Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الحاجبان، العينان، الجفنان〉

وتحت الجبهة الحاجبان. وإذا كان الحاجبان مستقيمين، كأنه خط، يدل على لين وتأنيث واسترخاء. وإذا كانا منفرجين آخذين إلى طرف الأنف فهو يدل على أن صاحبه كيس خفيف لطيف فى جميع أموره. وإذا كان اعوجاجها مائلاً إلى الصدغين فهو دليل على أن صاحبه مستهزئ ردىء الحال 〈حسود〉.

وتحت الحاجبين: العينان. وأجزاؤها الشفر الأعلى، والأسفل. فأما داخل العينين فإن الرطوبة التى تبصر بها تسمى حدقة. وما يلى الحدقة يقال لها: سواد العين. وما كان خارجاً من ذلك السواد يقال 〈له〉 بياض العين. ومن أجزاء العين أيضاً زاوية الأشفار التى تلى الأنف، والزاوية الأخرى التى تلى الأصداغ. والمأق الأعلى والأسفل. فإذا كان المأق وما يلى زاوية العين صغيراً دقيقاً، 〈فهذا〉 يدل على رداءة حال صاحبه وسوء مسلكه وسيرته. وإذا كان ذلك الموضع كثير اللحم، مثل ما يعرض لعين الحدأة، يدل على خبث ورداءة وفجور.

ولجميع أجناس الحيوان عينان، وإن لم تكن تامةً، ما خلا الحيوان البحرى الذى جلده صلب شبيه بالخزف. فأما جميع الحيوان الذى يلد حيواناً مثله فله عينان، ما خلا الخلد فإنه عادم العينين فيما يظهر منه، لأنه لا يبصر ألبتة. وأما إن شق أحد الجلدة التى على أماكن عينيه وسلخها سلخاً رقيقاً، فإنه سيجد مواضع العينين وسوادها على حالها كأنه إنما تصيبه الضرورة والفساد وذهاب البصر فى أوان الولادة لحال نبات الجلد على العينين.

[فأما الحاجبان الواقعان على العينين فإنهما دليلان على أن صاحبها حسود].