Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Inaequali Intemperie (On Uneven Distemper)

Istanbul, Süleymaniye, Ayasofya 3593

الليف والأغشية كما قلت في كتابي في علاج التشريح.

وقد وصفت أيضاً في ذلك الكتاب أنّ بين الأعضاء الأول المتشابهة الأجزاء فرجاً كثيرة وأكثر منها وأعظم فيما بين الأعضاء المركّبة الآليّة. وربّما وجدنا مثل تلك الفرج في الواحد من الأعضاء المتشابهة الأجزاء كما قد نجد ذلك في العظم وفي الجلد إلّا أنّ ما كان من الأعضاء ليّناً فإنّ بعض أجزائه ينطبق علی بعض فتخفی عن الحسّ الفرج التي فيما بينها. وأمّا ما كان من الأعضاء صلباً يابساً فإنّك قد تدرك ما فيه من الفرج والخلل بالحسّ كما قد تجد في المشاش من العظام. وفي خلل ذلك المشاش من العظام رطوبة بالطبع غليظة بيضاء أعدّت للعظام لتغتذي بها. وأمّا المسامّ التي في الجلد فقد بيّنت في كتابي في المزاج كيف تحدث. فهذا ما كان يحتاج إلی الإذكار به ضرورة ليضح به ما أنا واصفه فيما بعد.

وينبغي الآن أن نقصد قصد سوء المزاج المختلف فنصف ما طبيعته وعلی كم ضرب يحدث. وقد قلنا فيما تقدّم إنّه ليس يكون في أجزاء الجرم الذي يعرض فيه سوء المزاج المختلف مزاج واحد إلّا أنّ هذا أمر عامّ مشترك لكلّ سوء مزاج مختلف. وأمّا أصنافه فتابعة لطبائع الأجرام التي يحدث فيها فإنّ حدوث سوء المزاج المختلف في اللحم المجرّد غير حدوثه في العضلة كما هي وكلّ واحد منهما يكون علی غير الجهة التي يكون عليها الآخر.

من ذلك أنّه إذا انصبّ إلی عضلة فضل حارّ فإنّ ما فيها من العروق التي هي أعظم عروقها الضوارب منها وغير الضوارب يمتلئ أوّلاً ويتمدّد ثمّ من بعد تلك العروق التي هي أصغر ولا يزال كذلك يسري حتّی يبلغ إلی أصغر العروق. فإذا غاض ذلك الفضل في تلك العروق فلم يضبطه بدر منه شيء من أفواه تلك العروق ورشح منه شيء فخرج من نفس أبدان العروق. فإذا كان ذلك امتلأت الفرج التي فيما بين الأعضاء الأول من ذلك الفضل حتّی يعرض لها أن تسخن وتبتلّ من جميع جهاتها من تلك الرطوبة المحيطة بها. وأعني بالأعضاء الأول في هذا الموضع العصب والرباطات والأغشية واللحم وقبل هذه نفس العروق الضوارب وغير الضوارب التي قد يعرض فيها أوّلاً الوجع خاصّة علی أنحاء شتّی. وذلك أنّ الفضل من داخلها يسخنها ويمدّدها ويصدعها والفضل من خارجها يسخنها ويزحمها ويضغطها ويثقّلها.

وأمّا سائر الأعضاء فبعصها إنّما تؤلمه السخونة فقط وبعضها إنّما يؤلمه الضغط فقط وبعضها يؤلمه الأمران جميعاً. ويقال لهذه العلّة عند اليونانيّين «فلغموني» وهي الورم الحارّ وهو سوء مزاج مختلف يعرض في العضلة. وذلك أنّ الدم الذي فيها يكون قد سخن وحدث له شبيه بالغليان ثمّ تسخن بسخونته أوّلاً خاصّة أبدان العروق الضوارب وغير الضوارب ثمّ جميع ما هو خارج عنها ممّا يفيض عليه حتّی يستفرغه.

ولا بدّ من أن يؤول الأمر في ذلك إلی إحدی خلّتين إمّا أن يغلب الفضل الذي ينصبّ إلی العضلة فيفسد الأجسام التي يغلب عليها وإمّا أن يغلب ذلك الفضل فتعود العضلة إلی حالها الطبيعيّة. فأنزل أوّلاً أنّ الفضل غلب إذ كان الابتداء إنّما هو أحمد وأولی: أقول إنّ البرء يكون عند ذلك علی أحد ضربين إمّا بأن يتحلّل جميع تلك الرطوبة التي انصبّت إلی العضلة وإمّا بأن ينضج. وأحمد البرئين ما كان بالتحلّل فأمّا النضج فيلحقه أمران ضرورة أحدهما تولّد المدّة والآخر الجمع. والجمع ربّما كان إلی أعظم الفرج القريبة من الموضع وأقلّها خطراً وهذا أحمد ما يكون من الجمع وربّما كان إلی أعظم الفرج القريبة لكن تلك الفرجة لا تكون بقليلة الخطر أو يكون في فرجة قليلة الخطر لكنّها

Work

Title: Galen: De Inaequali Intemperie
English: On Uneven Distemper
Original: Περὶ ἀνωμάλου δυσκρασίας

Domains: Medicine

Text information

Type: Translation

Translator: Ḥunayn ibn Isḥāq

Translated from: Syriac (close)

Date: between 856 and 873

Bibliographic information

Publication type: Manuscript

City: Istanbul
Library: Süleymaniye
Shelf mark: Ayasofya 3593 (3)
Folios: 49r-52v

City: Madrid
Library: Biblioteca Nacional
Shelf mark: 5011 (3)
Folios: 127v-137r

City: Paris
Library: Bibliothèque Nationale
Shelf mark: arabe 2847 (3)
Folios: 106r-114v