياء التي من شأنها إذا ظهرت بأخرة أن يكون بها التخلّص إذا تقدّمت فحدثت منعت من حدوثها، قد تقبل مواضع أخر من موضع آخر إمّا بسبب تعب وإمّا بسبب ثقل وإمّا بسبب غير ذلك فتتخلّص بذلك من عللهم لكنّ ذلك يكون في الأعضاء التي فيما بينها مشاركة.
إنّ الدم قد ينقطع حتّى لا يجيء لميله لكن ينفثون لمجانسة الخلط ما هو شبيه بذلك، من الأبدان ما ينبغي أن يخرج منه الدم في وقته عند أمثال هذه من الأحوال ومنها ما لا ينبغي أن يخرج، منع في من ينفث بالبصاق شيئاً دمويّاً الوقت وذات الجنب والمرار، الذي يحدث عند الآذان نحو البحران فلا يتقيّح فذلك إذا خلا حدثت العودة وتكون العودة على قياس حدوث العودات فتعود فيتورّم ويلبث كلبث عودات الحمّى على دور مثل دورها، وفي هؤلاء توقّع حدوث الخراج في المفاصل، البول الثخين مثل البول
الذي باله المنسوب إلى أنطيجانس في الحمّيات التي تكون مع الإعياء قد يجيء في اليوم الرابع فيكون به التخلّص من الخراج فإن انفجر مع ذلك دم غزير من المنخرين كان ذلك أحرى جدّاً بأن يكون، صاحب وجع المفاصل صار المعاء منه في الجانب الأيمن فكان أهدأ فلمّا عولج من ذلك حتّى يبرأ تزيّد به ألمه.
تمّت المقالة الثالثة من كتاب الأخلاط لبقراط وتمّ بتمامها كتاب الأخلاط.