Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

‌أقول إنّك إذا تقدّمتَ فعلمتَ أنّ الاستواء الخريفيّ يكون في أوّل يوم من الشهر الذي يسمّيه أهل ماقيدونيا «ديس»، ثمّ علمتَ أنّ المنقلب الشتويّ يكون بعدها بثلاثة أشهر، علمتَ أنّه يقع في أوّل يوم من الشهر الذي يسمّيه أهل ماقيدونيا «باريطيس»، وهو شُباط، فإنّ على هذا كان أهل ماقيدونيا وضعوا أصل حسابهم. وإذا علمتَ أنّ الاستواء الربيعيّ يكون بعد هذا بثلاثة أشهر، علمتَ أنّه يقع في أوّل يوم من الشهر الذي يقال له «أرطيميسيس» من شهور أهل ماقيدونيا، وهو أيّار. وكذلك إذا علمتَ أنّ المنقلب الصيفيّ يكون بعد هذا بثلاثة أشهر، علمتَ أنّه يقع في أوّل يوم من الشهر الذي يقال له «لواس»، وهو آب، من شهور أهل ماقيدونيا. فإنّ أهل ماقيدونيا كانوا بنوا حسابهم على أن يقع الاستواءان والمنقلبان في أوائل هذه الشهور التي قد ذكرنا من شهورهم.

فمن تقدّم فعلم هذا ثمّ خبر مع ذلك أنّ السماك الرامح يطلع قبل الاستواء الخريفيّ باثني عشر يوماً في المثل، وأنّ الثريّا تغرب من بعد ذلك نحو من خمسين يوماً، علم في أيّ شهر من شهور أيّ بلد وفي كم يوم منه يقع نوء كلّ واحد من هذين النجمين، ويرصد ويتفقّد، إن أراد أن يتبع أبقراط ويفهم عنه ما قال، تغيّر مزاج الهواء كيف يكون في وقت وقت من هذه الأوقات.

وبيّن أنّه لا ينبغي لك أن تحسب الشهور على القمر، كما تحسب في هذا الزمان في كثير من مدن اليونانيّين وكانت تحسب فيما مضى في جميع مدنهم، لكنّ على الشمس، كما تحسب عند كثير من الأمم، وخاصّةً عند الروم.

فإنّ السنة عند الروم تقسم على اثني عشر شهراً. وواحد منها يحسب عندهم ثمانية وعشرين يوماً، وهو الشهر الثاني في حسابهم من بعد المنقلب الشتويّ. فأمّا الشهر الأوّل من بعد المنقلب الشتويّ، وهو عندهم أوّل شهر من شهور السنة، فهو في حسابهم أحد وثلاثون يوماً؛ يريد بالأوّل كانون الثاني، وهو ينواريس. والشهر الثاني فيحسبونه ثمانية وعشرين يوماً، وكذلك أيضاً الشهر الثالث بعد المنقلب الشتويّ يحسبونه أحداً وثلاثين يوماً، وهو آذار. وأمّا الشهر الرابع فيحسبونه ثلاثين يوماً، وهو نيسان؛ وأمّا الخامس فمثل الأوّل والثالث أحد وثلاثون يوماً؛ وأمّا السادس فمثل الرابع؛ وأمّا الشهران اللذان بعد السادس فمثل الأوّل؛ ثمّ الشهر الذي بعدهما‌