Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Ars Poetica (Poetics)

ونقول فى عماد المقولة بأسرها. وأجزاء الأسطقسات هى هذه: الاقتضاب — (١٤) الرباط — الفاصلة — الاسم — الكلمة — التصريف — القول:

فأما الأسطقس فهو غير (١٥) مقسوم، وليس كله لكن ما كان منه من شأن الصوت المركب أن يتركب ويكون (١٦) منه: وذلك أن أصوات البهائم هى غير مفصلة، وليس ولا واحد منها صوت مركب، (١٧) وليس ولا واحد من أجزاء الأصوات ما أقول إنه الأسطقسات. وأما هذا الصوت (١٨) المركب فأجزاؤه جزآن: أعنى المصوت ولا مصوت ونصف المصوت (١٩) غير أن المصوت الذى يكون من غير القرع الكائن عند الشفتين أو الأسنان هو صوت (٢٠) غير مفصل، وأما نصف المصوت الذى يكون مع القرع فليس له على انفرداه صوت (٢١) مسموع إذا ما حرك: الـ«ـس» والـ«ـر» وأما لا مصوت فهو الذى مع القرع؛ أما على (٢٢) انفراده فليس له ولا صوت واحد مركب مسموع، وأما مع التى لها صوت مركب (٢٣) قد يكون مسموعاً: بمنزلة الـ«ـج» والـ«ـد»، وهو بعينه مختلف بشكل الأفواه والمواضع، وبالاتصال (٢٤) والمرسل، بالطول والانقباض، وأيضاً بالحدة والصلابة، وبالتى هى موضوعة فى وسط (١٤٢أ) كل واحد واحد فى جميع الأوزان وينبغى أن تدانيها.

وأما الاقتضاب صوت مركب 〈غير〉 مدلول، مركب (٢) من أسطقس مصوت ولا مصوت. وذلك أن الـ«ـج» والـ«ـر» بلا «أ» ليسا اقتضاب، (٣) إذا كان إنما يكون اقتضاب مع «أ» لكن الـ«ـج» والـ«ـر» و«أ» هى اقتضاب؛ إلا أنه ينبغى أن ننظر فى اختلاف (٤) هذه، أعنى هذه الوزنية. وأما الرباط فهو صوت مركب غير مدلول، بمنزلة «أما» و«أليس»، (٥) وذلك أن ما يسمع منها هو غير مدلول مركب [آ] من أصوات كثيرة، وهى دالة على صوت (٦) (لفظة) واحد مركب غير مدلول.

وأما الفاصلة فهى صوت مركب غير مدلول، (٧) وإما لابتداء القول وإما لآخره، أو حد دال، بمنزلة «فإما» أو «من أجل» أو «إلا». ويقال: صوت (٨) مركب غير مدلول، الذى لا يمنع ولا يفعل الصوت والواحد المدلول، الذى من شأنه أن يركب (٩) من أصوات كثيرة، وعلى الرؤوس وعلى الوسط.

وأما الاسم فهو لفظة أو صوت مركب، (١٠) دالة أو دال، خلو من الزمان، جزء من أجزئه لا يدل على انفراده. وليس تستعمل الأسماء المركبة على أن جزءاً (١١) من أجزائها يدل على انفراده، وذلك أن «دورس» من «ثاودورس» ليس يدل على شىء.

وأما الكلمة فهى صوت (١٢) دال أو لفظة دالة تدل مع ما تدل عليه على الزمان، جزء من أجزائه لا يدل على انفراده كما لا يدل (١٣) جزء من أجزاء الأسماء على انفراده، ذلك أن قولنا «إنسان» و«أبيض» ليس يدلان على الزمان، وأما (١٤) قولنا «يمشى» أو «مشى» فقد يدلان على الزمان: أما ذاك فعلى الزمان الحاضر، وأما هذا فعلى الزمان الماضى.

(١٥) وأما التصريف فهو للاسم أو للقول: أما ذاك على أن «لهذا» «وهذا» وما أشبه ذلك، بعضه يدل (١٦) على واحد أو على كثير، بمنزلة «الناس» أو «الإنسان». وأما ذاك فعلى هذه التى هى فى الأقاويل، (١٧) بمنزلة ما فى السؤال وفى الأمر، وذلك أن قولنا «مشى» أو «يمشى» — إذا دللنا به على الزمان (١٨) المستقبل — هما تصاريف الكلمة، وهذه هى أنواعها أيضاً.

والقول هو لفظ دال أو صوت (١٩) دال، مركب، الواحد من أجزائه يدل على انفراده. وليس كل قول مركب من الكلمة، بمنزلة «حد (٢٠) الإنسان» لكن قد يمكن أن يكون القول من 〈غير〉 كلم. جزء من القول الدال على ما هو الشىء بمنزلة أن يكون له، (٢١) بمنزلة قولنا «قاللناس» فى قولنا «قال لناس يمشى». والقول يكون واحداً على ضربين: وذلك (٢٢) أنه إما أن يكون القول واحداً بأن يدل على واحد، وإما أن يكون واحداً برباطات كثيرة، بمنزلة (٢٣) قولنا إن سفر [أو] أوميروس — هو المعروف بإيلياس — هو واحد، وذلك أن هذا هو واحد برباط؛ (١٤٢ب) وأما قولنا «إنسان يمشى» فهو واحد من قبل أنه يدل على واحد.