Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Hippocrates: De Natura Hominis (Nature of Man)

وأما بدن الانسان ففيه دم وبلغم ومرة صفراء ومرة سوداء وهذه الأربع هى طبيعة بدن الانسان ومنها يكون سقمه وصحته وانما تكون صحته فى غاية الجودة اذا اعتدلت قواها وكمياتها وخاصة اذا كانت مختلطة بعضها ببعض وأما المرض فيحث اذا كان بعضها أقل من الباقية أو أكثر واذا انفرد بعضها ولم يكن مختلطا بالباقية فانه عند ذلك يضطر الى أن يمرض الموضع الذى خلا منه والموضع الذى صار الية لأنه يملأه ويمدده ويؤلمه فيمرض لذلك واذا انصب من هذه الأخلاط أيضا شىء ظاهر البدن انصبابا مفرطا عرض منه الوجع والضربان وان هو انصب الى داخل انصابا كثيرا فان الوجع من ذلك يكون على الضعف مما يكون عليه اذا كان انصبابا الى خارج على نحو ما قلنا فى الموضع الذى منه انفصل والموضع الذى اليه صار