Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈طرق التوالد〉

وأيضاً بعض الحيوان يلد حيواناً، وبعضه يبيض بيضاً، وبعضه يلد يرقاً. فأما الذى يلد حيواناً فمثل الإنسان والفرس 〈والفاقم〉 وجميع ما له شعر وأعظم، من الحيوان البحرى مثل الدلفين والذى يسمى باليونانية سلاشى. ومنها ما له عضو خاص شبيه بأنبوبة وليس له أذن مثل الدلفين وفالاينا. وهذه الأنبوبة تكون فى ظهر الدلفين وفى جبهة فالاينا. ولبعض الحيوان البحرى إذن مكشوفة، مثل الذى يسمى باليونانية سلاشى وغليوى وباطو.

وإنما أسمى بيضةً: التى يكون الفرخ من جزء من أجزائها، وسائر ذلك يكون غذاءه حتى ينمى ويكمل. وأسمى دودة التى من كلها يكون كل الحيوان انفصل وقت صورته ونشأ. وينبغى أن نعلم 〈أن〉 بعض الحيوان الذى يلد حيواناً أيضاً إنما يلد فى رحمه بيضاً أولاً. فإذا تم صار منه شبيه بدود. فإذا ولد ذلك الدود قبل صورته تامةً، وكان منه حيوان مثل الحيوان البحرى الذى يسمى [٩] باليونانية سلاشى. وبعض الحيوان يلد فى الرحم حيواناً مثله؛ فإذا تم خلقه وكمل، خرج إلى خارج، مثل الإنسان والفرس، وكلها يلد حيواناً مثله. وبعض البيض يكون صلب الخزف وفى داخله لونان من الرطوبات، مثل بيض الطير. ومن البيض ما هو لين، وللرطوبة التى فى داخله لون واحد، مثل بيض الحيوان الذى يسمى سلاشى. وبعض الدود الذى يولد من الحيوان متحرك من ساعته، وبعضه لا يتحرك إلا بعد أيام. وسنصف ذلك كله صفةً لطيفةً فيما يستقبل، إذا أخذنا فى ذكر أولادها.

〈كيفية الحركة〉

وأيضاً لبض الحيوان أرجل، ولبعضها لا. والذى له أرجل أيضاً مختلف، لأن منه ما له رجلان فقط، مثل الإنسان والطير؛ ومنه ما له أربعة أرجل، مثل الفرس والثور وما كان من هذا الصنف؛ ومنه ما له أرجل كثيرة، مثل النحلة والدبر والحيوان الذى يسمى ذو أربعة وأربعين رجلاً. وأرجل جميع الحيوان أزواج، ليس بأفراد.

فأما الحيوان المائى الذى يعوم، فإن له أجنحةً مثل السمك، ومنه ما له أربعة أجنحة: اثنان منها فى بطنه، واثنان فيما يلى الظهر، مثل السمك الذى يسمى خروسفروس واللبراق. ومنها ما له جناحان، مثل جميع السمك المستطيل الأملس، مثل الأنكليس والذى يسمى باليونانية 〈دليا وبعضها ليست له أجنحة قط، مثل الذى يسمى باليونانية〉 اسمورنيا وكل ما معاشه من الماء مثل معاش الحية من الأرض. وليس لبعض السمك الذى يسمى سلاشى أجنحة؛ مثل كل ما كان منها عريضاً له ذنب، مثل الذى يسمى بلاتيا وقرقفورا؛ وإنما يعوم هذا الصنف بعرض جسده. وأما الضفدع البحرى فله أجنحة، 〈وكذلك〉 جميع ما لم يكن 〈جسمه العريض ذا شكل هدابى〉. فأما كل ما كان من السمك البحرى الذى يظن أن له أرجلاً وهو يعوم بها وبالأجنحة، مثل جميع الصنف الذى يسمى باليونانية ملاقيا، فإنها تسرع الحركة والعوم حتى تصير من شاطئ البحر إلى اللج، وخاصة السمك الذى يسمى سبيا وطوثيس و والصنف الكثير الأرجل: 〈لكن ليس من بين النوعين الأولين من يمشى مثل الكثير الأرجل〉.

فأما ما كان من السمك الجاسى الجلد، مثل الذى يسمى باليونانية قرابس [١٠] فإنه يتحرك بذنبه حركةً سريعةً مع حركة أجنحته. والتمساح يتحرك ويعوم برجليه: وذنبه بقدر ما يقاس صغير إلى كبير، وذنب التمساح بذنب السمكة التى تسمى غلانيس.

ولبعض الطيور ريش مثل العقاب والبازى. وبعضه محزز الجسد، مثل النحلة وما يشبهها. ومنها ما جناحه من جلد، مثل الوطواط وما يشبهه. ولجميع الطير الذى له ريش والذى جناحه من جلد: دم. فأما المحزز الجسد فليس له دم ألبتة. ولبعض الطير الذى له ريش والذى جناحه من جلد: رجلان؛ وليس لبعضه رجلان: فإنه يقال إن من الحيات حيات لها أجنحة وليس لها رجلان، وذلك يكون فى أرض الحبشة. وجميع ما له جناحان منسوب إلى جنس الطير.

ومن الطير الذى ليس له دم ما لجناحيه غلاف، لأن جناحيه تحت غطاء يسترهما، مثل الدبر والجعل. ومنه ما له غطاء رقيق شبيه بالقشر. ومما وصفنا ما له جناحان؛ ومنه ما له أربعة أجنحة. فأما التى لها أربعة أجنحة، فهى التى لها عظم، أو لها فى مؤخرها حمة. فأما التى لها جناحان فهى التى ليس لها عظم وهى التى تلسع بخرطومها الذى فى مقدم رؤسها. وليس لشىء مما لجناحه غلاف حمة. فأما التى لها جناحان فقط فهى تلسع بالخرطوم الذى فى مقدم رأسها، مثل الذباب والبعوض وذباب الدواب. وجميع الحيوان الذى ليس له دم، أصغر جثة من الحيوان الذى له دم، ما خلا الحيوان البحرى فإن منه حيواناً ليس له دم أكبر من حيوان له دم. وذلك يكون قليلاً يسيراً، مثل بعض السمك الذى يقال له مالاقيا، فإن هذا الجنس يكون عظيماً جداً فى الأماكن الحارة، لا سيما فى اللجج أكثر من الأماكن التى تقرب من البر، وخاصة فى المواضع التى تكثر فيها المياه العذبة الطيبة.

وجميع ما يتحرك من الحيوان يتحرك بأربعة أعضاء من أعضائها، وبأكثر منها. وما كان من الحيوان الذى له دم فهو يتحرك بأربعة أعضاء فقط، مثل الإنسان: فإنه يتحرك برجلين ويدين. فأما ما كان ذا [١١] أربع، فإنه يتحرك بأربعة أرجل. والسمك يتحرك بأربعة أجنحة: فأما ما كان له جناحان أو ليس له رجلان ألبتة فهو يتحرك أيضاً على أربعة، أعنى الالتواء الذى يلتوى إذا مشى ويرفع بعض جثته على الأرض ويضع عليها بعضها، مثل الحية. وأما ما كان من الحيوان الذى ليس له دم — إن كان من جنس الطير، وإن كان من جنس المشاء — فهو يتحرك بأرجل كثيرة، مثل الحيوان الذى يسمى افاميرون فإنه يتحرك بأربعة أجنحة وأربع أرجل. وإنما سمى بهذا الاسم لأنه لا يعيش إلا يوماً واحداً 〈وهو ذو أجنحة وإن كان ذا أربع أرجل〉.

وأما السرطانات فإن لها ستة أرجل تتحرك بها حركة معتدلة.