ps-Plutarch: Placita philosophorum (On the Opinions of the Philosophers)
Work
ps-Plutarch, Placita philosophorum
(Περὶ τῶν ἀρεσκόντων τοῖς φιλοσόφοις)
English: On the Opinions of the Philosophers
Text information
Type: Translation (Arabic)
Translator: Qusṭā ibn Lūqā
Translated from: n/a
Date:
between 850 and 912
Source
Hans Daiber. Aetius Arabus. Die Vorsokratiker in arabischer Überlieferung. Akademie der Wissenschaften und der Literatur. Veröffentlichungen der orientalischen Kommission 33. Wiesbaden (Franz Steiner Verlag) 1980, 92-248
Download
psplut_placita-transl-ar2.xml [211.11 KB]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لواهب العقل والحيوة وعلى انبيائه واوليائه الصلوة،
هذا كتاب فلوطرخس فى الاراء الطبيعية التى تقول بها الحكماء وهو خمس مقالات،
المقالة الاولى فى الاراء الطبيعية التى تراها الحكماء،
لما كنا مزمعين على ان نشرح المعانى الطبيعية رأينا ان يجب اضطرارا ان نقدم اولا قسمة صناعة الفلسفة لنعلم اى جزء من اجزائها هو العلم الطبيعى وكم مقداره منها،
فنقول ان الرواقيين قالوا فى الفلسفة انها العلم بالامور الالهية والانسانية وان العلم هو المعرفة الفاضلة والمواظبة على الصناعة الفا[ضلة، والواحد]ة الفاضلة هى الفضيلة التى فى غاية العلو، واجناس العلوم الفاضلة فهى ثلثة: الطبيعى والخلقى والمنطقى، ولهذه العلة صارت الفلسفة ذات ثلثة اجزاء فمنها طبيعى ومنها خلقى ومنها منطقى، فالطبيعى هو الذى يبحث عن العالم وما فى العالم والخلقى هو الذى يتصرف الانسان فى اموره والمنطقى هو الذى يعنى منطق الانسان وهو الذى يسمونه المخاطبة،
فاما ارسطوطاليس وثاوفرسطوس وبالجملة جميع الحكماء المشائين فانهم قسموا الفلسفة فقالوا فيها ان الانسان الكامل يحتاج اضطرارا الى ان يكون ناظرا فى الموجودات عاملا بالجميل، وقد يمكن أن يبين ذلك بما اصف: اقول ان طالبا
لو طلب ان يعلم هل الشمس اعظم من المقدار الذى يراها فيه، فاذا طلب الطالب هذا المعنى كان نظريا لانه لم يطلب شيئا غير النظر فى هذا الموجود، وكذلك اذا طلب ان يعلم هل العالم غير متناه وهل خارج العالم شىء ما، فهذه المطالب كلها نظرية، فاذا طلب الطالب كيف ينبغى ان يكون تصرفه وسيرته وكيف ينبغى ان تكون عناية تولده وكيف ينبغى ان تكون الرياسة وكيف ينبغى أن يكون وضع النواميس كانت هذه المطالب كلها لما يعمل به ويكون الطالب لها عمليا،
(١) ما الطبيعة؟
من اجل ان غرضنا النظر فى الاشياء الطبيعية رأيت انه يجب اضطرارا ان اخبر ما الطبيعة وذلك انه منكر ان الزم الكلام على الطبيعة من غير ان نعلم ما الطبيعة وما فوتها،
فأقول ان الطبيعة على رأى ارسطوطاليس مبدأ الحركة والسكون فيما ذلك فيه على الامر الاول لا يعرض، فإن كل المبصرات التى لم تكن باتفاق ولا بالضرورة ولم تكن الاهية ولم تكن لها علة مثل هذه يقال انها طبيعة، وان لها طبيعة تخصها مثل الارض والماء والهواء والنار والنبات والحيوان وكذلك ما يكون فى الجو مثل المطر والبرد والرعد والصواعق والرياح، فإن هذه كلها طبيعية ولها مبدأ ما وذلك أن كل واحد منها لم يكن مبدأ الدهر لكن كان له مبدأ ما، وكذلك الحيوان والنبات لها مبدأ فى الكون، والطبيعة هى المبدأ الاول لكونها وهى مبدأ للحركة وليس للحركة فقط لكن للسكون ايضا، فإن كل ما له مبدأ الحركة فقد يمكن أن يكون لحركته نهاية، ولذلك صارت الطبيعة مبدأ الحركة والسكون،
(٢) ما الفصل بين المبدأ والاسطقس؟
اما شيعة ارسطوطاليس وافلاطون فانهم يرون ان بين المبدأ والاسطقس فصلا،
واما شاليس الذى من اهل ملطية فانه يرى ان المبدأ والاسطقس شىء واحد، والفصل بينهما كثير وذلك ان الاسطقسات مركبة والمبادىء ليست مركبة ولا مصنوعة، مثلا اقول [اننا نسمى] اسطقسات الارض والماء والهواء والنار ونسمى مبدأ ما لم يكن شىء قبله ولا كان عن شىء غيره، وما لم يكن كذلك لم يكن مبدأ لكن يكون المبدأ ذلك الاخر الذى عنه كان، الارض والماء والهواء والنار لها شىء قبلها عنه كانت وهو العنصر الذى ليس مصورا والصورة التى نسميها كمالا وعدما، فظاهر اذن ان ثاليس قد أخطأ لما قال ان الماء هو المبدأ والاسطقس،
(٣) فى المبادىء وما هى،
اما ثاليس الملطى فانه قد قال أن الماء مبدأ الموجودات، وقد يظن ان هذا الرجل اول من ابتدأ بالفلسفة وبه سميت فرقة اليونانيين، فقد كان للفلسفة انتقال كثير، وهذا الرجل تفلسف بمصر وصار الى ملطية وهو شيخ، فكان يرى ان الكون كله من الماء وينحل الى الماء، ودعاه الى توهم هذا انه وجد مبدأ جميع الحيوان من الجوهر الرطب الذى هو المنى، فاوجب ان مبدأ جميع الاشياء من رطوبة، ودليل ثان ايضا انه وجد النبات بالرطوبة يغتذى ويثمر وانه ان علمت الرطوبة جف وبطل، ودليل ثالث ان النار نفسها اعنى حرارة الشمس والكواكب تغتذى ببخار المياه وكذلك العالم بأسره،
وقد رأى اوميرس الشاعر هذا الرأى فى الماء اذ يقول ان اوقاأنتوس كأنه عمل مولدا للكل،
واما انقسمندرس الملطى فانه يرى ان مبدأ الموجودات هو الذى لا نهاية له وان منه كان كل الكون واليه ينتهى الكل، ولذلك يرى انه يكون عوالم بلا نهاية وتفسد فترجع
الى الشىء الذى عنه كانت، ويقول انه لا نهاية له لئلا يلزمه نقصان ويكون دائما، وقد اخطأ هذا الرجل من قبل انه لم يخبر ما هذا الذى لا نهاية له هل هو هواء ام ماء او ارض او اجسام اخر، وقد اخطأ ايضا من قبل انه اوجب عنصرا وابطل العلة الفاعلة، وذلك ان الذى لا نهاية له ليس هو شىء غير العنصر، والعنصر لا يمكن ان يكون بالفعل إن لم تكن العلة الفاعلة موجودة،
واما انقسمانس الملطى فانه يرى ان مبدأ الموجودات هو الهواء وان منه كان الكل واليه ينحل مثل النفس التى فينا: فان الهواء هو الذى يحفظها فينا والروح والهواء يمسكان العالم كله، والروح والهواء يقالان على معنى واحد قولا متواطئا، وهذا الرجل ايضا قد اخطأ حيث توهم كون الحيوان من شىء بسيط ذى صورة واحدة، وهو الروح والهواء، وذلك انه غير ممكن ان [يكون] المبدأ عنصرا فقط ويكون شيئا واحدا لكن قد يحتاج الى ان توضح معه العلة الفاعلة مثل الفضة فانه لا يكتفى بها وحدها فى ان تكون منها مشربة إن لم يكن معها الفاعل اعنى الصانع، وكذلك فى النحاس والخشب والعناصر الاخر كلها،
واما انقساغورس قلازومانيموس فانه يرى ان مبدأ الموجودات هو المتشابهة الاجزاء وان من الاشياء الممتنعة او التى فيها إشكال ان يكون شىء من لا شىء او يفسد شىء الى لا شىء، وانا نغتذى الغذاء البسيط المتخذ من الحنطة ونشرب الماء القراح، ومن هذا الغذاء يغتذى الشعر والعروق والشريانات والاعصاب وباقى الاعضاء، واذا كان هذا هكذا فقد يجب ان نسلم ان الكائنات انما تكون بالغذاء الذى نغتذى به، وفى هذه الكائنات يكون النماء، فتكون من الغذاء اجزاء مولدة للدم ومولدة للعروق والعظام والاجزاء الاخر التى تدرك عقلا، وليس ينبغى ان يطلب ادراك جميع الاشياء بالحس لكن نعلم ان من الاجزاء ما يدرك. عقلا، من اجل ان اجزاء هذه الاعضاء المكونة عن الغذاء متشابهة
بعضها يشبه بعضا ولذلك سميت متشابهة الاجزاء وجعلها مبادىء الموجودات، فصير المتشابهات الاجزاء عنصرا وجعل العلة الفاعلة العقل المدبر للكل وهو المبدأ لجميع الاشياء والمزين لها، وقد ينبغى ان نقبل منه قوله لانه قد جمع الى العنصر العلة الفاعلة،
واما ارشلاوس بن ابولوذرس من اهل اثينية فذكر ان مبدأ العالم هو ما لا نهاية له ويعرض فيه التكاثف والتخلخل، فمنه ما يصبر نارا ومنه ما يصير ماء،
وهؤلاء الفلاسفة بعضهم كان تاليا لبعض وبهم استكملت فلسفة اليونانيين التى كان مبدؤها ومنشؤها من الرجل الذى يقال له ثاليس،
وللفلسفة ايضا مبدأ آخر وهو من فوثاغورس بن منيسارخس من اهل ساميا وهو اول من سمى الفلسفة بهذا الاسم، وكان يرى ان المبادىء هى الاعداد والمعادلات التى فيها، وكان يسميها تأليفات ويسمى المركب من جملة ذلك اسطقسات ويسميها ايضا هندسات، وكان يجعل الواحدة والثانية التى لا حد لها فى المبادىء، ويرى ان احد هذه المبادىء هى العلة الفاعلة الخاصة وهى الله عز وجل والعقل والآخر هو العنصر القابل للانفعال عنه وعنه كان العالم المدرك بحس الجصر، وان طبيعة العدد تنتهى الى العشرة، وذلك ان كل اليونانيين وكل الاعاجم ينتهى عددهم الى العشرة، فاذا صاروا اليها رجعوا الى الواحد، ويقول ايضا ان العشرة بالقوة هى ايضا فى الاربعة وفى الروابع، والعلة فى ذلك انه اذا اجتمعت الاعداد من الواحد الى الاربعة استكمل عدد العشرة، فانه ان جمع الواحد والاثنان ثم زيد على ذلك ثلثة وعلى المجتمع من ذلك اربعة استكملت العشرة، وكما ان العدد إما من الواحد فانه فى العشرة وإما من طريق الاثنين فانه فى الاربعة، ولذلك الفوثاغوريون يقولون ان فى الاربعة قسماً عظيما، ويأتون فى ذلك بشاهد من الشاعر اذ يقول:
لا وحق الرباعية
التى تدبر انفسنا التى هى اصل لكل الطبيعة التى تسيل دائما
كذلك النفس التى فينا مركبة من اربعة اشياء وهى العقل والعلم والرأى والحواس، ومنها تكون كل صناعة وكل مهنة وبها كنا نحن انفسنا، فالعقل هو الواحدة وذلك ان العقل انما يرى وحدة ، فانه وان كان الناس كثيرا وهم فى نواح مختلفة وكادوا ان يكذبوا فقد نعلم انا نعقلهم انسانا واحدا وفرسا واحدا وإن كان الافراس الجزئية لا نهاية لها، وهذه الانواع كلها والاجناس كل نوع منها شىء واحد، ولذلك يلزم كل واحد منها حد واحد بعينه وهى ان يقال حى صهال او حى ناطق، فلذلك جعل العقل الواحدة التى بها نعقل، واما الثانية التى ليست محدودة فبحق ما جعلت العلم، وذلك ان كل برهان وكل اقناع ومع ذلك كل جامعة فانما تجمع الشىء من الاشياء المقرون بها الشىء المختلف فيه فيكون اذن العلم شيئا آخر يبرهن ويدرك بتلك الاشياء، فلذلك جعلت الثنائية هى العلم، واما الرأى فانه جعل الثلاثية لان الرأى لجماعة والثلثة هى جماعة كما قال الشاعر:
يأيها الحنفاء المثلثون بالغبطة!
فاما ايراقليطس واباسيس الذى ينسب الى ماطابنطيس فذكرا ان مبدأ الاشياء كلها النار، وذلك انهما يقولان ان كون الاشياء كلها من النار وانتهاؤها الى النار، واذا انطفأ النار يتشكل به العالم، واول ذلك ان الغليظ منه اذا تكاثف واجتمع بعضه الى بعض صار ارضا، واذا تحللت الارض وتفرقت اجزاؤها بالنار صار منها الماء طبعا وايضا فان العالم وكل الاجسام التى فيه النار تحللها وتنيرها، فالنار اذن هى المبدأ لان منها يكون الكل واليها ينحل ويفسد،
واما ابيقورس بن ناوقلس من اهل اثينية الذى تفلسف فى ايام ذيموقريطوس فانه كان يرى ان مبادىء الموجودات اجسام مدركة عقلا لا خلاء فيها ولا كون لها سرمدية
غير فاسدة لا يحتمل ان تكسر ولا ان تنهشم ولا يعرض لها فى شىء من اجزائها اختلاف ولا استحالة وهى مدركة عقلا فهى تتحرك فى الخلاء 〈و〉بالخلاء، ويزعم ان هذا الخلاء لا نهاية له وكذلك الاجسام لا نهاية لها وان الاجسام لها هذه الثلثة الاشياء: الشكل والعظم والثقل، فاما ذيموقريطوس فانه كان يلزمها شيئين فقط وهما العظم والشكل،
واما ابيقورس فانه كان يضم إلى هذين الشيئين شيئا ثالثا وهو الثقل، وذلك انه كان يرى ان حركة الاجسام يجب ان تكون اضطرارا بالثقل بما يحدث عن الثقل من القرع، فان لم يكن ثقل لم تكن حركة، وان اشكال الاجسام التى ليست متجزئة مدركة وليست غير متناهية وليست صنارية ولا مشتبكة ولا متحدة بالتمثليث ولا فى صورة الشعر لان هذه الاجسام سهلة التفتت، فاما التى لا تتجزأ فانها لا تقبل الانفعال ولا التقت بتة لكن لها اشكال تخصها تدرك عقلا، وقيل انها لا تتجزأ لا من قبل انها فى غاية الصفر لكن من قبل انها لا تقبل الانفعال ولا فيها خلاء، وهو اذا قال لا تتجزأ انما يعنى انها غير منفعلة وغير منكسرة ولا خلاء فيها ، فاما ان اشياء لا متجزئة فذلك ظاهر مثل الحيوانات والاسطقسات والخلاء والواحدة،
واما انباذوقليس بن ماذن من اهل اقراغنتمنا فانه يرى ان الاسطقسات اربعة وهى نار وهواء وماء وارض وان المبادىء ميدآن وهما المحبة والغلبة، واحدهما يفعل الاتحاد والاخر يفعل التفرقة، فانه قال بهذا اللفظ: وإن اصول الاشياء كلها اربعة هى زاوس الاثير وايراء التى تعطى الحيوة وائيذونبوس ونيسطس التى تبل بدموعها السيالة، وهو يعنى بقوله زاوس الحرارة والغليان والجو يعنى بقوله ايراء التى هى معطية الحيوة الارض ويعنى بقوله ائيذون الهواء ويعنى بقوله نيسطس والسيلان البشرى الروح الانسانى والماء،
واما سقراط بن سفرنسقس من اهل اثينية
وأفلاطون بن ارسطن فان رأيهما فى جميع الاشياء رأى واحد، وهما يريان ان المبادىء ثلثة وهى الله عز وجل والعنصر والصورة، والله هو العقل، والعنصر هو الموضوع الاول للكون والفساد، والصورة جوهر لا جسم له فى التخيلات والافكار والمنسوبة إلى الله عز وجل ، واما الله فهو عقل هذا العالم،
واما ارسطوطاليس بن نقوماخس من اهل اسطاجرا فانه يرى ان المبادىء هى الصورة والعنصر والعدم والاسطقسات الاربعة وجسم خامس وهو الاثير غير مستحيل،
واما زينمون بن مناساوس من اهل قيطس فانه كان يرى ان المبادىء هى الله عز وجل والعنصر، وهو تبارك وتعالى العلة الفاعلة والعنصر هو المنفعل، وان الاسطقسات اربعة،
وفرقتهم سميت ايطاليقى لان فوثاغورس كان مقيما بايطالية لانه انتقل من سامس التى كانت موطنه لسبب تغلب بولوقراطيس المتغلب فانه لم يرض بذلك منه،
(٤) كيف قوام العالم؟
ان قوام العالم فى شكله كان على هذه الجهة: لما كانت حركة الاجسام التى لا تتجزأ غير مسدبرة وعلى ما يخرج من الاتفاق وكانت حركتها سريعة متصلة الى شىء واحد فاجتمع اجسام كثيرة فى موضع واحد فصار لها اشكال ومقادير مختلفة ولما اجتمع بعضها الى بعض — ما كان منها عظيما ثقيلا رسب فى اسفلها وما كان منها صغيرا مقوسا املس سريع التقلب بدد عند اجتماعها فارتفع الى فوق — ولما ضعفت القوة الجاذبة الى فوق وكانت هذه الاجسام تمتنع من الانحدار الى اسقل اجتمعت الى المواضع التى تتهيأ لها ان تقبلها، وهذه المواضع هى التى فى الجوانب المستديرة، فاستدارت جملة الاجسام وانعطف بعضها
الى بعض، فكان من ذلك جرم السماء، والاجرام التى لا تتجزأ لما كانت من هذه الطبيعة وكان فيها اختلاف كثير حدث عنها طبيعة الكواكب وذلك عند ارتفاعها الى فوق واشتمال بعضها ببعض، وكان بخار الاجرام التى تبخر يقرع الهواء ويعصره فيحدث عنه روح بالحركة، واشتمل على الكواكب فادارها وحفظ دورانها فى العلو على صورته، ثم من بعد ذلك تكونت الارض من الاجزاء التى رسبت، فصارت السماء والنار والهواء من الاجزاء التى ارتفعت،
ولما اجتمع عنصر كثير فى الارض والتف بعضها ببعض وتكاثفت بالقرع الذى ينالها من الهواء و〈بـ〉ـشعاعات الكواكب — انعصرت منها الاجزاء اللطيفة وتولدت عنها الطبيعة الرطبة، ولما كانت هذه الطبيعة سيالة انصبت الى المواضع المقعرة من الارض التى يمكنها ان تحتوى على الماء وان تصبر على ثباته فيها، والماء بثباته فيها زاد فى تقعيرها وتقعير المواضع التى تحتها وعلى هذه الجهة كان كون اعظم اجزاء العالم،
(٥) هل الكل واحد؟
اما الرواقيون فانهم ذكروا ان العالم واحد وقالوا انه الكل وانه مجسم،
واما انباذوقليس فانه كان يرى ان العالم واحد الا ان الكل ليس هو العالم وحده فقط لكن العالم جزء يسير من الكل وباقى الكل عنصر معطل،
واما افلاطون فانه استمدل على ان العالم واحد وان الكل واحد من ثلث جهات وهى انه لا يكون كاملا إن لم يشتمل على الكل وانه لا يكون متشابها للمثال الذى له إن لم يكن واحدا وانه لا يكون غير فاسد إن كل شىء خارجا عنه، وقد يتهيأ ان يقال لافلاطون ان العالم ليس بتام لانه لا يشتمل على الكل وان المثالات قد توجد كثيرة كالتى توجد 〈فى〉 الاصنام وفى التزاويق، وكيف يمكن ان يكون العالم تاما وقد يمكن ان يكون خارجه
شىء يربطه؟ وليس هو غير فاسد ولا يمكن ان يكون كذلك اذ كان مكونا،
واما مطروذرس فانه كان يقول انه من المنكر ان تنبت سنبلة واحدة فقط فى صحراء واسعة وان يكون عالم واحد فيما لا نهاية له، واما ان تكون الكثرة ال[تى فيه لا] نهاية لها فذلك ظاهر، وذلك انه وإن كان العالم متناهيا فان العلل والكائنات عنها لا نهاية لها، والعلل هى إما الاجزاء التى لا تتجزأ وإما الاسطقسات،
(٦) كيف وقع فى افكار الناس وحدان الله عز وجل؟
ان الرواقيين يحدون الجوهر الالهى بانه روح عقلى نارى ليس له صورة وانه يقدر ان يتصور بأى صورة اراد ويتشبه بالكل،، ووقع ذلك فى افكارهم اما اولا فمن قبل حسن الظاهرات اذ كان عندهم انه ليس شىء من الخيرات يكون باطلا ولا بالاتفاق ولكنه بعلة ما صانعة له، وقد يظهر ان العالم حسن من شكله ومن لونه ومن عظمه ومن اختلاف زينة الكواكب، وذلك ان شكل العالم كرى والشكل الكرى هو يتقدم جميع الاشكال لانه وحده يشابه اجزاءه وذلك انه مستدير واجزاؤه مستديرة، ولذلك على رأى افلاطون صار العقل الرئيسى فى الرأس،، ولون العلام ايضا اسمانجونى وهو ثقيل فى كيفيته، ولذلك يرى لونه فى الهواء على بعد مسافته،، وهو ايضا فى عظمه جيد وذلك ان الاشياء المتجانسة افضلها ما كان محتويا عليها، وجمال العالم ظاهر ايضا فيما يرى فيه من الحيوانات والنبات والاشجار وغير ذلك،، واما الفلك المائل الذى فى السماء فمن البين انه قد زين بصور مختلفة، فان فيه ما قال الشاعر:
صورة السرطان ويتلوه الاسد وبعده الجارية البكر ثم العقرب والرامى بالقوس وبعده الجدى وبعد الجدى مسكب الماء وتتلوه سمكتان مكوكبة وبعدهما كبش وبعده ثور وبعد الثور توأمان
وصور اخر كثيرة على مشابهة ما توجد فى العالم، ولذلك قال اوريبيذس:
ان السماء المكوكب نور على الزمان وجمال منقش من صنعة صانع حكيم،،
فوقع من ذلك وجدان الله عز وجل فى الافكار، وذلك ان الشمس والقمر وباقى الكواكب اذا تحركت الحركة التى تخصها كان طلوعها فى صورة ثابتة على حال واحدة والوان واحدة ومقادير متساوية واماكن وازمان هى هى باعيانها،،
ولذلك الذين وضعوا لنا عبادة الله وضعوا لنا ذلك من ثلثة انواع: الاول منها طبيعى والثانى على طريق الامثال والثالث على الطريق المأخوذ من النواميس، والامر الطبيعى يدبره ويتقلده الفلاسفة، واما الامر الذى يجرى مجرى الامثال فمأخوذ من الشعراء، واما الامر المأخوذ من النواميس فانه موجود فى كل مدينة،،
وجميع هذا الذى ذكرنا يدخل فى سبعة اقسام: الاول منها يدخل فى الظاهرات التى فى العلو فانه وقع وجدان الله عز وجل فى الافكار من الكواكب الظاهرة، فانه لما وجدوا هذه الكواكب عللا لاتفاق عظيم ورأوها مرتبة وتكون ترتيبها نهار وليل وشتاء وصيف وتحيا به الحيوانات الارضية،، ولذلك ظن بها ان السماء يقوم لها مقام الاب وان الارض تقوم لها مقام الام وان الهواء بما تسيل به من المياه يقوم لها مقام الزرع والارض لها مقام الام من قبل انها تقبل ذلك وتولد منه، ولما رأوا الكواكب تتحرك دائما وتسير وان الشمس والقمر علة بصرنا سموها الآلهة،،
واما الثانى والثالث فمن جهة الضر والنفع، والنافعة منها المشترى والتى تسمى ايراء وارميس وذيمطرا، واصحاب الضرر الذين يسمونهم بوناس وارينمواس والمريخ، ونسبوا اليها انها اذا استولت كانت الامور بها عسرة مكروهة،،
وجعلوا زيادة على ذلك رابعا وخامسا وهى معانى الاشياء والانفعالات التى تعرض بسببها مثل العشق والحب فانهم اضافوه الى الزهرة ومثل الرجاء فانهم اضافوه الى اونمياه،،
واما السادس فانهم اخذوه من شىء افتعلته الشعراء وذلك ان اسيوذس الشاعر اراد ان يجعل لجميع الكائنات ابا تولدت عنه، فولد فى ذلك جنين رفعه الى الذين يسمون قويون وقريون واوباريونا، ولذلك سمى مثلا،،
واما السابع وهو آخرها فانه مأخوذ من المنافع المشتركة الموجودة فى العالم من اكرام هؤلاء الذين يصورون بصورة الناس مثل ارقليس ومثل ذيسقرس ومثل ذيونيس،،
وذكروا انهم فى صورة الناس لان الجواهر الالهية اعلى وافضل من جميع الاشياء والانسان افضل من جميع الحيوان لانه مزين بالفضائل زينة كثيرة مختلفة، فرأوا ان الاجود — إن يشبه من كانت له السابقة فى فعل الخير — افضل الحيوان،،
(٧) ما الاله؟
ان بعض الاولين مثل ذياغورس الذى من اهل ملطية وثاوذرس الذى من اهل قورينى واويمارس الذى من طاغياطس قالوا بالجملة ببطلان الاله، اما اويمارس 〈فان〉 قليماخس الذى من قورينى يومىء اليه فى شعره اذ يقول:
هلموا يا اهل البحار حتى تصيروا الى امام السور فتنظروا
الى شيخ عتيق خلقه زاوس يكتب كتبا باطلة خائبة يعنى بذلك كتبه فى بطلان الالهة،،
فاما اوريبيذس صاحب الاغانى فانه لم يحب ان يفصح بذلك فرقا من اريوس فاغس الا انه اومأ اليه على هذه الجهة، وذلك انه اتى بسيسفوس كالقيم بهذه المقالة وشدد رأيه اذ يقول:
انه قد كان زمان كان عمر الناس فيه بغير نظام ولا ترتيب بل كان سبعيا خادما للاقوياء،
وذكر ان بعد ذلك بطل الفجور بوضع النواميس، ومن اجل ان الناموس انما كان يقدر على ان يبطل ما كان من الجور ظاهرا وكان كثير من الناس يستعمل الظلم استعمالا خفيا قصد رجل حكيم لإصلاح ذلك بأن عمى عن الحق بباطل وضعه واقنع الناس بأن ذامن باق ابدا يسمع ويبصر ويحس بجميع الاشياء ويعنى بها جدا، وما يشهد على ذلك المثل السائر على الشعراء فيما ذكر قليماخس اذ يقول: إن كنت تعقل الاها فينبغى ان تعلم انه قادر على ان يفعل كل ما ينفعل، وذلك ان الله عز وجل لا يفعل كل الاشياء لانه لا يجعل الثلج اسود ولا النار باردة ولا الذى انما ينبغى ان يكون قاعدا قائما وعكس ذلك،،
فاما افلاطون الكبير الصوت فانه لما قال ان الله خلق العالم اوجب ان خلقه اياه كان على مثال تصوره على ما تقول الشعراء الاولون اصحاب القوموذيا القديمة، ولو لم يكن ذلك كيف كان يتهيأ ان يكون كريا وعلى الصورة التى هو عليها؟
واما انقساغورس فانه قال ان الاجسام كانت اولا فى المبدأ واقفة وان العقل الذى هو الاله رتبها وجعل لها تولدا على مناسبات،،
فاما افلاطون فانه لم يضع الاجسام الاولى واقفة لكنه وضعها متحركة حركة غير منتظمة، وان الاله رتبها بالنظام اذ كان النظام والترتيب افضل من لا نظام ولا ترتيب،،
وقد وقع فى القولين جميعا خلل من قبل انهما قالا ان الاله مدبر امور الناس وانه بسببهم صنع الخلق وذلك ان الحى الذى لا يقبل الفساد الممتلىء من جميع الخيرات الذى لا يقبل شيئا من الشر بتة اذ كان يعنى بالسعادة التى تخصه والسرمدية لا يليق به هذا التدبير من تدابير الناس، ولو كان ذلك لكان متعوبا كالصانع التعب والحمال المثقل والمهموم بما يعمل، وايضا يقال لهم: هل الاله فى قولكم لم يكن
لما كانت الاجسام غير متحركة ولما كانت متحركة على غير نظام؟ او كان نائما او كان ساهيا؟ وليس شىء من هذه الاقاويل جائزا عليه، وذلك ان الاول منها غير مقبول لان الله عز وجل ازلى، وكذلك الثانى لانه لو كان نائما فى الدهور الماضية كان ميتا لان الموت ليس هو شىء غير نوم الدهر، والله عز وجل لا يقال عليه انه يقيل النوم، وذلك ان الذى لا يموت وهو بعيد من الموت لا يقبل ذلك،،
ولو قبله لم يكن محمودا ولا كان اول الخير، ولو كان ناقصا فى السعادة لم يكن مغبوطا وكان منقوصا فاعلا افعالا باطلة،،
ولو كان يدبر حركات الناس اذاً كان يرى فيها الشرير مسعودا والفاضل مرذولا معتلا، فان اغاممنون وهو على ما قال الشاعر ملك خير قوى بالمعركات(؟) انهزم لفاجر وفاجرة وقتل بحيلتهما، وكذلك ارقليس قرابته فانه يصفى العالم من اشياء كثيرة مفسدة للناس وسم فقتل،،
واما ثاليس فكان يرى ان الله عز وجل هو عقل العالم،،
واما انقسمندرس فكان يرى أن السموات التى لا نهاية لها هى آلهة،
واما ذيموقريطوس فكان يرى ان الاله هو العقل وان نفس العالم نار كرى،
واما فوثاغورس فكان يرى ان المبادىء منها الواحدة وهى الاله والخير وانها طبيعة الواحدة وهى العقل وان الثانية التى لا حد لها هى التى تسمى ذامن وهى الشر وفيها الكثرة العنصرية والعالم المبصر،
واما سقراط وافلاطون فانهما يقولان ان الله عز وجل هو الواحد البسيط الذى لا علة له الذى هو وحده عدل الذى هو وحده على الحقيقة موجود، وهذه الاسماء كلها تنتهى الى العقل فهو عقل مفارق للصورة وغير مخالط العنصر بتمة ولا مشارك شيئا مما يقبل التأثير،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان الاله الاعلى مفارق للصور يحوى كرة الكل التى هى جسم اثيرى وهى العنصر الخامس الذى يسميه الاعظم، وهو مقسوم بالاكر وهذه الاكر اما بالطبع فهى متصلة متحدة واما بالعقل والفكر فانها منفصلة، وهو يرى ان كل واحد من هذه الاكر حى مركب من نفس وجسم، فالجسم منها — هو الاثير — متحرك حركة دورية، واما النفس فانها نطق عقلى غير متحرك وهى علة الحركة بالفعل،
واما الرواقيون فانهم على الامر المشترك يقولون انه نار صناعية تسلك طريق كون العالم وتحتوى على المناسبات التى للزرع التى بها يكون كل واحد على مجرى التجسيم وانه روح تنفذ فى كل العالم، وكانوا ينقلون الاسماء الى العنصر الذى ينفذ فيه وكانوا يسمون العالم والكواكب والاثير بهذا الاسم، والذى هو اعلى من ذلك اجمع وهو فى الاثير كانوا يسمونه العقل،
واما ابيقورس فانه يرى ان الآلهة فى صورة الناس وانهم مبصرون بالعقل للطاقة طبيعة جواهرهم، وكان يقول بأربع طبائع اخر غير قابلة الفساد فى جنسها وهى الاجزاء التى لا تتجزأ والخلاء وما لا نهاية له والمشابهات، وهى تسمى متشابهات الاجزاء وتسمى اسطقسات،
(٨) فى القوى العالية التى يسميها اليونانيون ذامونس وايروس،
وقد يتبع القول فى الاله القول فى الذين يسمون ذامونس والذين يسمون ايروس،
فان ثاليس وفوثاغورس وافلاطون والرواقيين يقولون ان ذامونس هى جواهر نفسانية وان ايروس هى الانفس المفارقة للابدان والخيرة منها هى الانفس الفاضلة والشريرة منها هى الانفس الردئة،
واما ابيقورس فانه لا يقول بشىء من هذا،
(٩) فى العنصر،
العنصر هو الموضوع الاول لكون وفساد وللتغيرات الاخر،
واما اصحاب ثاليس وفوثاغورس والرواقيون فيقولون فى العنصر انه بأجمعه متغير مستحيل منتقل سيال،
واما اصحاب ذيموقريطوس فانهم يقولون ان العنصر الاول غير قابل للتأثير وهو الذى لا يتجزأ والخلاء وما ليس بجسم،
واما ارسطوطاليس وافلاطون فانهم يقولون فى العنصر انه مجسم لا صورة له ولا مثال ولا شكل وهو فى ذاته لا كيفية له، فاذا قبل الصورة كان كالحاضنة والام والطينة للاشياء،
واما الذين يقولون فى العنصر انه ماء او نار او هواء او ارض فليس يقولون انه ليس بذى صورة لكن يقولون انه جسم، واما الذين يقولون انه ما لا جزء له وانه غير متجزىء فهم يوجبون انه لا صورة له،
(١٠) فى الصورة،
الصورة هى جوهر لا جسم له وهى فى ذاتها لا قوام لها لكنها تعطى العناصر التى لا صورة لها تصورا وتكون علة لتصييرها مبصرة،
واما سقراط وافلاطون فانهما كانا يريان ان الصور جواهر مفارقة للعنصر ثابتة فى الفكر وفى التخييلات المنسوبة الى الاله اعنى العقل،
واما ارسطوطاليس فانه كان يرى وجود الانواع والصور الا انها لم تكن عنده مفارقة للعنصر الذى عنه كان ما كونه الاله،
واما الرواقيون الذين من شيعة زينون فانهم كانوا يرون أن الصور هى شىء يقع فى افكارنا وتخييلاتنا،
(١١) فى العلل،
العلة هى التمام الذى يعرض منه شىء ما،
وافلاطون يقول ان العلة تكون على ثلث جهات وهى الذى به والذى منه والذى اليه واحقها بذلك هو الذى به وهو العلة الفاعلة التى هى العقل،
واما فوثاغورس وارسطوطاليس فانهما يريان ان العلل الاول لا اجسام، واما التى بمشاركة او بعرض فانها اجسام، وعلى هذا الطريق صار العالم جسما،
واما الرواقيون فانهم يرون ان جميع العلل جسمانية لانها ارواح،
(١٢) فى الاجسام،
الجسم هو ذو الثلثة الابعاد التى هى الطول والعرض والعمق، وايضا الجسم هو عظم ذو ثخن فى ذاته مدرك باللمس ، وايضا الجسم هو ما يملاء مكانا،
وافلاطون يرى ان الجسم فى طبيعته اذا كان فى المكان الذى يخصه فهو لا تقيل ولا خفيف، فاما اذا كان فى غير المكان الذى يخصه فانه يكون له ميل ما وبهذا الميل يتحرك،
واما ارسطوطاليس فيرى ان اثقل الاشياء الارض بالقول المطلق واخفها النار، واما الهواء والماء فاحوالهما مختلفة،
واما الرواقيون فانهم يرون ان اثنين من الاسطقسات الاربعة خفيفان وهما النار والهواء واثنين ثقيلان وهما الماء والارض، وان الخفيف هو الذى يرتفع عن الوسط، وان الثقيل هو الذى يميل إلى الوسط، وان الوسط نفسه ليس بثقيل ولا خفيف،
واما ابيقورس فانه كان يرى ان الاجسام مدركة وان الاولى منها بسيطة، واما الممتزجة من تلك الاولى فان كلها ثقل، وان التى لا تتجزأ تتحرك تارة على استقامة وقيام وتارة
على ميل وانعطاف، فاما المتحركة علوا فان حركتها بدفع وارتعاش،
(١٣) فى الاصاغر،
اما انباذوقليس فانه يرى ان قبل الاسطقسات الاربعة اربعة اسطقسات اخر اصاغر متشابهة الاجزاء المستديرة،
واما ايراقليطس فانه يرى ان اول الاجناس اجزاء اصاغر غير متجزئة فى غاية الصغر،
(١٤) فى الاشكال،
الشكل هو بسيط ورسم ونهاية لجسم،
واصحاب فوثاغورس يرون ان اشكال الاسطقسات الاربعة كرية خلا للنار العليا فانها فى شكلها صنوبرية،
(١٥) فى الالوان،
اللون هو كيفية للجسم مدركة بحس البصر،
وكان الفوثاغوريون يسمون بسيط الجسم لونا،
واما انباذوقليس فكان يرى ان اللون هو الشىء الذى يقع عليه شعاعات البصر،
واما افلاطون فانه كان يرى ان اللون هو التهاب فى الاجسام له اجزاء مشاركة للبصر،
واما زينون الرواقى فكان يقول ان الالوان هى اول اشكال العنصر،
وشيعة فوثاغورس يقولون ان اجناس الالوان الابيض والاسود والاحمر والاصفر وان فصول الالوان تحدث عن تكيف امتزاج الاسطقسات وان اختلافها فى الحيوانات على قدر اختلاف الامكنة والهواء،
(١٦) فى تجزئة الاجسام،
ان شيعة ثاليس وفوثاغورس يرون ان الاجسام قابلة للانفعال وانها تتجزأ دائما بلا نهاية،
واما الذين يقولون انها لا تتجزأ فانهم يوجبون للتجزىء وقوفا وانه لا يكون بلا نهاية،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان التجزئة إما بالقوة فهى بلا نهاية وإما بالفعل فليست بلا نهاية،
(١٧) فى الاجتماع والامتزاج،
اما الاولون فانهم كانوا يرون ان اجتماع الاسطقسات كان باستحالة،
واما شيعة انقساغورس وذيموقريطوس فانهم كانوا يرون ان ذلك كان بالمجاورة فى الوضع،
واما انباذوقليس فكان يرى ان امتزاج الاسطقسات من اجزاء صغار هى اصغر الاشياء وكأنها اسطقسات للاسطقسات،
واما افلاطون فانه يرى ان الاجسام الثلثة التى هى النار والهواء والماء يستحيل بعضها الى بعض وان الارض لا تستحيل الى شىء منها، وهو يسميها اجساما ولا يرى ان يسميها اسطقسات،
(١٨) فى الخلاء،
ان الطبيعيين جميعا اصحاب ثاليس الى افلاطون كانوا يعتقدون بالخلاء،
واما انباذوقليس فانه كان يرى انه ليس للعالم شىء خال ولا زائد،
واما لوقيبس وذيموقريطوس وذيمطريس ومطروذرس وابيقورس فانهم كانوا يرون ان التى لا تتجزأ غير متناهية فى الكثرة وان الخلاء غير متناه فى العظم،
واما الرواقيون فانهم كانوا يرون ان داخل العالم لا خلاء فيه وان خارجه خلاء لا نهاية له،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان خارج العالم من الخلاء بمقدار ما تتنفس السماء اذ كانت نارية،
(١٩) فى المكان،
اما افلاطون فانه يرى ان المكان هو القابل للصور الذى يسميه على المجاز عنصرا وهو عنده كالشىء القابل للعنصر،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان المكان هو نهاية المحتوى الذى يماس ما يحتوى عليه،
(٢٠) فى الفضاء،
اما الرواقيون وابيقورس فانهم يرون ان بين الخلاء والمكان والفضاء فصلا وان الخلاء هو الفراغ من جسم وان المكان هو المحتوى على جسم وان الفضاء هو المحتوى فى جزء ما منه مثل خابية النبيذ،
(٢١) فى الزمان،
فوثاغورس يرى ان الزمان هو الكرة المحيطة،
واما افلاطون فانه يرى ان الزمان هو مثال للدهر متحرك او بعد لحركة العالم،
واما ارسطوطاليس فانه زعم انه عدد حركة الفلك،
واما اراطوستانس فانه يرى ان الزمان هو طريق العالم،
(٢٢) فى جوهر الزمان،
اما افلاطون فانه يرى ان جوهر الزمان هو حركة السماء،
واما اكثر الرواقيين فانهم يرون ان جوهر الزمان هو الحركة نفسها،
واكثرهم يرون ان الزمان لا كون له،
واما افلاطون فانه يرى ان للزمان كونا فى الوهم،
(٢٣) فى الحركة،
اما فوثاغورس وافلاطون فانهما يريان ان الحركة هى اختلاف وتغيير يعرض فى العنصر،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان الحركة هى تمامية المتحرك،
واما ذيموقريطوس فانه يرى ان احد اجناس الحركة هى الحركة التى تكون على الاستواء وعلى الميل،
واما ايروفيلس فانه يرى ان من الحركة ما يدرك عقلا ومنها ما يدرك حسا،
واما ايراقليطس فانه كان يبطل الوقوف والمسكون من الكل، وكان يرى ان ذلك من شأن الموات وكان يرى ان الحركة السرمدية هى للجواهر السرمدية وان الحركة الزمانية للجواهر الفاسدة،
(٢٤) فى الكون والفساد،
ان برمانيذس ومالسس وزينون كانوا يبطلون الكون والفساد لانهم كانوا يرون ان الكل غير متحرك،
واما انباذوقليس وابيقورس وجماعة الذين يرون ان كون العالم كان باجتماع الاجسام اللطيفة فانهم يوجبون اجتماعا وتفرقا ولا يوجبون كونا وفسادا، وذلك انهم يرون ان الكون لم يكن باستحالة فى الكيفية لكن باجتماع فى الكمية،
واما فوثاغورس وجماعة الذين اوجبوا للعنصر انه منفعل فانهم اوجبوا كونا وفسادا على الحقيقة، وذلك انهم رأوا ان الكون انما يكون من تغيير الاسطقسات وانتقالها،
(٢٥) فى الضرورة،
اما ثاليس فانه يرى ان الضرورة هى من الاشياء التى فى غاية القوة لانها تقوى على الكل،
واما فوثاغورس فانه يقول ان الضرورة شىء موضوع فى العالم،
واما برمانيذس وذيموقريطوس فانهما كانا يريان ان كل الاشياء فبالضرورة
كانت، وان الضرورة هى البخت وهى الانتقام وهى السياسة وهى فاعلة الكل،
(٢٦) فى جوهر الضرورة،
اما افلاطون فانه ينسب بعض الاشياء الى السياسة وبعضها الى الضرورة،
واما انباذوقليس فانه يرى ان جوهر الضرورة علة تستعمل المبادىء والاسطقسات،
واما ذيموقريطوس فانه يرى انه الصلابة والفساد وقرع العنصر،
واما افلاطون فانه يرى ان جوهر الضرورة هو مرة العنصر ومرة الوصلة الموصلة التى بين الفاعل والعنصر،
(٢٧) فى البخت،
ان ايراقليطس يرى ان الاشياء كلها بالبخت وان البخت هو الضرورة،
واما افلاطون فانه يوجب البخت فى الامور الانسانية والسير ويدخل مع ذلك العلة التى من قبلنا،
واما الرواقيون فانهم يوافقون افلاطون ويقولون بعلة قاهرة غير مغلوبة، واما البخت فانه يشارك عللا مرتبة، وفى هذا الترتيب يدخل ما يكون من جهتنا فيكون بعض الاشياء على مجرى البخت وبعضها تابع لما 〈لا〉 يكون على مجرى البخت،
(٢٨) فى جوهر البخت،
ان ايراقليطس يرى ان جوهر البخت هو النطق العقلى الذى ينفذ فى جوهر الكل وهو الجسم الاثيرى الذى هو زرع لتكوين الكل،
واما افلاطون فانه يرى انه نطق سرمدى وناموس سرمدى لطبيعة الكل،
واما خروسيبس فانه يرى انه قوة روحانية وترتيب مدبر الكل، وايضا يقول فى الحدود ان
البخت هو نطق عقلى لما فى العالم مدبر بالسياسة او نطق عقلى به كان ما كان وبه يكون ما يكون وبه هو ما هو،
واما الرواقيون افنهم يقولون انه نظام العلل اعنى ترتيبها وما يتبع ترتيبها،
واما بوسيذونيوس فانه يرى انه معنى ثالث وذلك انه يجعل الاول زاوس والثانى الطبيعة والثالث البخت،
(٢٩) فى الاتفاق،
ان افلاطون يقول فى الاتفاق انه علة فى المختارين بعرض 〈و〉باتباع،
واما ارسطوطاليس فانه يرى انه علة بعرض خفية لا ثبات لها تعرض فى الاشياء التى تكون بالبخت بسبب ما، وبين الشىء الذى يكون باتفاق وبين الشىء الذى يكون من ذاته فصل، وذلك ان الشىء الذى يكون باتفاق قد يكون بذاته وانه لا يكون بالاتفاق، وذلك انه خارج عن الافعال، والاتفاق يكون فى الحيوان الناطق والحيوان غير الناطق وفيما لا نفس له، واما ما يكون من ذاته فان كونه فى الحيوان الذى ليس بناطق وفى الاجسام التى لا نفس لها،
واما ابيقورس فيرى ان الاتفاق علة لا ثبات لها لا فى الوجه ولا فى الزمان ولا فى المكان،
واما انقساغورس والرواقيون فانهم يقولون فى الاتفاق انه علة غير معروفة عند الافكار الانسانية ، وذلك ان المكونات منها ما هو بالضرورة ومنها ما هو بالبخت ومنها ما هو بالاختيار ومنها ما هو بالاتفاق ومنها ما هو بذاته فقط،
(٣٠) فى الطبيعة،
اما انباذوقليس فانه لا يقول بطبيعة بتة لكنه يرى ان الكون بالاجتماع والافتراق، وذلك انه فى كتابه الموسوم بالاول من الطبيعيات يقول هذا القول بهذا اللفظ، واما قوله نصا فهو هذا:
انه ليس بشىء من الموات طبيعة ولا نهاية للموت المكروه ولكن اختلاط فقط وابتدال الاشياء المختلطة، وهذا هو المسمى عند الناس طبيعة،
واما انقساغورس فانه يوافق انباذوقليس فى هذا الباب وهو فى الطبيعة انها امتزاج يعنى كونا وفسادا،
تمت المقالة الاولى من كتاب فلوطرخس فيما يرضاه الفلاسفة من الاختصار الطبيعى،
المقالة الثانية من كتاب فلوطرخس،
انى لما اتممت القول فى المبادىء والاسطقسات وما يتبعها انتقلت الى ما كون عنها، وجعلت ابتداء فذلك من الشىء المحدق الذى هو فى غاية السمو،
(١) فى العالم،
ان فوثاغورس اول من سمى الشىء المحيط بالكل عالما، ومعناه فى لغة اليونانيين رتبة، وسماه بهذا الاسم لما فيه من الترتيب،
واما ثاليس وشيعته فانهم يرون ان العالم واحد،
واما ذيموقريطوس وابيقورس واستاذهما مطروذرس فانهم يرون ان العالم بلا نهاية فيما لا نهاية له فى كل قوام،
واما انباذوقليس فانه يرى ان مسير الشمس يحيط بنهاية العالم،
واما سالوقس فانه يرى ان العالم لا نهاية له،
واما ذيوجانس فانه يرى ان الكل لا يتناهى والعالم فانه متناه،
واما الرواقيون فانهم يرون ان بين ان يقال الكل وبين ان يقال الجميع فصلا، وان الجميع هو ما لا نهاية له مع الخلاء وان الكل هو العالم بغير خلاء فيكون العالم والكل شيئا واحدا،
(٢) فى شكل العالم،
اما الرواقيون فانهم يرون ان العالم كرى، وغيرهم يرى انه صنوبرى، وغيرهم يرى انه فى شكل البيضة،
واما ابيقورس فانه يرى ان العوالم قد يمكن ان تكون كرية وقد يمكن ان يكون لها اشكال اخر،
(٣) هل العالم متنفس وهل هو مدبر بالسياسة؟
اما الاخرون كلهم فانهم يرون العالم متنفس وانه مدبر بالسياسة،
واما ذيموقريطوس وابيقورس وكل الذين يقولون بالتى لا تتجزأ وبالخلاء فانهم لا يرون انه متنفس ولا انه مدبر بالسياسة لكنه مدبر بطبيعة غير ناطقة،
واما ارسطوطاليس فانه لا يرى انه بجملة متنفس ولا حساس ولا عقلى ولا مدبر بالسياسة، ويرى ان الاجرام السماوية لها ذلك اجمعن فانها متنفسة ذات حيرة، واما الارضة فان ذلك ليس لها، وان الترتيب الذى لها ايضا هو على سبيل العرض لا على الامر الاول،
(٤) هل العالم غير فاسد؟
فوثاغورس والرواقيون يرون ان العالم مكون والله عز وجل كونه وانه اما من قبل طبيعته ففاسد لانه محسوس من قبل انه جسم وانه لا يفسد بسياسة الله تعالى اياه وحفظه له،
واما ابيقورس فيرى انه فاسد من قبل انه مكون مثل الحيوان والنبات،
واما كسنوفانس فانه يرى ان العالم غير مكون وانه سرمدى وانه غير فاسد،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان جزء العالم الذى تحت القمر منفعل وان فيه يمتزج ما كان فوق الارض،
(٥) من اى شىء يغتذى العالم؟
اما ارسطوطاليس فانه يرى ان العالم إن كان يغتذى فانه يفسد، ولكنه لا يحتاج الى غذاء البتة، ولذلك هو سرمدى،
واما افلاطون فانه يرى ان المغتذى من العالم يغتذى من الذى ينحل منه،
واما فيلولاوس فانه يرى ان فناء العالم على طريقين: احدهما من السماء بنار تسيل منه والاخر بماء قمرى بانقلاب القمر وبانسكاب الماء، وان البخارات هى غذاء العالم،
(٦) من اى اسطقس اول ابتدأ الله بصنعة العالم؟
اما الطبيعيون فيقولون ان كون العالم ابتدأ به من الارض كالشىء الذى يبتدىء به من المركز وان المركز ابتداء الكرة،
واما فوثاغورس فيرى ان ابتداء العالم من النار ومن العنصر الخامس،
واما انباذوقليس فيرى أن اول ما يميز من الاسطقسات هو الاثير وبعده النار وبعده الارض، وان من انقباض الارض وانعصارها نبع الماء وان من الماء ببخر الهواء وان السماء كونت من الهواء والشمس من النار وان من الاسطقسات الاخرى يجبل كل ما على الارض،
واما افلاطون فانه يرى ان العالم المبصر عمل على مثال العالم العقلى،واول ما عمل من العالم المبصر هو النفس وبعدها الشكل الجسمانى الذى هو اما اولا فمن نار وارض واما ثانيا فمن ماء وهواء،
واما فوثاغورس فانه كان يرى انه لما كانت الاشكال خمسة وهى التى نسميها اجراما ونسميها تعليمية كان من المكعب الارض ومن الشكل النارى النار ومن ذى الثمانى قواعد الهواء ومن ذى
عشرين قاعدة الماء ومن ذى الاثنتى عشرة قاعدة كرة الكل،
وافلاطون يقول فى ذلك بقول فوثاغورس
(٧) فى ترتيب العالم،
برمانيذس يرى ان ترتيب العالم مثل اكلة مضفورة مركب بعضها على بعض، وان منها ما هو من جسم مخلخل ومنها ما هو من جسم متكاثف وان منها ما هو مجتمع من نور وظلمة بين تلك وان الذى يحتوى على هذا الترتيب كالحائط هو صلب،
واما لوقيبس وذيموقريطس فانهما يريان ان للعالم لباس (!) كالقميص يدور به وكالغشاء ممدوم (!) عليه،
واما ابيقورس فانه يرى ان بعض العوالم نهايتها مخلخلة وبعضها نهايتها متكاثفة، وان منها متحرك ومنها غير متحرك،
واما افلاطون فانه يرى ان الاول هو النار وبعده الاثير وبعده الهواء ويتلوه الماء واخر كلها الارض، وربما جمع الاثير مع النار،
واما ارسطوطاليس فانه يجعل الاول اثيرا لا يقبل الانفعال وهو الجسم الخامس، وبعده منفعلات وهى النار والماء والهواء واخر ذلك الارض وان السماوية من هذه اعطيت الحركة الدورية وان المرتبة بعد السماوية ما كان منها خفيفا جعل له الحركة الى العلو وما كان منها ثقيلا جعل له الحركة الى السفل،
واما انباذوقليس فانه يرى ان الاسطقسات ليست واقفة ولا اماكنها محدودة لكن جميعها يصير بعضها الى مكان بعض،
(٨) ما العلة التى لها صار العالم مائلا؟
ذيوجانس وانقساغورس يريان ان بعد قوام العالم مال من ذاته الى جهة الجنوب، ولعل ذلك كان بالسياسة ليكون بعضه مسكونا وبعضه غير مسكون لعلة البرد والحر والاعتدال،
واما انبادوقليس فانه يرى ان الهواء تابع دفع الشمس وارتفع الشمال وانخفض الجنوب وكذلك العالم كله بأسره،
(٩) فى ما خارج العالم 〈هل هو〉 خلاء؟
اما شيعة فوثاغورس فانهم يرون ان خارج العالم خلاء وفيه يتنفس العالم ومنه،
واما الرواقيون فانهم يرون ان خارج العالم خلاء يتحلل فيه ما لا نهايه له،
واما بوسيذونيوس فانه يرى انه ليس لا نهاية له لكن مقدار ما يحتاج اليه للتحليل،
واما افلاطون وارسطوطاليس فانهما يريان انه ليس خلاء البتة لا خارج العالم ولا داخله،
(١٠) ما اليمين وما اليسار من العالم؟
فوثاغورس وافلاطون وارسطوطاليس يرون ان يمين العالم اجزاؤه المشرقية التى منها ابتدأ حركته وان يساره اجزاؤه المغربية،
واما انباذوقليس فانه يرى ان يمين العالم ما يلى المنقلب الصيفى وان يساره ما يلى المنقلب الشتوى،
(١١) فى جوهر السماء،
انقسمانس يرى ان جوهر السماء جوهر بخارى وان الحركة التى هى خارجة اقصاه،
واما انباذوقليس فانه يرى ان السماء جوهر صلب جمد بالنار حتى صار كالجليد وان الجوهر النارى والهوائى يحيط به كل واحد من نبصفى كرتها،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان السماء من جسم خامس نارى او مركب من اجتماع الحار والبارد،
(١٢) فى قسمة السماء،
ان ثاليس وفوثاغورس وشيعته يرون ان كرة السماء تنقسم بخمسة افلاك ويسمونها مناطق، وأحدها يسمى شماليا وابدى الظهور والاخر يسمى منقلبا صيفيا والاخر يسمى معدل النهار والاخر نظير الفلك الشمالى وابدى الخفاء، فاما المائل المسمى فلك البروج فانه يحيط بالثلثة الافلاك المتوسطة فيقاطع الاوسط منها ويماس الاخرين، واما فلك نصف النهار فانه يقطعها كلها على زوايا قائمة يأخذ من الشمال الى الجنوب،
ويقال ان اول من وقف على ميل فلك البروج فوثاغورس على ان انوبيذس الذى من اهل شيس يرى ان ذلك وجود له خاصة،
(١٣) ما جوهر الكواكب؟
اما ثاليس فانه يرى ان جوهر الكواكب ارضى ولكنه مستنير،
واما انباذوقليس فانه يرى انها نارية من الجوهر النارى الذى انعصر من الهواء فى التميز الاول،
واما انقساغورس فانه يرى ان المحيط فى جوهره نارى وانه بقوة دورانه اختطف صخورا من الارض فانارها، وذلك حين تنجذب به،
واما ذيوجانس فانه يرى ان الكواكب من جسم يشابه الحجر الذى يسمى قيسور (!) وان تنفس العالم ينفذ منها، وهو يرى ايضا ان هذه الاحجار لا تظهر الا انها كثيرا تقع على الارض فتنطفىء مثل الكوكب الصخرى الذى يقال انه سقط فى نهر اجس وصورته صورة النار،
واما انباذوقليس فيرى ان الكواكب الثابتة مربوطة بالجوهر البردى، واما الكواكب المتحيرة فانها متحركة بذاتها،
واما افلاطون فانه يرى ان الكواكب فى اكثر اجزائها نارية وان فيها مع ذلك من الاسطقسات الاخر ما يقوم فيها مقام الغرا اللاصق،
واما كسانوفانس فانه يرى ان الكواكب من غير استنار وانه ينطفىء فى كل يوم ويستنير فى الليل، وذلك فيه مثل الفحم الذى يشتعل وينطفىء،
واما ايراقليطس والفوثاغوريون فانهم يرون ان كل واحد من الكواكب عالم يحيط بارض وهواء واثير فى الاثير الذى لا نهاية له، وهذه الاراء موجودة فى الكتب المنسوبة الى ارفاوس، فانه يوجد فيها ان كل واحد من الكواكب عالم باسره،
واما ابيقورس فانه لا يدعى فى شىء من ذلك انه يسلمه لكنه يرى فى جميعه انه ممكن،
(١٤) فى اشكال الكواكب،
اما الرواقيون فيرون ان الكواكب كرية كما ان العالم كرى وكذلك الشمس والقمر،
واما فلاأنتس فانه يرى ان اشكالها صنوبرية،
واما انقسمانس فانه يرى انها تقوم مقام المسامير المسمرة المثبتة فى الجوهر الجليدى،
وبعضهم يرى ان الكواكب صفائح رقاق كالتزاويق،
(١٥) فى مراتب الكواكب،
كسانوقراطس يرى ان الكواكب انما تتحرك على بسيط واحد،
واما الرواقيون الاخرون فانهم يرون ان الكواكب تتحرك فى العلو والعمق،
واما ذيموقريطوس فيرى ان الكواكب الثابتة اعلى الكواكب وبعدها الكواكب المتحيرة وبعدها الشمس والكوكب الذى يسمى فسفوروس والقمر،
واما افلاطون فيرى ان وضع الكواكب الثابتة اعلى الكواكب وبعد الكواكب الثابتة الكوكب الاول وهو كوكب زحل ويسمى فانن والثانى
كوكب المشترى ويسمى فاثن والثالث كوكب المريخ ويسمى بورويس والرابع كوكب الزهرة ويسمى فسفوروس والخامس كوكب عطارد ويسمى استلبن والسادس الشمس والسابع القمر،
واما اصحاب التعاليم فبعضهم يرى رأى افلاطون وبعضهم يرى ان الشمس فى وسط الكل،
واما انقسندرس ومطروذرس الذى يسمى شيس وقراطس فيرون ان وضع الشمس اعلى جميع الاشياء وبعدها القمر وبعدهما الكواكب المتحيرة والثابتة،
(١٦) فى حركة الكواكب الانتقالية،
انقساغورس وذيموقريطوس وقلاأنتس يرون ان الكواكب كلها تتحرك حركة الانتقال من المشرق إلى المغرب،
اما القماون واصحاب التعاليم فيرون ان حركة الكواكب المتحيرة مضادة لحركة الكواكب الثابتة وان حركتها من المغرب الى المشرق،
واما انقسمندرس فانه يرى ان حركة كل واحد من الكواكب انما هى بالافلاك والاكر التى كل واحد منها ثابت عليها،
واما انقسمانس فيرى ان الكواكب تتحرك فوق الارض وتحتها،
واما افلاطون واصحاب التعاليم فانهم يرون ان حركة الشمس والزهرة وعطارد متساوية،
(١٧) من اين تستغير الكواكب؟
اما مطروذرس فيرى ان الكواكب الثابتة كلها تستنير من الشمس،
واما ايراقليطس واصحاب الرواق فانهم يرون ان الكواكب تغتذى من البخارات الارضية،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان الكواكب لا تحتاج الى غذاء لانها ليست فاسدة لكنها سرمدية،
واما افلاطون فيرى ان العالم بالجملة والكواكب تعتذى منه،
(١٨) فى الكواكب التى تسمى ذيسقروا،
كسانوفانس يرى ان الانوار التى تظهر على السفن كأنها كواكب انما هى سحابات تستنير بتكيف الحركة،
واما مطروذرس فانه يرى انها استنارة تظهر للبصر المحسوس على سبيل البهتة،
(١٩) فى انواء الفصول،
ان افلاطون يرى ان الانواء الشتوية منها والصيفية تكون على قدر طلوع الكواكب وغروبها اعنى الشمس والقمر وباقى الكواكب الثابتة،
واماانقسمانس فانه يرى ان ذلك لا يكون بالكواكب وانما يكون بالشمس وحدها،
واما اوذقسيس واراطس فيريان ان ذلك مشترك بكل الكواكب اذ يقول فى شعره انه هو ثبتها فى السماء وجعلها اعلاما، ولما ميز الكواكب صيرها سنوية والكواكب تعمل فى اكثر امر اصناف الانواء،
(٢٠) فى جوهر الشمس
اما انقسمندرس فيرى ان الشمس دائرة مثل الارض ثمانى عشرة مرة وان استدارتها كاستدارة فلك المجرة وانها مقعرة وانها ممتلئة نارا وان النار تظهر من فم لها كما تظهر الصواعق، وهذا عند صورة الشمس،
واما كسانوفانس فانه يرى ان جوهر الشمس من اجرام صغار نارية تجتمع من البخار، ويكون من اجتماعها الشمس او سحاب مستنير،
واما اصحاب الرواق فانهم يرون ان جسم الشمس جوهر عقلى يرتفع من البحر،
واما افلاطون فانه يرى ان اكثر جوهر الشمس هو النار،
واما انقساغورس وذيموقريطوس ومطروذرس ومذرن فانهم يرون ان جرم الشمس كالصخرة المستنيرة،
واما ارسطوطاليس فانه يرى ان جرم الشمس كرة من العنصر الخامس،
واما فيلولاوس الفوثاغورى فانه يرى ان جرم الشمس كالزجاج يقبل استنارة النار التى تكون فى العالم ويبعث الضوء الينا فيكون الشموس ثلثا: احداها التى فى السماء وهى نارية والثانية التى تكون منه على سبيل المرآة والثالثة الانعكاس الذى ينعكس الينا والنور الذى يسطع علينا منه، وهذا خاصة هو الذى نسميه شمسا وهو مثال للمثال،
واما انباذوقليس فيرى ان الشمس شمسان احداهما نار فى نصف كرة العالم يسطع شعاعها فيملأ النصف الآخر وينعكس فيملأ الجبل الذى يسمى المبس وانها اذا تحركت استنارت وانارت النار التى تلى الارض،
واما ابيقورس فيرى ان الشمس جوهر ارضى مخلخل شبيه بالقيسور والغيم ومن الخلل الذى فيه يلتهب قيصير نارا،
(٢١) فى عظم الشمس،
اما انقسمندرس فانه يرى ان الشمس مساوية فى عظمها الارض وان الدائرة التى عليها هى مثل الارض سبعا وعشرين مرة،
واما انقساغورس فيرى انها اضعاف ذلك،
واما ابيقورس وايراقليطس فانهما يريان ان مقدارها سعة قدم الرجل،
واما ابيقورس فانه يرى ان كل ما قيل فى ذلك ممكن وانها قد يمكن ان تكون فى المقدار الذى نراها به واعظم منه قليلا،
(٢٢) فى شكل الشمس،
اما انقسمانس فانه يرى ان الشمس فى شكلها مثل الصحيفة الرقيقة،
واما ايراقليطس فانه يرى ان شكلها مثل شكل السفينة وانها مقعرة،
واما اصحاب الرواق فانهم يرون انها كرية وكما ان العالم كرى كذلك الكواكب كرية،
واما ابيقورس فانه يرى ان كل ما قيل فى ذلك ممكن ان يكون،
(٢٣) فى انقلاب الشمس،
〈........〉
(٢٤) فى كسوف الشمس،
ان ثاليس اول من قال ان الشمس تنكسف بمسير القعر تحتها اذ كان القمر فى طبيعته ارضيا فيمستر ما فوقه كما يستر الجام،
واما انقسمندرس فيرى ان كسوف الشمس يكون بانغلاق القمر الذى كان يخرج منه النارية،
واما ايراقليطس فيرى ان ذلك لانقلاب جسم الشمس الشبيه بالسفينة فيصير مقعرة الى فوق ومحدود به الى اسفل مما يلى ابصارنا،
واما كسانوفانس فيرى ان ذلك يكون على سبيل الانطفاء وانه بعد مدة يسيرة تستنير، وقد ذكر انه وجد فى الاخبار كسوفا اقام شهرا تاما حتى كانت الايام كلها فيه ليلا،
وبعض الفلاسفة يرى ان ذلك بقبض واجتماع بعض الاجزاء الى بعض يمنع الخروج الى الاستنارة،
واما ارسطرخس فانه يضع الشمس مع الكواكب الثابتة وان الارض تتحرك فى فلك الشمس وانها تستر
الشمس بما فيها من الميل،
واما كسانوفانس فيرى ان الشمس شموس كثيرة والقمر اقمار كثيرة فى كل اقليم من اقاليم الارض وفى كل قطع ومنطقة، وفى كل زمان تقع الشمس فى قطع من تلك القطوع من قطوع الارض التى ليست مسكونة، فاذا ستمرت ظهر الانكساف،
(٢٥) فى جوهر القمر،
انقسمندرس يرى ان جوهر القمر دائرة مقدارها تسعة عشر مثلا للارض مثل ما جسم الشمس وانه ممتلىء نارا وانه يخسف من قبل استدارة فلكية، وذلك انها مقعرة وهى مملؤة نارا، وانما لها متنفس واحد،
واما كسانوفانس فانه يرى ان القمر سحاب مستنير،
واما الرواقيون فانهم يرون ان جسم القمر مركب من نار وهواء،
واما افلاطون فانه يرى ان الجوهر النارى فى تركيبه اكثر،
واما انقساغورس وذيموقريطوس فانهما يريان ان جسم القمر صلب مستنير فيه سطوح وجبال واودية،
واما ايراقليطس فانه يرى ان جسم القمر ارض قد التف عليها سحاب،
واما فوثاغورس فانه يرى ان جسم القمر مستنير مشابه للنار،
(٢٦) فى مقدار القمر،
اما الرواقيون فانهم يرون ان القمر اعظم من الارض كما ان الشمس اعظم من الارض،
واما برمانيذس فانه يرى ان القمر مساو فى عظمه الشمس وانه يستنير منها،
(٢٨) فى شكل القمر واستنارته،
اما انقسمندرس فانه يرى ان القمر فى نفسه منير 〈بنور〉 خاص 〈له〉 ولكنه نحيف،
واما انطيفون فانه يرى ان القمر يستنير بنور خاص له وان استتاره انما هو بسبب ملاقاة الشمس اياه، وذلك ان النار الاقوى يبطل النار الاضعف، وكذلك يعرض فى الكواكب الاخر،
واما ثاليس وشيعته [فانهم] يرون ان استنارة القمر من الشمس،
واما ايراقليطس فانه يرى ان الذى يعرض للشمس والقمر هو عرض واحد، وذلك ان الكواكب لما كانت فى اشكالها شبيهة بالسفن صارت اذا قبلت ما يرتفع اليها من بخار الرطوبات التى تبخر اليها تستنير فيما يظهر بالتخييل، والشمس تستنير استنارة اكثر لانها تسلك فى هواء اصفى، واما القمر فانه يسلك فى هواء اغلظ ولذلك يظهر كمدا،
(٢٩) فى كسوف القمر،
اما انقسمندرس فيرى أن كسوف القمر يكون بانسداد القمر الذىى فى تقويسه،
واما بيروسيس فانه يرى ان كسوف القمر يكون بسبب محاذات جزئه الذى ليس بمستنير ايانا،
واما ايراقليطس فيرى ان كسوفه يكون بدوران جسمه حتى يعرض ان يسامتنا الجزء منه المقعر تقعير السفينة،
واما قوم من الفوثاغوريين فيرون ان كسوفه من قبل استنارة: يسترة عنا مرة الارض ومرة ما يقوم مقام الارض، واما المحدثون فيرون ان القمر يلتهب كالتهاب النار رويدا رويدا على ترتين الى ان ينتهى فيصير بدرا، ثم يأخذ فى الانطفاء على تلك المناسبة الى ان ينتهى الى الاجتماع فينطفىء البتة،
واما افلاطون وارسطوطاليس والرواقيون واصحاب التعاليم فانهم متفقون على ان خفية القمر التى تكون فى اوائل الاهلة تكون باجتماعه مع الشمس واستنارته بها ومسامتة المستنير منه الشمس، واما الكسوفات فتعرض له بدخوله فى ظل الارض اذا كانت الارض بين
الكوكبين وكانت سدا بينهما،
(٣٠) فى رؤية القمر ولما يرى ارضيا،
ان الفوثاغوريين يرون ان القمر انما يرى ارضيا لما يسكن فيه كما يسكن هذه الارض التى عندنا حيوان له عظم ونبات، وذلك انهم يعتقدون ان الحيوانات التى عليها خمسة عشر ضعفا لهذه الحيوانات وانه لا يخرج منها فضل ينقصها البتة، وان اليوم عندها فى هذا المقدار من الطول،
واما انقساغورس فيرى ان فى جنسه اختلافا لسبب الامتزاج لانه ميت ممتزج من جوهر بارد ارضى، وان الجوهر الارضى قد خالط الجوهر النارى، ولذلك تسمى هذه الكواكب درية الكواكب 〈بنور كاذب〉،
واما الرواقيون فانهم يرون — من قبل ان جوهر هذه الكواكب هو 〈ممتزج بالهواء〉 — ان امتزاجها ليس بمستكمل،
(٣١) فى ابعاد القمر،
اما انباذوقليس فيرى ان بعد القمر من الشمس ضغف بعده من الارض،
واما اصحاب التعاليم فيرون ان بعد القمر من الشمس مثل بعده من الارض ثمانية عشر ضعفا،
واما اراطوستانس فيرى ان بعد الشمس من الارض اربع مائة الف وثمانية الاف اسطادية وان بعدالقمر من الشمس ثمانية وسبعون الف اسطادية،
(٣٢) فى السنين وكم زمان كل واحد من الكواكب المتحيرة وما السنة العظمى،
ان دورة زحل تتم فى ثلثين سنة ودورة المشترى فى اثنتى عشرة سنة والمريخ فى سنتين ودورة الشمس فى اثنى عشر شهرا وكذلك دور عطارد والزهرة لانهما يساويان الشمس فى المسير، واما دورة القمر فانها تتم فى ثلثين يوما وهو زمان الشهر الذى من رؤيته الى اجتماعه،
واما السنة العظمى فان بعض الناس يجعلها فى ثمانى سنين وبعض يجعلها فى تسع عشرة سنة وبعض يجعلها فى ستين منقوص منها سنة واحدة،
واما ايراقليطس فانه يرى ان السنة العظمى من ثمانية عشر الف سنة شمسية،
واما ذيوجانس فيرى ان السنة الشمسية هى ثلثمائة وخمسة وستون دورا من ادوار سنة ايراقليطس،
وقوم اخر يرون ان السنة العظمى تتم فى سبعة الاف وسبعمائة وسبع وسبعين سنة،
تمت المقالة الثانية،
المقالة الثالثة من كتاب فلوطرخس مما يرضاه الفلاسفة من الاراء الطبيعية،
قال: انى لما اتيت فى القولين الاولين باختصار على القول فى الاجرام السماوية وكان القمر حدها الذى تنتهى اليه فانى رأيت ان انتقل فى المقالة الثالثة الى الاشياء العلوية وهذه الاشياء هى ما كان من فلك القمر منحدرا الى موضع الارض، فقد ظن بها فى المرتبة انها تقوم مقام المركز عن محيط الكرة، ولنبتدىء من هاهنا،
(١) فى المجرة،
المجرة هى فلك ذو سحاب يرى فى الجو دائما ويسمى من قبل بياض لونه لبنيا،
والفوثاغوريون منهم من قال انه من قبل احراق كوكب سقط من الموضع الذى كان مركوزا فيه واحراق المواضع التى هو 〈سار〉 فيها على استدارة فى الحريق الذى كان هو فيها فى زمن فائن، ومنهم من قال ان مسير الشمس كان اولا عليه وقوم
قالوا انه تخيل يقوم مقام تخيلات المرايا تعكس الشمس شعاعاتها اليه مثل الذى يعرض فى قوس قزح من تأثير فى السحاب،
واما مطروذورس فانه يرى ان كونه بسبب مسير الشمس ومسرورها وذلك انه يرى ان هذا الفلك من فلك الشمس،
واما برمانيدس فانه يرى ان اختلاط الكثيف والسخيف احدث اللون اللبنى،
واما انقساغورس فيرى ان ظل الارض على هذا الموضع يقف من السماء اذا كانت الشمس تحت الارض ولم تنر الكل بالنار التى فيها،
واما ذيموقريطوس فيرى انها استنارة كواكب كثير صغار متصلة يستنير بعضها ببعض،
واما ارسطوطاليس فيرى انها التهاب بخار كثير يابس متصل تكون فيه كالذؤابة فى صورة النار تحت الكواكب المتجيرة،
واما بوسيدونيوس فيرى انها نار قائمة اقوى من الكواكب واكثر تكاثفا من الضياء،
(٢) فى الكواكب ذوات الاذناب وانقضاض الكواكب والحمرة المستطيلة التى ترى فى السماء كأنها قضيب،
اما شيعة فوثاغورس فانها ترى ان كوكب الذؤابة هو كوكب من الكواكب التى لا يكون ظهورها ابدا لكنها تظهر فى زمن محدود عل سبيل الادوار، واخرون يرون انه انعكاس شعاع ابصارنا عن الشمس قريبا مما يرى فى المرايا،
واما انقساغورس وذيموقريطس فانهما يريان انه اجتماع كواكب كثيرة او اكثر على سبيل اتصال النور واستنارة كل واحد بالاخر،
واما ارسطوطاليس فيرى انه بخار ثابت مستنير من البخار اليابس،
واما اسطراطن فيرى انه نور كوكب قد احتوى عليه سحاب كثيف كما يكون فى المصابيح،
واما ايراقليذس الذى من بنطس فيرى انه سحاب متعال يستنير بكوكب متعال، وهو مه ذلك يذكر ان هذا علة الذؤابة والذى يسمة هالة
〈و〉التى تسمى ذوقس والتى تسمى قيون وما شابه هذه، وكذلك كل المشائين يرون ان كون هذه كلها من اشكال السحاب،
واما ابيجانس فيرى انه من ارتفاع هواء قد خالطه جوهر ارضى مستنير،
واما بوينس فيرى انه تخييل هواء يرتفع،
واما ذيوجانس فانه يرى ان كواكب الاذناب هى كواكب على الحقيقة،
واما انقساغورس فيرى ان الكواكب التى تسمى منقضة انما تسقط من الاثير بمنزلة الشرارة، ولذلك تطفأ على المكان،
واما مطروذرس فيرى انه غور(؟) السقط منالشمس فى السحاب الذى يكون فى طريق الصعوبة والشدة مثل الشرار،
واما كسانوفانس فانه يرى ان كون جميع ذلك عن سحاب مستنير او متحرك،
(٣) فى البرق والرعد والصواعق والتى تسمى افريسطير والتى تسمى طوفون،
اما انقسمندرس فيرى ان جميع ذلك انما يحدث عن الهواء، فانه اذا التف على سحاب غليظ وقهره حتى يسقط بالقهر لدقته وخفته عند ذلك يحدث اما الصوت فمن قبل الانخراق، والفرجة التى ينفرج بها السحاب الاسود يحدث عنها الاستنارة،
واما مطروذرس فيرى انه اذا سقط هواء فى سحاب جامد بالتكاثف يحدث اما صوت فمن التصادم والاستنارة فمن قبل الخرق والقرع، فبحدة الحركة اذا اجتمع اليها حر الشمس تحدث عن ذلك صاعقة، واذا ضعفت الصاعقة صار عنها المسمى افريسطير،
واما انقساغورس فيرى ان ذلك يحدث اذا سقط البارد فى الحار وذلك هو إن يسقط جزء من الاثير الى الهواء فان بالتصادم والتصويت يحدث الرعد ولون السواد الذى يحدث فى السحاب عنه يكون البرق، وعلى مقدار عظم النور فى كثرته وعظمه يحدث الذى يسمى كارونوس، والنار التى هى اكثر فى الجسمية يكون عنها المسمى
طوفون، والنار المخالطة للسحاب 〈يكون عنها الذى〉 يسمى اقريسطير،
واما اصحاب الرواق فيرون ان الرعد يكون من قبل 〈تصادم〉 السحاب، واما البرق فمن استنارة الحك، واما الصاعقة فمن استنارة مفرطة، واما الذى يسمى افريسطير فمن استنارة ضعيفة،
واما ارسطوطاليس فيرى ان ذلك كله من البخار اليابس، فاذا لاقى بخارا رطبا فمانعه الخروج كان صوت الرعد عن الاحتكاك والخرق ويكون البرق مع ظهور الينبوسة، واما الافريسطير والطوفون فيحدثان من قبل كثرة العنصر التى يجتذبها كل واحد اليه، فاذا كانت اكثر حرارة كان عنها الافريسطير واذا كانت اكثر غلظا كان عنها طوفون،
(٤) فى السحاب والامطار والثلج والبرد،
اما انقسمانس فيرى ان السحاب يكون اذا غلظ الهواء بل اذا اجتمع اجتماعا اكثر واذا انعصر كان عن العصارة المطر، واما الثلج فانه يكون اذا جمد الماء الذى ينحدر من السحاب، واما البرد فيكون اذا خالط الماء ومازجه هواء،
واما مطروذرس فيرى ان السحاب من الجوهر اللطيف الذى يرتفع من الماء،
واما ابيقورس فيرى ان السحاب من البخار، ويرى ان البرد يستدير بطول المسافة فى انحداره وكذلك قطرات المطر،
(٥) فى قوس قزح،
الاثار التى تكون فى الجو منها ما له فى ذاته قوام مثل المطر والبرد ومنها ما يكون له ظهور فقط وليس له قوام فى نفسه، من ذلك انا اذا سرنا فى السفن تخيل الينا ان ارض البر تتحرك ومن ذلك ما يظهر لنا فى قوس قزح،
وبصرنا يكون إما على خطوط مستقيمة وإما على خطوط منجنية وإما على خطوط منعكسة، وهذه الخطوط ليست محسوسة بل مدركة عقلا لا اجسام لها،، فالاشياء التى نراها على خطوط مستقيمة هى ما نجصره فى الهواء وفى الحجارة الصقيلة اذ كان ما جرى هذا المجرى لطيف الاجزاء نسيرها،، واما الاشياء التى نراها على خطوط منحنية فهى ما نبصره فى الماء وذلك ان البصر ينحنى لتكاثف عنصر الماء، ولذلك نرى المردى فى البحر منحنيا واذا رأيناه من بعد،، والجهة الثالثة من جهات البصر تكون بالانعكاس مثل الاشياء التى نرى فى المرايا، وما يظهر فى قوس قزح من الاثر يجرى هذا المجرى، وقد ينبغى ان نضع فى اوهامنا ان البخار الرطب اذا استحال الى السحاب ثم صار رويدا رويدا الى ان ينتقل الى قطرات كأنها رشح حدث عن ذلك قوس قزح، فاذا كانت الشمس فى المغارب وجب ضرورة ان يرى قوس قزح محاذيا لها، وذلك ان الشعاع يلقى تلك القطرات فينعكس ويكون عن ذلك الانعكاس اقوس قزح،، وهذه القطرات ليس يظهر عنها ما هو مشابه لها لكن الجزء الاول منه محمر والثانى مائل الى الصفرة والثالث مائل الى الخضرة،، وذلك ان ضياء الشمس ونورها اذا لاقى الجسم الذى يعكسه انعكس عنه محمرا صافيا، واما ما يلى ذلك فانه يكون كدرا لما يعرض فى الجسم الذى ينعكس عنه من الكدورة لما تكاثف فيه من القطرات، ولذلك الاخضر الذى يرى بعد الصفرة لان الجسم الذى ينعكس عنه يكون اكثر كدرا،، وقد يمكن ان يكون يمتحن ذلك بالفعل، فانه إن وقف واقف بحذاء الشمس واخذ ماء فزرقه فيما بينهما وفعل ذلك متصلا حتى يكون عنه انعكاس وجد من ذلك قوس قزح ظاهرا ظهورا بينا ، وقد يعرض مثل ذلك لمن كان به رمد اذا نظر الى السراج،،
واما انقسمانس فانه يرى ان قوس قزح يكون من استنارة الشمس ومحاذاتها سحابا متكاثفا اسود، وذلك من قبل ان شعاع الشمس فى هذه الحال لا تقدر ان تنفذ لكنها تنقطع عند ذلك الجسم الكثيف،،
واما انقساغورس فانه يرى ان قوس قزح يكون من انعكاس شعاع الشمس عن سحاب كثيف وان بحذاء ما يلاقيه كوكب ثابت ابدا، وكذلك يقول فى غير الاثار الشمسية التى تكون فى الموضع الذى يقال له بونطس،
واما مطروذرس فيرى ان الشمس اذا سطع شعاعها على سحاب يصير لون السحاب اصفر ويصير الشعاع نفسه احمر،
(٦) فى القضبان،
ما يعرض فى الضباء الذى يسمى فضبان (!) والذى ينسب الى معاقبة الشمس هو مجتمع من شىء له حقيقة ومن شىء كونه فى التخييل، فاما ما له حقيقة فهو ما يرى من السحاب، واما ما ليس له حقيقة فما يظهر فيه من الالوان لان الالوان التى تظهر فى هذه التأثيرات انما هى فى التخييل فقط، وما يظهر فى هذه المعانى من الاشياء التى تجرى على مجرى الطبيعة ومن الاشياء التى تستعاد وتستعمل فالاعراض فيها متشابهة،
(٧) فى الرياح،
اما انقسمندرس فيرى ان الريح هو سيلان الهواء وان هذا يحدث اذا حركت الشمس او اذابت الاجزاء اللطيفة الرطبة التى فى الهواء،
اما اصحاب الرواق فيقولون فى الريح انه سيلان الهواء وان اسمه يختلف على قدر اختلاف الاماكن التى يسيل فيها، فاذا كان ذلك من هواء مظلم وفى المغرب سمى زافرس، وهذا الاسم فى لغة اليونانيين مشتق من الظلام ومن السيلان، واذا كان ذلك فى المشرق سمى افيليوطس، واذا كان فى الشمال سمى بورياس، واذا كان فى الجنوب سمى ليبا،
واما مطروذرس فيرى ان الرياح تحدث من انبعاث الهواء الذى يكون عن البخار الكائن عن احراق الشمس، وان الرياح الشتوية التى تهب من الشمال يكون هبوبها اذا غلط
الهواء لاجتماعه عند توسيعه للشمس اذا كانت فى المنقلب الصيفى وسيلان الهواء بهذا السبب فى الشتاء،
(٨) فى الشتاء والصيف،
ان انباذوقليس والرواقيين يقولون فى الشتاء انه يكون اذا قوى الهواء بتكاثف وانحرف الى فوق، وان الصيف يكون اذا انحرف النار من فوق الى اسفل،
واذ قد ذكرت الاثار التى تظهر فى اعلى الجو فانى الان آخذ فى ذكر الارض،
(٩) فى الارض،
ان ثاليس واصحابه يرون ان الارض واحدة،
واما إكاتس الذى من شيعة فوثاغورس فانه يقول بارض وشىء اخر يسميه البحر ومعاقب الارض،
واما الرواقيون فانهم يرون ان الارض واحدة متناهية،
واما كسانوفانس فيرى ان الارض من اسفلها الى اعلاها متكاثفة وان جوهرها من هواء ونار تكاثفا،
واما مطروذرس فيرى ان الارض هى دردى الماء وما كان من الماء ذا قوام، وان الشمس عند الهواء تجرى هذا المجرى،
(١٠) فى شكل الارض،
اما ثاليس والرواقيون فانهم اخذوا عنه ان الارض كرية،
واما انقسمندرس فيرى ان شكلها كاشكال الاساطين الحجرية وان بسائطها مقوسة،
واما انقسمانس فيرى انها فى الصورة مثل المائدة،
واما لوقيبس فيرى انها فى صورة الطبل،
واما ذيموقريطوس فانه يرى انها فى صورة الجام يعرضها ووسطها مقعر،
(١١) فى وضع الارض،
اما شيعة ثاليس فانهم يرون ان الارض فى الوسط،
واما كسانوفانس فانه يرى ان الارض اول الاشياء وانها قد وضعت اصلا لا نهاية له،
واما فيلولاوس الفوثاغورى فيرى ان الماء فى الوسط وانه كالمستوقد للكل وبعده الارض التى يسميها انطيحتن والثالث الارض التى تسكنها وهى مقابلة للارض التى تسمى انطيحتن، وان هذه الارض مترجحة عليها، ولذلك لا يرونها الذين يسكنون هذه،
وبرمانيذس اول من ذكر ان المسكون من الارض هو ما تحت منطقتى المنقلبين،
(١٢) فى ميل الارض،
لوقيبس يرى ان الارض مائلة الى الجهة الجنوبية لما فى الجهة الجنوبية من التخلخل ولان الجهة الشمالية متكاثفة جامدة لانها قوية البرد بالثلوج، والجهة المقابلة لها محترقة،
واما ذيموقريطوس فانه يرى ان الجهة الجنوبية من الكل لما كان ضعيفا مالت الارض اليها، وذلك ان الجهة الشمالية فانها فى مزاجها غير معتدلة متميزة، واما الجهة الجنوبية فانها معتدلة، ولذلك صار جزء الارض الذى فيها ثقيلا لانه زائد بالثمار والنشوء،
(١٣) فى حركة الارض،
ان كل الفلاسفة يرون ان الارض ثابتة،
واما فيلولاوس الفوثاغورى فانه يرى انها تتحرك حركة دورية على دائرة مائلة مشابهة لحركة الشمس والقمر،
واما ايراقليذس الذى من بنطس وارقرطس الفوثاغورى فانهما يريان ان للارض حركة ولكنها ليست حركة
انتقال بل حركة ميل ورجوع مثل حركة الدواليب، وان حركة هذه من المغرب الى المشرق على مركزها،
واما ذيموقريطوس فانه يرى ان الارض كانت فى الابتداء تتكافأ لصغرها وخفتها، وعلى طول الزمان تكاثفت وثقلت فثبتت،
(١٤) فى قسمة الارض،
ان فوثاغورس يرى فى الارض انها مقسومة قسمة مناسبة لقسمة السماء بخمس مناطق هى المنطقة الشمالية والجنوبية والصيفية والشتوية والمعتدلة، والوسطى منها تفصل وسط الارض، ولذلك سميت محترقة، واما المسكون منها فهو الوسط من الصيفية والشتوية لانهما معتدلان،
(١٥) فى الزلازل،
اما ثاليس وذيموقريطوس فانهما ينسبان علة الزلازل الى الماء،
واما الرواقيون فانهم يرون ان الزلزلة تكون اذا استحالت الرطوبة التى فى الارض الى هواء وطلبت الخروج،
واما انقسمانس فيرى ان علة الزلازل هى يبس الارض وتخلخلها، وأحد هذين المعنيين يتولد عن اليبس والمعنى الاخر يتولد عن الامطار،
واما انقساغورس فانه يرى ان الزلزلة تكون اذا غار الهواء ولم يقدر ان ينفذ فى بسيط الارض لكثافته وتلبده فيتراجع ويتلاقى فيحدث عن ذلك فيه مثل الرعد،
واما ارسطوطاليس فيرى ان ذلك لشمول البرودة على الارض من كل الجهات من فوق ومن اسفل، وعند ذلك يبادر الحار الى فوق الارض اذ كان خفيفا، ولذلك اذا تكاثف البخار اليابس تلحلح وتنحى فتحدث عنه الزلزلة فى الارض،
واما مطروذرس فانه كان يقول: كيف يمكن ان يتحرك جسم فى مكانه إن لم يدفعه دافع او يجذبه جاذب؟
ولذلك يرى ان الارض — لما كان ليس لها فى طبيعتها ان تتحرك لكن تثبت فى مكانها — انها لا تتحرك لكن مواضع منها توهم ذلك،
واما برمانيذس وذيموقريطوس فانهما يريان ان الارض لما كان بعدها من الجهات كلها متساويا ولم تكن لها علة تدعوها الى ان تميل الى جهة من الجهات لذلك صارت تتموج فقط ولا تتحرك،
واما انقسمانس فانه يرى فى الارض انها من قبل عرضها تسبح فى الهواء،
ومنهم من قال ان الارض تتحرك على الماء كما تتحرك عليه الالواح والخشب فى الانهار،
وأما افلاطون فيرى ان كل حركة لها ستة ابعاد: فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف، وغير ممكن ان تتحرك الارض فى بعد من هذه الابعاد اذ كان وضعها يوجب ان يكون [بعدها من] الجهات كلها متساويا وان تبقى ثابتة اذ كان ليس لها ان تميل وتخص بالميل جهة من الجهات الا ان مواضع منها تتحرك بسبب التخلخل،
واما ابيقورس فيرى انه قد يمكن ان يصفقها هواء غليظ وماء تحت الهواء، فبذلك الصفق والصدم يمكن ان تتحرك، وقد يمكن ان تتحرك بما فى اجزائها السفلية من الطبيعة المتناسبة، ويكون ذلك بالهواء المنتشر فيها ولا سيما فى المواضع المقعرة التى تقوم مقام الكهوف والمغاير،
(١٦) فى البحر كيف كان قوامه وكيف صار مرا،
اما انقسمندرس فيقول ان البحر هو بقية من الرطوبة الاولى التى جفف اكثرها جوهر النار، وما بقى منها استحال لاحتراقه،
واما انقساغورس فانه كان يرى ان الرطوبة الاولى المجتمعة لما احترقت بدوران الشمس وانعصر الشىء الدسم منه استحال الباقى إلى ملوحة ومرارة،
واما انباذوقليس فيرى ان البحر عرق تعرقه الارض لما ينالها من احراق الشمس لاتصال دورها،
واما انطيفون فيرى ان البحر هو عرق يحدث عن الحرارة التى انعصر عنها الجوهر الرطب، وذلك يحدث فى كل عرق،
واما مطروذرس فيرى ان البحر هو ما بقى مما صفته الارض من الرطوبة المائية لغلظ جسمها كما يعرض فيما يصفى بالرماد،
واما اصحاب افلاطون فيرون ان الماء الذى هو اسطقس ما كان منه عن الهواء وما يعرض فيه من البرد كان حلوا وما كان منه على الارض لما يناله من الاحراق والحرارة يكون مرا،
(١٧) كيف يكون المد والجزر؟
ان ارسطوطاليس وايراقليذس يريان ان المد والجزر يحدثان عن الشمس اذا حركت الشمس الرياح ومزجتها، فاذا انتهى ذلك الى البحر الذى يسمى اطلنطيقوس كان عنه المد، واذا صارت هذه الرياح فى النقصان والرجوع كان عنه الجزر، وتجذب عنه ايضا عند سكوتها فتحدث الجزر،
واما فوثاأس الذى ينسب الى مساليوطيس فانه يرى ان المدود تكون باستلاء القمر وزيادته وان الجزر يكون بنقصانه،
واما طيماوس فانه يرى ان علة المد والجزر انصباب الانهار الى البحر الذى يسمى اطلنطيفوس على البرية التى تسمى كلطيقى لانها تزيد فيه المدود وتجذب عنه ايضا عند سكونها فتحدث الجزر،
واما سالوقس صاحب التعاليم فيرى ان الارض تتحرك وستكنّ وان حركتها وسكونها على قدر دوران القمر، والهواء الذى بين الجسمين اذا جذب وصار الى البحر الذى يسمى اطلنطيقوس جذبة معه،
(١٨) كيف تكون الهالة؟
ان الهالة تكون على ما اصف: إن يكن بين القمر والبصر او بين البصر وكوكب اخر هواء غليظ من جنس الضباب والبصر ينعكس عن هذا الهواء ويتسع وينهى الى الكوكب — فيظهر
للبصر انه دائرة لما ينعكس من الشعاع الى ذلك الكوكب، فيظهر للبصرانه مستدير ويسمى هالة، ويكون ظهور الدائرة على ما يتخيل فى الموضع الذى منه ينعكس الشعاع وعنه كان التأثير فيه،
المقالة الرابعة من كتاب فلوطرخس فى الاراء الطبيعية التى تقول بها الحكماء،
(١) فى زيادة النيل،
ثاليس يرى ان الرياح الشتوية اذا هبت بمصر من امامها تزيد فى عظم النيل وسيلانه وانتفاخه بما ينصب اليه من اللج الذى يخرقه،
واما اوشومانس المنسوب الى مساليوطيس فانه يرى ان النيل يمتلىء من اوكاأنوس والبحر الخارج وهو بحر حلو،
واما انقساغورس فيرى ان زيادة النيل من الثلوج التى فى ارض الحبشة: تجمد فى الشتاء وتذوب فى الصيف،
واما ذيموقريطوس فانه يرى ان الثلوج التى فى اجزاء الارض الشمالية تذوب بعد الانقلاب الصيفى وتسيل الى الناحية الجنوبية والى مصر، والرياح الشتوية فتكون منها امطار شديدة تمتلىء منها البقائع والبرك ونيل مصر،
واما اروذطس مؤلف الكتب فيرى ان الانهار تسيل الى النيل سيلانا متساويا فى الصيف والشتاء الا ان سيلانها يظهر فى الشتاء ظهورا اقل لان فى هذا الزمان تقرب الشمس من الارض لا سيما من ارض مصر فتثير من النيل بخارا تنقص به المياه،
واما افوروس صاحب الاخبار فيرى ان ارض مصر فى الصيف تتخلخل ويتحلب اليها ماء كثير، وتسعها ارض ارابيا وارض لوبية،
واما اوذقسيس فانه يحكى عن الكهنة انهم يقولون: ان مياه الامطار وفصول السنة، اذا كان عندنا الصيف ونحن نسكن فيما يلى المنقلب الصيفى كان عند الذين يسكنون فيما يلى المنقلب الشتوى شتاء فتجتمع المياه هنالك وتسيل الى النيل،
(٢) ما حد النفس؟
ثاليس اول من قال ان النفس طبيعة دائمة الحركة او محركة ذاتها،
واما فوثاغورس فيرى ان النفس عدد محرك ذاته ويعنى بقوله العدد العقل،
واما افلاطون فيرى ان النفس جوهر عقلى متحرك من ذاته على عدد ذى تأليف،
واما ارسطوطاليس فيرى ان النفس كمال اول لجسم طبيعى آلى حى بالقوة ويعنى بقوله كمالا الشىء الذى يكون فعلا،
واما ذيكارخس فانه يرى ان النفس تأليف الاربعة الاسطقسات،
واما اسقلبياذس الطبيب فيرى ان النفس هى شىء مع تدرب الحواس وارتباضها،
(٣) هل النفس جسم وما جوهرها؟
ان هؤلاء الذين ذكرناهم كلهم يضعون ان النفس ليست بجسم ويقولون انها طبيعة محركة ذاتها وانها جوهر عقلى وانها كمال للجسم الطبيعى الآلى الذى هو حى بالقوة،
واما اصحاب انقساغورس فانهم يرون ان النفس هوائية ويقولون فى البدن ايضا انه مثل ذلك،
واما اصحاب الرواق فانهم يرون ان النفس روح حارة،
واما ذيموقريطوس فيرى ان النفس امتزاج من الاركان المدركة عقلا التى شكلها كرى وقوتها نارية وهى اجسام،
واما ابيقورس فيرى ان النفس شىء ممتزج من كيفيات اربع: من كيفية هوائية وكيفية روحية وكيفية ارضية
وكيفية رابعة لا اسم لها،
واما ايراقليطس فيرى ان نفس العالم بخار من الرطوبات التى فيه، واما نفس الحيوانات فمن البخار الذى من خارج والبخار الذى من داخل المجانس له،
(٤) فى اجزاء النفس،
ان فوثاغورس وافلاطون كانا يقولان على القول الاول ان للنفس جزئين احدهما نطقى والاخر لا نطق له، فاما على القول الاقرب الذى هو اكثر استقصاء فانهما يريان ان النفس ذات ثلثة اجزاء، وذلك انهما يقسمان جزء النفس الذى لا نطق له قسمين وهما الحرد والشهوة،
واما اصحاب الرواق فانهم يرون ان اجزاء النفس ثمانية: خمس منها الحواس وهى البصر والسمع والشم والذوق واللمس، والسادس التصويت والسابع التوليد والثامن الرئيسى الذى به رتبت هذه كلها على الالات التى تخصها مثل انتاج ارجل الحيوان المسمى كثير الارجل،
واما ذيموقريطوس وابيقورس فانهما يريان ان النفس ذات جزئين وان جزءها النطقى مركوز فى الصدر وجزءها الذى لا نطق له منبث فى جميع امتزاج البدن،
واما ذيموقريطوس فانه يرى ان النفس موجودة فى جميع الاشياء حتى فى الاجسام الميتة، ولذلك فيها شىء مضىء حار حساس بعد ان قد نفس منها اكثر ذلك،
(٥) فى الجزء الرئيس من اجزاء النفس،
اما افلاطون وذيموقريطوس فانهما يريان ان الجزء الرئيسى فى كل الرأس،
واما اسطراطن فانه يرى انه فيما بين الحاجبين،
واما اراسسطراطس فانه يرى ان ذلك فى المانكس (؟) التى يسميها ابقرنيذا،
واما ايروفيلس فانه يرى الجزء الرئيسى فى التجويف الذى فى
الدماغ الذى هو قاعدة له،
واما برمانيذس وابيقورس فانهما يريان انه فى كل الصدر،
واما اصحاب الرواق كلهم فيرون انه فى كل القلب او فى الروح الذى فى القلب،
واما ذيوجانس فيرى انه فى التجويف الايسر من تجويفى القلب وهو التجويف الذى يسمى روحى (!)،
واما انباذوقليس فيرى ان ذلك فى الدم، ومنهم من يرى انه فى عنق القلب، ومنهم من يرى انه فى الغشاء الذى على القلب، ومنهم من يرى انه فى الحجاب،
وقوم من الحدث يرون انه ينبعث من الدماغ الى الحجاب، واما فوثاغورس فيرى ان قوة الحيوة فى القلب وقوة النطق والعقل فى الدماغ.
(٦) فى حركة النفس،
اما افلاطون فيرى ان النفس دائمة الحركة وان العقل غير متحرك حركة الانتقال،
واما ارسطوطاليس فيرى ان النفس غير متحركة وانها تتقدم كل حركة، ولها من الحركة العرضية مثل ما للاجسام من الصور،
(٧) فى بقاء النفس،
فوثاغورس وافلاطون يريان ان النفس غير فاسدة وانها اذا فارقت البدن تصير الى النفس الكلية المجانسة لها،
واما اصحاب الرواق فيرون ان النفس اذا فارقت البدن اما الضعيفة فانها تبقى مع الاشياء التى تتعلق بها، وهذه انفس من لا ادب له، واما النفس القوية وهى انفس العلماء فانها تعلو وتصير الى الجوهر المستنير،
واما ذيموقريطوس وابيقورس فيريان ان النفس فاسدة تفسد مع البدن،
واما فوثاغورس وافلاطون فيريان ان الجزء الناطق من النفس غير فاسد وان النفس ليست الاله لكنها فعل الاله السرمدى،
واما جزؤها الذى ليس بناطق فانه فاسد،
(٨) فى الحواس والاشياء المحسوسة،
ان اصحاب الرواق يحدون الحواس هذا الحد: ان الحس هو ادراك المحسوسات او انطباعها، فان الهيئة والقوة والفعل والتخيل هى ادراك يكون بالحواس وبالعضو الرئيس نفسه، ومن هذه الجهة قيل فى الروح العقلى المنبعث من العضو الرئيسى الى الالات انه حواس،
واما اصحاب ابيقورس فيرون ان الحواس هو العضو الذى يحس به والقوة الحساسة وما يتبع الحواس الذى به يكون الفعل، ويقول فى ذلك بشيئين احدهما الحس وهو القوة والآخر المحسوس وهو الفعل،
واما افلاطون فيرى ان الحواس اشتراك النفس والبدن فى ادراك الاشياء التى من خارج، وان القوة للنفس والالة للبدن وان جميعهما بالتخيل يدركان الاشياء الخارجة،
واما لوقيبس وذيموقريطوس فيريان ان الحس والوهم يكونان بصور تصير الينا من خارج وانه لا يقع فى انفسنا شىء الا ما صارت الينا صورته من خارج،
(٩) هل الحواس والتخيلات حق؟
اما اصحاب الرواق فيرون ان الحواس حق وان التخيلات منها حق ومنها باطل،
واما ابيقورس فيرى ان كل حواس وكل تخيل حق وان من الاراء ما هو حق ومنها ما هو باطل وان الحواس يقع لها الخطأ من جهة واحدة وهى جهة الاشياء العقلية، واما التخيل فيقع له الخطأ من جهتين وذلك ان التخيل قد يكون فى الاشياء المحسوسة والاشياء المعقولة،
واما انباذوقليس وايراقليذس فيريان ان الحواس تكون من اعتدال القوى الجزئية وتركيب كل واحد من المحسوسات فيها،
(١٠) كم الحواس؟
الرواقيون يرون ان الحواس الخاصة خمس: البصر والسمع والشم والذوق واللمس،
واما ارسطوطاليس فانه لا يوجب حاسة سادسة لكنه يقول بحاسة مشتركة مميزة الصور المركبة تؤدى اليها الحواس البسائط كلها تخيلات كل واحد منها، وتنقل احداهما الى الاخرى مثل التنقل الذى يكون فى الاشكال والحركات،
واما ذيموقريطوس فانه يرى ان الحواس كثيرة وانها موجودة فى الحيوان الذى ليس بناطق وفى الحيوان الحكيم وفى الاله،
(١١) كيف تكون الحواس والفكر والنطق الفكرى؟
ان الرواقيين يقولون انه اذا ولد الانسان كان له جزء النفس الرئيس ويكون كالقرطاس المحكم الصنعة المهيأ الذى فيه تهيؤ لقبول الكتاب ليكتب فيه كل واحد من الافكار،
واول طريق الكتاب فيه هو ما يكون من الحواس، فانا اذا رأينا انسانا اسود ثم غاب عنا كان ذكره باقيا عندنا، واذا اجتمعت لنا تذاكر كثيرة متشابهة فى النوع عند ذلك يكون لنا حنكة، فان الحنكة هى التدرب فى كثرة ملابسة الاشياء المتساوية المتشابهة فى النوع،
والافكار منها ما يكون طبيعيا على الجهات التى ذكرنا بلا اختيال ومنها ما يكون بالتعليم والتفقد، وهذه تسمى افكارا فقط، وتلك تسمى ادراكات وتفسيرات،
والنطق الذى به سمينا ناطقين انما يتم بهذه التفسيرات التى تتم فى الاسبوع الاول من اسابيع السنين، والفكر هو تخيل
عقلى موجود فى حيوان ناطق، فان التخيل اذا كان فى نفس ناطقة سمى فهما، وكان هذا الاسم مشتقا فى لغة اليونانيين من العقل،
وذلك ان الحيوان الذى ليس بناطق تقع له تخيلات، فاما الناس والاله فقد تقع لهم تخيلات فى الاجناس والانواع وهى افكار، وذلك مثل الدنانير والدراهم فانها فى انفسها تسمى دنانير ودراهم، فمتى دفعت الى ملاح فى كراء سفينة سميت معما تسمى دنانير ودراهم أجرة السفينة،
(١٢) ما الفصل بين التخيل والمخيل؟
خروسيبس يرى ان بين التخيل والمخيل والخيال فصولا، فالتخيل هو تأثير واقع فى النفس يمين فى ذاته الفاعل له: مثل ما انا اذا رأينا الابيض باعيننا كان بصرنا له تأثرا فى النفس يصير اليها بالبصر، وهذا التأثير له موضوع يحركنا وهو الابيض، وكذلك فى اللمس وفى الشم،
وسمى التخيل تخيلا فى اللغة اليونانية من الضياء، فانه مشتق فيها منه، وكما ان الضباء يرى كل ما فيه وكل ما يحتوى عليه كذلك يرى التخيل ذاته والفاعل له،
واما المخيل فهو فاعل التخيل مثل الابيض والبارد وكل ما يقدر 〈ان〉 يحرك النفس،
واما المخيل فانه انجذاب الى النفس يجرى مجرى الاباطيل 〈ولا〉 يصير اليها من المخيل مثل الذى يصارع الاظلال ويروم ان يمسكها بيده، والتخيل له موضوع ما زهو المتخيل، واما المخيل فلا موضوع له،
واما الخيال فهو الشىء الذى ننجذب اليه بالتخيل الباطل، وهذا يكون فى الذين بهم الوسواس السوداوى والذين بهم جنون، وقد شهد على ذلك اورسطس المنسوب الى اطراغيقوس لما قال فى شعره:
يأمه تضرعى فى ان اسلم من الحدق الدموية التنينية! فانها حولى تكاد ان تبتلعنى،
وهو يقول هذا القول على انه عند نفسه صحيح لا علة به، وهو لا يبصر شيئا من ذلك لكنه يظن ظنا فقط،
ولذلك قالت له ايلقطرا:
يأيها الشقى اسكن فى جنونك! فانك لا تبصر شيئا مما تظن انك تراه رؤية بينه،
وكذلك عرض للرجل الذى يقال له ثاوقلومانس الذى ذكره اوميرس الشاعر،
(١٣) فى البصر وكيف تنظر،
ذيموقريطوس وابيقورس يريان ان القوة الباصرة تكون بتخيلات تتصور فى الشعاع البصرى وترجع الى البصر،
واما انباذوقليس فانه يرى ان الشعاع تخالطه الامثلة التى تتصور فيه، وسمى المجتمع من ذلك شعاع (!) ذو (!) تماثيل،
واما ابرخس فيرى ان الشعاعات تخرج من كل واحدة من العينين وتنبسط فتلقى المبصرات على نهاياتها فتكون كالايدى التى تلمس ما كان خارجا عن البدن وتؤدى ذلك الى القوة الباصرة،
واما افلاطون فيرى ان البصر يكون باشتراك الضوء البصرى بالضؤ الهوائى وسيلانه فيه بالمجانسة التى بينهما، وان الضؤ الذى ينعكس عن الاجسام ينبسط فى الهواء لسيلانه وسرعة استحالة فيلقى الضياء النارى البصرى، وهذا الرأى يسمى اجتماع الضياء الافلاطونى،
(١٤) فى التماثيل التى تبصر فى المرايا،
انباذوقليس يرى ان التماثيل التى تبصر فى المرايا تكون بسيلان شعاع من البصر الى بسيط
المرآة، وتظهر بسيلان ذلك الشعاع من بسيط المرآة فى الهواء ورجوعه الى البصر،
واما ابيقورس فيرى ان التخيلات التى ترى فى المرايا تظهر فيها على صورة انطباع التماثيل من الاشياء التى تنطبع فيها، وذلك يكون فى المرأة على سبيل الرجوع اليها،
واما اصحاب فوثاغورس فيرون ان ما يرى فى المرايا انما يرى بالانعكاس وان البصر يستد الى المرآة وهى متكاثفة ملساء فيرجع على ذاته مثل رجوع الساعد على العضد بعد امتداده،
وقد يجوز ان يستعمل هذه الاقاويل كلها فى الجواب عن مسئلة السائل اذا سأل فقال: كيف يكون البصر؟
(١٥) هل الظلمة مبصرة؟
الرواقيون يقولون ان الظلمة مبصرة لانه قد يخرج من البصر اليها ضياء ما، والبصر لا يكذب، فانه قد تبصر شيئا تعلم انه ظلام،
واما خروسيس فيرى ان البصر يكون بمشاركة الهواء المنبسط المتوسط بين الباصر والمبصر وانبعات الروح الذى يسمى الرئيس الذى ينتهى الى الحدقة ويبسط فى الهواء الذى يلقاه بصورة الصنوبرة اذا كان الهواء مشابه بعضه ببعض، وقد ينبعث من البصر ايضا شعاعات سود ولا ضيائية، ولذلك يكون الظلام مبصرا،
(١٦) فى السمع،
انباذوقليس يرى ان السمع يكون بتصادم يكون يمين الهواء والجزء الغضروفى فى مؤخر الاذن، وان ذلك الهواء يدخل الاذن فى صورة الصنوبرة وتصادمها،
واما القماون فيرى ان سمعنا يكون بالخلاء الذى يكون فى داخل الاذن، وان الدوى الذى ربما سمعناه
فى الاذن انما تسمعه لهذه العلة، فان كل خلاء يكون فيه دوى،
واما ذيوجانس فيرى ان الهواء الذى فى الرأس اذا صدمه الصوت تحرك، فكان منه السمع،
واما افلاطون وشيعته فيرون ان الهواء الذى فى الرأس يصدمه الهواء الخارج فينعطف الى العضو الرئيس فيكون من ذلك حس السمع،
(١٧) فى الشم،
القماون يرى ان العضو الرئيس يكون فى الدماغ وان به يكون الشم وانه يجذب الروائح بالتنفس،
واما انباذوقليس فانه يرى ان الرائحة تكون بممازجة هواء النفس ببخار الشىء المشموم، فاذا كان التنفس غليظا بسبب ثخنها لم نحس بالرائحة كالذى يعرض فى المزكومين،
(١٨) فى الذوق،
القماون يرى ان الذوق يكون بممازجة الجوهر الرطب الفاتر الذى فى اللسان بالجوهر الرطب الذى فى الشىء الذى يذاق،
واما ذيوجانس فيرى ان الذوق يكون بالتخلخل واللبن الذين فى اللسان وبالعروق التى تنبعث اليه من الفم وبالرطوبات التى تبسط فيها، فانها تجذب الى الات الحس والعضو الرئيس كما تنجذب الرطوبات بالاسفنج،
(١٩) فى الصوت،
ان افلاطون يحد الصوت بانه ريح يخرج من الفم منبعث عن الفكر بحركة فيقرع الهواء ويصير الى الاذنين والدماغ وينتهى إلى النفس، وقد يقال الصوت ايضا باستعارة على الحيوان الذى لا نطق له وعلى ما لا نفس له مثل الصهيل والنهيق
والقعقعة، فاما الصوت الحقيقى فهو الصوت المفهوم الذى يستنير به الفهم، فاشتقاق الصوت فى لغة اليونانيين من الاستنارة،
واما ابيقورس فيرى ان الصوت هو سيلان المتشابهة الاشكال وتصادمها ويعنى بقوله متشابهة الاشكال المستديرة مع المستديرة والمعوجة مع المعوجة والمثلثة مع المشابهة لها، فاذا انتهت هذه الى السمع كان منها حس الصوت، ويرى ان الدليل على ذلك فى نفخ الزقاق ونفخ القصارين الماء على الثياب التى يدقونها،
واما ذيموقريطوس فيرى ان الهواء ايضا يشكل باشكال الاجزاء التى تحرك بالصوت حتى يكون عنه مثلها، فانه قال ان العقعق يستند الى العقعق وكل يقعد الى شبهه،
ويوجد فى شاطىء البحر الحمى المتشابهة مجتمعة فى مكان واحد، وكذلك فى الغربال فان الأشياء المختلفة اذا غربلت تميزت بعضها من بعض حتى تصير الباقلى على حدة والحمص على حدة، ولقائل أن يقول لهؤلاء: كيف يتهيأ ان تكون اجزاء يسيرة من الهواء تملاء مسافة الوف من الناس؟
واما اصحاب الرواق فيرون ان الهواء ليس مؤلفا من اجزاء لكنها متصل بجملته ولا حلاء فيه، فاذا صدمم الروح تموج وكانت امواجه مستديرة قائمة لا نهاية لها تملأ الهواء المحتوى عليها مثل البركة التى يلقن فيها حجر: تتحرك حركة استدارة ويتحرك الهواء حركة كرية،
واما انقساغورس فيرى ان الصوت يكون عن روح تصدم هواء غليظا فترجع الصدمة الى المسامع، وعلى هذا الطريق يكون الصدا،
(٢٠) هل الصوت جسم وكيف يكون الصدا؟
فوثاغورس وافلاطون وارسطوطاليس يرون ان الصوت لا جسم وانه عرض
فى الهواء، وان الشكل الذى يعرض فى الهواء وينبسط بتكيف الصدمة يكون عنه الصوت، وكل بسيط فهو لا محالة لا جسم، مثل العصا التى تنحنى فان البسيط لا يعرض له شىء لكن العنصر ينحنى،
واما الرواقيون فيرون ان الصوت جسم لانهم يقولون ان كل فاعل وكل منفعل فهو جسم وان الصوت يفعل، فانا نسمعه ونحسه بملاقاته السمع وقرعه اياه كالعصا التى يضرب بها على الشمع، وايضا يقولون ان كل محرك ومؤذ فهو جسم، والحان الموسيقى تحركنا، وتؤذينا الاصوات التى ليست على الموسيقى، وايضا كل متحرك فهو جسم، والصوت يتحرك ويصدم المواضع اللينة ويرجع عنها مثل الكرة التى يضرب بها الحائط، ويقال ان الاشكال النارية التى بمصر اذا صوت فى داخلها صوت واحد حدث عنه الحان اربعة او خمسة،
(٢١) كيف تحس النفس وما جزؤها الرئيس؟
الرواقيون يرون ان جزء النفس الرئيس هو اعلى اجزائها وهو الذى يفعل التخيلات والتواطؤ والانبعات، ويسمونه فكرا، ولهذا الجزء الرئيس سبعة اجزاء تنبعت من النفس وتنبسط فى البدن كما تنبعث من الحيوان الكثير الارجل ارجله التى تسمى ضفائر، واجزاء النفس السبعة خمسة منها هى الحواس الخمس وهى البصر والسمع والشم والذوق واللمس،
والبصر هو روح تنبسط من الجزء الرئيسى الى العينين، والسمع هو روح تنبعث من هذا الجزء الرئيسى الى الاذنين، والشم هو روح تنبعث من هذا الجزء الرئيسى الى المنخرين، والذوق هو روح تنبسط من هذا الجزء الى بسيط البدن،
واما اجزاء النفس الباقية فمنها ما يسمى منيا وهو ايضا روح تنبعث من الجزء المدبر الى الاوعية التى تسمى باراسطاطى، ومنها ما يسميه زينون المصوت وهو الذى يسمونه صوت (!) وهو روح تنبسط من العضو الرئيس الى الحنك واللسان والالات التى تخصه، وهذا
الجزء كما انه فى العالم فى شكل كرى كذلك هو فى ابتدائنا فى شكل كرى وهو الرأس،
(٢٢) فى النفس،
انباذوقليس يرى ان اول تنفس الحيوان يكون للجنين اذا زالت الرطوبة عن اعضاء التنفس بعض الزولان حتى يصير للهواء الخارج طريق فيما يفتح من الاوعية، وما بعد ذلك فهو خروج الحرارة الغريزية إلى خارج والجوهر الهوائى بعض للخروج وبعض للجذب والدخول، ويكون مع ذلك انبساط الدم وميله الى بسيط البدن وعصره ما يدخل ودفعه الفضلة الى خارج وانعطافه فى الخلل الذى فى الدم، فمن هذا يكون التنفس ويذكرنا فى ذلك ما نراه فى القطارات التى يقطر عنها الماء،
واما اسقلبياذس فيقيم الروح مقام القمع ويرى ان علة التنفس هى اللطاقة التى فى الصدر التى يسيل فيها الهواء من خارج ويفسد اذا غلظ، وايضا يندفع اذا لم يقدر الصدر على ان يقبل شيئا ولا يصبر لامساك شىء، فاذا بقى فى الصدر جوهر لطيف يسير لانه لا يقدر ان يحل كله يصير اليه من خارج ما يمده، وذلك شبيه بما يعرض فى المحاجم، فاما التنفس الذى يكون باختيار فيقول انه يكون اذا اجتمعت اعضاء الصدر وضاقت حلق قصبة الرئة، وذلك ان هذه الاعضاء منقادة لارادتنا،
واما ايروفيلس فيرى ان فى الاعضاء قوى تابتة فيها محركة لها وهى 〈فى〉 الاعصاب وفى الشريانات وفى العضل، ويرى ان الرئة تشهى بالطبع وتتشوق الى الانبساط والانقباض وكذلك الاعضاء، وان فعل الرئة جذب الهواء من خارج، وعند الامتلاء الذى يقع لها من الابواب التى فيها يجتذب كل ما لافاها، وبالاشتياق الثانى يجمع.. بعضها الى بعض فيعصر الروح، ثم يمتلىء حتى لا يقدر ان يجذب شيئا اخر، فما بقى فيه م... الى خارج،
فتتكافأ الاعضاء اللحمية بقبول بعضها الانفعال، وانه اذا انبسط ..ـض الصدر واذا انبسط الصدر انقبضت الرئة فيتكافأ ان فى الفعل وينوب كل واحد عن الاخر فيه وعند الامتلاء والتفرغ، فيكون للرئة اربع حركات: الاولى منها هى التى بها تقبل الهواء من خارج والثانية هى التى بها توجهه ما دخل اليها من المنافذ التى فيها الى الصدر وتسيله اليه، واثنتان من هذه الحركات هما انبساط احداهما التى من خارج والاخرى التى من الصدر، واثنتان هما انقباض احداهما اذا جذب الصدر من الرئة والاخرى اذا اخرج عنه، واثنتان من هذه تكون فى الصدر: احداهما انبساط فذلك يكون اذا جذب من الرئة والاخرى انقباض فهى اذا اخرج ما كان جذب،
(٢٣) فى الاعراض الجسمانية وهل تألم النفس بها،
اما الرواقيون فيرون ان الانفعالات والالام تكون فى المواضع التى نالتها التأثيرات، واما الحواس فانها تكون فى الجزء الرئيس، واما ابيقورس فيرى ان الانفعالات والحواس جميعها فى المواضع التى نالتها التأثيرات وان الزء الرئيس لا يقبل الانفعالات،
واما اسطراطن فانه يرى ان الانفعالات من النفس والحس جميعا فى العضو الرئيس لا فى الاعضاء المنفعلة وان الصبر والاحتمال بها يكون مثل الذى يعرض فى الاشياء المؤلمة المؤذية ومثل الذى يعرض فى القوم الذين معهم نجدة وجلد وفى الذين معهم جبن وخور،
المقالة الخامسة من كتاب فلوطرخس،
(١) فى الكهانة،
ان افلاطون واصحاب الرواق يقولون بالكهانة من قبل الجوهر الالهى الخامس الذى هو مبصر ومن قبل الاهية النفس، وهى التى تسمى وحيا ومنها ما يكون بالرؤيا ومنها ما يكون بالعرافة النجومية ومنها ما يكون يزجر الطير، وهذه اجزاء العرافة كلها،
فاما كسانوفانس وابيقورس فانهما يبطلان العرافة البتة،
واما فوثاغوس فانه لا يرى امر الذبائح وحده،
واما ارسطوطاليس وذيمارخس فانهما يقبلان ما كان على طريق الوحى وحده وعلى طريق الرويا ولا يرون ان النفس ليست ميتة لكن معها شىء من الامر الالهى،
(٢) كيف يكون الرويا؟
ذيمقريطوس يرى ان الرؤيا تكون بحضور امثلة الاشياء،
واما اسطراطن فيرى ان ذلك من طبيعة الفكر الذى يكون فى النوم، فانها تكون فى النوم اقوى حسا وتتحرك حرك علمية،
واما ايروفيلس فيرى ان من الرؤيا ما هى على طريق الوحى من الاله وانها ضرورية وان منها طبيعية، وذلك اذا تصورت النفس ما لها فيه من الصلاح وما يتبع وذلك، ومنها ما يكون الشىء من تلقائه وتخلفه فى النفس مثل رؤيتنا ما نشتهى كالذين يرون معشوقتهم فى النوم،
(٣) ما جوهر المنى؟
اما ارسطوطاليس فيرى ان المنى هو الشىء الذى يقدر ان يحرك ذاته ليعمل شيئا مثل الذى عنه انبعث،
واما فوثاغورس فيرى ان المنى رغوة من الدم الذى هو فى غاية الجودة وانه فضل عن الغذاء ويجرى فى الفضل مجرى الدم والمخ،
واماالفماون فيرى انه جزء من الدماغ،
واما افلاطون فيرى انه سيلان من مخ النخاع،
واما ابيقورس فيرى انه شىء منتزع من النفس والبدن،
واما ذيموقريطوس فيرى ان المنى من البدن كله ومن الاعضاء الرئيسة ومن اللحم والليف،
(٤) هل المنى جسم؟
اما لوقيبس وزينون فيريان ان المنى جسم وانه منتزع من النفس،
واما فوثاغورس وافلاطون وارسطوطالس فيرون ان قوة المنى ليست جسما لكنها كالعقل المحرك وان العنصر السائل جسم،
واما اسطراطن وذيموقريطوس فانهما يريان ان القوة ايضا جسم لانها روحانية،
(٥) هل ينبعث من الاناث منى؟
فوثاغورس وابيقورس وذيموقريطوس يرون ان للاناث منى ينبعث لان لها الالات التى تسمى باراسطاطى وانها منقطعة الى داخل، ولذلك صار لهن شهوة فى الاستعمال،
واما ارسطوطاليس وزينون فيريان انه ينبعث من الاناث عنصر رطب كالعرق الذى يسيل من الريادة، واما منى منهضم نضيج فلا،
فاما ابرخاس فانه يرى ان الاناث لهن منى ليس بدون ما للذكور لكنه لا تنتفع به فى الحيوة
لانه يسيل خارج الرحم، ولذلك بعض الناس اعنى النساء كثيرا ما يخرج منهن من غير ملاقاة الرجال ولا سيما الارامل منهم، وان كون العظام من منى الرجل واللحم من منى المرأة،
(٦) كيف يكون الحبل؟
اما ارسطوطاليس فيرى ان الحبل يكون اذا كان الرحم منجذيا بالتنقية وكان دم الحيض قد جذب من جملة المقداز جزءا ما، فخالط الدم النقى حتى يقوم مقام منى الذكر، وان الحبل لا يكون اذا لم يكن الرحم نقيا او كان فيه رياح او عرض فزع او حزن او ضعف من النساء او كلل من الرجال،
(٧) كيف يكون تولد الذكر والانثى؟
انباذوقليس يرى ان كون الذكور والاناث عن الحرارة البرودة، ولذلك يقول فى الاخبار ان فى القديم كان تولد الذكور فى المشرق والجنوب اكثر وتولد الاناث فى الشمال،
واما برمانيذس فكان يقول بعكس ذلك وهو ان فى الشمال تولد الذكور اكثر لان التكاثف فيه اشد، وولادة الاناث فى الجنوب اكثر للتخلخل،
واما ابونقس فيرى ان ذلك يكون عن قوام المنى وصلابته وعن سيلانة وضعفه،
واما انقساغورس وبرمانيذس فيريان ان ما يأتى من الناحية اليمنى ينصب الى الناحية اليمنى من الرحم وان ما يأتى من الناحية اليسرى ينصب الى الناحية اليسرى، فان تغير ذلك وابتدل كان عن ذلك توليد الاناث،
واما ليوفانوس الذى ذكره ارسطوطاليس فيرى ان ذلك بانصباب المنى من البيضة اليمنى والبيضة اليسرى،
واما لوقيبس فيرى ان ذلك لابتدال الاعضاء وتغييرها حتى .... رحم،
فاما ذيموقريطوس فيرى ان الاعضاء المشتركة تكون على اى شىء اتفق، واما الاعضاء الخاصة فعلى قدر القوة العالية،
واما ابوئقس فيرى انه إن غلب المنى كان عن ذلك الذكر وإن غلب الغذاء كان عن ذلك الانثى،
(٨) كيف يكون المؤوفون؟
اما انباذوقليس فيرى ان المؤوفين يكونون من زيادة المنى او من نقصانه او من اضطراب الحركة او من انقسامه الى اجزاء كثيرة او من ميله الى جزء واحد، فعلى هذا الطريق يأتى الجواب فى امر المؤوفين كله،
واما اسطراطن فيرى ان ذلك من زيادة او من نقصان او من انتقال وضع او من رياح،
وقوم من الاطباء يرون ان ذلك يكون من انكلاب الرحم بالرياح،
(٩) لما ذا يتهيأ على المرأة ان تواقع كثيرا فلا تحمل؟
اما ذيوقليس الطبيب فيرى ان ذلك إما من قبل ان بعض الناس لا يبدو منه منى وان بعضهم يكون الذى يبدو منه يسيرا اقل مما يحتاج اليه وإما من قبل ان القوة المحية لا تكون فيه إما من قبل نقصان حرارة او برودة او رطوبة او يبوسة وإما من قبل تحلل الاعضاء،
واما الرواقيون فيرون ان ذلك من قبل ميلان القضيب فلا يقدر ان يخرج المنى على استةامة وإما من قبل اختلاف فى مزاج الاعضاء وبعد بعضها عن بعض،
واما اراسسطراطس فيرى ان ذلك من قبل الرحم اذا
كان فيه تكتل ولحم نابت او كان اكشر تخلخلا من المقدار الطبيعى او كان اصغر مما يختاج اليه،
(١٠) كيف يكون التوأمات والثلاثة؟
انباذوقليس يرى ان التوأمين والثاثة تكونان من قبل زيادة المنى وتفريقه،
واما اسقلبياذس فيرى ان ذلك من قبل اختلاف الاجسام مثل الشعير الذى يكون ذا ساقين او ذا ثلث ساقات وذلك اذا كان الزرع كثير التوليد،
واما اراسسطراطس فيرى ان ذلك من الحبل الذى يعرض فى الحيوان الذى لا نطق له، فان الرحم اذا كان نقيا صار فيه حبل بعد حبل،
واما الرواقيون فيرون ان ذلك من قبل مواضع الرحم، فاذا تفرق فى تلك المواضع المنى وصار فى الاول منها والثانى كان عن ذلك حبل توأمين او ثلثة،
(١١) كيف تكون المشابها بالاباء والاجداد؟
انباذوقليس يرى ان المشابهة تكون على قدر غلبة منى الابوين، وخلاف المشابهة يكون من قبل انحلال. الحرارة التى فى المنى وانفشاشها،
واما برمانيذس فيرى ان المنى اذا كان فى الجهة اليمنى من الرحم كانت المشابهة بالاباء واذا كان فى الجهة اليسرى كانت المشابهة بالامهات،
وما الرواقيون فيرون ان المنى المتشابه الاجزاء يأتى من البدن كله ويتخلق بصور الاباء ومثالاتهم مثل مصور يصور باصباغ باعينها صورة مشابهة للصور التى ترى،
وان النساء ينبعث منهن منى، فان غلب منى المرأة كانت المشابهة بالام وان غلب منى الرجل كانت المشابهة بالاب،
(١٢) كيف صار كثير من المولودين يشنهون قوما اجرين فلا يشبهون اباءهم؟
اما اكثر الاطباء فيرون ان ذلك بالاتفاق وكما يكون الشىء من تلقائه وذلك انه اذا جف منى الرجل والمرأة وبرد كان اولادهم لا يشبهونهم،
واما انباذوقليس فيرى ان تصوير الاجنة بمقدار تخيل المرأة الصورة التى تقع لها فى الحبل، فان كثيرا ما هوى النساء صور تماثيل واصنام، فولدن اولادا مشابهة لصورها،
واما اصحاب الرواق فيرون ان ذلك بمشارك بين الفكر وبين المادة المنصبة وان مشابهة بعضهم ببعض تكون على قدر انبعاث الشعاعات لا انبعاث الصور،
(١٣) كيف يكون انساء عقرا والرجال عةما؟
ان الاطباء يقولون ان النساء يصرن عقرا هن خلقة الرحم إما بأن يكون كثير التخلخل وإما بأن يكون كثير التكاثف وإما من قبل صلابة فيه وإما من قبل زوائد تتولد فيه وإما من قبل لحم يتولد 〈فيه وإما〉 من قبل صغر مفداره وإما من قبل فساد غذائه وإما من قبل شر حال مزاجه وإما من قبل انقلاب شكله وإما من قبل اضطراب يقع فيه،
واما ذوقليس قيرى ان الرجال يكونون عقما إما من قبل ان بعدهم لا ينزل منيا البتة وإما من قبل ان المنى قليل اقل من المقدار الذى يحتاج اليه وإما من قبل ان المنى غير منجب وإما من قبل انحلال الاعضاء وإما من قبل ميلان فى القديب فلا يقدر ان يوءديه على استقامة وإنما من قبل ان الة الرجل تكون مخالفة لمزاج الرحم بعيدة منه،
واما الرواقيون فيتهمون فى ذلك مخالفة بين المجتمعين فى قوتهم وكيفياتهم،
فاذا عرض ان يفتروق بعضهم عن بعض ويجتمعون مع اخرين مشابهين لهم فى المزاج يصيرون الى حال طبيعية وينفعل منهم الجنين،
(١٤) لما صارت البغار عقرا؟
اما القماون فبرى ان الذكورة من البغال لا ينتجون من قبل رقة منيهم وبرد فيه، واما الاناث فمن فبل ان ارحامهن تكون غير منفتحة، فانه كذا قال،
واما انباذوقليس فيرى ان ذلك من قبل صغر ارحامهن وانخفاضها وضيقها واعوجاجها، وان وضعها مخالف لوضع البطن، وان المنى لا يصير اليها على استقامة ولا يبلغ الوضع الذى يحتاج اليه فيه،
وذيوقليس يثهد بانه قد رأى فى تشريح البغال ارحاما على هذه الصورة وقد يمكن ان تكون النساء عقرا لمثل هذه العلة،
(١٥) هل الخنين حيوان؟
اما افلاطون فيرى ان الجنين حيوان لانه يتحرك فى الجوف ويغتذى،
واما الرواقيون فيرون انه جزء من البطن وانه ليس حيوانا، ويقولون كما ان الثمال هى اجزاء من النبات فاذا نضجت تنتثر عن اشجارها كذلك الاجنة،
واما النباذوقليس فليس يرى ان الجنين حيوان لكنه متنفس فى الجوف، وان اول تنفسه فى وقت الولادة، وذلك اذا فارقته رطوبة وخالطه هواء من خارج فى الاعضاء التى قد تفتحت،
واما ذيوجانس فيرى ان الاجنة تولد ولا نفس لها لكن فيها حرارة، ولذلك اذا انبسطت الحرارة الغريزية حتى تصير الى الرئة فعلى المكان يجذب الهواء،
واما ايروفيلس فيوجب للاجنة حركة طبيعية لا روحانية ويجد لحركتها علة، وتكون حيوانات
اذا انبسطت الحرارة فيها وجذبت الهواء،
(١٦) كيف تغتذى الاجنة؟
ذيموقريطوس وابيقورس يريان ان الجنين فى الرحم يغتذى بفمه، ولذلك اذا ولد فعلى المكان يصير بفمه الى الثدى، ويريان ان من الرحم شبيهة بحلم الثدى وافواه مثلها يغتذى منها الجنين،
وما الرواقيون فيرون ان الجنين يغتذى بالمشيمة والسرة، ولذلك يربطونها القوابل رباطا وثيقا حتى يكون طريق الغذاء من موضع اخر،
واما القماون فيرى ان الغذاء يكون بجميع البدن وانه يأخذ اجزاء الجذاء كما يأخذ الاسفنج الرطوبات،
(١٧) ما اول ما يخلق فى البطن؟
اما الرواقيون فيرون ان الجنين كله يخلق معا،
واما ارسطوطاليس فيرى ان اول ما يخلق هو الصلب مثل صلب السفينة،
واما القماون فيرى ان اول ما يخلق هو الرأس لان فيه الجزء الرئيس،
واما الاطباء فيرون ان القلب اول ما يخلق مع العروق والشريانات،
وآخرون رأوا ان اصبع الرجل اول ما يخلق من الجنين،
وآخرون يرون ان السرة اول ما يخلق من الجنين،
(١٨) لما صار المولودون لسبعة اشحر يتربون؟
اما انباذوقليس فيرى انه لما تولد جنس الناس من الارض
كان هذا مقدار ذمان تولده على حسب مسير الشمس فى ذلك الوقط، فانه كان بطيئا بمقدار عشرة اشهر فى هذا الزمان، ولما اتى على ذلك الزمان صار اليوم بمقدار سبعة اشهر، ولذلك صار المولودون لعشرة اشهر يتربون وامولودون لسبعة اشهر مثله، الذكانت طبيعة العالم تىنى بأن يربى الجنين ينمع فى يوم واحد وليلة واحدة،
واما طيماوس فيرى انه قد كان ولاد بعد اثنى عشر شهرا من انقطاع الحيض الذى كان قبل الحبل، وكذلك يظن المودين لسبعة اشهر ليس ولادهم لسبعة اشهر لانه يكون 〈بعد〉 الحبل حيض،
واما بولووس وذيوقليس الطبيبان من اصحاب التجربة فيقولون: الشهر الثامن ةد يكن ينجب الا انه كثيرا ما يكون ضعيفا هن قبل ضعف البدن وينحل منه انحلالا كثيرا على الامر الاكثر العام المشترك، فان المودين فى الشهر الثامن لا يعيشون سيما النساء، وقد ولد ذكور كثيرة فى الشهر الثامن،
واما ارسطوطاليس وشيعته وابقراط فانهم يقولون ان الجنين اذا كمل فى السبعة الاشهر عند ذلك ينحط وينعطف الى اسفل للخروج، فان مال الى اسفل ولم يخرج بقى ضعيف الغذاء، وإن ثبت فى الرحم التسعة الاشهر ثم انحط للخروج كاملا عاش،
واما بولوبوس فيقول ان الاجنة التى تولد فتربى ولادها يكون فى مائت واثنين وثمانين يوما ونصف يوم، وان هذه الايام ستة اشهر لان الشمس تصير من المنقلب الى المنقلب فى مثل هذا الزمان، ومن ولد فى مثل هذا العدد نسب الى الشهر السابع لان فيه ايام من الشهر السابع، واما المولودون فى الشهر الثامن فانهم لا يعيشون، وذلك ان الجنين يميل فى الرحم ويبقى متعلقا فيعدم الغداء لان الذى كان يغذوه فد تغير عن خلقته،
واما اصحاب التعاليم فيقولون ان الثمانية الاشهر لا رباط لها فى شىء من التوليد البتة، واما السبعة فانها مرتبطة، والابراج التى لا
رباط لها هى التى تعد بعدد الثمانية مثل العقرب فانه لا يربط بالثور والثور لا يرتبط بالقوس والتوأمان لا يربطان بالجدى والسرطان لا يربط بالدلو والاسد لا يربط بالسمكة، ولذلك صار المولودون لثمانية اشهر من قبل انها غير مرتبطة،
(١٩) فى توليد الحيوانات وكيف كان كونها وهل تفسد،
اما الذين يرون ان العالم مكون فالحيوانات عندهم كائنة فاسدة،
واما اصحاب ابيقورس الذين يرون ان العالم لا كون له فان كون الحيوان عندهم من استحالة بعضه الى بعض لانه اجزاء العالم،
وكذلك يرى انقساغورس واوريبيذس ان لا شىء من الحيوانات يموت لكن يستحيل بعضها الى بعض فتتغير صورته،
واماانقسمندورس فيرى ان الحيوانات الاولى تولدت فى الرطوبة وانه كان يغشاها قشور مثل قشور السمك، ولما اتت عليها الدهور والمنون صارت الى الجفاف واليبس، فلما تقشر عنها ذلك القشر وصارت حيوتها زمانا يسيرا،
واما ذيموقريطوس وابيقورس فيريان ان الحيوانات متولدة وان كونها من جوهر حار وان اول ما احياها هو الحار،
واما انباذوقليس فيرى ان كون الحيوانات والنبات فى اول الامر لم يكن دفعة لكنها كانت شيئا شيئا، وكانت اعضاؤها غير مؤتلفة ولا متصلة ثم صارت بعد ذلك متصلة فى كون ثان فى صورة التماثيل، وفى كون ثلاث كان بعضها من بعض وفى كون رابع لم تكن من الاسطقسات اعنى الارض والهواء لكن بالاجتماع والتكاثف وكثرة الغذاء فى احيوانات ومع ذلك بحسن الصورة التى للنساء التى حركت على سيلان المنى، وجناس الحيوان كليها تميز بعضها من بعض باختلاف تكاثف المزاج، فما كان منها اكثر رطوبة كان انبعاثة الى الماء ومنها ما يطير فى الهواء وهى ما كان الجوهر النارى كثيرا فيها وما
كان منها ثقيلا ثبت على الارض وما كان منها متساوى الاجذاء فى المزاج فهو معتدل فى المواضع كلها،
(٢٠) كم اجناس الحيوان وهل هى كلها حساسة ناطقة؟
اما افلاطون وارسطوطاليس فيريان ان اجناس الحيوانات اربعة فمنها برية ومنها بحرية مائية ومنها طيارة ومنها سمائية، فانهما يقولان ان الكواكب حيوانات وان العالم والاله حى ناطق لا ميت،
واما ذيموقريطوس وابيقورس فانهما يريان ان يمنع فى شأن السمائية ذلك،
واما انقساغورس فيرى ان لكل الحيوانات نطق (!) فعلى (!) يقوم مقام العقل، فاما النطق الانفعالى الذى سمى المترجم عن العقل فليس لها،
واما فوثاغورس وافلاطون فيريان ان انفس البهائم ناطقة الا انها لا تفعل النطق لاجتلاف مزاج الابدان ولانه ليس لها عبارة كالذى يعرض فى القرود والكلاب فانها تنطق ولكنها لا تتكلم،
واما ذيوجانس فيقول ان لها جزءا من الجوهر العقلى ومن الهواء، لكن من اخل ان بعضها يقوى عليه التكاثف وبعضها تقوى عليه كثرة الرطوبة صارت لا تفكر ولا تحس لكن كون ذلك فيهم مثله فى الذين بهم جنون والجزء المدبر تابع ذلك،
(٢١) فى كم من الزمان تتصور الحوانات اذا كانت فى البطن؟
اما انباذوقليس فيرى ان اول انطباع الصورة فى الناس يكون من السادس والثلثين وان الاعضاء تتم وتكمل فى خمسين يوما ناقصة يوما واحدا،
واما اسقلبياذس فيرى ان الذكور لما فيها من الحرارة يكون بيان الصورة فيها من اليوم السادس والعشرين، وكثيرا ما يكون ذلك فى ابعد من هذا الزمان، وتتم الاعضاء فى دون خمسين، فاما فى الاناث فان الصورة فيها تتضع فى شحرين وتتم فى اربعة
اشهر لما فيها من نقصان الحرارة، فاما الحيوانات التى لا نطق لها فان ذلك يختلف فيها على قدر مذاج الاسطقسات،
(٢٢) من اى الاسطقسات كل واحد من الاجزاء الجنسية التى فينا؟
اما انباذوقليس فيرى ان اللحم يتولد من الاربعة الاسطقسات اذا امتزجت على المساواة، واما العصب فان تولده من نار وارض اذا امتزجا امتزاجا يكمن ما فيه من الارض النار، واما اظفار الحيوان فتولدها من الاعصاب اذا لاقت الحواء المحيط وصلبت وبردت به، واما العظام فتولدها من جزئين من الماء ومثله من الارض واربعة اجزاءمن النار اذا اجتمعت وامتزجت معا، واما العرق والدمع فتولدهما يكون من ذوبان الدروسيلانه من قبل اللطافة التى تحدث له بالذوبان،
(٢٣) كيف يبتدىء لانسان بالكمال؟
ايراقليطس وارواقيون يرون ان الانسان يبتدىء بالكمال فى الاسبوع الثانى من سنه وهو الوقت الذى يبدأ فيه منه من الزرع، فان الاشجار عند ذالك تستكمل اذا اخذت فى توليد الزرع، وقبل ذلك تكمن لا تامة ولا مدركه ولا مثمرة، والانسان يستكمل فى الاسبوع الثانى من سنه اذا صار الى فهم الجير والشر والذهن والتعلم،
(٢٤) كيف يكون النوم وهل هو موت للنفس والبدن؟
القماون يرى ان النوم يكون بانقباض الدم واجتماعه الى العروق الحاملة له، الانتباه انبساط هذا الدموالموت عدم هذا الدم البتة،
واما انباذوقليس فيرى ان النوم يكون اذا بردت الحرارة التى
فى الدم بردا معتدلا واذا بردت بردا تاما كان عن ذلك الموت،
واما ذيوجانس فيرى ان النوم يكون اذا ذات الدم وامتلأت العروق وانجذب الروح التى فيها الى الصدر وابطن، ولذلك يكون الصدر فى وقت النوم الثر حرارة، فان فنى الجوهر الهوائى كله من العروق حدث من ذلك الموت،
واما افلاطون والروقيون فيرون ان النوم يكون عن راحة الروح الحسى عند استراخائه وسيلانه كما يعرض فى الطين الذى يسترخى فيشكل، لكنه يجتمع الى الجزء الرئيس الذى مكانه بين الحاجبين، فاذا كانت راحة الروح الحسى تامة مستقصاة عند ذلك يكون الموت،
(٢٥) هل النوم والموت للنفس او للبدن؟
اما ارسطوطاليس فيرى ان النوم مشترك للنفس والبدن وان علته الرطوبة التى تبخر عن الصدر الى المواضع التى تلى الرأس من الغذاء المجتمع وان بانعطاف هذا البخار تبرد حرارة القلب الغريزية برودة يسيرة، فاذا بردت هذه الحرارة بردا تاما كان عن ذلك الموت، وان الموت للبدن وحده لا للنفس لان النفس لا موت لها،
واما انقساغورس فيرى ان النوم شىء مشترك يعم افعال البدن وان هذا الانفعال للبدن لا للنفس، وان للنفس موتا وهو مفارقتها للبدن،
واما لوقيبس فيرى ان ذلك ليس انما يكون بتعب البدن فقط، لكن ما يكون بامتزاج الجوهر اللطيف بمقدار كثير من الحرارة النفسانية والزيادة فيها علة للموت، وهذه انفعالات للبدن لا للنفس،
واما انباذوقليس فيرى ان الموت يكون على مفارقة الجوهر النارى الذى بممازجته كانت الحيوانات، وعلى هذه الجهة يكون الموت مشتركا للنفس والبدن، واما النوم فانه يكون اذا لم تقع المفارقة، لكن يكون النوم عند انعطاف الجوهر النارى،
(٢٦) كيف يربى النبات وهل هو حيوان؟
افلاطون وانباذوقليس يريان ان النبات حيوان وان هذه الحيوان متنفسة، ويستشهدون على ذلك من حركتها ومن امتداد اغصانها ومن انها عند التحويل من ارض الى ارض تميل وتسترخى ثم تنتصب وتقوى حتى يحتمل ان تعلق عليها اثقالا،
واما ارسطوطاليس فيرى انها متنفسة ولكنها ليست حيوانات لان الحيوانات لها انبعاث ولها حس ومنها ما له نطق،
واما الرواقيون وابيقورس فانهما يريان انها ليست لها نفس لان كل نفس لها انبعاث ولها شهوة واشتياق وبعض الانفس لها نظق، واما النبات فان كونه بكون الشىء من تلقائه لا من نفس،
واما انباذوقليس فيرى ان كون الاشجار قبل الحيوان وان نبتها من الارض من قبل انبساط الشمس ومن قبل انفصال الليل من النهار، وما بين الجوهرين من اعتدال المزاج كان احدهما عند الاخر بقياس الذكر عند الانثى، [وان] النماء يكون بالحار الذى فى الارض وبانقسامه فيها حتى كأنها اجزاء من الارض كما ان الاجنة التى فى الرحم كأنها اجزاء الرحم، وان الثمار هى فضول ما فى النبات من الماء والنار، وان 〈ما〉 كان منها الجوهر المائى فيه قليلا اذا انفش عنها بحرارة الصيف انتثرت اوراقها وما كان منها الرطوبة فيه كثيرة بدت طرية دائما مثل شجرة الغاز والزيتون والنخل وما اشبهه، واما اختلاف جواهر الكيموسات فيها فمن قبل اختلاف الارضين والازمنة واختلاف المتشابهة الاجزاء التى تغتذى منها كالذى يظهر من ذلك فى الكروم، فان الشراب الجيد منها لا يكون من اختلاف جواهرها لكن من اختلاف غذائها والتربة الغاذية لها،
(٢٧) فى الغذاء والنماء،
انقساغورس يرى ان الحيوانات تغتذى بالرطوبة التى يجذبها كل واحد من اعضائها بالرعى والاغتذاء وتمنى اذا كان ما يصير اليها من الغذاء كثيرا وتهتم وتذبل اذا كان ما ينحل عنها كثيرا، وان هؤلاء الناس اذا قيسوا بالذين كانوا قبل كانت مرتبتهم عندهم مرتبة الاطفال،
واما انباذوقليس فيرى ان الغذاء يكون بثبات الرطوبة وبقائها وان النماء يكون بحضور الحرارة وان الذبول يكون بنقصان المعنيين جميعا،
(٢٨) من اين يصير للحيوانات شهوات ولذات؟
اما انباذوقليس فيرى ان الشهوات تصير الى الحيوانات عند نقصان الاسطقسات التى كونها عنها، واما اللذات فانها من الرطوبة من حركات التربية المتشابهة فى الجنس، واما الاذى فمن قبل الاشياء المخالفة فى اللمس والملاقاة،
(٢٩) كيف تكون الحمى وهل هى توليد؟
ان اراسسطراطس يحد الحمى بهذا الحد: الحمى هى حركة للدم وانصبابه الى اوعية الروح بغير اختبار مثل البحر الذى اذا لم يحركه محرك كان ساكنا فاذا حركته ريح عاصفة على غير المجرى الطبيعى فعند ذلك يضطرب ويلتف، وكذلك فى البدن اذا تحرك الدم سال فى اوعية الروح واذا سخن اسخن البدن كله، وهو يرى فى الحمى انها توليد
لانها عن ورم يعرض فى الات الروح مع الغذاء الذى يسيل اليها،
واما ذيوقليس فيرى ان الاشياء الظاهرة هى مناظر الاشياء الخفية، وقد ترى من الاشياء الظاهرة ان الحمى تكون عن ورم حار 〈و〉عن العلة التى تسمى بوبون، فيجب اذن اضطرارا ان تقول ان الحمى تكون عن اشياء وإن خفيت فهى إما ورم وإما غذاء او جسم اخر سخن،
واما ايروفيلس فيبطل ذلك ويرى ان الورم الحار ليس يتقدم الحمى لكن الحمى تتقدمه وعلى هذا تكون الحمى فى الامر الاكثر، وكثيرا ما تكون من غير ان يظهر بها سبب، وتحدث علتها حركات الامراض القديمة وتولد الاورام الحارة،
(٣٠) فى الصحة والمرض والشيخوخة،
اما القماون فيرى ان الصحة تكون عن مساواة قوى الرطب واليابس والبارد والحار والمر والحلو وباقى الكيفيات وان غلبة بعضها على بعض تحدث الامراض لان كل واحد اذا غلب بذاته كان مفسدا للاخر،
فاما ايروفيلس فيرى ان الامراض تكون اما من قبل العلة التى تسمى به فبزيادة الحرارة والبرودة واما من قبل الذى يسمى 〈منه〉 فمن قبل زيادة الغذاء او نقصانه واما من قبل العلة التى تسمى فيه فهى الدم او فى الدماغ لان فى هذين تكون مبادئ الامراض، وقد تكون كثيرا من العلل الخارجة اعنى المياه والصديد والمدة وما اشبه ذلك، واما الصحة فهى اعتدال المزاج على تكييف ما،
واما ذيوقليس فيرى ان كثيرا من الامراض يكون من قبل اختلاف الاسطقسات التى فى البدن ومزاج الهواء،
واما اراسسطراطس فيرى ان الامراض تكون من زيادة الغذاء وقلة الهضم وفساد الغذاء وان ترتيب البدن يكون باستعمال
الكفاف من الغذاء،
واما اصحاب الرواق والاطباء فانهم متفقون على ان الشيخوخة تكون من نقصان الحرارة، فالذين الحار فى ابدانهم كثير تطول مدتهم فى الشيخوخة،
واسقلبياذس يقول ان الزنوج يهرمون سريعا فى مقدار ثلثين سنة لان ابدانهم قد جاوزت مقدار اعتدال الحرارة والتهبت بالشمس، واما الذين يسكنون البلد الذى يقال له برطنيا فيقول انهم يهرمون فى مائة وعشرين سنة لان اماكنهم باردة والحرارة الغريزية النارية تلبث بها، وابدان الزنوج مخلخلة لان الشمس قد خلخلتها، واما الذين يسكنون فى الشمال فان ابدانهم متكاثفة، ولذلك يكونون اطول زمانا،،
تمت المقالة الخامسة من كتاب فلوطرخس وبتمامه تم الكتاب وهو مائة وأحد وثلثون بابا، ولله الحمد وكان اصله سقيما سقيما جدا،،