Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb (Practical Ethics of the Physician)

Bürgel 1992

السكتة، والبرسام ونظائرهم، أو لأن المريض طفل لا يعقل، أو أعجمى، أو أخرس، أو أمثال هذه الموانع، فلذلك يحتاج الطبيب إلى معرفة حالات هؤلاء ممن يخدمهم، ولا يتم ذلك لخدمهم، إلا بما يوصيهم، وينبههم عليه الطبيب من تفقد الحالات، والعلامات التى يحتاج إليها. ومتى لم يمكن الطبيب أن يتولى إصلاح دواء المريض، أو يصلح بحضرته، فيجب عليه أن يوصى المتولى لخدمته، بعد علمه بفهمه، كيف يصلح دواءه، وغذاءه، ومقدار كل واحد منهما، وزمانه، وغير ذلك من سائر تدابيره.

ولأن منزل المريض ربما كان غير موافق له، لمجاورته بما يؤذيه، من روائح، أو أصوات، أو غير ذلك من المضرات به، فيجب على الطبيب أن يأمر بنقله من ذلك المنزل إلى الأوفق له. ويجب أن يحذر المواضع التى تحتقن فيها الأهوية والبخارات الرديئة، كسفل الدور التى لا تخترقها الرياح، ولا ينقى هواؤها، فإن ذلك مفسد جداً. وليختر له من البيوت الرياح الموافقة له، ويأمر أيضا بإصلاح هوائه المحيط به بما يوافقه من البخور، والزهور، والرياحين، بحسب ما يوجبه مرضه، والوقت.

〈و〉مع جميع ذلك يجب ألا يترك حول المريض، ولا بقربه، 〈أحد〉 متى ما يبرز من جسمه، كبراز، أو نفث، وخاصة ما له رائحة كريهة. فإن ذلك يضر به فى مرضه، ويمرض خدمه. ويجب على خادم المريض ألا يخبره بما يغمه، ولا بما يحزنه، ولا يسمعه ولا يريه ما يكرهه. وبالجملة، فإن جميع ما يعمل مع المريض مما لا يوافق عمل الطبيب، فهو يفسد عليه علاجه، فيجب أن يحذر من ذلك، كما حذر منه، وتقدم بالقول فيه الجليل بقراط فى الفصل المقدم ذكره، وهو قوله: وقد ينبغى لك ألا تقتصر على توخى فعل ما ينبغى، دون أن يكون المريض ومن يحضره كذلك والأشياء التى من خارج. فقد جمع هذا الفصل جمل ما بسطناه وما لعله قد تبقى مما لم نذكره، فتدبره، وقس بجميع ما شرحناه ما لم نشرحه، لتصل بذلك إلى الغرض، بعون الله تعالى!

Work

Title: al-Ruhāwī: K. Adab al-ṭabīb
English: Practical Ethics of the Physician
Original: كتاب أدب الطبيب

Domains: Medicine, Ethics, Pharmacology

Text information

Type: Secondary

Date: between 880 and 930

Bibliographic information

Publication type: Unpublished

Author/Editor: Bürgel, J. Christoph

Title: Kitāb adab al-ṭabīb taʾlīf Isḥāq ibn ʿAlī al-Ruhāwī

Published: 1992