Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: Ars Medica (The Art of Medicine)

وقد وصفنا علامات أفضل هيئات البدن.

وأمّا الأبدان التي تنقص عنها فينبغي أن تقسم أقساماً لا يحصى عددها بطريق الأكثر والأقلّ. إلّا أنّا قد أجملناها في ثلثة حدود ذوات عرض.

ونحن واصفون العلامات الدالّة على البدن الذي يقال إنّه سقيم بقول مطلق، لأنّا إذا وصفنا علامات هذا البدن تبيّن منها علامات البدنين الباقيين.

وقد وصفنا أجناسها قبل في كلامنا في أفضل الهيئات، ونحن واصفون الآن أصنافها بعد أن تقسم.

ونصف أوّلاً الأعضاء.

وأصناف الأعضاء كلّها أربعة. وذلك أنّ منها أصولاً، ومنها فروعاً تنبت من تلك الأصول، ومنها ما ليست مستولية على تدبير غيرها، ولا غيرها مستولياً على تدبيرها، لأنّ القوى التي يكون بها تدبيرها غريزيّّة فيها. ومنها ما لها قوى غريزيّّة فيها، وقوى تجري إليها من تلك الأصول.

والأصول: هي الدماغ، والقلب، والكبد، والأنثيان.

والفروع التي تنبت من هذه الأصول، وتؤدّي عنها أمّا التي تنبت من الدماغ، وتؤدّي عنه: فالعصب، والنخاع.

وأمّا التي تنبت من القلب، وتؤدّي عنه: فالعروق الضوارب.

وأمّا التي تنبت من الكبد، وتؤدّي عنه: فالعروق غير الضوارب.

وأمّا التي تنبت من الأنثيين، وتؤدّي عنها: فأوعية المنيّ.

فأمّا الأعضاء التي تدبيرها من أنفسها فهي: الغضروف، والعظم، والرباط، والغشاء، واللحم الرخو، واللحم السمين، واللحم الفرد.

وأمّا سائر الأعضاء كلّها فتشارك هذه الأعضاء التي ذكرنا في أنّ تدبيرها يكون من أنفسها، وهي مع ذلك تحتاج إلى العروق الضوارب، وغير الضوارب، والعصب.

وأمّا الشعر والأظافر فليس لهما تدبير في نفس أبدانهما، وإنّما لهما تولّد، وحدوث فقط.

فهذه هي أصناف الأعضاء.